يجوع شعبه ليغذي أطماعه.. تظاهرات ضد خامنئي تشعل إيران رغم التعتيم الإعلامي

12

طباعة

مشاركة

مع تزايد وطأة الأوضاع الاقتصادية المريرة وانتشار الفقر رغم امتلاك البلاد موارد طبيعية هائلة، خرجت جماهير عريضة من الشعب الإيراني في مظاهرات حاشدة بمعظم مدن البلاد، مرددين هتافات "الموت لخامنئي، ويسقط خامنئي"، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.

واندلعت شرارة المظاهرات في 12 مايو/ أيار 2022، إثر رفع السلطات الإيرانية الدعم عن القمح المستورد، ما زاد الأسعار بنحو 300 بالمئة بشكل مفاجئ، وطال ذلك سلع ومواد غذائية أساسية مثل الخبز وزيت الطهي والدجاج والبيض والحليب.

ثم توسعت التظاهرات لتطالب بإسقاط المرشد الأعلى الإيراني، والرئيس إبراهيم رئيسي؛ وسادت فوضى عارمة في الشوارع واقتحم متظاهرون الأسواق والمتاجر لتأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.

على إثر ذلك، قطعت الحكومة خدمة الإنترنت فيما لا یقل عن 6 محافظات، واعتقلت 22 متظاهرا بتهمة توجيه المظاهرات للإضرار بالممتلكات العامة.

كما قتل متظاهر، فيما قالت مصادر محلية إن ثلاثة أشخاص قتلوا خلال احتجاجات في مدن دزفول وأنديمشك وفرسان، نتيجة تدخل قوات الأمن لفض المظاهرات، مستخدمة الغاز المسيل للدموع.

الناشطون على تويتر، استنكروا تجاهل وسائل الإعلام العربية والغربية للأحداث المشتعلة في إيران منذ 4 أيام، وأكدوا أنها ليست على قدر الحدث وتتجاهل تسليط أنظار العالم على ما يحدث في إيران.

وعدوا تجاهل الإعلام الغربي للمظاهرات الضخمة التي تشهدها دليلا على أن النظام الإيراني مدعوم غربيا، مستنكرين صمت مدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان عن المجازر التي تحصل بحق المواطن الإيراني.

ونددوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها #احتجاجات_إيران، #إيران_تشتعل، #إيران_تنتفض، #ثورة_الجياع_ضد_نظام_الملالي، بوصول الحال بدولة بحجم إيران إلى هذا المستوى من التدني الاقتصادي والفقر والبطالة.

وأرجع ناشطون ما وصلت إليه إيران بسبب دعم نظام الملالي لمليشيات في العواصم العربية بمليارات الدولارات بهدف الاستيلاء على البلدان، متهمين النظام بقمع الشعب وتجويعه وقتله بهدف الحفاظ على البقاء في السلطة.

وتداول ناشطون صورا لخامنئي مداس عليها بالأقدام، وأخرى مرسوم عليها علامات الخطأ في إشارة إلى رفضهم لوجوده، وغيرها تم إحراقها في شوارع مدينة الأحواز العربية التي تحتلها إيران والتي انطلقت منها الانتفاضة الشعبية.

انتفاضة شعبية

وتعليقا على هذه التطورات، قالت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي: "مرحى بالمواطنين المنتفضين في طهران ومدن الوطن الأخرى.."، مؤكدة أن استمرار الاحتجاجات بشعار الموت لخامنئي، يعد بالنصر النهائي على نظام الملالي المجرم النهاب.

وأوضح الإعلامي الإيراني الناشط في حقوق الأقليات وأهل السنة في إيران ماجد العباسي، أن احتجاجات إیران انتقلت إلى العاصمة طهران وإلى مدن كبيرة أخرى كشيراز ومشهد، وسط أنباء عن اعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين، وسقوط القتلى والجرحى في بعض المناطق المشتعلة.

ونشر الباحث المشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية مصطفى النعيمي، مقطع فيديو لإحراق صورة المرشد الإيراني علي خامنئي في الأحواز، موضحا أن تلك الخطوة تأتي استكمالا للتظاهرات المناوئة لقوات الاحتلال الإيراني.

وحيا أبو علي الحدي، الشعب الإيراني وشد على أياديهم لإسقاط هذا النظام البائد كي يعيشوا بيننا بسلام وأمان بدلا من الفقر والجهل والحروب التي بددت واستنزفت ثروات الشعب الإيراني بسبب هذا النظام الدموي.

تجاهل إعلامي

وعن التعتيم الإعلامي، كتب الصحفي كامل الخوداني، أن أصوات الشعب الإيراني ترتفع في معظم شوارع المدن بشعار "الموت لخامنئي" في ظل غياب شبه تام للإعلام العربي الرسمي والشعبي لمساندة انتفاضة هذا الشعب المغلوب على أمره المطالب بالحرية والعتق من نظام الرجس الشيطاني للملالي.

وأشار سعد الشمري إلى أن إيران تشهد صدامات مع حرس الثورة وقوات الباسيج، أسفرت عن حرق مراكزهم واحتلال معسكر لحرس الثورة، ومظاهرات بمختلف المدن الإيرانية، مستنكرا التعتيم الإعلامي وعدم تغطية الأحداث. وتعجب الإعلامي أبو فارس، من اجتياح مظاهرات الفقر والجوع وقمع الحريات المدن الإيرانية، فيما إعلام الرأي والرأي الآخر ومعه بقية الإعلام العربي والعالمي المحترف يمارس صمته المرير عن الأحداث الدامية! ولفت الإعلامي محمد مجيد الأحوازي، إلى عدم وجود أي تعليق من قبل مبعوث الولايات المتحدة الخاص لإيران روبرت مالي عن الاحتجاجات الشعبية وقتل المتظاهرين السلميين من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية وقطع شبكة الإنترنت في إيران.

وعد ذلك "تواطؤا ودعما من قبل إدارة بايدن للنظام الإيراني لقتل المتظاهرين في شوارع إيران".

وانتقد المستشار الصناعي سعود بن محمد الغرابي، عدم تعليق أميركا على ما يحدث من قمع في المدن الإيرانية، قائلا: "لو كان ذلك في إحدى الدول العربية لرأينا مسؤوليها وقد تنابحوا من كل صوب بطلب ترك المجال للمتظاهرين دون قمع!".

وأضاف أن مظاهرات الشعب الإيراني لا تتماشى مع رغبات وأهداف دول الغرب المجرمة التي من مصلحتها بقاء نظام الملالي.

فوضى عارمة

وبرز حديث ناشطين عن تدخلات إيران في الدول العربية وتشريد أهلها وتدميرها عبر أذنابها وأدواتها هناك مثل الحوثي باليمن، والحشد الشعبي بالعراق، وحزب الله في لبنان، والحرس الثوري في سوريا.

ولفت الناشط السوري إبراهيم، إلى أن إيران تدخلت وتتدخل في معظم الدول العربية وهي التي تحتل أربع عواصم عربية، داعيا إلى مساندة الشعب الإيراني والأحوازي ولو بكلمة في حراكه ضد نظام الملالي.

وأكد أن ذلك واجب على كل عربي شريف، لأن النظام الإيراني هو منبع الإرهاب.

دكتور العلوم السياسية عذبي العصيمي، قال إن الوضع في إيران تنطبق عليه مقولة الضغط يولد الانفجار، فإن النظام يتعمد الاستبداد بغطاء ديني ليكون مسيطرا على الشعب، واليوم أكثر من لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين يعانون من البطالة ويشاهدون أموال الدولة تدفع في لبنان وسوريا واليمن والعراق.

وأوضح الشاعر أحمد ماجد، أن شعب إيران يعيش تحت خط الفقر بسبب حكومته التي تنفق 70 بالمئة من دخلها القومي على الاضطرابات والقلاقل في سوريا ولبنان واليمن، وتنفق 30 بالمئة فقط على الشعب الإيراني الذي يعاني الفقر. وأشار راشد الدعجه، إلى أن الشعب الإيراني يعاني الجوع وأدخله للاضطرابات، من خلال أجندة ومنظمات تأتمر بأمر الحكومة الإيرانية ولديها عملاء يخدمون توجهاتها ويتلقون الدعم المادي واللوجستي منها. وكتب عبد الناصر بن حماد العوذلي: "لطالما عصفت إيران بدول عديدة وتدخلت في شؤون دول، ولكن كما قال المثل اليمني من [كال استكال] وها هي إيران اليوم بين شقي رحى".

وأشار إلى أن نظام الملالي الذي يحكم إيران بالخرافة أوصل الشعب الإيراني إلى قاع سحيق من الفقر والعوز، بينما مليارات من الدولارات تنفقها إيران على الإرهاب.