خطأ فادح.. جون أفريك: حفتر وراء تنصل باشاغا من مقاله في التايمز البريطانية

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلطت مجلة فرنسية الضوء على تنصل رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس نواب طبرق، فتحي باشاغا، من مقال نُشر باسمه في صحيفة "التايمز" البريطانية، طلب فيه دعما من لندن لإخراج عناصر مرتزقة "فاغنر" الروسية من بلاده.

وقالت مجلة "جون أفريك"، إن "باشاغا، منافس عبد الحميد الدبيبة- الذي لا يزال رئيس الوزراء المعترف به من قبل المجتمع الدولي- نشر مقالا في صحيفة التايمز يوجه فيه انتقادات إلى الروس، لكنه تراجع عن كل ما جاء في المقال في وقت لاحق".

صدى قوي

وأوضحت المجلة أن "باشاغا يشغل منصب رئيس الحكومة الجديدة التي أدت اليمين القانونية في 3 مارس/آذار 2022، أمام مجلس النواب المنعقد في طبرق (شرق)، في ظل غياب عدد من الوزراء، وبعد حصول حكومته على الثقة بعدد أصوات 92 نائبا من إجمالي 166".

وأضافت أن "3 وزراء لم يتمكنوا من حضور الجلسة بعد احتجازهم من طرف مسلحين، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية وباشاغا نفسه، وتغيب وزراء آخرون دون معرفة الأسباب".

وتتألف تلك التشكيلة الحكومية الجديدة من 40 وزيرا.

ولفتت المجلة إلى أنه "في اليوم التالي أي 4 مارس، أمر باشاغا مؤسسات في البلاد بعدم التعامل مع أي قرارات صادرة عن حكومة الدبيبة التي عدها (منتهية الولاية)".

وشددت على أنه "بذلك الإذن عاد الانقسام ليسود مؤسسات الدولة في ليبيا بعد نحو سنة وستة أشهر من محاولات داخلية وخارجية لرأب الصدع".

وتساءلت جون أفريك: "هل كانت المقالة التي كتبها باشاغا تحت عنوان (تريد ليبيا الوقوف إلى جانب بريطانيا ضد العدوان الروسي) والتي تصدرت افتتاحية صحيفة التايمز البريطانية عبارة عن خبر زائف؟"

وفي المقال، طالب باشاغا "بدعم لندن"، موضحا خطابه ذلك بأنه "إذا كانت بريطانيا تريد شريكا في إفريقيا يدفع عنها روسيا خارج القارة، فإن حكومتي مستعدة للعمل معها". 

وبسرعة كبيرة كان لهذه الكلمات صداها القوي "في الداخل الليبي ولكن أيضا خارجها"، تقول المجلة الفرنسية.

وتابعت: "قدمت هذه الحملة الإعلامية التي تواصلت لساعات باشاغا على أنه حصن في مواجهة فاغنر".  

واستدركت جون أفريك: "لكنه وفي اليوم التالي، أكد باشاغا على حسابه في منصة تويتر، أنه لم يكن صاحب تلك المقالة، قبل أن يطلب من صحيفة التايمز التحقيق في هذه القضية، لتجنب نشر أخبار مزيفة".

وأضافت "لكن رغم ذلك، من غير المفترض القبول بمثل هذا التبدل في الآراء، حيث إن طريقة تحرير وصياغة النص/المقالة من جانب التايمز كانت بطريقة رسمية".

عملية الإغواء 

وعند اتصال "جون أفريك" بـ"التايمز" أخبرهم المتحدث باسمها أن الصحيفة "ستحافظ على نشر المقال".

وأوضح المتحدث أن "فريق عمل باشاغا قد أكدوا أنه صحيح".

وقالت المجلة الفرنسية إن "فريق العمل الاتصالي لرئيس الوزراء لا يزال يلعب في كلا الاتجاهين، حيث إنهم لم يؤكدوا أن باشاغا هو صاحب المقالة ومؤلفها، رغم أنها تذكر باقتضاب في نصف كلمة أن الموقف تجاه روسيا المعروض في هذه المقالة هو على مسؤولية باشاغا".

ووفقا للعديد من المراقبين، "كان باشاغا ملزما بالتراجع عما قاله بعد ضغوط من جماعة الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، عدوه السابق، والآن حليفه".

ولخص الوضع المعقد الوضعية التي صار فيها رئيس وزراء طبرق، خاصة وأن روسيا قد كانت واحدة من رعاة حفتر.

وتدعم موسكو في الشرق الليبي، حفتر، عبر مرتزقة فاغنر شبه العسكرية الروسية.  

وتكمن أهمية تواجد هؤلاء المرتزقة خاصة، في الحفاظ على مكانة روسيا في مجال النفط المتزايدة أهميته الإستراتيجية وضمان سلامتها من عواقب تقلباته، بحسب المجلة الفرنسية.

و"فاغنر" تحديدا هي التي ساعدت حفتر في التصدي لمحاولات قوات حكومة الوفاق الوطني، التوجه نحو الشرق صيف 2020، ومنع الانهيار المحتمل لقوات الجنرال الانقلابي.

ولكن في الخارج، فإن قنوات تواصل موسكو مع باشاغا كانت أقل قبولا منذ الغزو العسكري الروسي أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

ورأت جون أفريك أن "فشل محاولة باشاغا في إعادة توجيه دفة السياسة شرق ليبيا نحو الغرب، توضح المجال المحدود للمناورة لديه بالمقارنة مع حليف غير مريح بالنسبة له، أي حفتر".

ولفتت إلى أن "باشاغا من الشخصيات البارزة في المشهد السياسي الليبي المتفكك، حيث رُشح في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2018 لمنصب وزير الداخلية، بعدما أصدر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج قرارا بتكليفه بمهام الداخلية".

وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2019، تعرض موكب باشاغا إلى إطلاق نار في مصراتة من طرف القوات التابعة لحفتر- حليفه الحالي- وما نجم عنه من إصابات خفيفة، وقد جاء ذلك بالتزامن مع إعلان حفتر عن بدء قواته ما وصفها بـ"المعركة الحاسمة" بغية السيطرة على العاصمة طرابلس.

ومع حلول 28 أغسطس/آب 2020 تم إيقاف باشاغا عن العمل كوزير للداخلية، وسط احتجاجات في طرابلس، ثم تمت إعادته بعد تحقيق إداري على صلة بإطلاق النار على مظاهرات شهدتها طرابلس.

وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 قدم باشاغا أوراق ترشحه مع 12 آخرين للانتخابات الرئاسية التي كان مقررا إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 لكنها تأجلت.