سالم العيساوي.. عدو الحلبوسي اللدود يقترب من خلافته في برلمان العراق

منذ ٥ أشهر

12

طباعة

مشاركة

يقترب النائب، سالم مطر العيساوي، من تولي منصب رئيس البرلماني العراقي، خلفا لمحمد الحلبوسي، الذي أنهت المحكمة الاتحادية (أعلى سلطة قضائية بالبلد) عضويته البرلمانية، وذلك بعد دعوى ضده بتهمة تزوير إقالة عضو في البرلمان.

وجاء قرار المحكمة في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، على خلفية دعوى قضائية رفعها ضده النائب السابق ليث الدليمي، اتهم فيها محمد الحلبوسي بتحرير طلب استقالة مزور يحمل اسمه، استند الأخير إليه واتخذ قرارا بإقالته من عضوية البرلمان.

رئيس محتمل

على ضوء خلو مقعد رئاسة البرلمان، الذي يعد المنصب الأول المخصص للسنة في العراق- بحسب العرف السياسي السائد بالبلد-، رشحت القوى السياسية السنية مجتمعة شخصيتين بشكل رسمي لتوليه، وهما: سالم مطر العيساوي، عن تحالف "القيادة"، ومحمود المشهداني عن تحالف "العزم".

وتدعم العيساوي الكتلة العددية الأكبر للسنة في الوقت الحالي، وهم نحو 62 نائبا ضمن تحالف "القيادة" الذي يجمع بين كتلتي حزبي "السيادة" بزعامة خميس الخنجر و"تقدم" برئاسة محمد الحلبوسي، فيما يحظى المشهداني، بتأييد تحالف "العزم" الذي ينتمي إليه، والمكون من 18 نائبا.

وتشترط قوى الإطار التنسيقي الشيعي، أن يحظى المرشح لمنصب رئاسة البرلمان بتأييد غالبية الكتل السنية البرلمانية، أي أكثر من نصف عددهم في البرلمان (51 بالمئة)، حتى تصوت له بالأكثرية البرلمانية التي يمتلكونها نحو (160 مقعدا)، حسب تصريح النائب عنهم عقيل الفتلاوي.

وقال الفتلاوي خلال مقابلة تلفزيونية في 23 نوفمبر، إن "قوى الإطار التنسيقي، ومنهم ائتلاف دولة القانون الذي أنا نائب عنه، نريد شخصية سنية تحظى بإجماع أكثر نواب هذا المكون لتولي منصب رئاسة البرلمان، وبالتالي سنصوت له تحت قبة البرلمان على هذا الأساس".

وبخصوص حظوظ المرشح سالم العيساوي لدى الإطار التنسيقي، قال الفتلاوي إن "أبا الحارث (سالم) شخصية تحظى بمقبولية بين النواب داخل البرلمان العراقي، ويتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع".

وفي السياق ذاته، قال وفاء محمد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني، إن "النائب سالم العيساوي هو الأقرب لرئاسة البرلمان" مبينا أنه "يحظى بدعم القوى السنية".

ولفت محمد خلال حديث لوكالة "الغد برس" العراقية في 28 نوفمبر، إلى أن "القوى الكردية لم تدخل في أي مفاوضات تتعلق بترشيح شخصية لرئاسة البرلمان"، مرجحا "عقد جلسة استثنائية لانتخابه بعد إجراء الانتخابات المحلية".

باستثناء إقليم كردستان، من المقرر أن يشهد العراق إجراء انتخابات مجالس المحافظات (المحلية) في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، والتي ستفرز محافظين جددا وإدارة جديدة لها، والتي تعد حكومات محلية تدير شؤون المدن، لا سيما الخدمية منها والعمرانية.

عدو الحلبوسي

من جهته، أكد عضو تحالف "القيادة" مشعان الجبوري، أن "سالم العيساوي يتميز بالاستقامة والنزاهة واحترام الكلمة والاتفاق والعهد والوعد، فهو نقيض الحلبوسي المتسلط الذي اختصر البرلمان بنفسه وحوله إلى مؤسسة استثمارية له".

وأوضح الجبوري خلال مقابلة تلفزيونية في 23 نوفمبر، أن "الحلبوسي منع العيساوي من الحصول على مقعده بالبرلمان، رغم أنه كان فائزا في الانتخابات البرلمانية عام 2018".

وأضاف: "الحلبوسي كان في عام 2018 يهيمن على العملية الانتخابية في محافظة الأنبار فهو المحافظ في حينها، وكان يبيع المقاعد، وبذلك حرم العيساوي من مقعده، وهذه كانت واحدة من أسوأ الانتخابات في تاريخ العراق بسبب التزوير المخزي الذي حصل فيها".

وأشار الجبوري إلى أن "سبب منع الحلبوسي للعيساوي من الحصول على مقعده في البرلمان عام 2018، أنه يعرف قوته ولا يحب الأشخاص الذين لا يمتثلون لسلطته وسطوته".

وفي حادثة قديمة رواها الجبوري عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا) في 15 يناير/كانون الثاني 2023، أوضح أن "شجارا نشب بين رئيس البرلمان (السابق) محمد الحلبوسي، والنائب عن تحالف السيادة سالم العيساوي، في منزل زعيم التحالف خميس الخنجر".

ولفت الجبوري إلى أن العيساوي همّ بضرب الحلبوسي بالحذاء بعدما اعتدى الأخير عليه لفظيا وتوعده بكسر ظهره، لأنه بدأ يسيطر على قرارات محافظ الأنبار علي فرحان الدليمي (أبو زيدون)، لكن الحاضرين تدخلوا وفكوا الاشتباك بين الطرفين.

وأفاد مصدر سياسي لـ"الاستقلال" طالبا عدم الكشف عن هويته، بأن الحلبوسي ورغم موافقته على ترشيح سالم العيساوي عن تحالف القيادة، لكنه يتبنى دعم مرشح تحالف "العزم" محمود المشهداني رئيسا للبرلمان.

وأشار المصدر إلى أن "الحلبوسي يريد من هذه الخطوة إبعاد سالم العيساوي المرشح القوي عن نفس محافظته الأنبار، والذي يعرف كل ألاعيبه ومخططاته، وكذلك يخشى أن يستهدفه عبر القضاء بفتح ملفات ضده، وأيضا يريد أن يؤكد للسياسيين أنه ما يزال رقما صعبا وبإمكانه اللعب على متناقضات صعبة".

يأتي حديث المصدر قريبا مما نقلته وكالة "موازين" العراقية في 21 نوفمبر عن مصدر سياسي سني (لم تكشف هويته)، قوله: إن الحلبوسي يرفض تسمية رئيس للبرلمان من محافظة الأنبار، التي ينتمي إليها وذلك لعدم مزاحمته على المحافظة، فضلا عن الاحتفاظ بتعاطف الأنباريين معه من خلال إثارة شعور الظلم في نفوسهم".

شخصية إدارية

سالم مطر عبد حسن العيساوي سياسي عراقي من مواليد محافظة الأنبار عام 1972، حاصل على البكالوريوس في القانون من كلية المعارف الإسلامية في مدينة الفلوجة الواقعة بالمحافظة ذاتها التي يقطن فيها.

العيساوي من الفلوجة مسقط رأس الحلبوسي نفسه، بدأ عمله السياسي عام 2010، بترشحه إلى عضوية مجلس محافظة الأنبار عن القائمة العراقية بزعامة السياسي السني صالح المطلك، وفاز بالفعل بمقعد في المجلس.

وفي هذه النقطة، يقول محافظ الأنبار الأسبق، صهيب الراوي خلال مقابلة تلفزيونية في 21 نوفمبر، إن سالم العيساوي شخصية إدارية جيدة كوني عملت معه لدورتين في مجلس المحافظة من 2009 إلى 2018، لذلك أتمنى أن يشغل منصب رئيس البرلمان.

ولفت الراوي إلى أن العيساوي ليس لديه عداء مع أحد، فهو رجل متصالح مع الجميع، ووضعه جيد أيضا مع الإطار التنسيقي (الشيعي).

واستمر العيساوي في مجلس محافظة الأنبار لدورتين متتاليتين وبعدها رشح إلى الانتخابات البرلمانية، لكنه لم يتمكن من الحصول على مقعده رغم فوزه بالانتخابات، حسبما ذكر مشعان الجبوري في تصريحاته السابقة.

وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، رشح العيساوي مع قائمة "العزم" السنية برئاسة خميس الخنجر.

وفاز وقتها بمقعد برلماني عن مدينة الفلوجة، ثم انتقل إلى تحالف "السيادة" بعدما تحالف الخنجر مع حزب "تقدم" برئاسة محمد الحلبوسي.

كما أن سالم العيساوي عضو في لجنة النزاهة الحالية بالبرلمان العراقي، والتي تعد من أكثر اللجان أهمية لما لها من علاقة مباشرة بملفات الفساد، خصوصا للمسؤولين الحكوميين، وإمكانية استجوابهم تمهيدا لفصلهم من مناصبهم.