100 يوم على اعتقاله.. مطالبات واسعة بالضغط على قيس سعيد لإطلاق سراح الغنوشي

تونس- الاستقلال | منذ ٩ أشهر

12

طباعة

مشاركة

بمناسبة مرور 100 يوم على اعتقاله، أعربت 800 شخصية من 60 دولة عربية وإسلامية، عن تضامنها الكامل مع رئيس حركة النهضة التونسية، رئيس البرلمان المنحل راشد الغنوشي، في عريضة وقعت عليها تطالب بالضغط على الرئيس الانقلابي قيس سعيد للإفراج الفوري عن الشيخ الثمانيني.

العريضة طالبت بفك أسر الغنوشي (82 عاما) المعتقل منذ 17 أبريل/ نيسان 2023، وبرفع الظلم عنه وعن الأحرار في سجون الانقلاب، وجميع سجناء الرأي في تونس وإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.

ومن أبرز الشخصيات الموقعة على العريضة التي نشرتها الصفحات الرسمية والتضامنية مع الغنوشي على مواقع التواصل الاجتماعي، الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي، ورئيسا الحكومة المغربية السابقان عبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني.

كما وقع على العريضة السياسي المصري أيمن نور، ونائب الرئيس العراقي الأسبق طارق الهاشمي، والرئيس السابق للبرلمان التركي مصطفى شنطوب.

وجرت إحالة الغنوشي و12 شخصا للتحقيق بتهمة "ارتكاب مؤامرة للاعتداء على أمن الدولة الداخلي والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا".

والغنوشي، أحد أبرز قادة "جبهة الخلاص الوطني" الرافضة لإجراءات استثنائية بدأ الرئيس سعيد فرضها في 25 يوليو/ تموز 2021 ومن أبرزها: حل مجلس القضاء والبرلمان (كان يرأسه الغنوشي) وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية وإقرار دستور جديد عبر استفتاء وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة قاطعتها المعارضة.

وتتهم المعارضة قيس سعيد باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين للإجراءات التي عدّوها انقلابا، ما أثار أزمة سياسية حادة.

وإلى جانب الشخصيات الموقعة على العريضة، تضامن ناشطون على تويتر وسم #غنوشي_لست_وحدك، مع رئيس حركة النهضة التونسية، وطالبوا بإطلاق سراحه فورا دون قيد أو شرط، معربين عن استيائهم من مناهضة الرئيس التونسي قيس سعيد له.

وصبوا جام غضبهم على سعيد، واتهموه بركل القانون وابتلاع القضاء وتكريس حكمه الديكتاتوري، مستنكرين احتجازه ظلما وزورا لأبرز أعلام الدولة المدنية وربان الديمقراطية، ورائد الفكري الإسلامي الشيخ الغنوشي.

وخصص ناشطون تغريداتهم للحديث عن مكانة الغنوشي داخل وخارج تونس، وعلمه وسياسته ومنهجه وتصديه لانقلاب سعيد على الشرعية والديمقراطية ومواقفه الوطنية الأخرى. 

قامة وطنية

وتفاعلا مع الأحداث، قالت سمية ابنة الغنوشي: "أكثر من 100 يوم أمضاها والدي خلف القضبان منذ اختطافه من بيتنا ليلة الـ27 من رمضان قبيل الإفطار. يقبع في زنزانة ضيقة في هجير الصيف القائظ، حيث تصل الحرارة إلى 50 درجة.. كل هذا لينفس المنقلب الصغير عن أحقاده المريضة ضد الثورة والديمقراطية وضد الغنوشي".

وأشارت إلى أن أمثال سعيد، وليد الصدفة، لا يمكن أن يفهم من هم من طينة والدي، بثقته التي لا تتزعزع في الله وصموده وصلابته وقدرته الهائلة على التضحية، مؤكدة أن المنقلب التعيس سيمضي غير مأسوف عليه ويبقى تراث الغنوشي حيا نابضا، شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.  

وأضافت سمية: "والدي ولله الحمد يحول المحن منحا، ومن ذلك أنه بات اليوم في سجنه يواظب على ختم القرآن، الذي يحفظه عن ظهر قلب، مرتين في الأسبوع، ويمضي ما بقي من وقته ما بين الصلاة والعبادة والقراءة.. كل من زاره انبهر بروحه الإيجابية المتفائلة دائما".

وأشار الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط، فراس أبو هلال، إلى مرور 100 يوم على اعتقال رئيس البرلمان التونسي المنحل لأسباب سياسية، مؤكدا أن اعتقاله كان عملا انتقاميا ليس منه شخصيا فقط، بل من الثورة الشعبية التي أهلته وغيره من الشخصيات الوطنية للمساهمة في حكم تونس.

وأضاف: "غنوشي يستحق الحرية، بل تونس الملهمة كلها، ثورة وشعبا وبلدا".

وأوضح الكاتب وعضو منظمة العفو الدولية وسام العامري، أن اليوم الـ100 على الاعتقال التعسفي الظالم بحق فيلسوف الثورة العربية وفولتير الربيع العربي وشيخ الأحرار راشد الغنوشي حفظه الله ونصره على عدوه وأعداء الحرية والعزة والكرامة الإنسانية. 

وأكد أن هذا الشيخ الجليل والحر الأصيل حقه التوقير والتكريم لا السجن والتجريم. 

وأشارت المغردة سارة إلى أن الغنوشي كرس كل حياته من أجل خدمة وطنه وإرساء قيمة الديمقراطية والحرية في تونس، لافتة إلى أن من وصفته بالمجنون قيس سعيد الذي لا تاريخ له سجنه من أجل تحقيق مآربه الشخصية والمرضية ورغم ذلك الغنوشي يتصدر حديث العالم بينما المنقلب في عزلة.

وذكر المغرد أويس، بأن الغنوشي قامة سياسية ثورية تونسية وعربية وعالمية له رصيد تاريخي كبير، وأفنى عمره في سبيل الحرية والكرامة لكل تونسي، ولذلك لا يستطيع قائد انقلابي أن ينجح في انقلابه بوجود مثل هذه الهامات أمامه، ولذلك قرر سجنه وإبعاده من المشهد ليسهل عليه إكمال انقلابه.

وعد المحرر والمذيع عدنان حميدان، استمرار احتجاز شخصية بوزن ومقام الغنوشي ومن معه من الشخصيات اللامعة في تونس وصمة عار في جبين كل من يدعي الدفاع عن الحقوق والحريات، ولكن يصاب بالخرس إذا كان المظلوم إسلاميا مهما كان منفتحا ومعتدلا ووسطيا مثل الشيخ راشد.

الحرية للغنوشي

وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القرة داغي: "يا لبؤس هذه الأنظمة التي لا تحترم كرامة ولا عبادة ولا حرية"، مشيرا إلى أن المتخبط المتسلط اعتقل قبل العيد بأيام وفي ليالي العشر الأخير، أحد أكبر رموز الهوية الوطنية التونسية الشيخ الغنوشي.

وأعرب عن أسفه على نظام يفكر بعقلية بدائية مازالت تعتقد أن الاعتقال وتكميم الأفواه الحل الأنسب لترسيخ سلطة ما، مطالبا بإطلاق سراح الغنوشي فورا، ومن دون أي شرط مع تقديم الاعتذار له والتوقف عن هذه الممارسات الخاطئة والمشكلة في استباحة الناشطين السياسيين المعارضين.

وشد داغي، على يد الأحرار من المنظمات الدولية، ودعاهم مع أحرار تونس إلى الوقوف صفا واحدا في وجه هذه الاعتقالات التعسفية القمعية المنتهكة للحقوق والحريات.

ولفت أنس التكريتي إلى أن الغنوشي الذي يبلغ الحادي والثمانين من العمر، يقبع في سجن من سعيد الذي وصفه بالمستهتر، منذ أكثر من مائة يوم، قائلا: "كفى".

وذكر الناشط السياسي والحقوقي ياسر ذويب، بأن الغنوشي رجل ثمانيني أسهم في إحياء الفكر الإسلامي والإنساني يقبع في سجن ظالم ومظلم، مطالبا بالحرية له.

وطالب عرفات الهندريش، بالحرية للسياسي والمفكر الإسلامي الشيخ الغنوشي الرئيس الشرعي للبرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة والمعتقل في سجون الديكتاتور قيس سعيد الذي فشل في قيادة تونس ولم يقدم لها سوى مزيد من الفساد والمعاناة والتدهور والاعتقالات وقمع الحريات، وفق قوله.

كما طالب الباحث الاجتماعي أحمد عبدالنبي، بالحرية للغنوشي "المختطف ظلما في سجن الانقلاب الذي أنفق حياته دفاعا عن الحرية وتأصيلا لها في الفكر الإسلامي المعاصر".

وكتب أبو مسعود: "أطلقوا سراح الشرفاء، تقيدون حرية قادة الوسطية والفهم الصحيح لتعطوا للتطرف وقادة الفساد حرية نشر فسادهم وتمجيد الطغيان".

انقلابي بغيض

وهاجم ناشطون سعيد، وتحدثوا عن الأسباب الحقيقية التي دفعته للزج بالغنوشي في سجونه، والتي تأتي ضمن انقلابه على الدستور والقانون.

ورأى الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة، أن 100 يوم والشيخ راشد الغنوشي في زنازين الانقلابي الشعبوي البغيض قيس سعيد بقدر ما هي رصيد في ميزان ثباته وصبره ومبدئيته، هي لعنة على الخائن الغادر المخادع الذي يجبن عن مقارعة خصومه في تحت مجلس الشعب أو صناديق الاقتراع أو القضاء.

وقال: "غنوشي لست وحدك في السجن، تونس كلها في سجن وضنك. فرّج الله كربها." 

وقال أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر محمد المختار الشنقيطي، إن اعتقال قيس سعيد ورهطه للغنوشي هو اعتقال لأفضل ما في تونس تاريخا، وقيما، وشهامة، وصلابة في وجه الظلم، وحملا لهمِّ الشعب والأمة، على يد أسوأ ما في تونس  خيانة، وغدرا، وفسادا، واستبدادا، وانحلالا، وتبعية، مؤكدا أن حق الغنوشي على الأمة أن تنصره. 

ورأى رئيس مركز وموقع هنا عدن للدراسات الإستراتيجية أنيس منصور، أن اعتقال الغنوشي إفلاس أخلاقي وانحطاط سياسي، في حق زعيم ثمانيني عُرف دوما بمواقفه المعتدلة، وخطابه المتوازن والراقي.

وأكد أن الأمة لا تتقدم ومفكروها في السجون وجلادوها في القصور، داعيا الله أن يفرج عن الغنوشي وكل المظلومين في كل مكان.

واستنكر الكاتب رفيق عبدالسلام، مرور مائة يوم على اعتقال الغنوشي من طرف رجل ديكتاتور أرعن لا يرعوي عن فعل كل المنكرات.

وحذر المؤرخ والسياسي بشير نافع، قائلا: "عندما يصبح أمثال الشيخ راشد الغنوشي في المعتقل، ويصبح أمثال قيس سعيد في القصر الرئاسي، فلابد أن البلاد تمضي إلى الهاوية، وأن الدولة في طريقها إلى التشظي".