بعد زيارة زيلينسكي.. هل تنجح تركيا في عقد منتدى سلام بين أوكرانيا وروسيا؟

منذ شهرين

12

طباعة

مشاركة

سلطت وكالة الأناضول التركية الضوء على زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى تركيا وما نتج عنها بعد لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

والتقى أردوغان زيلينسكي في 8 مارس/آذار 2024، في مدينة إسطنبول، في إطار زيارة لبحث مسار الحرب مع روسيا، والعلاقات الثنائية بين أنقرة وكييف.

وسبق لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية القول في بيان، إن زيلينسكي سيناقش مع أردوغان قضايا الحرب الأوكرانيةـ الروسية، واتفاق شحن الحبوب، وإحلال سلام دائم في المنطقة. 

وقال الكاتب التركي "صالح يلماز" إن القضايا الرئيسة على جدول الأعمال شملت إعادة تشغيل ممر الحبوب، والتعاون في مجال صناعة الدفاع، وتبادل السجناء مع روسيا، والمبادرة بشأن الأتراك التتار الذين اعتقلهم الروس في شبه جزيرة القرم، وتنظيم منتدى للسلام.

صناعة الدفاع
 

واستدرك يلماز: معظم مؤسسات صناعة الدفاع الثقيلة في أوكرانيا التي تعود إلى العهد السوفيتي دُمرت من قبل روسيا. 

وعلى الرغم من أن أوكرانيا دمرت مصانعها لصناعة الدفاع، إلا أنها تعتقد أنه يمكن إحياء نقل التكنولوجيا والقوى العاملة المدربة مع الشركات التي سيتم إنشاؤها بالاشتراك مع تركيا. 

وقال زيلينسكي في بيان له "نريد تعزيز التعاون الثنائي والإنتاج المشترك مع شركات الدفاع التركية". 

وأشار إلى أن السبب في أن أوكرانيا قدمت مثل هذا العرض هو استنفاد الذخيرة التي يمكن لكييف استخدامها من الدول الغربية والتأخير في مساعدات الأسلحة الغربية بسبب العقبات السياسية. 

وبناءً على ميزانية أوكرانيا الحالية فإنها ترغب في إقامة شراكات مع شركات الصناعات الدفاعية في تركيا لإنتاج الأسلحة. 

وتبدو تركيا من أكثر الدول أمانا لإنتاج الذخيرة التي تحتاجها أوكرانيا بسرعة، وفق تقدير الكاتب.

 ومع ذلك قد يكون من الأنسب أن تشتري الدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي "الناتو" هذه الأسلحة من تركيا بدلا من بيعها مباشرة إلى أوكرانيا

وأوضح أن أوكرانيا تحاول إيجاد حل بالإنتاج المشترك في حالة استمرار الحرب مع روسيا لفترة أطول، وتعمل على مقترحاتٍ من شأنها تعزيز التعاون في صناعة الدفاع التي بدأت قبل الحرب وذلك خوفا من انقطاع مساعدات الأسلحة الغربية فجأة. 

كما أن وجود وزير الدفاع الأوكراني رستم أميروف، وهو أحد أتراك تتار القرم، في وفد زيلينسكي عزز أيضا إمكانية زيادة التعاون في صناعة الدفاع بين البلدين. 

إذ تلعب الشركات التركية دورا كبيرا في إعادة إنشاء البحرية الأوكرانية في البحر الأسود.  

التعاون المشترك

واستدرك الكاتب: ترغب أوكرانيا في ضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود بشكل غير مشروط، وأعربت عن اعتقادها بأن تركيا وحدها هي التي يمكنها فعل ذلك.

وتابع: بعد انتهاء صلاحية اتفاقية ممر الحبوب بين روسيا وأوكرانيا، لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد حتى الآن. 

وبناء على ذلك ترغب تركيا بصفتها وسيطا بين الطرفين في إعادة تفعيل هذا الاتفاق مرة أخرى.

كما تم نقل هذا الطلب إلى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، الذي شارك في منتدى أنطاليا الدبلوماسي (1-3 مارس 2024). 

وبصفتها الدولة التي تلبي الغالبية العظمى من احتياجات الحبوب من أوكرانيا وروسيا على حد سواء، تريد تركيا فتح هذا الممر مرة أخرى. 


 

وأضاف الكاتب: روسيا تطالب بضم حبوبها في هذه الصفقة، وبناء على ذلك قدمت تركيا خطة تنظم هذا الممر بحيث يكون صالحا الآن ليس فقط للحبوب ولكن أيضا للسلع الأخرى.

وأشار إلى أن بيان زيلينسكي بضرورة ضمان السلامة غير المشروطة للملاحة في البحر الأسود وأن تركيا وحدها هي القادرة على توفير ذلك يظهر بالفعل أنه يريد تحقيق هذا الممر ليس فقط للحبوب ولكن أيضا للمنتجات التجارية الأخرى. 

ولكن يبقى السؤال هنا هل هذه السلامة الملاحية ممكنة؟ وذكر الكاتب أيضا بأنه قد يكون ذلك ممكنا إذا أرادت تركيا ذلك.

لأن رفض روسيا لمثل هذه الخطة سيجعل تركيا تتخذ إجراءات جديدة ضد موسكو في البحر الأسود. 

ويمكن لتركيا اتخاذ تدابير إضافية ليس فقط في البحر الأسود، ولكن أيضا في التجارة الروسية عبر جورجيا وأذربيجان عن طريق البر. 

وآخر شيء تريده موسكو الآن هو مواجهة أنقرة. فبالنسبة لها تُعَدُّ تركيا دولة مهمة ليس فقط للخروج من البحر الأسود، ولكن أيضا للتعاون المتناسب مع العالم الإسلامي. 

وأضاف الكاتب: يشير دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ بين تركيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن إلى تطورات مهمة في مجال التجارة. 

منتدى سلام؟

وتعطينا هذه التطورات أدلة على أنه يجرى التفاوض على اتفاق مع أوكرانيا لضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود.

واستدرك الكاتب: طرح الطلب الأوكراني لتبادل أسرى الحرب أثناء المناقشات مع لافروف في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، وعقب تلقيه استجابة إيجابية من الجانب الروسي قدم زيلينسكي قائمة (بالأسماء) خلال زيارته لإسطنبول.

وفيما يتعلق بهذا الملف، قال زيلينسكي: "نحتاج أيضا إلى مساعدة تركيا في إطلاق سراح أسرى الحرب والمواطنين، بمن فيهم تتار القرم الذين تحتجزهم روسيا". 

وهنا على وجه الخصوص كان إطلاق سراح الأتراك التتار المعتقلين في شبه جزيرة القرم على جدول الأعمال.

وخلال الاجتماع كرر الرئيس أردوغان عرضه بأن تركيا مستعدة لاستضافة قمة سلام توجد فيها روسيا أيضا.

 في حين أعرب الجانب الأوكراني عن استعداده لعقد منتدى سلام بمشاركة الدول الغربية دون مشاركة روسيا في الوقت الحالي. 

ولفت الكاتب النظر إلى أن السبب في أن أوكرانيا تقترح عقد منتدى بمشاركة الدول الغربية بدون روسيا هو أنها لا تريد دفع ثمن السلام وحدها. 

إذ تعتقد أوكرانيا أن الحرب، على الرغم من أنها تبدو بين روسيا وأوكرانيا، تُخاض في الواقع من أجل أمن أوروبا.

لهذا السبب تريد أوكرانيا من الدول الغربية أن تدفع الثمن، إن وجد، وأن تجرى مناقشات مفصلة في هذا المنتدى حول العواقب المستقبلية ليس فقط للسلام ولكن أيضا للحرب. 

وبهذه الطريقة، إذا كان هناك سلام فسيكون من الممكن مناقشة الظروف التي سيحدث فيها والعواقب على أوروبا. 

كما أنها تبحث عن ضمانات بعدم تجاهل الدول الغربية احتياجات أوكرانيا حتى لو استمرت الحرب. 

وعلى الرغم من بعد الطرفين عن السلام في الوقت الحالي، إلا أن موقف روسيا المتفوق يمكن أن يمهد الطريق لذلك.

وذلك لأن روسيا تفضل الجلوس على الطاولة فقط في وضع يكون لها فيه اليد العليا، بحسب تقدير الكاتب.