تورغوت ألتنوك.. مرشح قومي مكلف بإعادة "عاصمة أردوغان" إلى العدالة والتنمية

منذ شهر واحد

12

طباعة

مشاركة

تشهد تركيا انتخابات محلية في 31 مارس/ آذار 2024 وسط تنافس كبير ومشاركة واسعة مرتقبة من الأحزاب المختلفة.

وأعلن الرئيس التركي أردوغان في 18 يناير/ كانون الثاني 2024، "تورغوت ألتينوك" مرشحا عن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لرئاسة بلدية أنقرة الكبرى. 

حيث يجتمع حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في تحالف أسس عام 2018 أطلق عليه "تحالف الجمهور". 

ويقع على عاتق تورغوت ألتينوك مهمة صعبة تتمثل في منافسة رئيس بلدية أنقرة الكبرى الحالي، مرشح حزب الشعب الجمهوري منصور يافاش (قومي)، على أصوات القوميين في العاصمة، وإعادتها إلى حزب أردوغان من جديد كما كانت طوال أكثر من عقدين.

المولد والنشأة

ولد تورغوت ألتينوك في قضاء "بالا" بأنقرة عام 1962 وأنهى دراسته حتى الثانوية في منطقة "كيتشي أورين"، ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة أذربيجان الدولية لدراسة القانون الدولي وتخرج فيها، ثم سافر إلى عديد من البلدان.

حصل ألتينوك على لقب "بروفيسور" من قبل جامعة أباي بكازاخستان وعمل مدرّسا فيها. كما حاز على "دكتوراه فخرية" من قبل مركز فيكتور الدولي للعلوم نظير جهوده في تطوير العلاقات بين تركيا وأذربيجان.

ويعد ألتينوك ممن دخلوا غمار السياسة في سن مبكرة، حيث بدأ حياته السياسية في وقف "أولكو أوجاكلاري" (مركز ثقافي تعليمي قومي) وتولى رئاسة فرع حزب العمل القومي في منطقته في الـ22 من عمره.

وملاحقا طموحه في رئاسة البلدية، تنقل ألتينوك بين 5 أحزاب سياسية، هي حزب العمل القومي وحزب الحركة القومية وحزب الفضيلة وحزب العدالة والتنمية وحزب الاتحاد الكبير، والتي تدخل في فئة الأحزاب القومية والمحافظة.

ففي عمر الـ 28، انتقل ألتينوك إلى حزب الحركة القومية وعمل نائبا لأمين عام الحزب ومؤسسه ألب أرسلان توركيش وشارك في نشاطات الحزب لمدة 6 أعوام.

ثم ترشح ألتينوك لأول مرة في عام 1994 لرئاسة بلدية كيتشي أورين عن حزب الحركة القومية بناء على طلب توركيش وفاز بها.  

ومواصلا طريقه، ترشح عن حزب الفضيلة المحافظ برئاسة نجم الدين أربكان عام 1999 وفاز لولاية ثانية، ثم ترشح عن حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان مرتين في الأعوام 2004 و2019 وفاز برئاسة بلدية نفس القضاء لولايتين ثالثة ورابعة.

ولعب ألتينوك دورا في تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2002 عقب إغلاق حزب الفضيلة، وعمل فيها حتى استقال عام 2013 بعد اختيار الحزب مرشحا غيره لبلدية أنقرة الكبرى للانتخابات المحلية في عام 2014.

في نفس العام، انضم ألتينوك لحزب الاتحاد الكبير وترشح لرئاسة بلدية كيتشي أورين في عام 2014 وخسر فيها، ليعود مرة أخرى لحزب العدالة والتنمية ويترشح من جديد في عام 2019 ويفوز برئاسة بلدية كيتشي أورين التي يترأسها إلى اليوم. 

معايير اختياره

ومع فوز مرشحي حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول وأنقرة عام 2019 بعد 25 عاما من انتقالها لأحزاب محافظة مثل العدالة والتنمية والفضيلة والرفاه، بدأ حزب العدالة والتنمية مساعيه للفوز بالبلديات التي تديرها المعارضة.

وفي هذا السياق قال الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية أردوغان إن "هدفنا هو تعليم المدن التي تسيطر عليها المعارضة كيفية تدار البلديات. ولهذا نحن نستعد للانتخابات مع رؤساء بلديات سيكونون مع مدنهم دائما في كل خطوة ويكرسون أنفسهم لها".

ولاختيار أفضل مرشح ممكن للبلديات، اتجه حزب العدالة والتنمية لإجراء استطلاع رأي عن بعد شارك فيها 150 ألف عضو في الحزب تضمن أسئلة حول الأسماء التي يرغبون بترشيحها، بحسب صحيفة تي آر تي خبر.

وجاء رئيس بلدية كيتشي أورين تورغوت ألتنوك في المرتبة الأولى بين الأسماء المرشحة للترشيح في الانتخابات المحلية لرئاسة بلدية أنقرة الكبرى، وتم اعتماده مرشحا عن تحالف الجمهور.  

وبهذا ستشهد العاصمة تنافسا بين مرشحين يشتركان في تخصصهما بالقانون وكونهما من أبناء أنقرة إضافة لخلفيتهما القومية، فقد عملا معا في الفترة 1994-1999 بحزب الحركة القومية ثم تفرقت سبلهما وتفضيلاتهما الحزبية.

ولم يكن ألتنوك من الشخصيات البارزة إعلاميا وسياسيا، إلا أن أهل أنقرة يعرفونه عن قرب لطول المدة التي عمل فيها رئيسا لبلدية كيتشي أورين والتي تجاوزت 15 عاما.

غير أن رئيسة الحزب الجيد ميرال أكشنار وصفته خلال حفل انضمام ابنته أيشا ألتنوك عام 2018 إلى الحزب الجيد بأنه "رئيس البلدية الأسطورة"، بحسب صحيفة "يني عقد" المحلية.

وسمي ألتنوك بـ "الأسطورة" لتطويره كيتشي أورين الذي عمل رئيسا لبلديتها بافتتاحه العديد من المشاريع مثل برج أتاتورك الجمهوري ومتاحف وحدائق عديدة ومركز لتأهيل الحيوانات وخط تليفريك ومكتبات ورياض أطفال.

من جانبه علق محرم إنجه رئيس حزب البلد، على ترشيح ألتنوك قائلا: "اختيار تورغوت ألتينوك (مرشحا لرئاسة بلدية أنقرة) قرار صائب.. صائب بوجود منصور يافاش، إذ يمكنهم أن يتقاسموا أصوات القوميين".

مثير للجدل

وأكثر ما يتم الحديث عنه خلال السباق الانتخابي الحالي بشأن ألتنوك، أصوله التي يمتلكها، فقد أعلن منافسه يافاش عن أصوله في خطوة لإظهار الشفافية، وطالب المرشحين المنافسين بإعلان أصولهم أيضا. 

وأعلن ألتنوك عن أصوله التي شملت 22 قطعة أرض، و11 شقة، ومحطة بنزين، ومبنيين سكنيين و25 قطعة أرض زراعية، إضافة إلى 12 شقة و5 محلات تجارية تمثل حصته في شركة العائلة. 

وبينما أثارت أصوله زوبعة نقاشات بين الأوساط، قال ألتنوك إن جزءا كبيرا منها حصل عليها ورثا عن والده الذي توفي رفقة والدته عام 1986 في حادث وقع بكربلاء العراقية.

وأضاف في مقابلة تلفزيونية بتاريخ 19 مارس إن أصوله لم تزد بل نقصت بعد رئاسته للبلدية، وإن الصحف نشرت عام 1994 بأنه "أغنى رئيس بلدية في أنقرة".

غير أن منافسه يافاش علق خلال لقاء تلفزيوني بتاريخ 19 مارس قائلا: "أعتقد أن ألتنوك لم يكشف بشكل كامل عن أصوله، وأن ثروته لم تنخفض بعد أن أصبح رئيس بلدية". 

وأضاف أن "له 9 أشقاء.. وأهنئهم إن بقي لكل أخ منهم هذا القدر من الثروة. لقد ترك لي والدي منزلا خشبيا واحدا وثروة من السمعة الطيبة".

أما الصحفي سنان برهان، رئيس "اتحاد ناشري الأناضول" فقد دعا من يزعمون بأن ألتنوك حصل على أصوله وأملاكه بطرق غير مشروعة أو مستغلا منصبه، إلى أن يثبتوا ذلك.

ورأى أن من يتحدث في ذلك دون دليل يقوم بعمل غير أخلاقي، ومؤكدا أنه سيلاحق ألتنوك بنفسه إن ثبت ذلك بالأدلة. 

أخيرا، يرسم ألتنوك صورة مرشح طموح وذي خبرة تزيد على الـ 20 عاما في السياسة و15 عاما في رئاسة البلدية. كما أنه يملك أصولا قومية محافظة ومثير للجدل بسبب الفجوة بين حجم أملاكه وطريقة حياته البسيطة.