رغم التهديدات المتواصلة.. لماذا يُستبعد اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل؟

منذ ٧ أشهر

12

طباعة

مشاركة

رأت صحيفة فارسية أن احتمال نشوب حرب بين إيران وإسرائيل في ظل المواجهة الجارية مع الفصائل الفلسطينية "يساوي صفرا"، على الرغم من تحذيرات طهران المتواصلة بشأن إمكانية توسع المعركة.

وتهدد إيران منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تاريخ بداية عملية "طوفان الأقصى" بإمكانية تدخل ما يسمى "محور المقاومة" في المنطقة بالحرب الدائرة على غزة.

وأطلقت هذه العملية كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس وبدأت باجتياح مستوطنات غلاف غزة ردا على انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى.

وعلى الرغم من تعاظم المجازر الإسرائيلية في غزة حيث وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 3200، والجرحى إلى ما يزيد عن 10 آلاف، تلتزم إيران بالتهديد الكلامي دون فعل على الأرض.

"طوفان الأقصى"

وتقول صحيفة "جملة أون لاين" الفارسية إن "اندلاع حرب واسعة النطاق بين فلسطين والكيان الصهيوني هو الحدث الأهم في العالم هذه الأيام". 

وتوضح أن النقطة التي تميز هذه الحرب عن المواجهات المماثلة السابقة هي البداية الشرسة للمقاومة الفلسطينية لهذه الحرب ضد الاحتلال.

وحسب التاريخ والإحصاءات، يعد هذا الهجوم غير مسبوق منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 وحتى اليوم. 

وهنا تسلط الصحيفة الضوء على احتمالية مساهمة إيران في هذه الحرب، والتحقق من إمكانية حدوث مواجهة عسكرية بينهما.

وبهذا الشأن، ترى أنه "ليس من المستبعد حدوث ذلك"، أي مشاركة إيران بشكل أو آخر في هذه الحرب.

بل إن وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم، ومع الأخذ في الحسبان أن إيران من أكبر الداعمين لفلسطين، تكهنت بدور طهران المباشر في عملية "طوفان الأقصى"، زاعمة أن أساس وهيكل هذه الهجمات هو الجمهورية الإسلامية. 

لكن في غضون ذلك، نقلت وكالة "رويترز" البريطانية عن بعض المسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض، أنه "لا يوجد دليل موثق على تورط إيران في هذه الهجمات". 

وأكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة علي كريمي مقام، على ذات الأمر، قائلا إن "قرارات المقاومة الفلسطينية عفوية وتتوافق مع مصالحهم وحقهم المشروع بالدفاع (عن النفس والأرض)".

وكتب أيضا: "إننا نقف بكل تعاطف إلى جانب الفلسطينيين وندعمهم، لكن ليس لنا أي دور في العملية؛ لأن هذا الدور لا يمكن أن تقوم به إلا فلسطين نفسها".

وتبعا لتلك التصريحات، تؤكد "جملة أون لاين" أن "عدم تدخل الجمهورية الإسلامية في هذه الحرب أمر مؤكد".

وعزت ذلك إلى أن "إيران أعلنت أمام العالم منذ سنوات دعمها الواضح والصريح لفلسطين، وتعد حرية القدس أحد خطوطها الحمراء وأهدافها الإستراتيجية". 

"وبهذا المنطق، إذا كان لها دور في تخطيط وتنفيذ عملية طوفان الأقصى، فلا داعي لإيران أن تخفيه"، كما توضح الصحيفة.

"قوة لا تُقهر"

من ناحية أخرى، تبرز الصحيفة نقاطا إضافية تؤكد -من وجهة نظرها- على عدم وجود احتمالية وقوع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران.

وهنا تشير إلى الدور المهم والفعال الذي لعبته إيران في تحييد خطر تنظيم الدولة عن العالم، لافتة إلى أنها من الدول التي تكبدت خسائر قليلة من هذه الطائفة.

وبناء على نتائج هذه الحرب، تقول إن "حرب إيران ضد التنظيم وتحييد مخاطره بعث برسالة مهمة إلى العالم حول أن طهران لا تُقهر، ويبدو أنه من غير المرجح أن تضع إسرائيل نفسها في هذا الوضع مقابل الجمهورية الإسلامية". 

كما أن التهديد بالرد الحاسم من الخبراء والمسؤولين الإيرانيين يشير إلى إمكانية وقوع هجوم عسكري (من قبل إسرائيل).

فعلى سبيل المثال، في لقائه مع الصحفيين، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، ردا على تهديدات الصهاينة وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ضد إيران: "على الشخص الذي يهددنا أن يعلم أن أي عمل غبي ضدنا سيكون مصحوبا برد مدمر". 

وأضاف أن "العالم يعترف اليوم بتفوق إيران في أي نوع من العمل العسكري"، وذلك بالنظر إلى الأمثلة العديدة لقدرات طهران النووية في العمليات الجوية والبرية والبحرية. 

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن "الصهاينة فهموا هذه النقطة المهمة من محادثاتهم واجتماعاتهم ضد إيران".

وبالحديث عن النقطة الأخرى، توضح "جملة أون لاين" أنه أصبح اليوم واضحا للجميع أن النظام الصهيوني هو في الحقيقة "دمية" في يد الولايات المتحدة، وأنه "يبحث عن إذن هذه الدولة في كل قراراته". 

تجنب الاستفزاز

وبحسب بعض وسائل الإعلام الأميركية، فإن "سلطات بعض الدول الإسلامية المقربة من الصهاينة وجهت رسالة تحذيرية للكيان الصهيوني بعدم استفزاز إيران بأي شكل من الأشكال".

إضافة إلى ذلك، تعتقد الولايات المتحدة أن بصمات إيران لا ينبغي أن تتورط في هذه الحرب إطلاقا.

فوفق الصحيفة الفارسية، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي تشارلز براون: "إننا نطلب من إيران عدم التدخل في الأزمة الإسرائيلية".

وأضاف في حديث له مع صحفيين سافروا معه أخيرا إلى بروكسل: "نريد أن نبعث برسالة قوية للغاية حتى لا تكبر هذه الأزمة وتزيد، ونرغب في أن تتلقى إيران هذه الرسالة بصوت عال وواضح".

تلفت الصحيفة الإيرانية إلى أنه "في هذه الأثناء، يعمل الجيش الأميركي على زيادة الإمدادات الجديدة من الدفاعات الجوية والذخيرة وغيرها من المساعدات الأمنية لإسرائيل لمساندة جيشها في عملياته ضد فلسطين".

وتؤكد أن "إيران أثبتت قوتها وقدراتها المتفوقة في المنطقة، خاصة في المجال العسكري، على جيرانها البعيدين والقريبين".

ومن ناحية أخرى، تنوه الصحيفة إلى أن "المواجهة الأخيرة أوضحت خفايا قدرات النظام الصهيوني وأوصلتها إلى آذان وأعين العالم".

وبينت أن "رغبة أميركا في عدم المشاركة في المواجهة، تثبت أن طهران لا تُقهر أمام العالم، ولا سيما إسرائيل، وذلك بعد تحييد تهديد تنظيم الدولة والرد الحاسم من السلطات الإيرانية"، وفق تقديره.

أما بالنسبة لاحتمال وقوع أي هجوم على إيران، تذهب الصحيفة إلى "كون احتمال نشوب حرب بينها وبين إسرائيل يبدو اليوم صفرا". 

وتأمل في النهاية أن "ينخفض ​​احتمال الحرب في جميع أنحاء العالم إلى الصفر، وأن تطوى المعركة الحالية في صفحات التاريخ قريبا".