هل سيمضي خامنئي نحو معترك المفاوضات مع ترامب؟.. صحيفة إيرانية تجيب

منذ ٣ أشهر

12

طباعة

مشاركة

عاد الجدل إلى الأوساط السياسية في إيران مع حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في الوصول إلى حل بشأن الملف النووي الإيراني ورغبته في مقابلة الرئيس مسعود بزشكيان.

وعقب ذلك، انطلقت "موجة جديدة من التكهنات حول مستقبل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، تتضمن بعض سيناريوهات متفائلة وأخرى سلبية"، وفق موقع "فرارو" الفارسي.

في هذا السياق، تناول الموقع دلالات تصريحات ترامب الأخيرة، وتحدث عن فرص الوصول إلى حل للملف النووي الإيراني عبر المفاوضات.

كما أشار إلى التباينات الداخلية بشأن عملية الدخول في مفاوضات مع ترامب، مشددا على أن المرشد الإيراني علي خامنئي هو من يقرر في نهاية المطاف.

تنسيق سري 

استهل الموقع حديثه بأن "أحد الأسباب التي قد تجعل بعض التكهنات بشأن مستقبل المفاوضات أكثر تفاؤلا، هو تصريحات ترامب الأخيرة".

حيث قال: "الشيء الوحيد الذي قلناه عن إيران هو أننا نريد أن يكون لديهم بلد عظيم، فلديهم إمكانيات عالية، وشعبهم مذهل".

وأضاف: "لا ينبغي أن يمتلكوا سلاحا نوويا، فإذا امتلكوا واحدا، فإن الآخرين سيريدون امتلاكه، وفي هذه الحالة سيكون كل شيء كارثيا".

وفي هذا السياق، نقل عن عبدالرضا فرجي راد، أستاذ الجغرافيا السياسية والمحلل في السياسة الخارجية، قوله إن "تصريحات ترامب، قبل الانتخابات، والكلمات التي قالها هو وأفراد فريقه في الأيام الأخيرة، تشير إلى نوع من التنسيق الذي يمنعهم من التحدث عن إيران بشكل سلبي كما في السابق".

ورأى “فرجي راد” أن "التوقف عن الحديث بشكل سلبي هو دليل على أنهم لا يسعون إلى خلق توتر في المراحل الأولى من المفاوضات، وأنهم يميلون حاليا إلى التفاوض".

وأكمل: "إذا أخذنا تصريحات ماركو روبيو، وزير خارجية ترامب في مجلس الشيوخ، كمعيار، فبالرغم من انتقاداته لسياسات إيران؛ إلا أنه كمعارض لإيران وداعم لإسرائيل، أظهر أن المصالح التي يراها لإجراء حوار مشروط مع إيران ليست قليلة".

وأشار إلى أن روبيو في مجلس الشيوخ "قرأ بعض النقاط من الورق، ومن غير المحتمل أن تكون هذه النقاط قد كُتبت دون التنسيق مع الرئيس الأميركي".

"لذلك، أعتقد أن تصريحات أعضاء حكومة ترامب، بما في ذلك تصريحاته هو نفسه في الأيام الأخيرة، تشير إلى أن المعيار الأول للحكومة الأميركية في التعامل مع إيران هو الحوار"، يقول المحلل السياسي.

واستطرد فرجي راد قائلا: "في الواقع، يبدو أن المرحلة الأولى هي مرحلة الحوار. وإذا نجح الحوار، فإن الأمور ستتجه نحو صيغة جديدة من الاتفاق".

واستدرك: "ولكن إذا لم ينجح الحوار، فبدلا من متابعة المفاوضات، سيدخل ترامب في سياسة (الضغط الأقصى) ضد إيران".

وأوضح أن "روبيو أشار، أخيرا، إلى آلية الزناد، ومنح الأوروبيين الضوء الأخضر لتفعيل الآلية، مع وعد بأن أميركا ستدعمهم في ذلك".

يذكر أن آلية الزناد هي آلية تم تفعيلها في إطار الاتفاق النووي الإيراني الذي وُقع بين إيران والقوى الكبرى في عام 2015، وهي تهدف إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران إذا تم انتهاك بنود الاتفاق".

الضغط الأقصى 

وأشار أستاذ الجغرافيا السياسية إلى أن "آلية الزناد تعني ممارسة الضغط الأقصى على إيران والعودة إلى عقوبات الأمم المتحدة، التي تفرض التزامات على الدول الأخرى".

مشيرا إلى أن "العقوبات الحالية هي عقوبات الولايات المتحدة، التي تخطط حاليا للحوار مع إيران، ولكنها لم تصل بعد إلى قرار نهائي".

وذكر الموقع أنه "وفقا لتصريحات مستشار الأمن القومي لترامب، سيُتوصل إلى القرار في شهر فبراير/ شباط 2025".

وبحسب رأي المحلل السياسي الإيراني فإن "ترامب حاليا يعتمد على الحوار، ويأمل في أن يؤدي الحوار إلى نتيجة".

في الوقت ذاته، يعتقد "أن الضغط الأقصى سيبدأ إذا لم يحقق الحوار نتيجة، ولكن من غير المرجح أن يسعى ترامب إلى صراع عسكري مع إيران".

وعزا استبعاد الحرب بين البلدين إلى أن "ترامب في هذه الدورة الانتخابية يركز بشكل رئيس على عالم سلمي وتجنب الحرب".

موضحا أن ترامب "لديه أيضا رغبة في الحصول على جائزة نوبل للسلام، ليُسجل اسمه في التاريخ السياسي للولايات المتحدة".

استعداد إيراني 

من الجهة الأخرى، يرى الخبير السياسي أن الجانب الإيراني "أظهر استعداده للتحدث مع ترامب والولايات المتحدة وأوروبا، ليس فقط في خطاب الرئيس مسعود بزشكيان، ولكن أيضا في خطاب وزير الخارجية الأسبق جواد ظريف في منتدى دافوس".

ورجح "ألا يكون قد جرى حتى الآن أي حوار بين الطرفين الإيراني والأميركي".

وتابع فرجي راد: "هذا الأمر دفع الطرفين إلى تبني مواقف إيجابية نسبيا، وتشير مواقف ترامب الأخيرة إلى احتمال بدء حوارات أولية بين الجانبين".

"علاوة على ذلك، فإن الجانب الأميركي يعرف نتائج جولتي المحادثات بين إيران وأوروبا، ويبحث لمعرفة ما يريده الجانب الإيراني وما هي الخطط التي يقترحها"، يقول الموقع.

واستطرد: "لقد دخلنا مرحلة أصبحت فيها احتمالات الحوار بين إيران والحكومة الأميركية الجديدة أعلى من الأسابيع الماضية، وبالتالي فإن فرص الحوار قد ارتفعت".

وأردف: "لذلك، من غير المرجح أن نشهد في هذه المرحلة تصعيدا حادا ومواجهة مع أميركا، بشرط أن تسير الأمور بشكل طبيعي".

وبخصوص ما وصفهم بـ "المتطرفين" في دوائر السلطة الإيرانية، قال المحلل السياسي: "المتطرفون كانوا دائما موجودين، وسيظلون".

مضيفا: "إنهم موجودون في كل مكان في العالم، المهم هو ما هو القرار الذي يتخذه النظام".

وأكمل: "وبحسب ما نسمع من المسؤولين في هذه الأيام، وخاصة آخر تصريحات الرئيس الإيراني، أعتقد أن ما سيفعله الرئيس ومجلس الأمن الأعلى بموافقة القيادة سيمضي في النهاية، أما الآخرون، فدورهم مقتصر على إبداء آرائهم".

وذكّر أنه "في وقت المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي، شهدنا أيضا بعض الخلافات، لكن عندما يتخذ النظام قراره بناء على مبادئ وقواعد معينة، فإن تلك القرارات تمضي كما ينبغي".