حملة غضب واسعة ضد السيسي إثر تهديده بتدمير مصر بـ"البانجو والترامادول"

12

طباعة

مشاركة

موجة غضب واسعة أثارها تهديد رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، بأن بلاده يمكن أن تشهد اضطرابات تدوم لأسابيع بواسطة "100 ألف إنسان ظروفه صعبة" مقابل حصول هؤلاء الأشخاص على أموال ومواد مخدرة.

وعلى هامش مؤتمر عقد بالعاصمة الإدارية الجديدة مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2023، قال السيسي: "أنا كنت بكلم السادة (أعضاء) مجلس القضاء الأعلى الصبح وقلت لهم تخيلوا أنا ممكن أهد مصر بـ2 مليار جنيه، وهم استغربوا جدا".

وأضاف: "قلت لهم أدي باكتة (مخدر البانجو) و20 جنيه وشريط ترامادول لـ100 ألف إنسان ظروفه صعبة، أنزله يعمل حالة -في إشارة إلى قدرته على اختلاق الفوضى-، متابعا: "أنا مش هديله عشرين جنيه، الدنيا غليت (الأسعار ارتفعت)، أنا سأعطيه ألف جنيه".

واستطرد السيسي: "أنزله 10 أسابيع (للتظاهر)، بما يكلف مليون كل أسبوع لمدة 10 أسابيع، أي بمليار جنيه.. أهد بلد فيها 100 مليون أو 105 ملايين بمليار جنيه، يعني 30 مليون دولار، فيه ناس بتصرفهم في حفلة".

واستنكر ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية على موقع إكس "تويتر سابقا"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #السيسي، تلميحات السيسي وحديثه عن اختلاق الفوضى والاضطرابات في مصر، وعدوها دليلا على "اعتلاله النفسي ووجوب الخلاص منه".

وانتقدوا تهديد السيسي بإشاعة الفوضى والاستعانة بالبلطجية واستخدام المخدرات كوسيلة لفرض نفسه رئيسا على مصر بعكس رغبة المصريين، وعدوا تصريحاته بمثابة فضح للخطة والسيناريو الذي ينوي تمريره خلال مرحلة الانتخابات الرئاسية المرتقبة في ديسمبر/كانون الأول 2023.

وأشار ناشطون إلى أن اللجان الإلكترونية والمستشارين الإعلاميين والجهات المعنية عملت على حذف مقطع الفيديو الذي يوثق مساعي رئيس النظام، رابطين بين تهديده وما شهدته مصر من حرق لمديرية أمن الإسماعيلية بعد ساعات من تهديد السيسي.

معتل نفسي

وتفاعلا مع الأحداث، أكد الحقوقي علي القيسي، أن "السيسي مصاب بالسايكوباثيا"، مطالبا بـ"عزله ومنعه من استخدام وسائل التواصل والاعلام واعتبار خطاباته وقرارته الأخيرة ناتجة إصابته بداء السايكوباثية ونقله إلى أقرب مستشفى للأمراض العقلية بعد ثبوت إصابته بهذا الداء". 

وأوضح أن "السيكوباثية هي اضطراب في الشخصية يتميز صاحبه بالعديد من الصفات، أهمها سلوك ضد المجتمع (anti-social)، والغطرسة والخيانة والتلاعب بالآخرين، مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحاياه، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على أفعاله الخاطئة.

ووصف حسن الهلالي، السيسي بأنه "سيكوباتي شرير معدوم الضمير ليس لديه رحمة"، مؤكدا أنه "لازم يتعدم حتى يعيش الشعب ويكون عبرة لمن يعتبر لمافيا العسكر الفجرة". وقال أحد المغردين، إنه "على مدى 10 سنوات من وجود السيسي فى حكم مصر وبعد خطابه الأخير عن هدم مصر بشريط ترامادول وبلطجية تستطيع القول نحن أمام مريض نفسي هارب من مستشفى المجانين ويقود دولة بجيشها وشعبها إلى الهلاك". وأكد آخر، أن "السيسي بلطجي سفاح مجرم سيكوباتي مريض نفسيا".

رئيس عصابة

ودعا أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عصام عبدالشافي، إلى وصف السيسي بأنه "رئيس عصابة" وليس رئيس دولة، قائلا: "يكفي أن تقرأ تصريحات السيسي التي نشرها موقع سي إن إن عربية لتعرف إلى أي مدى وصل تفكيره وكيف يُدير الدولة وكيف يمكن أن يتعامل معها في حالة الخروج عليه".

وأضاف: "ضع هذا بجوار مليشيات (إبراهيم) العرجاني في سيناء، وشراء صبري نخنوخ لشركة (فالكون) الأمنية، وترسانة الحماية للقصور التي قام ببنائها، وقوات الدعم السريع وجيوش البلطجية التي يديرها هو ومنظومته، ثم فكر بهدوء وعقلانية في مستقبل مصر".

وحذر عبدالشافي، من "استمرار هذا الكائن -السيسي- ومن معه في موقعهم"، قائلا إن "تسريبات رئيس مخابراته عن الترامادول منذ سنوات، ثم حديث السيسي عن شريط الترامادول الذي يمكن أن يهد به الدولة وغيره الكثير، يكشف للجميع عقليات هؤلاء".

ورأى الصحفي أحمد سمير، في فيديو تهديد السيسي، تعريف بالكيفية التي يدير بها الطرف الثالث المشهد ويستعين بالبلطجية. وتهكم السياسي عمرو عبدالهادي، قائلا: "واحد مصاحب نخنوخ والعرجاني عايزينه يعرف ايه غير الترامادول.. ادي شريط ترامادول و 1000 جنيه لـ100 ألف إنسان ظروفهم صعبة، وأنزلهم 10 أسابيع يعملوا حالة، وأهد بلد بمليار جنيه".

وأضاف: "هذا الكلام يقوله نخنوخ والعرجاني ميقولوش رئيس، وواضح جدا أن دي الخطة الجديدة اللي هتتنفذ بدل موقعة الجمل والكلام موجه لأميركا والجيش المصري وغير موجه للمصريين".

واستنكر الكاتب والباحث الفلسطيني، إبراهيم حمامي، تهديد السيسي بتدمير مصر وشرحه لكيفية القيام بذلك، متسائلا: "أي وقاحة وصفاقة يملكها هذا المجرم القميء؟". وتساءل السينمائي المعارض أبو النجا: "بالذمة هل هذا كلام ينطق به رئيس دولة! هل هذا شخص عاقل يتحدث عن سهولة خلق فوضى بالشارع عن طريق نشر المخدرات وبضعة جنيهات للشباب!"، موضحا أن "السيسي (رئيس المخابرات السابق) يوحي بأن ثورة يناير المجيدة كانت برشوة ونشر مخدرات للشباب". وكتب الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية محمد إلهامي: "بعد 10 سنوات من الحكم المطلق والقبضة الأمنية الوحشية ونهر الأموال المتدفق عليه: منحا وديونا.. يعترف السيسي عدو الله على نفسه: أنه يمكن هدم البلد بشريط ترامادول و2 مليار جنيه!!".

وأضاف: "الحمد لله الذي يخزيك بلسانك، ويفضحك من فمك، ويجعلك حجة على نفسك، ويُقيمك دليلا على خسة وانحطاط أتباعك!".

وقال سالم ربيح، إن "السيسي كعادته سقوط وفلتات جعلته مسخرة الإعلام العربي والعالمي"، موضحا أنه قال إنه "يستطيع يهد مصر بـ100 ألف بلطجي، كل واحد فيهم سيأخذ 1000 جنيه وشريط ترامادول وسيحرقون البلد خلال أيام، وستكون تكلفتهم أقل من تكلفة حملة انتخابية رئاسية".

تصفيق صفيق

وتعجب ناشطون من التصفيق المصاحب لكلام السيسي فور نطقه لكلمة الترامادول، معربين عن استيائهم من تصرف الحضور.

وقال أدهم أبو سلمية، إن "الشيء العجيب ليس كلام السيسي، لأنه صادق فيما قال فهذا هو أسلوب الأنظمة العسكرية الفاشية المستبدة في كل زمان ومكان، وهكذا يتم تحريك الجماهير حين تريد ذلك لأغراض تخدم مصالحها".

وعد العجيب تصفيق الحضور عندما طرح الفكرة، داعيا لملاحظة أن كل أنظمة الاستبداد في المنطقة تُشجع الفحشاء ومهرجانات الغناء وكل شيء تافه يأخذ الشعب لمربعات إشباع الغريزة، وذلك على حساب "الحرية والعدالة والكرامة الاجتماعية".

وتعجب المحلل السياسي مجدي خليل، من تصفيق الحضور على كلام السيسي، قائلا: "لا أعرف على ماذا يصفق هؤلاء الحضور؟". بدوره، قال الإعلامي عاطف ديلغموني: "جماعة التصفيق يقومون بدورهم ولا يفقهون ماذا يقول السيسي"، مشيرا إلى أنه "يهدد بصراحة ودون مواربة بأنه سيهدم البلد إذا لم يبق رئيسا لها".

وتساءل: ألم يقولوا في سوريا: "الأسد أو نحرق البلد؟"، لافتا إلى أن السيسي يقول "أنا أو الطوفان".

حذف الفضيحة

وسخر ناشطون من محاولات اللجان الإلكترونية والجهات المعنية حذف مقطع الفيديو الذي هدد فيه السيسي من جميع منصات التواصل الاجتماعي.

وأكد الباحث في شؤون الجماعات، حذيفة عبدالله عزام، أن "حذف مقطع السيسي من وسائل الإعلام ومنع تداوله، لن يمحوه من ذاكرة الناس ولن يبرئ الرئيس مما قاله".

وقال إن "العيار الناري إذا خرج من فوهة السلاح لا يمكن له أن يعود أو يُعاد، والسيسي بتصريحاته تلك بمثابة من أطلق النار على نفسه، ومنع تداول المقطع كمن يجمع الطلق الفارغ ليخفي آثار الجريمة".

وعد الإعلامي المستقل حافظ المرازي، أقوى دليل على خطورة ما قاله السيسي بـ"قدرته على تجنيد وتسريح وتخدير مليون عاطل ليهدم بهم مصر أن ضابط إعلامه استخدم حق الملكية الفكرية للتليفزيون لبدء حذف المقطع من وسائل التواصل". 

وقال: "بعد أن كان التهديد بنشر الجيش في 6 ساعات دخلنا بالتهديد بالبلطجية ونخنوخ وحماة وطن ومليشيا بدل الجمل!".

وقال الإعلامي أسامة جاويش، إن "السيسي حرق لقطة بكرة بكلامه النهاردة عشان كده كل الصحف والمواقع حذفت فيديو الترامادول وتعمل عليه بلاغات".

وأضاف: "طلع سعادته -السيسي- قالك بـ 100 جنيه وشريط ترامادول أنزل الناس في الشوارع، اللقطة باظت وعرفنا الناس هينزلوا بكره ازاي وباعتراف السيسي نفسه، حد يسكته يا جماعة ده بيلبس نفسه وبيلبسكم معاه".

وأعاد الصحفي سليم عزوز، عرض الفيديو المحذوف للسيسي، مذكرا بأن في الصعيد يقولون "الطلقة طلعت"، والمعنى أن الطلقة إذا غادرت فوهة البندقية فمن المستحيل أن ترجع.

وأضاف: "بإمكانك أن تتحكم في الزناد حتى لا تندم، فلا داعي للبلاغات ضد الفيديو".

حريق الإسماعيلية

وربط ناشطون بين تهديدات السيسي وحريق مبنى مديرية أمن الإسماعيلية وتفحمه بالكامل اليوم بعد أقل من 24 ساعة من وعيد رئيس الانقلاب العسكري بإشعال الفوضى، ملمحين إلى أن "السيسي بدأ تنفيذ مخططه الإجرامي".

وقال السينمائي المعارض عمرو واكد: "رئيس جمهورية مأزوم يصرح بأنه يستطيع أن يهد البلد بمجموعة من الخارجين عن القانون بتكلفة باكتة وشريط ترامادول وبعض من المال".

وأضاف: "بعد هذا التصريح يبدو أن شخصا نا سرق فكرة الزعيم وقام بحرق مبنى مديرية أمن الإسماعيلية"، متسائلا: "يا ترى دفع كام شريط ترامادول وباكتة لتنفيذ مخططه يا حب السفاح؟".

وعلق في تغريدة أخرى على حديث السيسي قائلا إنه يفصح عن أسعار البلطجية، متسائلا: "ياترى نخنوخ سعره كم شريط؟"

وعرض الصحفي غسان ياسين، صورتين الأولى لتصريحات السيسي عن خلق الفوضى، والثانية لتفحم مبنى مديرية أمن الإسماعيلة بالكامل، قائلا إنه ظنها "للوهلة الأولى مفبركة لكن تبين أنها صحيحة.. شيء غير معقول وغير قابل للتصديق".

وأضاف: "رئيس انقلابي من المؤسسة العسكرية يهدد شعب دولة يحكمها منذ أكثر من 10 سنوات بالبلطجية والترامادول!، اليوم صباحا حصل حريق ضخم في الإسماعيلية.. يبدو أن السيسي شعر بأن الطنطاوي مدعوم من قبل أطراف في المجلس العسكري والدولة العميقة لذا قرر اللجوء للعنف وبدأ بتنفيذ تهديده".

وكتبت هند المصرية: "إلى المجلس العسكري من مواطنة مصرية، السيسي بدأ تنفيذ تهديده بحرق مديرية أمن الإسماعيلية باستخدام (نخنوخ) و(العرجاني)، وإلى الشرطة: أنتم فالحين بس في (مرمطة) المواطن واعتقاله وقتله، ماذا أنتم فاعلون لحمايتنا من السيسي، ها هو فيديو التهديد من جديد". وقالت فاطمة المقديسي، إن السيسي هدد وبدأ ينفذ، متسائلة: "أنت فين يا شعب".