للسيطرة عليه.. هل تتدخل واشنطن في التوتر المتصاعد بين الصين والفلبين؟

منذ ٤ أشهر

12

طباعة

مشاركة

تصاعد التوترات بين الصين والفلبين خلال الآونة الأخيرة، دفع محللين إلى التحذير من أن الأمر "قد يتطلب تدخلا" من الولايات المتحدة.

ورأى محللون أن وعد واشنطن بالدفاع عن الفلبين "ليس كافيا"، ومن الضروري اتخاذ إجراءات فعّالة لمنع خروج الوضع عن السيطرة.

تصعيد وشيك

وأشار موقع "إي ريفرنسيا" البرتغالي، إلى "تكرر الحوادث بين السفن الصينية والفلبينية في بحر الصين الجنوبي خلال الأشهر الأخيرة من العام 2023".

وذكر أن "المحللين يعتقدون أن الوضع وصل إلى حده الأقصى ويتطلب إجراءات أكثر صرامة من جانب الولايات المتحدة". 

وهو "ما يعني غالبا صراعا عسكريا مباشرا مع بكين"، كما يرى "إي ريفرنسيا".

وبالنسبة للخبراء، فإن الحدث الأكثر إثارة للقلق هو "استخدام قارب تابع لخفر السواحل الصيني خراطيم المياه والاصطدامات المتعمدة لإلحاق الضرر بالسفن الفلبينية خلال الأيام الأخيرة (في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2023)".

وبحسب الموقع البرتغالي، حدث موقف مماثل في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عندما اصطدمت السفن مرتين على الأقل خلال محاولة صينية لعرقلة مهمة إعادة الإمداد التي قامت بها الفلبين.

ووفقا للأكاديمي في جامعة ستانفورد، راي باول، فإن أحداثا مثل تلك التي وقعت في الأيام الأخيرة توضح أن "الأرواح يمكن أن تُزهق في أي وقت بسبب الأعمال العدائية".

وأعرب باول عن قلقه إزاء "دوامة التصعيد". 

ولفت الموقع إلى أن رد الفعل الأميركي "لم يكن أكثر من مجرد كلمات، وهو ما يزعج بعض الخبراء".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن "الولايات المتحدة تقف إلى جانب حلفائنا الفلبينيين في مواجهة هذه الأعمال الخطيرة وغير القانونية". 

وأضافت: "هذه التصرفات لا تعكس فقط التجاهل المتهور لأمن الفلبين وسبل عيشها، ولكن أيضا للقانون الدولي".

من جانبه، رأى الباحث في كلية "إس. راجاراتنام للدراسات الدولية" في سنغافورة، كولين كوه أن "المضايقات الصينية يبدو أنها تركز على الولايات المتحدة أكثر من الفلبين". 

وقال كوه إن "الإجراءات الأخيرة تشير على ما يبدو إلى محاولة الصين استكشاف نقاط الضعف لاستغلالها، واختبار المدى الذي ستذهب إليه واشنطن مع حليفتها".

وأضاف أيضا أنها "مسألة وقت قبل الإبلاغ عن الوفيات في بحر الصين الجنوبي".

وأوضح كوه أن "أي حادث يسفر عن ضحايا، حتى لو كان ناجما عن خراطيم المياه أو الاصطدامات المتعمدة الناجمة عن سفن خفر السواحل، ويمكن وصفه بأنه هجوم مسلح، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى رد عسكري أميركي"، وفق ما نقل عنه الموقع البرتغالي.

مثيرة للقلق

من ناحية أخرى، كتب الباحث إريك سايرز، الموظف السابق في الإدارة الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترمب: "إنهم يقدرون أننا لن نفعل ذلك -أي التدخل العسكري-، وذلك في الأغلب لأننا لم نفعل ذلك خلال السنوات الـ13 الماضية، منذ أن بدأ هذا النوع من السلوك".

ويعتقد الباحث سايرز أن الصين لا ترغب في تصعيد نشاط المنطقة الرمادية هذا إلى صراع فعلي، لكنها ستستمر في الدفع ما لم "تصعده" الولايات المتحدة بشكل ما. 

ويعكس الموقع البرتغالي موقفا مشابها لكارل شوستر، وهو كابتن سابق في البحرية الأميركية ومدير سابق في مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة في المحيط الهادئ. 

ويرى شوستر أن "بكين لن تجد أي سبب للتصعيد ما دامت الولايات المتحدة لا تنشر قواتها".

 

وقال "إي ريفرانسيا" إن "بحر الصين الجنوبي كان على مدى العقد الماضي، موقعا للعديد من النزاعات الإقليمية بين الصين وغيرها من المطالبين بالسيادة في جنوب شرق آسيا، فضلا عن نزاع جيوسياسي مع الولايات المتحدة حول حرية الملاحة في المياه المتنازع عليها". 

وبحسب الموقع، وسع الصينيون مطالباتهم لتشمل بحر الصين الجنوبي بالكامل تقريبا، و"قاموا ببناء قواعد هناك على جزر مرجانية على مدى السنوات العشر الماضية". 

وكرد فعل، أرسلت واشنطن سفنا حربية إلى المنطقة، فيما وصفته بـ"التزامها ضمان حركة ملاحة حرة ومفتوحة في المحيطين الهادئ والهندي".

ولفت الموقع إلى "أنه رغم أن الولايات المتحدة ليس لديها أي مطالبات إقليمية في المنطقة، إلا أنها أرسلت على مدى عقود سفنا وطائرات تابعة للبحرية للقيام بدوريات، بهدف تعزيز حرية الملاحة في الممرات المائية والمجال الجوي الدولي".

ووفقا لأميرال البحرية الأميركية ورئيس القيادة الهندية-الهادئة، جون سي أكويلينو، فإن سبب وجود واشنطن في المنطقة هو "منع الحرب من خلال الردع وتعزيز السلام والاستقرار، بما في ذلك إشراك الحلفاء والشركاء الأمريكيين في الحرب".

ومن وجهة نظر أكويلينو، فإن تصرفات بكين "مثيرة للقلق".

ولفت أكويلينو إلى أنهم "طوروا كل قدراتهم"، مقدرا أن "هذا التراكم للأسلحة يزعزع استقرار المنطقة".