محمد الزايدي.. شيخ قبلي موال للحوثيين أفرجت عنه الشرعية وأثارت غضبا محليا

السلطات في المهرة اعتقلت الزايدي نحو ثلاثة أسابيع قبل أن تفرج عنه
أثار إعلان السلطات الشرعية اليمنية في محافظة المهرة، الإفراج عن الشيخ القبلي الموالي للحوثيين محمد بن أحمد الزايدي، غضبا واسعا بين اليمنيين، وذلك لدوره البارز في تمدد هذه المليشيا في المدن اليمنية منذ الانقلاب الذي أحدثه في البلاد عام 2014.
يأتي الإفراج عن الزايدي بعد 24 يوما من اعتقاله في 6 يوليو/ تموز 2025، أثناء محاولته عبور منفذ صرفيت الحدودي متجها إلى سلطنة عمان، والذي اندلعت على إثره اشتباكات مسلحة بمحافظة المهرة مع الحوثيين أدت إلى مقتل ضابط في الجيش اليمني.

"إفراج مؤقت"
في 30 يوليو، أكدت السلطة المحلية في المهرة خلال بيان لها، أن تعاملها مع قضية الشيخ محمد بن أحمد الزايدي جرى وفق الضوابط القانونية والأنظمة النافذة، لكن "حق الدم لا يسقط بالتقادم"، وأنها ستواصل ملاحقة المتورطين بمقتل ضباط الجيش حتى تقديمهم للعدالة.
وقال مصدر مسؤول رسمي بالسلطة المحلية (لم يسمه البيان)، إن "جميع الإجراءات التي اتُخذت بحق الزايدي جرت ضمن مسارات قانونية بحتة، بعيدا عن أي اعتبارات سياسية أو ضغوط".
وأشار البيان إلى أن قرار خروجه تم بعد استيفاء الإجراءات القانونية، وتقديم الضمان الشرعي والقانوني، إضافة إلى تسليم ابنه وابن أخيه كضمان لعودته بعد تلقيه العلاج، نظرًا لمعاناته من مرض في القلب.
وأوضح أن الإفراج المؤقت جاء بعد الاطلاع على نتائج التحقيقات الأولية التي رفعتها الأجهزة الأمنية والنيابة العامة، وأكدت سلامة الإجراءات والتزامها بالأطر القانونية، مع استمرار متابعة القضية عن كثب حتى استكمال مراحلها كافة.
وشدد البيان على أن الدولة "لن تفرّط بحق الشهداء الذين سقطوا في الأحداث"، مؤكدا أن الجهات المختصة تلاحق الجناة الفاعلين والمتورطين في الكمين الذي أودى بحياة ضباط في القوات المسلحة، وأنه سيتم تقديمهم إلى العدالة "من دون مجاملة أو تهاون".
ولفت إلى أن مهلة نهائية مُنحت للمجاميع المسلحة القادمة من خارج المحافظة، وانتهت عصر 28 يونيو 2025، مؤكدة أنهم غادروا المهرة وفق التفاهمات، محذّرة من أن أي وجود مسلح خارج الأطر الرسمية بعد هذه المهلة "سيُعتبر تهديدا مباشرا لأمن المحافظة وسيُعامل على هذا الأساس".
ونقلت صحيفة "عدن الغد" عن مصادر محلية لم تسمها في 30 يوليو، أن عملية الإفراج جاءت عقب جهود وساطة قادتها شخصيات قبلية واجتماعية بارزة.
وأسفرت عن اتفاق يقضي بالسماح للزايدي بمغادرة المهرة والتوجه إلى عُمان لتلقي العلاج، مقابل بقاء ابن شقيقه كضمانة لعودته لاستكمال الإجراءات القانونية لاحقا.
وأضافت المصادر أن الاتفاق ينص على استكمال ملف القضية أمام القضاء للبت فيها، مشيرة إلى أن الإفراج لا يعني إسقاط التهم الموجهة، بل إنه جرى بترتيبات إنسانية مشروطة، مراعاة لحالته الصحية، وأن مغادرته جرت بحضور عدد من مشايخ وأبناء قبيلته الذين رافقوه حتى المنفذ.
وجرى الإفراج عن الشيخ الزايدي، مساء 29 يوليو، بعد "ضغوط من أطراف سعودية وقبلية لخروجه لتلقي العلاج والسفر إلى سلطنة عُمان"، وفقا لما نقله الموقع المحلي اليمني.
وتناقلت مواقع إخبارية محلية وصفحات التواصل الاجتماعي، صور ومقاطع فيديو في 30 يوليو، للزايدي تظهر لحظة الإفراج عنه وتسليمه إلى قبائل يمنية وعدد من أقاربه حتى يكمل سفره إلى عُمان لغرض استكمال العلاج.

"مسؤول سابق"
محمد بن أحمد بن علي الزايدي، ولد في منطقة صرواح بمحافظة مأرب عام 1956، وهو متزوج وله 12 من الأبناء و10 من البنات.
حاصل على الشهادة الثانوية فقط، وقد درس لمدة عامين في كلية الشريعة والقانون لكنه لم يكمل دراسته.
ورغم أن الزايدي يُعد من أبرز مشايخ جهم خصوصا وبني جبر ومأرب عموما، لكن كان أيضا عضوا في حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم.
وكان هذا الحزب يحكم اليمن بقيادة رئيس البلاد الأسبق علي عبد الله صالح، وشغل الزايدي عضوية لجنته الدائمة منذ 1982.
تقلد الزايدي العديد من المناصب الإدارية، منها رئاسة مجلس هيئة التطوير التعاوني بناحية صرواح أواخر سبعينيات القرن العشرين.
ثم ترأس المجلس المحلي لناحية صرواح لأكثر من مرة، والتي امتدت من 1982 إلى 2001، كما ترأس مجلس تنسيق محافظة مأرب عام 1983.
وتولى أيضا منصب مدير عام مديرية ماوية بمحافظة تعز منذ 1997 حتى عام 2000، ثم شغل في السنة الأخيرة منصب مدير عام مديرية صرواح واستمر حتى استقالته سنة 2002.
يحمل رتبة عقيد بالقوات المسلحة، فقد رقي بقرار جمهوري إلى الدرجة الأولى ضمن الفئة (أ)، ثم أصبح وزيرا فخريا بوزارة الإدارة المحلية عام 1999، لكنه منذ عام 2000 لا يزاول عملا رسميا في أجهزة الدولة اليمنية.
وبقي الزايدي يمارس نشاطا اجتماعيا في حل المشاكلات القبلية، كونه من وسط قبلي، إضافة إلى إجادته لكتابة الشعر، وله قصائد ومساجلات كثيرة مع عدد من الشعراء.

“موالٍ للحوثي”
لكن مع انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية في اليمن عام 2014 وسيطرتهم على مدن عدة في شمال البلاد، إضافة إلى العاصمة صنعاء، كان الشيخ الزايدي، أحد أبرز أحد قياداتهم القبلية، ويمثل المليشيا في مناطق متعددة داخل اليمن، أبرزها خوالن في صنعاء والمهرة.
لعب الزايدي دورا محوريا في تنسيق الدعم القبلي للمليشيا، وأسهم في تعزيز تمددها نحو الجنوب، خصوصا في محافظة المهرة، التي تمثل نقطة إستراتيجية على خريطة الحرب اليمنية، كونها أحد أبرز المنافذ البحرية والبرية لتهريب الأسلحة والإمدادات إلى الحوثي.
ورغم أن بعض المواقع اليمنية تصنف الزايدي على أنه قيادي حوثي بارز، فإن وسائل إعلام محلية أخرى تطلق عليه صفة "موالٍ" للحوثيين وليس واحدا منهم، على اعتبار أنه ضمن مناطق سيطرتهم.
وعلق المحلل والخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، محمد الكميم عبر منصة "إكس" في 30 يوليو، قائلا: "في قضية الإرهابي الحوثي محمد أحمد الزايدي، لم نكشف فقط عن مجرم، بل اكتشفنا أن محافظة المهرة أصبحت رسميًا محمية عُمانية تُدار من خارج الحدود".
وأضاف الكميم أن “السلطة المحلية في المهرة لم تعد تمثل الدولة اليمنية، ولا حتى تعترف بها، بل باتت أداة طيعة في يد المخابرات العمانية، تنفّذ أوامرها بالحرف، وتوفر الحماية لشبكات التهريب، وتُسهل انتقال السلاح والمخدرات والحشيش للحوثيين عبر مسارات معروفة ومحمية”، وفق قوله.
وعلى الصعيد ذاته، قال الصحفي اليمني فارس الحميري عبر "إكس" في 30 يوليو، إن "الإفراج عن القيادي في جماعة الحوثي محمد الزايدي (جرى) في حين لا يزال 3 أشخاص من أقاربه فارين ومطلوبين للسلطات بتهمة جريمة القتل ومقاومة السلطات وصادرة بحقهم أوامر قبض قهري".
وتابع: "تأتي عملية الإفراج عن الزايدي في حين يرفض أولياء دم الضحية عبدالله زايد ورفاقه من أبناء الحيمتين بصنعاء، الإفراج عنه باعتباره المتسبب في القضية، محذرين من التساهل وتمييع القضية، وأنهم سوف يتحركون بكل الوسائل والسبل للوصول للحق العادل".
وخلال مقابلة تلفزيونية أجراها في 31 يناير 2025 مع قناة "المسيرة" الحوثية، سخر الزايدي من السلطة الشرعية باليمن، وقال إن الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، استقال عبد خروجه من صنعاء (إثر انقلاب الحوثي) لكه عندما وصل إلى السعودية "أحيا الشرعية كما يسمونها" وقال إن الحوثيين انقلبوا.
وأضاف الزايدي، أن “الذين أتوا بهادي وأطلقوا عليه شرعية انقلبوا عليه، وأسسوا مجلس الثمانية (مجلس القيادة الرئاسي اليمني)، ومن عينتهم هي السعودية والإمارات”.
وأردف: "لو نظرت إلى حال هؤلاء الثمانية، ترى أن طارق صالح يريد جمهورية في الساحل، وعيدروس الزبيدي يريد جمهورية في عدن، ورشاد العليمي رئيس المجلس، وهؤلاء الثلاثة تابعين للإمارات".
وردا على سؤال عن تدخل السعودية في الشأن اليمني وقصفها لليمن حالها حال الجانب الأميركي، قال الزايدي إن "السعوديين إخواننا لكن مصالحهم وضغوطات أميركا والغرب دفعتهم لذلك، وبالتالي فإن الاعتداءات أميركية بالأساس".
المصادر
- أول صورة للشيخ محمد الزايدي بعد إطلاق سراحه والقبائل تصدر بيان عاجل
- بعد احتجازه في اليمن.. ما مصير الشيخ محمد الزايدي؟
- اعتقال القيادي الحوثي "محمد الزايدي" يفجر توتراً دموياً في المهرة
- لقاء خاص | مع الشيخ محمد بن أحمد الزايدي - أحد كبار مشايخ خولان الطيال
- عاجل :المهرة.. الإفراج عن الشيخ الزايدي وتوجهه إلى سلطنة عمان لتلقي العلاج
- المهرة: الإفراج عن القيادي الحوثي محمد الزايدي بعد ثلاثة أسابيع من احتجازه (التفاصيل الكاملة)
- السلطة المحلية بالمهرة: تعاملنا مع قضية الزايدي وفق القانون وملاحقة المتورطين في مقتل الضباط مستمرة
- نبذه عن حيات الشيخ محمد بن احمدالزايدي
- لماذا تم الإفراج عن الشيخ محمد أحمد الزايدي والتحفظ على إبن أخيه