قبل انتخابات 28 مايو.. المعارضة التركية تحرض ضد السوريين وأردوغان ينتصر لهم

أنقرة - الاستقلال | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

تعددت أشكال التحريض على اللاجئين السوريين وتنوع خطاب الكراهية ضدهم، خلال الحملة الانتخابية للمعارضة التركية، بهدف حشد المزيد من الأصوات لخوض جولة الإعادة للرئاسيات المقرر عقدها في 28 مايو/ أيار 2023.

ولم تحسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى التي جرت في 14 مايو، إذ حصل رجب طيب أردوغان الرئيس التركي الحالي ومرشح تحالف الشعب على نسبة 49.5 بالمئة من الأصوات، بينما حصد كليتشدار أوغلو مرشح تحالف الأمة وزعيم حزب الشعب الجمهوري نسبة 44.89 بالمئة.

وبرز التحريض في تعهد كليتشدار أوغلو، في خطابه أمام أعضاء حزب “الشعب الجمهوري” في 18 مايو 2023، بإعادة ملايين اللاجئين في تركيا إلى بلادهم بمُجرد انتخابه رئيسا للبلاد.

كما ظهر في ترويج لافتات وملصقات ضمن الدعاية الانتخابية له، مدون عليها عبارة "السوريون سيرحلون، القرار لكم" قبل انطلاق الجولة الثانية من التصويت لاختيار الرئيس المقبل؛ وروج للعبة طورها مبرمجون أتراك تدعو لطرد اللاجئين السوريين في تركيا.

فيما تعدى النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي محمود تنال، بالألفاظ العنصرية على الباعة والعاملين السوريين وضايقهم خلال جولته في سوق مدينة أورفا، ورفض شرب القهوة التي قدمها له أحدهم، وطالبهم بالعودة إلى بلادهم.

وانتقد أردوغان، في خطاب ألقاه على هامش ملتقى نسوي أقامه حزب العدالة والتنمية الحاكم، في 26 مايو، الخطاب المناهض للاجئين، ووصفه بأنه لا يقل حدة عن "الحقبة النازية".

وذكر بأن "السوريين لجأوا إلى تركيا هربا من الحرب، وهذا الأمر كان يمكن أن يصيبنا نحن أيضا لا قدر الله"، واصفا العقلية التي يفكر بها كليتشدار أوغلو ومساندوه بهذا الصدد بأنها "عقلية إرهاب"، وأضاف: "يمكنهم فعل ذلك (ترحيل طالبي اللجوء) أما نحن فلا يمكننا".

وقال إن حكومته ستشجع طالبي اللجوء على العودة في الفترة المقبلة عبر سياسات إنسانية تليق بتاريخ وثقافة ومعتقدات الشعب التركي.

وقابل ناشطون خطاب أردوغان بحفاوة وثناء وإشادة واسعة، وتمنوا فوزه في الجولة المقبلة، معربين عن امتعاضهم من استخدام اللاجئين السوريين ورقة انتخابية من قبل المعارضة.

واستنكروا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #اللاجئين_السوريين، #المعارضة_التركية، وغيرها، خوض مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو، الانتخابات على أكتاف السوريين، ساخرين من ترويجه لنفسه خلال حملته الانتخابية بشعار "السوريون سيرحلون".

وأبدى ناشطون استياءهم من تبني المعارضة التركية خطابا يستهدف اللاجئين السوريين ويبالغ في أعدادهم وتأثيرهم، ويتهمهم بتهديد الأمن.

تحذير ودعم

ونبه ناشطون إلى خطورة تبني الخطاب العنصري والتحريض على الكراهية في تركيا، داعين السوريين إلى ضرورة دعم أردوغان للوصول إلى الرئاسة.

وحذر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القرة داغي، من أن أخطر ما في هذه الانتخابات وأسوأها على الإطلاق الشعار العنصري الذي أطلقتها المعارضة ضد اللاجئين العرب، وبخاصة السوريون، حيث تعهدت بطردهم من تركيا.

ورأى أن بذلك فاقت عنصرية المعارضة التركية اليمين الأوروبي المتطرف الذي طالب بفرض القيود، وليس بطرد جميع اللاجئين، مؤكدا أن هذا الشعار مخالف لجميع الأديان السماوية والقوانين الدولية والإنسانية.

وأعاد الكاتب والصحفي السوري أحمد موفق زيدان، نشر تغريدة كتبها تحت عنوان "لماذا على التركي من أصل سوري أن يصوّت لأردوغان؟"، قائلا إن "ثمن تجربة الحلف الطائفي الذي دفعنا ثمنه غاليا، وما زلنا ندفعه في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وثمن ملايين الشهداء والمهجرين يُحتم علينا التصويت لأردوغان".

وأضاف: "صوتك أخي السوري المتجنس بالجنسية التركية أمانة، فهو بالمطلق يحدث فرقا، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وما عليك إلا تحريض جيرانك وأحبابك وكل من تعرف على التصويت لمن نراه ونجزم أنه الأصلح لتركيا وللأمة، وهو السيد أردوغان".

وتابع زيدان: "نجاح أردوغان ليس صونا لك ولممتلكاتك وعقاراتك، وجنيستك، وإنما صون للأمة ولعمقها الجيوسياسي، في سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان وذلك  قبل أن يتحكم فيها من أعلن تحالفه وولاءه الطائفي لعصابات الكبتاغون".

وعرض محمود مراد، صورة لأردوغان، قائلا إن حملة المعارضة والخطاب العنصري من جهة وخطاب كليتشدار أوغلو ضد اللاجئين السوريين والعرب توضيح لنا كم أننا في حاجة إلى هذا الرجل الشريف -في إشارة إلى الرئيس الحالي-.

وتوقع الكاتب والمحلل السياسي ياسر سعد الدين، الفوز الساحق لأردوغان في انتخابات تركيا، مؤكدا أن ذلك الفوز سيعصف برياح العنصرية البغيضة وسيمكن للرئيس الحالي من تطبيق رؤيته للقرن التركي وتنفيذها بثقة وقوة واقتدار.

عنصرية المعارضة

وصب ناشطون جام غضبهم على مرشح المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو، مستنكرين عنصريته وتحريضه على السوريين وشن حملة كراهية شرسة وغير مسبوقة ضدهم.

وعلق أحد المغردين على تصريحات كليتشدار أوغلو، قائلا "حذاء مهترئ لسوري أشرف منك ومن (رئيس حزب الظفر أوميت) اوزداغ ومن كل عنصري ومن كل شخص يظن أن السوري درجة ثانية"، وفق وصفه.

وأكد استاذ الدراسات الشرعية المصري وصفي عاشور أبو زيد، وجود حملة مضادة من المعارضة نفسها ضد الخطاب العنصري لكليتشدار أوغلو بشأن السوريين. 

ونشر المغرد مُضر، صورة من الدعايا الانتخابية لأوغلو تحمل عنوان "Suriyeliler gi-de-cek! السوريون سيرحلون"، قائلا: "تخيل عزيزي المتابع أن هذا الحزب الديمقراطي حملته الانتخابية هدفها ترحيل السوريين، هذه العنصرية تأتي من الذي يطالب بالحرية!".

وعرض المغرد كريبتوجي، صورة أخرى من حملة كليتشدار أوغلو الانتخابية بالشعار ذاته، قائلا: تخيلوا معارضة كاملة تضم العديد من الأحزاب وتتحد ببرنامج انتخابي واحد "السوريون سيرحلون".

واستنكر الصحفي عدنان الحسيني، وصول الوقاحة بمرشح المعارضة لهذا المنحدر، قائلا: "لا بأس ستخسر وسيبقى السوريون ويعودون مكرمين معززين إلى بلادهم وغصبا عن عصابة الأسد".

وعقّب علاء محسن، على ترويج مبرمجين أتراك للعبة مناهضة للاجئين السوريين، مؤكدا أن العنصرية مرض خطير يجعل من الإنسان وحشا مخيفا، يستغني عن إنسانيته في سبيل عنصريته القومية.

الأطفال يردون

وتداول ناشطون مقاطع فيديو لأطفال يردون بطريقتهم الخاصة على حملات التحريض التي تبنتها وأطلقتها المعارضة التركية.

وعرض خالد وليد رحال، مقطع فيديو لابنه يرد على العبارات العنصرية من الحملات الانتخابية للمعارضة التركية ضد اللاجئين السوريين، ويقول فيه "السوريون باقون _ كلنا إنسان".

وعرضت الصحفية ريمة أبو حميدة، مقطع فيديو لطفلة سورية توجه كلمة لزعيم المعارضة، وتقول له: "السوريون يموتون بسبب الطائرات والقنابل- أنت لديك أطفال أيضا".

وتفاعلا مع الأحداث، رصد ناشطون بعضا من أشكال العنصرية التي يتعرض لها السوريون في تركيا من قبل المعارضة.