وسط محاولات اقتحام الأقصى.. من وراء حملة الذباب الإلكتروني للتخلي عن فلسطين؟

12

طباعة

مشاركة

بالتزامن مع التصدي لمساعي الكيان الإسرائيلي للاستيلاء على المسجد الأقصى واشتعال المواجهات مع شرطة الاحتلال في معظم أرجاء القدس والضفة الغربية، تعرض الفلسطينيون لهجمة شرسة، لكن هذه المرة من جيش مختلف، قوامه الذباب الإلكتروني.

وفعل الذباب الإلكتروني سواء الصهيوني أو العربي المتصهين وسم #فلسطين_ليست_قضيتي، وأثار طنينه غضب ناشطين على تويتر، ودفعهم للتبرؤ من المشاركين فيه وإدانتهم لهم وكشف تبعيتهم للاحتلال والأنظمة الديكتاتورية المطبعة مع الكيان، معربين عن تضامنهم الكامل مع الفلسطينيين.

وردوا عبر وسمي #فلسطين_قضيتي #فلسطين_قضية_الشرفاء، مؤكدين إيمانهم بعدالة القضية الفلسطينية وتقديرهم لصمود وصبر أبناء فلسطين المرابطين، مشيرين إلى أن الذباب الإلكتروني اغتاظ من التضامن الكبير مع القدس والأقصى بعد الأحداث الأخيرة.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ نحو أسبوعين، حملات اعتقالات وتفتيش واسعة في الضفة الغربية، يعقبها اندلاع اشتباكات مع الفلسطينيين، كما يقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى.

وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس، فإن 561 مستوطنا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى صباح 18 أبريل/نيسان 2022، في استمرار للنهج الإسرائيلي المتبع من المستوطنين ضد حرمة المسجد الأقصى، وخاصة في شهر رمضان.

وفي الضفة الغربية، أصيب 9 فلسطينيين بجراح، بينهم إصابتان وصفتا بالخطيرة، خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي بلدتي اليامون وكفر دان، قرب جنين (شمال)، وقراوة بني زيد بمحافظة رام الله (وسط) صباح اليوم ذاته.

ورفض الناشطون حملات الإساءة والتحريض على الفلسطينيين التي يشنها الذباب الإلكتروني، لشيطنة القضية، متهمين أجهزة المخابرات الصهيونية بإدارة هذه الحملات للتفريق بين شعوب الأمة وضرب الشقاق والنزاع بينها.

وحذر ناشطون من المشاركة في الوسوم المسيئة للفلسطينيين، داعين إلى تجاهلها وعدم نشرها، والتغريد على الوسوم الداعمة للقضية الفلسطينية والعمل على رفعها لتكون الأعلى تداولا تأديبا للصهاينة وأتباعهم.

تحذيرات واسعة

وبرزت تغريدات لناشطين وكتاب وخبراء قانونيين يحذرون من دور صهيوني في نشر التغريدات وتفعيل الوسوم التي تتبرأ من القضية الفلسطينية لخلق حالة من الجدل والنزاع والتخوين بين الشعوب.

الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، قال: "حين تحارب مواقع التواصل الاجتماعي المحتوى الفلسطيني، وحين يتصدر التريند بعض الهاشتاغات التي لا تعبر عن ضمير أمتنا، فاعلم أن من يحرك الرأي العام، ويحاول توجيه الناس هو الاحتلال الصهيوني وأدواته وأذنابه، فلا تكن ضحية لهؤلاء". 

من جانبه، نصح المحامي الدولي محمود رفعت، بعدم تصديق أن هراء فلسطين ليست قضيتي مصدره السعودية أو الإمارات أو أي بلد عربي، لأنه رغم كل الخلافات علينا أن نقر أن شعب السعودية كما أهلنا من شعب الإمارات يتألم مثل شعوب البحرين والمغرب.

وأكد أن هذا الهراء تصدره تل أبيب، ولذلك أبلغوا الجميع أننا أمة واحدة وسنقوم يوما.

وأوضح محمد اليحيا، أن "آوريم 8200" وحدة تابعة للموساد الصهيوني مهمتها نشر تغريدات تهاجم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بأسماء سعوديين، إضافة إلى أسماء لفلسطينيين يهاجمون السعودية لخلق فتنة وصراع وتبادل شتائم بين الجانبين.

صوت الشعوب

وأعرب ناشطون عن ثقتهم بمواقف الشعوب العربية، مؤكدين أن الأصوات المهاجمة للفلسطينيين ما هي إلا أصوات شاذة، متهمين مأجورين ومحسوبين على سلطات الأنظمة العربية الداعمة للاحتلال سواء سرا أو علانية بالصراخ على تويتر في محاولة للتأثير على الوعي العربي.

وأكد ناشطون أن فلسطين قضية كل حر شريف من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وتحظى بإجماع من أغلب الدول على عدالتها، وهذه الحقيقة لا يغيرها وسوم الذباب الإلكتروني الصهيوني الناطق باللغة العربية.

وقال الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس: "أعرف السعوديين خير معرفة، قلوبهم معلقة بالأقصى كما هي معلقة بالكعبة، لا تصدقوا الحملات الزائفة التي يقودها الأراذل، هناك شعب يحبنا ونحبه وبإذن الله سيأتي يوم يخاف فيه المتصهينون، عسى أن يكون قريبا".

وأكد الناشط محمد الحربي، أن قضية فلسطين هي قضية لكل مسلم على وجه الأرض، لذلك ربما أن أصحاب الهاشتاغ من الذباب الذين يحاربون الإسلام في كل مكان على دين سيدهم، وهؤلاء من الطبيعي أن فلسطين لا تعني لهم شيء، بل هم أصلا لا يرون الصهاينة أعداء. وأوضح الناشط الفلسطيني محمد المدهون، أن التضامن مع الأقصى أزعجهم، ولذلك غرد الذباب الإلكتروني على هاشتاغ فلسطين ليست قضيتي، وهذا يعني أن المشغل لهذا الذباب لا يريد أن يرى أي تضامن مع فلسطين! داعيا الجميع للرد على هؤلاء عبر وسم فلسطين قضيتي. وأكد الدكتور محمد الدوسري، أن الفاعلين على وسم فلسطين ليست قضيتي لا يمثلون سوى الخونة والخبثاء من الذباب والمرتزقة.

دور الأنظمة

ورصد ناشطون تغريدات عدد من الذباب الإلكتروني المناهض للقضية الفلسطينية واتهموا الأنظمة الحاكمة بالوقوف وراءهم، مشيرين إلى أنها محاولة من الأنظمة المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي لتزييف وعي الشعوب والعبث بالرأي العام وبث الأكاذيب.

وفي عام 2020، طبعت أربع دول عربية هي الإمارات والبحرين والسودان المغرب، علاقاتها مع إسرائيل، برعاية أميركية، لتلحق بكل من مصر والأردن.

الكاتب ياسر أبو هلالة، نشر صورا لتغريدات عدة، تهاجم المقاومين الفلسطينيين وتتهمهم بتدنيس المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن التغريدات تم إرسالها من جهاز سامسونغ في إشارة إلى توجيه الرأي العام من الأنظمة المطبعة.

وأكد الصحفي محمد وشاح، أن جيوش الذباب العربي المتصهين العفن تطنطن في تويتر. عليهم وعلى مشغليهم في قصور الحكم العربية خزي الدنيا والآخرة. ونشر مغرد آخر، صورا لتغريدات بعض المغردين، متهما دولة الإمارات بتجنيدهم في بلدانهم لتطبيع التصهين بدعوى الحرية، وهي التي تمتلئ سجونها بالمصلحين لأنهم ينقضون شهوتها!