عبد اللهيان يتحدث عن مقترح إيراني بشأن انسحاب تركيا من سوريا.. ما تفاصيله؟

قسم الترجمة | منذ ٧ أشهر

12

طباعة

مشاركة

تحدث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن مقترحات لطهران بشأن انسحاب تركيا من سوريا، كما ناقش مقترح سلطنة عمان حول العودة للاتفاق النووي.

وتطرق عبد اللهيان في حوار مع صحيفة "الوفاق" إلى رحلته الأخيرة لسوريا ولبنان نهاية أغسطس/آب ومطلع سبتمبر/أيلول 2023.

نهج الدول العربية

وقال إن إيران أمام ظاهرتين اليوم في سوريا، الأولى هي أن "العالم العربي لديه نهج جديد تجاه دمشق ويريد عودتها إلى الجامعة العربية وإعادة فتح سفاراتهم فيها وإبرام اتفاقيات معها في مختلف المجالات".

وبعد 12 عاما من العزلة، ظهر رئيس النظام السوري بشار الأسد في جامعة الدول العربية الأخيرة بمدينة جدة السعودية، كما استعادت عدة دول العلاقات معه وأعادت فتح سفاراتها في دمشق.

وأتبع عبد اللهيان: "العالم العربي ورؤساء الحكومات العربية والإسلامية يدركون موقف سوريا جيدا، لأنها بلد لا يمكن إخراجه من معادلات المنطقة".

لكنه يعتقد أنه "في المقابل، وعلى الرغم من تسارع هذه الظاهرة الإيجابية، فإن "الناشطين الأجانب وأعداء سوريا، خاصة أميركا، زادوا من ضغوطهم على الحكومة والشعب السوري".

وأضاف: "العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على سوريا والمعروفة بقانون قيصر تهدف في الحقيقة إلى زيادة الخناق".

لذا يبدو أن كل هذه الإجراءات هي رد من أعداء سوريا على عودة علاقات دمشق الطبيعية مع الدول العربية ودول أخرى في المنطقة، وفق قوله.

وبحسب الصحيفة الإيرانية، أكد عبد اللهيان، كظاهرة ثانية، على "وجود مسألة أخرى تتعلق بسوريا بشأن الحدود المشتركة للبلاد مع تركيا".

وذكر أن السلطات السورية أبلغت إيران بأنها على استعداد تام لحماية الحدود المشتركة للبلاد مع تركيا من داخل سوريا. 

وفي الاجتماع الرباعي الأخير بين وزراء خارجية إيران وسوريا وتركيا وروسيا في موسكو (مايو/أيار 2023)، اقترحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطة تتفق فيها دمشق وأنقرة على مسألة انسحاب القوات العسكرية التركية من البلاد.

وبهذا الشأن، نوه عبد اللهيان أن "هذه المعادلة ثنائية في النهاية، والطرف الثاني هو تركيا، وأمن حدودها مع سوريا مهم لتلك الدولة، ولا يجوز أن تكون هذه الحدود مهددة من قبل بعض الجماعات التي تعرض أمن المنطقة للخطر". 

قطع قنوات الاتصال

وخلال الحوار، وجهت صحيفة "الوفاق" سؤالا لعبد اللهيان: "هل تعتقد أن أميركا تسعى إلى قطع العلاقات بين إيران وسوريا والعراق، من أجل التأثير عليها وعلى اقتصاد الدول الأخرى ذات التوجهات المقاومة من خلال خلق العراقيل في طريقها؟"

وكانت إجابته أن "بعض وسائل الإعلام أثارت هذه القضية مدعية أن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات عسكرية لإغلاق معبر البوكمال (الحدودي الذي يربط بين سوريا والعراق)".

واستدرك: "لكن مع البحث الذي أجريناه، أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة لم تنفذ أي عملية بالفعل حتى نتمكن من تأكيد هذا النهج". 

من ناحية أخرى، يؤكد عبد اللهيان أن "أميركا كانت ولا تزال تسعى إلى قطع الاتصالات وقنوات الاتصال في هذه المنطقة".

ولفت إلى أن "الأميركيين كانوا يبحثون عن هذا منذ فترة طويلة، حيث مارسوا الكثير من الضغوط لإبقاء حدود البوكمال مغلقة خلال الحرب في العراق وسوريا مع تنظيم الدولة".

وأضاف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية: "خلال رحلتي إلى دمشق وبيروت ذكرت هذا الموضوع وشددت على أنه لا يمكن لأي جهة حاليا إغلاق الحدود وخطوط الاتصال بين الدول، وقد أثيرت هذه المسألة أيضا فيما يتعلق بمعبر زانجيزور". 

ويوضح عبد اللهيان أن "بعض الجهود في منطقة القوقاز تسعى إلى إغلاق الطريق التاريخي والقديم بين إيران وأرمينيا"، معلنا أنهم لن يسمحوا بمثل هذا الأمر تحت أي ظرف من الظروف. 

وفي نهاية 2020، وفي أعقاب الانتصار الذي حققته أذربيجان في حرب تحرير إقليم قره باغ الأذربيجاني بعد احتلاله من أرمينيا منذ نحو ثلاثة عقود،  اتفق البلدان على شقّ ممرّ لوجستي يحوي طرقا سريعة وخطوط سكك حديدية عبر الأراضي الأرمينية في "زانجيزور" لربط أذربيجان بأراضيها الواقعة في منطقة ناخيتشيفان.

وعلى الرغم من أن "زانجيزور" كانت ذات يوم منطقة أذربيجانية يسكنها مسلمون أتراك، فقد ضمّها إلى أرمينيا الاتحاد السوفيتي في عشرينيات القرن الماضي ولا تزال داخل حدودها حتى اليوم، الأمر الذي تسبب في فقدان أذربيجان اتصالها مع ناخيتشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي، وبطبيعة الحال مع تركيا.

وبدورها، تعترض طهران على فتح هذا الممر، وفي يوليو/تموز 2021، قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تجاوز الحدود الإقليمية لممر زانجيزور لا يهدد أمن أرمينيا فحسب، بل إيران أيضا.

وأضاف: "هذه القضية تشبه ما هو موجود في سوريا والعراق، حتى هذه اللحظة وبناء على التقارير التي وصلت إلينا، فإن الأميركيين لم يتخذوا أي إجراء لإغلاق حدود البوكمال، لكنهم يعتزمون القيام بمثل هذا الإجراء".

"المقاومة" والتطبيع

وفي ضوء التطورات الأخيرة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، قال عبداللهيان إنه عقد اجتماعات مهمة مع الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وقادة آخرين من الفصائل الفلسطينية. 

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أنه "في الواقع، الاهتمام بمحور المقاومة هو أحد مبادئ سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تقوم على الدفاع عن المظلومين وحماية الاستقرار والمصالحة"، وفق زعمه. 

وقال: "في مكالمتي الأخيرة مع جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية، ادعى أن روسيا تستخدم الطائرات الإيرانية بدون طيار في الحرب مع أوكرانيا".

وتابع: "حذرته من تكرار هذه التصريحات لأنه لا أساس لها من الصحة، وموقفنا من قضية أوكرانيا واضح تماما"، مؤكدا أن "سياسة إيران الخارجية، ليس لديها تهاون مع أي طرف".

وبحسب الصحيفة، أكد عبد اللهيان أنهم لم يسلموا أي طائرات مسيرة لروسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا.

وبين أنهم لم يسلموا أي طائرات مسيرة إلا فيما يتعلق بقضية المقاومة الفلسطينية واللبنانية. وشدد وزير الخارجية الإيرانية على أن "إيران دائما مع المقاومة".

وأضاف: "كان من المهم جدا بالنسبة لي أن أسمع من قادة المقاومة الفلسطينية والأمين العام لحزب الله اللبناني أنهم في أفضل حال وأطمئن على قوتهم الكبيرة".

وأردف أن "كل هذه الضجة التي أحدثتها سلطات النظام الصهيوني المزيف نابع من خوفهم وقلقهم وضعفهم".

وتابع أن الاحتلال الصهيوني يتجاهل الحكومات المطبعة معه ويتخذ إجراءات تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة. 

كما ذكر وزير الخارجية أن أجهزة إيران الأمنية أخبرت تلك الحكومات بهذه التجاوزات.

لذلك، يعتقد عبد اللهيان أنه "من غير المرجح أن يعود تطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني بالنفع على العالم الإسلامي ودول المنطقة".

وأكد أنه "سواء من خلال اللقاءات الدبلوماسية أم عبر وسائل الإعلام، إذا حاولت جميع الدول العربية والإسلامية تطبيع العلاقات مع هذا النظام المحتل والمزيف فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتخلى عن سياستها في الدفاع عن المقاومة".

وفيما يتعلق بمقترح إحياء مفاوضات الاتفاق النووي، قال أمير عبد اللهيان إن "سلطان عمان (هيثم بن طارق) طرح أفكارا حول كيفية إعادة جميع الأطراف إلى التزاماتها". وذكر أنهم أبدوا اهتمامهم بهذه الأفكار في الحوار الدبلوماسي.