في اليوم العالمي للتوعية بمخاطرها.. ناشطون ينددون بتحويل اليمن لحقل ألغام

عدن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام الذي تحيه الأمم المتحدة في 4 أبريل/ نيسان من كل عام، أطلق ناشطون يمنيون حملة باللغتين العربية والإنجليزية لتسليط الضوء على معاناتهم.

ودعا الناشطون لتكثيف المشاركة في الحملة التي دشنوها تحت وسمي #اليمن_الالغام_والسلام، #Yemen_Mines_Peace، في الثامنة من مساء 4 أبريل2023، للمطالبة بتعزيز جهود نزع الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي المسلحة، ومناصرة الضحايا.

كما أعلنت 13 منظمة حقوقية انخراطها في الحملة لتوثيق الخسائر البشرية لجريمة زراعة الألغام في اليمن خلال فترة الهدنة المؤقتة التي امتدت بين مطلع يناير/ كانون الثاني 2022، إلى 28 فبراير/ شباط 2023.

وحث ناشطون على استغلال المناسبة الدولية التي تهدف إلى توجيه الانتباه لمناطق العالم التي مازالت ملوثة بتلك الذخائر بعد مرور سنوات من زراعتها، بنقل معاناة الشعب اليمني من أثار زراعة الألغام، مشيرين إلى أن ما فعلته الحوثي جريمة حرب تستوجب المحاسبة.

وهاجموا منظمة الأمم المتحدة، واتهموها بالتستر على مليشيا الحوثي والتزام الحياد تجاه جريمته في زراعة الألغام، بل واتهموها أيضا بتمويلها، محذرين من خطورة الألغام على حياة اليمنيين. 

يشار إلى أن تقارير أفادت بأن ميليشيا الحوثي زرعت ما بين مليون ونصف المليون وما يزيد عن مليوني لغم أرضي في جميع أنحاء اليمن من المحافظات الشمالية إلى الحدود مع السعودية منذ اندلاع الحرب في عام 2014، وغالبيتها مضادة للأفراد ومزروعة في مناطق مدنية.

وتسببت ألغام الحوثي في سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح، بينهم إصابات بليغة سببت لهم إعاقات دائمة.

ومنذ انقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن، تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 9000 يمني من جراء تفجيرات العبوات الناسفة مع إصابة المئات كل عام.

تواطؤ أممي

وتفاعلا مع الحملة، أكد الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، أن دعوات السلام التي تطلقها الأمم المتحدة باليمن لا يمكن الوثوق لأنها هي التي دعمت المليشيا الحوثية لزراعة الألغام.

وأشار إلى أن الشعب اليمني دفع ثمن استخدام الألغام في الحروب من دمائه الزكية غاليا منذ حروب المناطق الوسطى بين الشطرين والتي استمرت إثر استخدامها حتى الوقت القريب.

وأضاف النبهاني: واليوم وبعد ثمان سنوات من انقلاب الحوثي الذي لم يألوا جهدا في زراعة مساحات واسعه من تراب اليمن بالألغام.

وتابع: "ليستمر الدم نزيفا والألم اليمني وجعا وسيمتد لسنوات قادمة حتى بعد انتهاء هذه الحرب اللعينة"، متسائلا: "متى يدرك العالم خطورتها وحجم المعاناة التي نعيشها".

كما تساءلت سارا العريفي: "لماذا لا تدين الأمم المتحدة مليشيا الحوثي التي حولت اليمن لحقول من ألغام تترصد لأجساد المدنيين؟".

وتحدث هيثم بن عزان اليافعي، عن وجوب تفكيك الألغام في جنوب اليمن التي زرعتها حكومة صنعاء، بشكل عشوائي وإبقائها تحت إشراف وزارة الدفاع وتخزينها في أماكن يشرف عليها كادر من خبراء الألغام في جنوب اليمن تحت إشراف المجتمع الدولي.

ولفت بندر البكاري، إلى أنه رغم التهدئة النسبية المرافقة للهدنة الأممية، إلا أن عام 2022 كان الأسوأ على معظم اليمنيين، لأن الألغام لا تعرف التهدئة باعتبارها "الموت المؤجل" المتربص بملايين اليمنيين ربما لعقود قادمة".

ضحايا الألغام

وأوضح الكاتب الحقوقي فهمي الزبيري، أن غالبية ضحايا الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها جماعة الحوثي على طول الطرق بين محافظات شبوه ومأرب والجوف من المغتربين اليمنيين في السعودية وبعض دول الخليج، إلى جانب المسافرين عبر هذه الطرق.

وأكد الناشط الحقوقي سليم علاو، أن الأطفال شكلوا النسبة الأعلى من الضحايا المدنيين الذين سقطوا بين قتيل وجريح جراء انفجار الألغام. وقال عبدالملك المحمودي، إن أطفال محافظة الحديدة الساحلية هم الأكثر تضررا جراء الألغام والمتفجرات التي زرعتها جماعة الحوثي، إذ بلغ عددهم (160) قتيلا وجريحا أي ما نسبته 41 بالمئة من العدد الإجمالي للأطفال القتلى والجرحى الذين سقطوا بذات السلاح في (17) محافظة يمنية.  وأشار الصحفي صلاح الدين الأسدي، إلى أن ألغام المليشيا الحوثية خلفت قصصا يندى لها الجبين.

ونشر عبدالرحمن الحميدي، صورة لطفل بتر كفيه نتيجة ألغام الحوثي.

جريمة حوثية

وحذر محمد الجنيدي، من أن الألغام تشكل كارثة أخرى للمواطن اليمني، مشيرا إلى أن المدافع والدبابات حين صمتت خلال الفترة الماضية، كانت الألغام تقتل الناس بصمت.

وأكد الناشط السياسي رمزي اليمن، أن جماعة الحوثي لم تدع مساحة آمنة في البر والبحر والسهل والجبل، إلا وأحالتها إلى حقل ألغام يهدد حياة اليمنيين. 

وقال الصحفي عبدالواسع راجح، إن الألغام في اليمن، جريمة ارتبطت بمليشيا الحوثي. وأشار جمال الطميرة، إلى أن الحوثي دمروا أكثر من ألف مدرسة في محافظة حجة، قائلا "دمرونا بألغامهم..  يلعن شكلهم".

وعرض الصحفي غسان السامعي، رسما كاريكاتيريا بريشة الفنان رشاد السامعي يجسد زراعة الحوثي للألغام.

وقال عزيز اليمني، إن ألغام الحوثي القاتلة بشقيها العسكري والفكري أصبحت واضحة ومكشوفة، وهي المهدد الوحيد للسلام والاستقرار في اليمن.