إسكندر مؤمني.. عميد إيراني فشل في مكافحة المخدرات فأصبح وزيرا للداخلية

يوسف العلي | 24 days ago

12

طباعة

مشاركة

"عميد بالحرس الثوري، رئيس سابق لمكافحة المخدرات".. عرف وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني بمعاداته للمهاجرين الأفغان، قبل توليه منصبه الحالي في حكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، إذ جعل أولى أولوياته إنهاء وجود الأفغانيين في إيران.

"مؤمني"، أعلن خلال جلسة استماع في (البرلمان) قبل منح الثقة لحكومة بزشكيان في 21 أغسطس/ آب 2024، أن الخطوة الأولى هي ترحيل الأجانب غير القانونيين، في إشارة منه إلى اللاجئين الأفغان البالغ عددهم نحو 4.5 ملايين، الكثير منهم بدون تصريح إقامة، وفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.

مرحّل الأفغان

وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، دعا المهاجرين الأفغان المقيمين على الأراضي الإيرانية إلى "العودة إلى وطنهم والعمل على إعماره"، وذلك بعد أيام قليلة من إعلانه عن قرب وضع وتنفيذ خطة شاملة من أجل تنظيم أوضاع الأفغانيين في أنحاء البلاد.

وفي تصريح لمؤمني خلال برنامج تلفزيوني في 9 سبتمبر/ أيلول 2024، حول خطة "تنظيم أوضاع الأجانب" التي تحدث عنها، قال وزير الداخلية: "إيران لا تستطيع تحمل هذا الكم من الهجرة".

وأشار المؤمني إلى أن "الأولوية هي لأولئك الذين يدخلون البلاد بشكل قانوني. هذا هو الحال في جميع أنحاء العالم، ويجب على المهاجرين احترام قوانين البلد المضيف".

وألقى وزير الداخلية باللوم على اللاجئين الأفغان في زيادة معدلات البطالة بإيران، بالقول: "الكثير من فرص العمل تُفقد. ونتوقع من الأفغان العودة إلى بلادهم"، مؤكدا ضرورة "إغلاق الحدود بشكل كامل، وأن القوات المسلحة بدأت العمل على ذلك، لكن يجب تسريعها".

ولفت مؤمني إلى أنه "الآن يتم تقديم إحصائيات مختلفة حول عدد الأجانب، ومن المفترض أن يتم إجراء مسح سيتم إجراؤها، وسيجرى الحصول على إحصائيات موثوقة".

وتأتي هذه التصريحات بعد أربعة أيام، من إعلان مؤمني أن خطة شاملة لتنظيم أوضاع الأفغان في البلاد ستُعد وتنفذ قريبا، مشددا على أن "هذه الخطة ستنفذ بشكل كامل، مع برنامج مناسب يأخذ في الحسبان التقديرات الإقليمية والجوار".

من جانبها، ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء في 5 سبتمبر، أن مؤمني شدد خلال زيارته إلى حي "سنك سياه" في شيراز مركز محافظة فارس، على ضرورة تنظيم أوضاع الأفغان في إيران.

وفي مطلع شهر أغسطس 2024، وقبل توليه منصب وزير الداخلية، شدد مؤمني في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني على أن الحل لمنع تدفق المهاجرين هو إغلاق الحدود. 

ثقة خامنئي

في 28 أغسطس، أفادت وكالة "مهر" الإيرانية، بأن "المرشد علي خامنئي، عيّن وزير الداخلية إسكندر مؤمني نائب القائد العام لقوة الشرطة".

وعقب ذلك أصدر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان توجيها لمؤمني بأن يضع في حسبانه ثلاثة مبادئ عند إدارة شؤون الوزارة، أوليها: المسؤولية، وثانيها: تحديد ما هي المهام التي يتحملها كل شخص في أي موقع، والأمر الثالث هي: المساءلة.

وأكد الرئيس الإيراني أن هذه المبادئ يجب أن تُراعى وتُطبق في هيكل إدارة وزارة الداخلية من الوزير وطاقم الوزارة، إلى المحافظين، ورؤساء البلديات، ورؤساء الأقسام.

وفي أول تصريح له على مستوى العلاقات الخارجية، تطلع مؤمني إلى توسيع العلاقة بين طهران والرياض، بشكل بناء أكثر فأكثر، وذلك ردا على رسالة تهنئة تلقاها من نظيره السعودي عبد العزيز بن سعود في 10 سبتمبر 2024.

وهنأ وزير داخلية السعودية، "مؤمني" على تسلمه حقيبة الداخلية في الحكومة الايرانية الـ14 برئاسة مسعود بزشكيان؛ متمنيا له التوفيق في أداء مهامه الجديدة، بالقول: "أتمنى لهذا البلد الشقيق، مزيدا من التوفيق والرقي والازدهار".

وفي المقابل، كتب مؤمني إلى وزير الداخلية السعودي، قائلا: "إنني أتطلع، نظرا للظروف الراهنة ووفقا لأسس التعاون البناء، إلى توسيع العلاقات بين طهران والرياض أكثر فأكثر".

ولم يسبق أن صدرت عن مؤمني تصريحات تتعلق بالشأن الداخلي الإيراني، لا سيما في المجال السياسي أو الاقتصادي، وما يتعلق بحقوق الإنسان، والاحتجاجات الشعبية التي تخرج بين الحين والآخر ضد نظام ولاية الفقيه الذي يحكم البلاد منذ الإطاحة بحكم الشاه عام 1979.

"ضابط حرسي"

إسكندر مؤمني البالغ من العمر 62 عاما، ولد في مدينة قائم شهر بمحافظة مازندران، انتمى إلى الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية (حرب الخليج الأولى) في ثمانينيات القرن العشرين، التي استمرت لمدة ثماني سنوات من 1980 إلى 1988. 

حاصل مؤمني على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة طهران والدكتوراه في الأمن القومي من جامعة الدفاع الوطني، وهو أحد أعضاء الهيئة العلمية في أكاديمية الشرطة.

يُعرف مؤمني بأنه أحد الأشخاص الرئيسين في المؤسسات الأمنية الإيرانية وذلك بسبب تجاربه والمسؤوليات المتنوعة التي أسندت إليه خلال مسيرته الأمنية داخل ايران.

تولى مؤمني قبل شغله منصب وزير الداخلية، رئاسة منظمة مكافحة المخدرات في البلاد، وقبلها كان رئيس شرطة خراسان من عام 1998 إلى عام 2009، ثم عمل رئيس شرطة النجدة وأحد مؤسسيها.

وكذلك تولى رئاسة شرطة المرور في إيران حتى 2013، ثم انتقل ليكون نائبا لقائد الشرطة الإيرانية بين عامي 2014 و2017.

وحصل إسكندر مؤمني على ثلاثة أوسمة تكريمية إيرانية، أبرزهم وسام خدمة الصف الثالث، من الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد في عام 2011، وذلك عندما كان مديرا لشرطة المرور.

ومن تصريحاته التي تتعلق بمكافحة المخدرات، أعلن العميد مؤمني عندما كان رئيس للجنة مكافحة المخدرات في إيران، أن "حجم إنتاج المخدرات الصناعية، مثل مادة الكريستال وميثامفيتامين، يشهد نموا مستمرا في أفغانستان، ومنها يتم توزيعها في أنحاء العالم".

ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عن مؤمني، قوله، إنه "رغم تزايد حجم إنتاج وبيع المخدرات الصناعية المستمر في أفغانستان، لكن الهيئة الحاكمة أعلنت عن تراجع حجم الإنتاج هناك".

وتابع: "إيران بصفتها واحدة من ضحايا زيادة إنتاج المخدرات الصناعية، تحمّل الدول التي احتلت أفغانستان على مدى 20 عاما، المسؤولية عن هذه المعضلة"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وفي 25 يناير 2023، أعلن مؤمني أن "إيران تنفق سنويا 700 مليون إلى مليار دولار لمكافحة المخدرات"، لافتا إلى أن "نحو 92 بالمئة من كشف المخدرات تتم من إيران لوحدها وتتحمّل الحكومة والشعب الإيراني تكاليف مكافحة تهريب المخدرات".

وفي 14 يونيو/ حزيران 2019، هددت طهران على لسان مؤمني دولار أوروبية بإغراق أراضيها بالمخدرات، بدعوى تقصيرها حيال التخفيف من وطأة العقوبات الأميركية المفروضة على طهران.

ونقلت صحيفة "جوان" الإيرانية في حينها عن إسكندر مؤمني الأمين العام للجنة مكافحة المخدرات، أن "طهران لن تكافح عمليات تهريب المخدرات، طالما بقيت العقوبات المفروضة من واشنطن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018.