على مرأى من أميركا.. هكذا تُنكل "سوريا الديمقراطية" بالأكراد المعارضين

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع "المونيتور" الأميركي، أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تواصل التنكيل بالأكراد المعارضين في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، على مرأى ومسمع من القوات الأميركية الموجودة بالمنطقة.

وأرجع الموقع سبب ذلك إلى عملية "قفل المخلب" التركية التي أطلقتها أنقرة في 18 أبريل/ نيسان 2022 في شمالي العراق، ضد عناصر حزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، المصنف جماعة إرهابية من قبل تركيا وأميركا، لكنه الأب الروحي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني "ب ي د"، العمود الفقري لمليشيا "قسد".

تطورات خطيرة

وشهدت مناطق سيطرة "قسد" في سوريا بالتزامن مع بدء العملية التركية في العراق، حوادث حرق لمكاتب ومقرات "المجلس الوطني الكردي" المعارض وأحزابه.

ويُعرف "المجلس الوطني" بقربه الكبير من "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في شمالي العراق، والذي تحدثت عدة تقارير أنه "ينسق" مع الجانب التركي في العملية العسكرية الجارية ضد مسلحي "بي كا كا".

واتهم المجلس الوطني الكردي، حزب "ب ي د"، بالوقوف وراء عمليات الاعتداء، بينما نفى الأخير ذلك، واصفا ما يفعله الطرف الأول بأنه "عمالة وخيانة".

ويقول القيادي البارز في "ب ي د"، صالح مسلم للمونيتور: "ليس لدينا أي فكرة عمن يقف وراء هذه الهجمات. فتحت قواتنا الأمنية "الآسايش"، تحقيقات للتعرف على الجناة والقبض عليهم. لكننا بالتأكيد لسنا مرتبطين بهذه العمليات بأي شكل من الأشكال ".

وعقب الهجمات، دعا المجلس الوطني الكردي الولايات المتحدة للتدخل لوقف هذا العدوان. وتم الإبلاغ عن ثلاث هجمات على الأقل في مناطق الحسكة والدرباسية والمالكية، شمال شرقي سوريا.

وقال مسؤولون في المجلس الوطني الكردي إن مكتبه في بلدة كوباني أضرمت فيه النيران إلى جانب مكتب تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا.

وألقى مسؤولو المجلس الوطني باللوم على حزب الاتحاد الديمقراطي وجماعة "سيوانان سوريسغر"، وهي مجموعة شبابية تابعة لـ"بي كا كا".

وقال المجلس الوطني الكردي في بيان إن "سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) في الترهيب بحق شعبنا، وحرق مكاتب المجلس وأحزابه، تجرى أمام أعين التحالف الدولي والولايات المتحدة التي تدعم عسكريا هذه القوات" .

وأضاف أن مكاتب الحسكة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا قد تمت مداهمتها من قبل عشرات المسلحين الذين أرهبوا أعضاء الحزب والضيوف تحت تهديد السلاح قبل أن يحرقوا المكتب بأكمله بزجاجات المولوتوف.

وتأتي هذه الهجمات بعد غارات سابقة على مكاتب المجلس الوطني الكردي في السنوات الأخيرة.

أدوار إقليمية

وقد يعرقل التصعيد الأخير، وفق المونيتور، الجهود الأمريكية لاستئناف محادثات السلام بين "ب ي د" والمجلس الوطني الكردي، والتي يُنظر إليها على أنها ضرورية لاستقرار المنطقة التي يديرها الأكراد شمالي سوريا.

وفشلت جولة سابقة بدأت أواخر عام 2019 مع مظلوم كوباني، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية وأكبر حليف للولايات المتحدة في سوريا، وسط تبادل الاتهامات.

واتفق الطرفان على وقف جميع أشكال العنف بهدف نهائي والتوصل إلى موقف مشترك بشأن مستقبل الأكراد في سوريا في محادثات سلام مباشرة أو برعاية الأمم المتحدة مع النظام السوري.

ولفت الموقع إلى أن تركيا أيضا باتت قوة إقليمية مهمة بهذه المنطقة، فضلا عن كونها عضوا في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأصبحت أكثر نفوذا في المنطقة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويعد الدعم الأمريكي للأكراد السوريين وحيازة تركيا لصواريخ إس 400 روسية الصنع من الأسباب الرئيسة في تردي العلاقات الأميركية التركية في السنوات الأخيرة.

وتزامنت الهجمات على المجلس الوطني الكردي مع شن القوات التركية عملية جديدة على مسلحي "بي كا كا" في إقليم كردستان العراق.

وتجرى العملية التي تحمل اسم "قفل المخلب"، من البر والجو، وهي الأحدث في سلسلة من الحملات التي تهدف إلى إضعاف الإرهابيين في جميع أنحاء كردستان العراق واستهداف القادة من المستوى المتوسط ​​والكبار بطائرات بدون طيار مسلحة.

وتعليقا على العملية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه "العدالة والتنمية"، إن الحملة عبر الحدود تهدف إلى "تخليص الأراضي العراقية من الإرهابيين وضمان أمن حدودنا".

خطوط متعارضة

وتكهن القيادي في "ب ي د"، صالح مسلم بأن الغارات على أحزاب المعارضة في شمال شرق سوريا ربما تكون مدفوعة بالهجوم التركي الأخير على إخوانهم في الجوار.

وقال مسلم لـ "المونيتور": "الأجواء شديدة التوتر هنا، وأحد أسباب الغضب الموجه إلى المجلس الوطني الكردي هو مشاركة مليشيا مرتبطة به تعرف باسم روج بيشمركة في العملية ضد (بي كا كا)".

ولم يتمكن المونيتور من تأكيد الادعاء بشكل مستقل.

وزعم مسلم أن "قوات الآسايش عرضوا توفير حراس أمن للمجلس الوطني الكردي والشركات التابعة له، لكنهم رفضوا لأنهم لا يعترفون بإدارتنا".

ولدى المجلس الوطني الكردي علاقات وثيقة مع تركيا والقيادة الكردية العراقية، لاسيما مع الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، برئاسة مسعود بارزاني وابنه مسرور ، رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان.

وأجرى بارزاني الأصغر محادثات مع أردوغان ورئيس المخابرات هاكان فيدان، في إسطنبول في 15 أبريل. وأثار الاجتماع اتهامات جديدة بالتواطؤ بين تركيا وعائلة البارزاني ضد "بي كا كا" الذي يشن حربا دموية منذ 36 عامًا ضد الجيش التركي.

وكان الاجتماع قد تم التخطيط له قبل ثلاثة أسابيع على الأقل، بحسب مصادر لم تذكر إسنادها إلى "المونيتور".