"الرد قادم".. استنكار لاقتحام مستوطنين المسجد الأقصى وغضب من الدول المطبعة

12

طباعة

مشاركة

ندد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي باقتحام مئات المستوطنين والمتطرفين اليهود، بينهم عضو الكنيست السابق الحاخام المتطرف يهودا غليك، باحات المسجد الأقصى المبارك، في ثاني أيام ما يسمى عيد رأس السنة العبرية، وذلك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي ساعة مبكرة من صباح 17 سبتمبر/أيلول 2023، وتزامنا مع بدء الأعياد اليهودية التي تستمر 22 يوما، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية، ومنع الاحتلال من هم دون الـ50 عاما من الفلسطينيين دخوله.

ونشرت قوات الاحتلال أعدادا كبيرة من عناصرها داخل الباحات وعلى أبواب المسجد الأقصى، إضافة إلى انتشارها الواسع على أبواب البلدة القديمة لتعرقل وصول الفلسطينيين إلى هناك، واعتدت على بعض المرابطين بالضرب والدفع بينهم نساء وشيوخ. 

وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على لسان الناطق باسمها، محمد حمادة، في تصريح صحفي، إن "اقتحامات المستوطنين تمثل استمرارا للعدوان وتغولا على الأقصى، وهي بمثابة أعمال تدنيسية يريد الاحتلال من خلالها انتزاع صورة انتصار له في القدس".

وأكد حمادة أن "المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال"، مشددا على أن "الاستمرار في العدوان على الأقصى سيقابله شعبنا برباط وثبات رغم العوائق التي يضعها الاحتلال لمنع وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك، ولن يترك الأقصى وحيدا".

فيما أدان البرلمان العربي اقتحام المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، المسجد الأقصى وإغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف في وجه المصلين، محذرا من خطورة هذا التصعيد كونه "يقوض فرص السلام ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".

ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتهم ووقف الاعتداءات الإسرائيلية والحفاظ على حرية العبادة وحُرمة المسجد الأقصى، وعدم السماح بتدنيسه من قبل المتطرفين الصهاينة، كون هذا ينتهك بشكل صارخ مشاعر ملايين المسلمين.

وأثار عدوان المستوطنين على المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال التي تفرغه من المرابطين موجة غضب واسعة أعرب عنها ناشطون في موقع "إكس" (تويتر سابقا) عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الأقصى_في_خطر، #الأقصى_يستغيث، وغيرها. 

وصبوا جام غضبهم على الأنظمة المطبعة مع الكيان الإسرائيلي وعدوها شريكة فيما يتعرض له الفلسطينيون والمرابطون والمقدسات من عدوان وتدنيس، مستنكرين نفخ البوق في ساحات المسجد الأقصى والتعدي على النساء والشيوخ.

واستنهض ناشطون الهمم لدحر الاحتلال والمستوطنين ومعاونيهم وتوعدوا بردعهم وتأديبهم، مهددين بأن أشكال العدوان الإسرائيلي كافة والعربدة وتدنيس قبلة المسلمين الأولى سيقابلها تصعيد النضال الفلسطيني والصمود في ساحات الأقصى واستمرار العمل المقاوم.

وأكد ناشطون أن العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى يتم بتوجيهات رسمية من سلطة الاحتلال ويوظفها لفرض الطقوس بهدف تغيير هويته بالقوة، مستنكرين إمعان الأنظمة العربية الحاكمة في تطبيع علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي وعدوها شريكة في العدوان.

وذكروا بأن هذه الأعياد تأتي هذا العام في سياق ذروة صعود تيار الصهيونية الدينية المستحوذ على نصف حقائب الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، وجماعات الهيكل التي هي واجهة هذا التيار في العدوان على المسجد الأقصى.

عدوان رسمي

وتفاعلا مع الأحداث، أشار الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إلى "بدء موسم العدوان على المسجد الأقصى اليوم بمطلع السنة العبرية وهو موسم الأعياد اليهودية"، موضحا أن "عشرات المستوطنين دنّسوه بعد طرد المصلّين".

وقال إن منظمات "الهيكل" دعت لتنفيذ اقتحامات واسعة خلال الأعياد، مؤكدا أن الأقصى عنوان الصراع، ومن بركاته أنه يعيد تصويب البوصلة كلما حرفها باعة الأوهام. 

وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية، صالح النعامي، إن "حكومة إسرائيل هي التي تستهدف الأقصى بشكل رسمي"، قائلا "دعوكم من حركات الهيكل".

وأضاف أن "اقتحامات اليهود للأقصى تأتي في إطار توجه رسمي لبناء الهيكل على أنقاضه"، موضحا أن كشف قناة "12" العبرية أن وزارة التراث هي التي جلبت البقرات الحمراء من أميركا لاختبارها واستخدامها في "تطهير" الأقصى قبل تدشين الهيكل على أنقاضه، يعني أن إسرائيل الرسمية باتت الطرف المسؤول عن تخطيط وتنفيذ مخطط تدمير الأقصى.

وعدّ النعامي، من يضع رأسه في حجره ويزعم التزامه تجاه الأقصى في وقت يواصل التعاون مع الصهاينة "شريك مباشر في الجريمة".

وكتب الناشط محمد رضوان العويني: "في عدوان خطير.. مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية من حكومة الاحتلال".

وأوضح أن "سلسلة الاقتحامات بدأت من جديد وهدفها عقائدي رغم أن عقيدتهم باطلة، لذا وجب علينا محاربتهم بعقيدتنا الإسلامية قبل أي مسمى آخر، فإن أرادوا أن تكون حربا عقائدية فنحن لها".

وقدمت المغردة فطيمة، مقطع فيديو يوثق عدوان جنود الاحتلال على الشيوخ والنساء، للمطبعين "في الماضي والحاضر في العلن وفي السر" ليروا ما يفعله هؤلاء الهمج في مكان قانونيا لا يحق لهم الوجود فيه.

وأكدت أن "كل مطبع يؤيد هذه الجرائم هو مشارك فيها"، داعية المسلمين الشرفاء لتلبية استغاثة الأقصى بكل الطرق الدفاعية بالقوانين الدولية والمحكمة الدولية الجنائية وفي مجلس الأمن.

وتساءلت مها جتاوي: "هل يعد يهود الاحتلال شراكاتهم الاقتصادية مع المطبعين العرب والمسلمين تفويضا للعدوان على المسجد الأقصى وأهل المسجد الأقصى؟" وقالت سمية صلاح الدين، إن مع تطبيق إستراتيجية "البناء المعنوي للهيكل" أصبحت الاقتحامات أداة لتنفيذ الأهداف التالية: أداء كل الصلوات اليهودية المتعلقة بـ"الهيكل" المزعوم خلال أوقات الاقتحام شبه اليومية بحماية قوات الاحتلال، تمكين قوات الاحتلال من إدارة المسجد الأقصى، تثبيتهم داخل المسجد. ووصف المحامي والباحث السياسي صالح أبو عزة، مشاهد الاعتداءات الإسرائيلية على المرابطين أمام أبواب المسجد الأقصى، وأزقة البلدة القديمة في القدس المحتلة "صعبة وقاسية"، مستنكرا "التعامل الوحشي من قِبل قوات الاحتلال مع العجائز، والشيوخ، والنساء، والبنات".

واستهجن "غرق جماعة التطبيع في حبّ إسرائيل"، قائلا: "يبقى التعويل على فدائي يؤدّب هؤلاء السّفَلَة".

استنكار واستنهاض

وأعرب ناشطون عن امتعاضهم وغضبهم من اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على النساء والشيوخ المرابطين في المسجد الأقصى، وتداولوا صورا ومقاطع فيديو توثق العدوان الذي أصبح "روتينا" لدى جنود الكيان، واستنهضوا الهمم للثأر.

وعرض محمد أبو العهد، صورة اعتداء جنود إسرائيليين على سيدة، وتعهد بألا تمر الفعلة مرور الكرام، مؤكدا أن "الحرائر خط أحمر".

وأشارت المغردة تسنيم، إلى أن "الاحتلال يعتدي على النساء في الأقصى"، قائلة: "اغضب فإن الله لم يخلق شعوبا تستكين، اغضب فإن الأرض تحني رأسها للغاضبين". ونشر المغرد بشير مقطع فيديو يكشف بشاعة اعتداءات الصهاينة على النساء المرابطات عند باب السلسلة بالضرب والدفع بقوة حتى السقوط على الأرض. ولفت مصعب أبو عماد، إلى أن النساء والشيوخ هبوا دفاعا عن المسجد الأقصى، متسائلا: "أين أنت من هذا الشرف؟!"

وتابع: "نساؤنا وشيوخنا يتصدون للمستوطنين في الأقصى.. لا تتخلف عن ساحة الشرف والمواجهة".

وتساءل الكاتب والباحث السياسي عزات جمال: "إذا لم تدفعنا هذه المشاهد للغضب والدفاع عن المسجد الأقصى في وجه الحرب الدينية التي يتعرض لها والتي تهدف لهدمه وتحويله إلى معبد؛ فمتى نغضب؟!" ولفت إبراهيم أبو خليل، إلى أن "أقصانا يُهان ويستباح ويعاث فيه"، متسائلا: "هل من مغيث لأولى القبلتين، هل من نصير للمرابطين فيه!!". وتساءل إياد قنوع: "أين أكثر من 3 ملايين نسمة في الضفة والقدس والداخل للوقوف في وجه المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، نساء كبار في السن يقفن على أبواب الأقصى للتكبير فقط".

آمال ويقين

وتحدث ناشطون عن آمالهم في أن يشهدوا عملا مقاوما ينتصر للمسجد الأقصى، معربين عن يقينهم بفشل الاحتلال في تحقيق مأربه وانتصار الفلسطينيين والمسلمين لأقصاهم.

وقال سعد الفارو: "ينقصنا سيناريو شبيه بـ(حرب العاشر من رمضان) أو (حرب الغفران) لردع قطعان الصهاينة عن استباحة المسجد الأقصى الشريف، أو ربما زرع عبوة ناسفة بين تل أبيب والقدس لاستهداف حافلات الصهاينة سيفي بالغرض".

وأكد الناشط مؤمن أبو زعيتر، أن "كل محاولات الاحتلال بفرض واقع جديد في المسجد الأقصى والسيطرة عليه ستفشل أمام صمود شعبنا الفلسطيني، وخيار المقاومة سيبقى الخيار الإستراتيجي لشعبنا الفلسطيني والدرع الحامي للمقدسات".  وكتب الصحفي نضال سلامة: "نفخوا اليوم بوقهم المشؤوم على عتبات الأقصى ظنا منهم أنهم سيطروا على القدس، وبنوا ظنهم على أوهام هي بائدة.. نعم هذه الأوهام بائدة، بأيدي المرابطين في الأقصى، وشرفاء العالم، الذي سيأتي يوم لا محالة ينفخون فيه بوق النصر ودحر هذا الاحتلال القذر، وتطهير قدس الأقداس".

وأكد محمد شهيب الفارا، أن "الرد على الاعتداء في الأقصى آت والعملية القادمة مسألة ساعات".

وأعرب المغرد وسيم عن يقينه بأن "الرد قادم على ما يحصل في الأقصى".