بعد “صدمة الاستطلاعات".. هل يصبح أوباما منقذ بايدن في انتخابات الرئاسة؟

15331 | منذ ١٢ يومًا

12

طباعة

مشاركة

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدا واضحا أن استطلاعات الرأي "لا تقف في صف" الرئيس جو بايدن، الأمر الذي دفعه إلى اللجوء للرئيس الأسبق باراك أوباما، والاعتماد عليه في حملته الانتخابية.

وقالت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية إن "الديمقراطي أوباما عاد مجددا إلى البيت الأبيض، لكن ليس بصفة رئيس لأن الدستور لا يسمح له بذلك، بل مستشارا سياسيا لبايدن الذي يبدو أنه في أشد الحاجة إلى (سحر) أوباما للتغلب على منافسه في الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية، دونالد ترامب".

ثنائي قديم

وأشارت الصحيفة إلى أن "نهاية مارس/ آذار شهدت زيارة أوباما لبايدن حيث جمعتهما مأدبة عائلية بالقصر الذي عاش فيه بين 2009 و2017". 

وذكرت أنه “خلال هذا اللقاء، تبادل الثنائي القديم النكات وناقشا شؤونهما الخاصة، لكن سبب اللقاء لم يكن شخصيا”. 

وأوضحت أن “أوباما حضر هذا الاجتماع بصفته مستشارا، ورافقه في هذه المناسبة أقرب المتعاونين معه”.

وقال أوباما في مقطع فيديو: "علينا أن نفعل المزيد، لكن ذلك لن يحدث إلا إذا جددنا ولاية بايدن في البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، علينا أن نواصل العمل".

وأشارت الصحيفة إلى أن أول رئيس أميركي من أصل إفريقي ظل يحذر منذ أشهر من أن "نتائج الانتخابات الرئاسية ستكون متقاربة للغاية هذه السنة، الأمر الذي يتطلب تعاون جميع الديمقراطيين في الولايات المتحدة".

ونقلت الصحيفة أن أوباما وبايدن اقتحما عالم شبكات التواصل الاجتماعي للترويج إلى الكيمياء أو التناغم “بين هذا الثنائي الغريب” الذي ظهر خلال الولاية الثانية للرئيس الأميركي من أصل إفريقي.

من ناحية أولى، تظهر صورة المثقف الهادئ طويل القامة لأوباما، ومن ناحية أخرى، شعبية بايدن المخضرم، الذي يمثل ملح التربة السياسية الأميركية. 

وقالت الكونفدنسيال: “في الحقيقة، هي تركيبة سياسية يمكن أن تؤتي ثمارها مرة أخرى في نوفمبر 2024”.

وأشارت إلى أن "الهدف من هذه الحملة هو مواصلة إعادة تنظيم اجتماع جديد في نيويورك، والذي تمكن فيه بايدن وأوباما وبيل كلينتون من جمع 26 مليون دولار". 

ورأت أنه “رقم مرتفع نسبيا، خاصة عند مقارنته بالأرقام الضعيفة التي تظهرها حملة ترامب حاليا”.

صداقة ودية

وخلال هذه السنة الانتخابية، يتمثل الجانب الذي يثير قلق بايدن أكثر من غيره في خسارته الواضحة لدعم الأميركيين اللاتينيين والأفارقة. 

ورغم أن استطلاعات الرأي لا تزال تمنح الديمقراطيين أفضلية واضحة بين هذه المجموعات، وخاصة بين السود، فإن هذه الميزة لم تعد واضحة كما في السابق. 

و"لا يستطيع بايدن أن يتحمل خسارة ولو ملليمترا واحدا من المساحة"، وفق الصحيفة الإسبانية.

وتجدر الإشارة إلى أن اللاتينيين والأميركيين من أصل إفريقي يوجدون بشكل كبير في ولايات رئيسة مثل نيفادا أو أريزونا أو جورجيا، حيث فاز بايدن عام 2020 بهامش محدود. 

ومن هنا تبرز الحاجة إلى أن يبث أوباما بعض الحماس بين هذه الأقليات.

وأوضحت الصحيفة أن "بايدن وأوباما أمضيا ثماني سنوات في العمل جنبا إلى جنب وأظهرا صداقة ودية، إلا أن طريقة العمل تختلف بينهما".

ورأت أن “بايدن يدير حملة إعادة انتخابه بشكل مختلف عن الطريقة التي اختارها أوباما سنة 2012”. 

ولفتت إلى أنه “في ذلك الوقت، تجاهل أوباما النسيج البيروقراطي والحكومي للحزب الديمقراطي، وأعدّ حملته من تلقاء نفسه، حيث كانت حملة أظهر فيها أوباما طابعه الشخصي تغذيها الظاهرة الجماهيرية التي تشكلت قبل أربع سنوات”.

واستطردت “في ذلك الوقت أيضا، لم يكن أوباما في حاجة إلى دعم، حيث إنه يملك القدر الكافي من الموالين له، في المقابل، يدير بايدن حملة منظمة وبيروقراطية، تعتمد على اللجنة الوطنية الديمقراطية والهياكل الحزبية في الولايات المختلفة”.

وربما لهذا السبب يفسر فريق أوباما حملة بايدن على أنها "بطيئة للغاية"، حتى إنهم يشككون في قدرة بايدن على الفوز في هذه الانتخابات. 

عدم الثقة

ورأى ديفيد أكسلرود، الذي كان كبير الإستراتيجيين في إدارة أوباما، أن “الخيار الأفضل لبايدن هو تعليق الحملة الانتخابية مباشرة”. 

وغرد على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: "فقط بايدن هو من يستطيع اتخاذ هذا القرار". 

وفي مناسبات أخرى، انتقد أكسلرود خطاب بايدن.

وأضافت الصحيفة أن “بين عالمي أوباما وبايدن هناك بعض المشاحنات، ففي عام 2016، فكر بايدن بجدية في تقديم نفسه خليفة لأوباما في الرئاسة، وهي حركة مشتركة بين أولئك الذين شغلوا منصبه، هاري ترومان، وليندون جونسون، وريتشارد نيكسون، وجورج بوش الأب الذين شغلوا سابقا منصب نائب رئيس قبل أن يصبحوا رؤساء”. 

واستدركت: “لكن الوفاة المأساوية لابنه سنة 2015، والمحادثة مع أوباما، ردعته”. 

وقالت "الكونفدنسيال" إن “فريق أوباما اعتقد في ذلك الوقت أن المرشحة الديمقراطية الأكثر حظوظا للفوز هي هيلاري كلينتون”.

في هذا السياق، كتبت مراسلة التايمز، كاتي روجرز: "لقد ولّد القرار عدم الثقة والاستياء الدائم بين بعض مساعدي بايدن". 

وأضافت: "يعمل بعضهم في البيت الأبيض اليوم، ويرون أن أوباما ومستشاريه همشوا بايدن الذي يعتقدون أنه كان بإمكانه تغيير مجرى التاريخ وهزيمة ترامب عام 2016".

فيما شددت الصحيفة الإسبانية على أنه “رغم هذه الضغائن غير المرئية، يصب تركيز الديمقراطيين حاليا على المستقبل”.

وأوضحت أن “أوباما يتصل بشكل روتيني ببايدن ورئيس أركانه جيفري زينتس وغيرهم من كبار المسؤولين الديمقراطيين لتقديم المشورة وتنسيق الإستراتيجية الانتخابية”. 

وذكرت أن “فريق أوباما يطلب من فريق بايدن المزيد من الشجاعة والاستعداد، وإثارة مشاعر الناخبين، والإنجاز في العمل، لأنه لم يتبق سوى ستة أشهر تقريبا على اليوم الذي يمكن أن يغير كل شيء".