يحيا يحيى.. ظهور السنوار والضيف ببرنامج "ما خفي أعظم" أثبت فشل الاحتلال

منذ ٣ أشهر

12

طباعة

مشاركة

ضجّت منصات التواصل الاجتماعي ببيت شعر ألقاه قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يحيى السنوار، قبل استشهاده أثناء قيادته إحدى أحد العمليات العسكرية بالميدان ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: "وللحرية الحمراء باب، بكل يدٍ مضرجةٍ يُدقّ".

السنوار ظهر في لقطات حصرية عرضها برنامج "ما خفي أعظم" الذي تبثه قناة الجزيرة عبر شاشتها ويقدمه الإعلامي تامر المسحال، في 24 يناير/كانون الثاني 2025، بشأن عملية "طوفان الأقصى" وما بعدها.

وتضمنت إحدى اللقطات للسنوار وهو ينشد بيت شعر مقتبسا من قصيدة "نكبة دمشق"، التي كتبها الشاعر المصري أحمد شوقي عام 1926 للتعبير عن استنكاره للقصف الفرنسي الوحشي على دمشق خلال الثورة السورية الكبرى.

وتجسد "الحرية الحمراء" الثمن المدفوع بالدماء، و"اليد المضرجة" تعكس النضال والكفاح، فلا يُفتح باب الحرية إلا بتضحيات الشجعان.

وظهر السنوار في مشاهد عدة منها داخل غرفة عمليات "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، وأخرى في الميدان يقود العمليات ضد قوات الاحتلال المتوغلة في رفح ومناطق أخرى.

كما أظهرت اللقطات السنوار يتنقل في أكثر من منطقة بين الكمائن ويرفع معنويات المقاتلين من كتائب القسام في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وبدا وهو جالس أثناء التخطيط لتنفيذ عمليات مع قائد كتيبة تل السلطان في رفح محمود حمدان الذي استشهد معه في رفح.

وبينت اللقطات السنوار في خطوط الجبهة وهو ينظر إلى آلية إسرائيلية تم استهدافها وإعطابها في حي تل السلطان برفح.

وظهر أيضا القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، في مشاهد بثها البرنامج، وهو يضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات لهجوم طوفان الأقصى، إذ عرضت له لقطات من داخل غرفة العمليات، أظهرته وهو يحدد المواقع العسكرية المستهدفة في الهجوم.

وعرض البرنامج وثيقة سرية لأمر العمليات الذي أصدره محمد الضيف قبل يومين من تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، جاء بها تفاصيل أوامر العملية صباح 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحدد ساعة الصفر عند السادسة والنصف صباحا.

من جهتها، رأت القناة 12 الإسرائيلية أن المواد التي عرضتها الجزيرة ببرنامجها تكشف حجم فشل الاستخبارات في "السبت الأسود"، قائلا إن تحقيق القناة كشف مواد حازتها حماس قبل 7 أكتوبر 2023، وإن هذا يبرز حجم العمى الأمني قبل الهجوم.

وأشارت إلى أن التحقيق وثق تحرك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس متخفيا في تل السلطان برفح وهو يدير القتال من هناك، وأظهره وهو يفحص خرائط داخل منزل برفح كانت تعمل فيه قوات جيش الاحتلال سابقا.

فيما رأت صحيفة "معاريف" العبرية أن الوثائقي يؤكد أن السنوار لم يكن خائفا من التجول في الشوارع خلال الحرب.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #يحيى_السنوار #السنوار، #ما_خفي_أعظم، عن فخرهم بالسنوار والضيف وسعادتهم بالمشاهد التي عرضت للسنوار وأظهرته في قلب المعارك وبين المقاتلين.

وأشادوا بقدرة السنوار على قيادة العمليات ضد الاحتلال في رفح جنوب القطاع وأعربوا عن سعادتهم بظهور محمد الضيف الذي أعلن الاحتلال الإسرائيلي مرارا اغتياله، متداولين الصور التي عرضت للمرة الأولى للضيف والشهيد المشتبك السنوار خلال عملية طوفان الأقصى.  

وعد ناشطون ما عرضه برنامج ما خفي أعظم من مشاهد مهيبة لانخراط السنوار في المعارك ووجوده بين المقاومين في أرض المعركة حتى الرمق الأخير، عاصفة ومجهضة لرواية الاحتلال وسرديته الإعلامية وسببا قاطعا لإخراس المتماهين مع الاحتلال والمتبنين لروايته.

 ورأوا أن المواد التي عرضها برنامج "ما خفي أعظم" كاشفة لحجم الفشل الاستخبارات والأمني والعسكري للاحتلال، كما عدوها صفعة للأنظمة العربية الحاكمة التي خذلت غزة وحرضت إعلامها على تبني رواية الاحتلال والتحريض على المقاومة الفلسطينية.

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زعموا خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنها على غزة، أن السنوار قابع معزول في الأنفاق.

كما حاول الكيان الإسرائيلي برهنة مزاعمه بعرض جيش الاحتلال مقطعا مصورا قال إنه يظهر السنوار برفقة أطفاله وزوجته يمرون في نفق بقطاع غزة قبل ساعات من بدء معركة طوفان الأقصى، مدعيا أنه خزن فيه إمدادات قبل يوم من الهجوم.

وكان مصدر قيادي في حماس قد نفى مزاعم الاحتلال، وقال إن زعيم الحركة تفقد بنفسه مناطق شهدت اشتباكات مع الاحتلال في القطاع.

وأكد في تصريحات صحفية أن الحديث عن أن السنوار قابع معزول في الأنفاق ما هو إلا زعم من جانب نتنياهو وأجهزته ليغطي فشله في تحقيق الأهداف المعلنة أمام الشارع الإسرائيلي وحلفائه.

السنوار والضيف

ويحيى السنوار من مواليد عام 1962، اعتقلته إسرائيل عدة مرات وحكمت عليه بأربعة مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011، وعاد إلى نشاطه في قيادة كتائب عز الدين القسام، وانتخب رئيسا للحركة في قطاع غزة عام 2017 ومرة أخرى عام 2021.

وفي 2024 انتخب رئيسا للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسرائيل سلفه إسماعيل هنية، ويعده الكيان مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم.

وفي 17 أكتوبر 2024 نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا، أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الاحتلال في قطاع غزة.

وفي 18 أكتوبر 2024، نعت حركة حماس قائدها السنوار وأكدت استشهاده، وقال القيادي في الحركة خليل الحية في كلمة مصورة بثتها قناة الجزيرة: إن السنوار استشهد في مواجهة مع جنود الاحتلال.

أما محمد الضيف، فمن مواليد 1965 وهو قائد عام للجناح العسكري في كتائب القسام، وهو فنان مسرحي وسياسي فلسطيني، وأحد المطلوبين للتصفية من قبل الاحتلال، نظرا لدوره البارز في تطوير أسلحة حماس، وتسميه إسرائيل "رأس الأفعى، ابن الموت".

وأشرف على عمليات عدة، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال يحيى عياش (أحد أهم رموز المقاومة) في 5 يناير/كانون الثاني 1996 خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقاما له نتج عنها وقوع أكثر من خمسين قتيلا إسرائيليا.

ولم يظهر منذ محاولة اغتيال فاشلة -من بين محاولات كثيرة- أواخر سبتمبر/أيلول 2002 إلا في تصريحات ترتبط بعمليات عسكرية للمقاومة، آخرها عملية "طوفان الأقصى"، حيث أعلن بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاهها.

وقال محمد الضيف في رسالة صوتية إن الضربة الأولى لـ"طوفان الأقصى" استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية، وإنه تم إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية.

يحيا يحيى

وإشادة بالسنوار، ناشده المحلل السياسي ياسر الزعاترة، قائلا: "طاردت الشهادة عقودا حتى نِلتها.. حدث ذلك بعدما أثخنت في عدوّك أيّما إثخان.. وربّيت جيلا يحمل الرسالة، وقدّمت نموذجا لن يزول أثره.. لم تغادر فضاءاتنا أبدا".

وأضاف مخاطبا السنوار: "لكن صورتك بالأمس وأنت ترفع سبّابتك وتذكّرنا بـ(الحريّة الحمراء) وبابها، تركتنا مذهولين بين فخر وحزن. سلام الله عليك".

وقالت الإعلامية خديجة بن قنة عن السنوار: "قائد لا يموت.. يحيا يحيى بيننا كل يوم".

وتساءل الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد: “هل أنتم مصدّقي لو قلت إن السنوار كان يقاتل في منطقة يحفّها الخطر من كل جانب مثل الذي حدث في جباليا وبيت حانون في الأشهر الثلاثة الأخيرة ؟!”

وأشار إلى أن السنوار كان يقاتل بجوار محور فيلادلفيا، وفي قلب العدو وليس على مقربة منه فقط، وهي مناطق قتال أشد ضراوة من جباليا وبيت حانون، مؤكدا أن "هذا والله بأس لا يشبهه بأس، وشجاعة لا تعلوها شجاعة".

وقال الكاتب عبده فايد، إن الأمة العربية لم تنجب بطلا مثل السنوار في آخر قرن من الزمان، بطل كان ممكن أن يهد السجن لربع قرن من عزمه، لكنه لم يضعف ولم يلن، بطل كان يمكن أن يستجيب لغواية السلطة ويرى في صولجان غزة تعويضا عن تضحياته، فإذا به يضع مجد الدنيا تحت أقدامه ويشن الطوفان.

وأشار إلى أن "السنوار في النهاية حارب بين جنوده، لم يختبئ في نفق عتيد، ولم يتصرف كقائد رعديد، كان فقط جنديا بين جنود أعدهم ودربهم ولم يطلب الزعامة عليهم"، مضيفا: "حق على الله أن يخلد سيرته رمزا يصنع الطريق لأجيال من بعده.. رحمة الله يا سيد شهدائنا، يا فخر زماننا، وتاج رؤوسنا.. رحمة الله عليك يا سنوار".

وعلق الناشط أحمد البقري، على اللقطات المصورة للسنوار، قائلا: "هذا هو السنوار في مقدمة الصفوف لا يكتفي بالتخطيط بل يتقدم الصفوف ويثخن في عدوه".

وأضاف: "‏لقطات لقائد شجاع لم يتوان عن كسر شوكة الصهاينة لحظة من حياته.. بمثلهم يليق المجد".

وقال بلال البخاري، إن "مشكلة السنوار التي تفاجئ بها أعداؤه وأصدقاؤه هي صدقة المفرط، وإدراكه لعدم استطاعته إضافة أيام جديدة لحياته، فقرر أن يضيف حياة جديدة لأيامه وأيام أمته ليجعل منها معنى لبقائه وارتقائه، وتحمل -في زحمة قسوتها-رسالة حقيقية عن الغاية الكبرى".

ووصف البخاري، السنوار بأنه "كان بُستانيا حقيقيا مجسدا على الأرض".

وقال محمد رجب، عن السنوار إنه "قائد عسكري بهذا الكم من الصدق و بـ0 بالمئة شعارات رنانة للاستهلاك الشعبوي.. لا لواء ولا فريق ولا مشير ولم يحظَ بأي امتياز حظي به أقل شخص عسكري عربي" ووصفه بأنه "قائد فريد يعني كل كلمة بتخرج من لسانه ومؤمن بها إيمان يخض".

وعلق الروائي أمين الشامي، على ظهور السنوار، قائلا: "فوق الأرض، لا تحتها، وبين جنوده، لا مع أهله، عصاه ظاهرة بيده، وسلاحه مُخبأ تحتَ ردائه، يخطط وسط الركام، ويقاتلُ في الظلام، أيقونة العصر، ونعته بأنه "ثائر الدهر ومُلهم الأحرار، وخِيرة الأخيار، وفاضح المطبعين الأشرار".

وقال الخبير الاقتصادي مراد علي، إن "مشاهد ما خفي أعظم خاصة مشهد يحيى السنوار وهو يقاتل في الصفوف الأولى أشعرني بالخجل الشديد من نفسي، فسيظل جهدي وبذلي مهما كبر هزيل ضئيل حقير أمام ما بذله السنوار وما يبذله مجاهدو غزة".

فشل الاحتلال

وعن دلالات الوثائق التي عرضت خلال المقطع، قال الناشط السياسي خالد وليد الجهني، إن "برنامج ما خفي أعظم يعرض وثيقة خطية توضح موعد بدء عملية طوفان الأقصى، ما يؤكد تفوق المقاومة بقيادة حماس على العدو الصهيوني وفشل العدو أمنيا واستخباريا".

ورأى الصحفي إسماعيل الثوابتة، أن "حلقة ما خفي أعظم أظهرت هشاشة الاحتلال المجرم واقتراب زواله بإذن الله وفي أقرب مما نتصور".

وأشار عبدالفتاح البغدادي، إلى أن "الإعلام الصهيوني قال عن فيلم ما خفي أعظم إنه أظهر فشل الاستخبارات الإسرائيلية في السبت الأسود".

وكتب الباحث ماجد أبو دياك عن طوفان الأقصى: "هو طوفان هادر.. مستمر، دفاعا عن شرف الأمة.. أظهر أن إرادة المقاومة والصمود لا حدود لها طالما تم اتخاذ القرار.. كما أظهر أن العدو الصهيوني متهالك وهش، ولا قيمة له إلا بهزيمة محيطنا العربي وتخاذل الأنظمة".

وتابع: "كما ردد السنوار صاحب الطوفان، في ظهوره ببرنامج ما خفي أعظم، مقولة أمير الشعراء أحمد شوقي.. وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق، فإن حرية شعب امتشق المقاومة هي قريبة، بل وقريبة جدا إن شاء الله".

صفعة للعرب

وإعرابا عن الغضب من الأنظمة العربية التي خذلت غزة، رأى أستاذ العلوم السياسية أحمد بن راشد بن سعيد، أن "السنوار لم يُثخن في الصهاينة الكفّار وحدهم، بل مزّق صهاينة العرب أيضا، وجعلهم أحاديث، وشرّد بهم من خلْفَهم، وفضح كلابهم وذبابهم، وجلّلهم بالصَّغار والقَماءة".

وأكد أن "السنوار لم يكن مختبئا في الأنفاق، ولم يكن مشغولا بالنساء، ولم يكن يتّجر بالمال، ولم يخطط للهرب إلى إيران، كما روّجت العربية التي وصفها بالـ"ملعونة"، بل كان يقاتل باستبسال وإيمان دفاعا عن أرض المسلمين ومقدّساتهم، لا يجد من الطعام ما يسدّ الرمَق.

وأشار ابن سعيد إلى أن "السنوار كان يتقدّم الصفوف، ويُعدُّ الكمائن، ويحرّض المؤمنين على القتال، ويُبلي بلاء حسنا، واقفا على الجبهات، صابرا على اللأْواء، محتسبا ما جرى، عند من يسمع ويرى، فكان كما قال ﷺ: من خير معاش الناس لهم، رجل ممسكٌ عِنانَ فرَسِه في سبيل الله، يطيرُ على متنِه، كلما سمِعَ هَيعَةً أو فزعة طار عليه إليها، يبتغي القتل والموت مظانَّه".

وقال: "سلام على أيقونة فلسطين، مهندس الفتح المبين، شيخ الثوّار، وبقيّة الأخيار، مُحيي الربيع، ومُردي التطبيع، القائم بالفرض، وقاهر المطبّعين على الأرض، سلام على يحيى في العالمين، سلام عليه إلى يوم الدين".

وقال الصحفي نظام المهداوي: "قد تمر سنوات طويلة قبل أن تدرك أمتنا أن الله أرسل فينا قائدا عظيما كسر شوكة عدوه، وحطم أسطورته الأمنية والعسكرية، وجعله منبوذا ومعزولا حول العالم، وقادته ملاحقون، وجنوده لا يجرؤون على زيارة الكثير من الدول خوفا من الاعتقال بتهم ارتكاب جرائم حرب".

وأضاف أن "السنوار كان فصلا بطوليا في كتب تاريخنا العربي والإسلامي، جاء في وقت استيأس فيه العرب من أن يبعث الله فيهم قائدا كما زمن الصحابة. جاء السنوار ليزيل أقنعة الزيف التي دامت عقودا، وليفضح أنظمة استمرت أكثر من سبعين عاما تتاجر بشعار تحرير فلسطين زورا وبهتانا".

وأكد المهداوي، أن السنوار "جاء ليضعنا أمام حقيقة الأنظمة العربية التي تحكمنا، ها أنت تراه هنا بين مقاتليه وفي الصفوف الأولى مبتسما وهادئا ومبشرا بحرية شعبه".

وذكر الإعلامي حسام يحيى، بأن "عرب نتساريم وعرب الليكود هم أول من اتهموا السنوار بالاختباء في الأنفاق وترك شعبه، وتلقفت إسرائيل الرواية منهم وبنت عليها".

فارس العصر

وتعقيبا على الهيئة التي ظهر بها السنوار، قال المحلل السياسي خير الدي الجبري، إن "مشية أبي إبراهيم، وقفته، نظرته، عصاه، هيئته، ملابسه، لفحته، بساطته، كل شيء، هزّني وأبكاني كأنني أفجع بأقرب الناس إلى قلبي".

وأكد أن “السنوار هو صورة فلسطين: بآلامها بآمالها بعذابتها الطويلة، بوجهها الشاحب العنيد، بجوعها للحرية، بصبرها وعظمة تضحياته”، مضيفا: "يا حبيبنا يا أبو إبراهيم، أنت ملح هذه الأرض، أنت نحن!".

وعرضت الكاتبة شيرين عرفة، صورة للسنوار مما عرضت ببرنامج ما خفي أعظم، قائلة: "وكأنني أرى فارسا من عصر فجر الإسلام، سافر عبر آلة للزمن، ليبث الحياة في أمة، ضاع منها قيَّم الحق والعدل والشجاعة والصبر والإقدام.. رحمة الله عليك (أبا إبراهيم).. البطل السنوار".

وكتب الصحفي المصطفى هالي: "بعد مشاهدة حلقة ما خفي أعظم يبدو أنه فعلا هناك أعظم مما رأيناه بأعيننا وكيف فشل الكيان طوال عام ونصف العام من تحقيق ما حققته المقاومة في يوم واحد 7 أكتوبر".

ظهور الضيف

وعرض ناشطون صورا ومقاطع فيديو للقْطة التي أنشد فيها السنوار بيتا من قصيدة الشاعر أحمد شوقي واستكملوا أبيات القصيدة، وتداولوها بقوة.

وعن ظهور القائد العام للقسام محمد الضيف في بعض المشاهد، هو يضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات لطوفان الأقصى، من داخل غرفة عمليات الكتائب، أشار صاحب حساب "قائد السرايا"، إن "قائد هيئة الأركان أبو خالد الضيف، جسد حكاية أكبر وأفظع فشل للمنظومة الأمنية الصهيونية".

وذكر أن "الاحتلال كان قد أعلن عن اغتياله عدة مرات، وأكدت التقارير الاستخباراتية بأنه مشلول يقود القسام من خلال كرسي متحرك، وتعايشوا مع هذه السردية طيلة وقتهم، حتى لوقت طوفان الأقصى".

ولفت إلى أن في مقطع "ما خفي أعظم" يقف أبو خالد على قدميه، ويحرك كلتا يديه، ويقود المعركة بنفسه، قائلا: "قد كانت غزة معجزة في كل شيء، ولولا أنها جاءت كيوسف بين إخوته؛ لكانت جحافل جنده تؤم المسجد الأقصى مهللين مكبرين".

وعلق علاء شعث، على ظهور الضيف، قائلا: "الرجل مبتور اليد والقدم أصبح كاملا، والعاجز الضعيف المقعد أصبح قائما.. سيد البلاد، محمد الضيف القائد العام في أول ظهور كامل من عام 2006".

وقال الداعية محمد الصغير: "القائد المجاهد أبو محمد الضيف يكذب جيش الاحتلال للمرة السابعة، حيث أعلن الصهاينة خلال حرب الإبادة على غزة استهدافهم له ووصولهم إليه"، مؤكدا أن "غزة انتصرت".