يشكل خطرا على سلامة الأسرى في غزة.. لماذا تطالب صحيفة إسرائيلية نتنياهو بالاستقالة؟

في إطار التخبط الذي يصيب الإسرائيليين منذ بدء حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تستمر النخبة السياسية الإسرائيلية في تبادل التهم وإلقاء اللوم على بعضها.
وربما يكون رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أكثر من يشار إليه بأصابع الاتهام من قبل عموم الإسرائيليين، والنخبة السياسية المعارضة في الكيان.
المسؤول الأول
وشنت صحيفة "زمان إسرائيل" العبرية هجوما لاذعا على نتنياهو، عادة إياه "المسؤول الأول عن الفشل الذريع الذي منيت به إسرائيل في 7 أكتوبر 2023".
ورأت أن نتنياهو "يعد مسؤولا بشكل شخصي عن الفشل في إدارة ملف حركة حماس، حيث إن سياساته أسهمت في تسليح حماس وتطور قدراتها العسكرية".
وأوضحت: "ولدى عودة نتنياهو إلى السلطة عام 2009، تذرع بمحاولته الوصول إلى تسوية مع السلطة الفلسطينية، والحفاظ على استقرار التنسيق الأمني معها".
"وإثر ذلك، انغمس نتنياهو في عدة ممارسات خاطئة، تمثلت في السماح بإمداد حماس بالسلاح والميزانيات"، معللا ذلك بمفهوم "إدارة الصراع"، حسب مزاعم الصحيفة العبرية.
وتابعت: "لكن ما فعلته حماس في 7 أكتوبر 2023 أثبت فشل هذا النهج، وبرهن على أن هذا البيت كان من ورق".
وهنا دعت الصحيفة بوضوح إلى ضرورة رحيل نتنياهو "عن سدة الحكم"، مؤكدة أن "استمرار قيادة نتنياهو كل يوم يشكل خطرا على إسرائيل".
وأشارت إلى أن "الرجل غير قادر على تقديم أي إجابة لاحتياجات الساعة، التي تتطلب قيادة ذات رؤية شاملة وخلاقة وملهمة".
وأفادت بأن "الحرب ستُحسم بمساعدة المحترفين، وليس بوجود نتنياهو قائدا للدولة، ويمكن لرجل دولة آخر أن يقودها، بل وهذا ما ينبغي أن يكون".
وردا على أولئك الذين قد يتحججون بأن أوقات الحرب لا ينبغي أن تتغير فيها القيادة، ضربت الصحيفة المثل بما حدث في إنجلترا إبان الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، حيث استقالت حكومة نيفيل تشامبرلين، في 10 مايو/ أيار 1940، وحل محلها حكومة ونستن تشرشل.
أفشل رئيس وزراء
وحول الدور المهم بالنسبة للقيادة الإسرائيلية في الوقت الراهن، ذكرت الصحيفة أن "أولا وقبل كل شيء يجب إعادة المختطفين والمختطفات كافة فورا".
وذلك "مقابل تقديم عرض واقعي للإفراج عن المعتقلين الأمنيين كافة، وربط إنجازات المعركة مسبقا بالتسوية السياسية المستقبلية، وهي الضمان الوحيد للأمن والاستقرار".
وأردفت: "لقد انهارت نظرية الجدار الحديدي وماتت، كل يوم إضافي يقضيه نتنياهو في منصبه يشكل خطرا على إسرائيل ويعرض سلامة الأسرى للخطر".
وكررت الصحيفة التأكيد على أنه "لا بد من إيجاد الطريق إلى تسوية سياسية".
كما لفتت إلى أن نتنياهو "يعرض وجودنا للخطر، حيث يسمح للتطرف بالازدهار والانتشار وإشعال النيران في المنطقة"، وفق زعمها.
وذكّرت بأن "البيت الأبيض قد أصدر بيانا جاء فيه: يتحمل نتنياهو مسؤولية كبح جماح المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية".
وأشارت إلى أن "نتنياهو يجر إسرائيل منذ 9 سنوات، تحديدا منذ عام 2015، إلى صراعات شخصية، يهمه إثبات براءته وكفاءته، وفي سبيل ذلك يستنزف طاقات وموارد هائلة من البلاد، كما أنه يركز حتى هذا اليوم، بشكل أكبر، على البقاء في السلطة، حتى لو ذهبت البلاد إلى الجحيم".
واستطردت: "لكن لا ينبغي استمرار هذا الوضع المزري".
وأكملت: "إن الخروج من الوحل الضخم الذي أوقع نتنياهو البلاد فيه، والذي بلغ ذروته في 7 أكتوبر 2023، يجب أن تكون بدايته (الاستقالة أولا)".
وأردفت: "ينبغي قبل أي شيء آخر أن يستقيل نتنياهو ووزراؤه وائتلافه".
وأضافت: "فقط بعد استقالة المسؤولين، يمكننا أن نبدأ بالعودة إلى رشدنا والتفكير في كيفية العودة إلى الحياة الطبيعية، ووضع أجندة تكون فيها مصلحة البلاد في مركز الاهتمام وبؤرة التفكير".
واختتمت الصحيفة العبرية: "علينا ألا نتخلى عن أمن شعبنا وبلادنا ونضع ثقتنا في أخطر وأفشل رئيس وزراء وصل إلى سدة الحكم وأوصلنا إلى أكبر كارثة عرفناها".