موقع عبري: لهذه الأسباب لن تنفذ إسرائيل صفقة لتبادل الأسرى مع حماس

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

رأى موقع عبري أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تحاول فرض صفقة تبادل أسرى "تهدد أمن إسرائيل" وسط تلويح دائم بإمكانية أسرها جنودا آخرين.

وأشار موقع "زمن إسرائيل" إلى أن صفقة التبادل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عالقة بشدة، ولا يلوح في الأفق حل سياسي يسمح بعودة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين الأربعة لدى حماس في قطاع غزة.

وتحتجز كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف 2014، في حين دخل الاثنان الآخران القطاع في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.

تلاعب إعلامي

وتطفو هذه القضية من حين إلى آخر على السطح، ولكن من الناحية العملية لا يوجد تحول في الاتصالات نحو صفقة بين الطرفين.

وخلال فبراير/شباط 2022، تصدرت القضية عناوين الأخبار مرة أخرى بعد تصريحات لعضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) "إميلي موآتي".

ونوه الموقع العبري إلى أنه خلال ورشة عمل تحت اسم "يوم السبت الثقافي في بيتاح تكفا"، زعمت مواتي وهي أيضا عضو في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، أن هناك تقدما في قضية الأسرى والمفقودين.

وأثارت تصريحاتها ضجة كبيرة في الإعلام العربي واضطرت لنشر توضيح والتراجع عما قالته.

ويرى الموقع العبري بأنها ربما تكون قد أخطأت أو اعتمدت على معلومة أمنية من لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، أو ربما كانت مفرطة في التفاؤل.

وأردف: "على أي حال الأمور ليست على ما يرام ولم يكن هناك تقدم في الصفقة، كما سارعت حماس في نفي تصريحات عضو الكنيست".

وقالت مواتي في عدة لقاءات مع وسائل إعلام عربية إن المحادثات الخاصة بالصفقة جمدت وأنه "لم تحدث اتصالات جديدة بشأن تبادل الأسرى منذ عدة أشهر".

ولفت الموقع إلى أن حماس ترى في حديث إميلي مواتي تلاعبا إعلاميا يهدف إلى تهدئة أهالي الأسرى والمفقودين.

ويقول مسؤولو حماس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت غير جاد في التوصل إلى اتفاق، وأنه يحاول كسب الوقت.

لكنه في الحقيقة غير مهتم بصفقة في هذه المرحلة يمكن فقط في تقدير الموقع، أن تؤذيه سياسيا.

وتقول مصادر مصرية إن التطور الجديد الوحيد هو نقل قضية الأسرى الإسرائيليين إلى رعاية "محمود نجل رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي" وهو مسؤول كبير في المخابرات.

وأشار المحلل الأمني والسياسي "يوني بن مناحيم" إلى أنه في إسرائيل، يُنظر إلى هذا على أنه تطور إيجابي.

فالسيسي مهتم بالترويج للاتفاق بين إسرائيل وحماس كجزء من مبادرة مصرية لهدوء طويل الأمد في قطاع غزة.

وقال العقيد احتياط "موشيه تال" الذي كان مدير برنامج قضية الأسرى والمفقودين، بعد تقاعده من الجيش الإسرائيلي إن سبب استقالته هو أنه شعوره بعدم وجود رغبة رسمية لإعادتهم.

وانتقد بشدة حكومة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو التي قال إنها أضاعت فرصتين للصفقة.

ويرى ابن مناحيم أن تمسك حماس بتصريحات موشيه تال تظهر أن إسرائيل هي التي نسفت الصفقة.

 وتنفي مصادر سياسية في إسرائيل هذا الأمر وترد بأن حكومة نفتالي بينيت تعمل بلا كلل لـ"إعادة الأولاد إلى الوطن".

لكن بحسب المصادر نفسها، لن تدخل إسرائيل في صفقة من شأنها تعريض أمنها للخطر، وفق زعمها.

وتقدر شخصيات سياسية بارزة في إسرائيل أن حكومة بينيت غير مهتمة حاليا بصفقة تبادل أسرى مع حماس لعدة أسباب.

أولها أنها غير مستعدة لتكرار الأخطاء التي ارتكبت في "صفقة الجندي جلعاد شاليط" عام 2011 والتي أطلق فيها سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني، حوالي 80 منهم عادوا إلى المقاومة.

أبرز الأسماء

وترى تلك الشخصيات السياسية أن حكومة بينيت غير مستعدة لدفع الثمن الذي طالبت به قيادة حماس، وهو إطلاق سراح 1111 أسيرا فلسطينيا من بينهم المئات ممن تطلق إسرائيل عليهم وصف "أيديهم ملطخة بالدماء".

وأشار ابن مناحيم إلى أن مروان البرغوثي العضو البارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ومهندس المقاومة خلال الانتفاضة الثانية، كان من المفترض أن يطلق سراحه في "صفقة شاليط" لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عطل إطلاق سراحه.

وحكم على البرغوثي بخمسة أحكام بالسجن المؤبد بعد إدانته بقتل إسرائيليين، وتطالب حماس بإطلاقه ضمن الصفقة، لكن عباس يعمل على منع ذلك لأن هذا الرجل ينافسه في منصب رئيس السلطة.

ومنهم كذلك أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي حكم الاحتلال عليه عام 2008 بالسجن 30 عاما بسبب مشاركته بالتخطيط لعملية اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.

ويذكر كذلك عباس السيد الذي كان قائد كتائب القسام بالضفة الغربية. وأيضا حكم عليه بالسجن المؤبد لقتله إسرائيليين، وخطط لتفجير في "فندق بارك" في نتانيا. وطالبت حماس بالإفراج عنه في "صفقة شاليط" لكن إسرائيل عارضت بشدة.

ومن الأسماء التي تطالب بها الحركة، عبد الناصر عيسى العضو البارز في الجناح العسكري بالضفة الغربية والمحكوم بالسجن المؤبد لارتكابه اعتداءات ضد إسرائيليين.

وكان عيسى يعمل مع القائد العسكري الشهير يحيى عياش الملقب بـ"المهندس" الذي قتله جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك".

وكذلك تطالب حماس بإطلاق بلال عثمان وهو عضو بارز في القسام محكوم بالمؤبد وجرى إبعاد شقيقه إلى تركيا في عام 2011 بعد الإفراج عنه ضمن صفقة شاليط.

وأيضا جمال أبو الهيجا العضو البارز في الجناح العسكري من منطقة جنين، حكم عليه بعدة أحكام بالسجن المؤبد. ويعتبر خليفة القياديّين في حماس قيس عدوان وحسام بدران.

 وبحسب المعلومات الواردة في الجهاز الأمني الإسرائيلي، فقد شارك هو ومساعده إسلام جرار في تخطيط وتنفيذ هجوم على حافلة عند مفرق ميرون قرب مدينة صفد بالجليل الأعلى، وكذلك في الهجوم على مطعم "ماتزا" في حيفا.

 وهما أيضا مسؤولان عن الاعتداء على مطعم سبارو في القدس وتفجير سيارة مفخخة في الخضيرة وعملية فدائية في نهاريا.

ولفت المحلل الأمني ابن مناحيم إلى أن القلق ينبع من أن الموافقة على شروط حماس للصفقة والإفراج عن مئات الأسرى الذين قتلوا إسرائيليين، سيؤدي إلى تفكك التحالف الحالي ويؤدي إلى نهاية حكومة  نفتالي بينيت.

وحددت حماس خريطة طريق لصفقة مبادلة من ثلاث مراحل وهي غير مستعدة للتحلي بالمرونة والتفاوض على حل وسط. 

في الواقع، إنها تحاول فرض الخطوط العريضة للصفقة على إسرائيل، وفي ظل حالة من الركود والتقلب في المنطقة، فإن حماس ليست مستعدة لقبول الرفض الإسرائيلي.

وأنهى المحلل بن مناحيم مقالته بالقول إن كبار مسؤولي حماس والجهاد الإسلامي يهددون بخطف المزيد من المدنيين والجنود الإسرائيليين لإجبار إسرائيل على الدخول في صفقة تبادل جديدة وفقا لشروطهما.

وتابع: "إسرائيل من جهتها لا تمارس ضغطا على حماس ويبدو أن حكومة بينيت تركز على إدامة الهدوء الحالي والمؤقت في قطاع غزة وتقدر أنه سيستمر حتى بدون صفقة تبادل الأسرى، والأيام المقبلة هي التي ستخبرنا عما سيحدث".