صحيفة تركية ترد على معارضين: ها هم إخواننا العرب الذين ساعدونا بعد الزلزال

سلطت صحيفة "يني شفق" التركية، الضوء على المساعدات الإنسانية التي قدمتها الدول العربية لتركيا بعد الزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير/ شباط 2023 جنوبي البلاد.
وبينت الصحيفة في مقال للكاتبة "حواء نور فاضلة" أنَّه في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر، جرى نشر العديد من المنشورات بشأن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.
وكان من بينها رسائل البريد الإلكتروني الرسمية للجامعات الأوروبية التي نشرها الطلاب الأتراك بعد أن كانوا قد طلبوا الدعم منها إلَّا أنَّه جرى الرد بردود غير مبالية.
ولفتت الكاتبة النظر إلى التصريحات التي أدلت بها ألمانيا وهولندا وبلجيكا بهدف وضع قضية المساعدات لسوريا على أكتاف تركيا، والتي أحاطت للأسف السياسيين الأتراك بالخوف من أنَّه "هل سيأتي المزيد من اللاجئين إلينا".
وعلقت "نحن لا نتجاهل المساعدات المقدمة لتركيا من الدول الأوروبية لغرض الزلزال، ولكن رأينا جميعا في مثال أوكرانيا كيف تصطف جميع المؤسسات والمنظمات في أوروبا للدعم عندما تريد".
وذكرت الكاتبة: نشرت بعض المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التركية لبعض الأتراك الذين لم يسبق لهم أن عاشوا في بلد عربي، ولا يعرفون العرب ولا يتابعون الأخبار عن هذه البلدان، يقولون فيها "أين إخوانكم العرب؟" ويسخرون من الأتراك الآخرين الذين لا يشاركونهم أيديولوجيتهم.
وأردفت: "إذا كانوا يطرحون هذا السؤال حقًا لمعرفة الإجابة، فعليهم الاستمرار في قراءة هذا المقال لأن الأمر متروك لنا لنخبرهم بما يفعله العرب".
الأخ الحقيقي
وأردفت: "في اليوم الأول من الزلزال، سلمت طائرة الشحن العسكرية التابعة للقوات الجوية القطرية إمدادات المساعدات الطارئة إلى تركيا عبر ممر جوي. وواصلت قطر، مساعداتها ودعمها في الأيام التالية".
وأرسل الهلال الأحمر القطري فريقا مكونا من 130 شخصا يتألف من أطباء متخصصين وفرق بحث وإنقاذ إلى تركيا.
وسلمت قطر أكثر من 46 طنا من مواد الإغاثة إلى منطقة الزلزال حتى الآن. وفي الوقت نفسه أنشأت مستشفى ميدانيا لـ 3000 شخص في هاتاي.
وأضافت الكاتبة: "تبرعت قطر بـ 10000 حاوية وبيت متنقل لأولئك الذين فقدوا منازلهم في الزلزال في تركيا وسوريا لتوفير أسقف في هذا البرد".
وإلى جانب هذه التبرعات، فتحت القنوات التلفزيونية القطرية بثا مشتركا ضمن حملة العون والسند، وجمعت أكثر من 168 مليون ريال (1 دولار = 3,64 ريالات قطرية) من المساعدات من الجمهور.
وتابعت الكاتبة بأنَّ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني شارك شخصيا في هذا التبرع وقدَّم دعماً بقيمة 50 مليون ريال من ثروته.
هذا بالإضافة إلى تقديم الهلال الأحمر القطري 10 ملايين ومؤسسة قطر الخيرية 11 مليونا و800 ألف دولار.
وكان أمير قطر تميم أول زعيم عربي يزور تركيا بعد الزلزال. وخلال زيارته للرئيس رجب طيب أردوغان، وعد الشيخ تميم بأن مساعدته ستستمر في عملية تضميد جراح الكارثة.
وعلقت الكاتبة "وبالنيابة عن الأعضاء الشرعيين في الأمة التركية، أود أن أشكر قطر، التي تعد "بلدا صديقا وأخويا حقا".
السعودية والإمارات
وأردفت أنَ الإمارات أرسلت التبرعات إلى مناطق الزلزال، ضمن إطار حملتي "جسور العطاء" و"جسور الخير" اللتين أطلقهما الهلال الأحمر الإماراتي.
هذا بالإضافة إلى إرسال مساعدات تشمل 640 طنا من المستلزمات الطبية إلى تركيا وسوريا على متن 37 طائرة شحن.
كما أعلنت الدولة الإماراتية أنها ستقدم مساعدات مالية بقيمة 50 مليون دولار لكلا البلدين.
وتابعت "جرى إنشاء مستشفى ميداني في غازي عنتاب بأمر من رئيس الإمارات محمد بن زايد، وسيقدم 15 طبيبا متخصصا و 60 ممرضا من الدولة خدمات الدعم في المستشفى".
وبينما كانت فرق البحث والإنقاذ الإماراتية تجري أعمال البحث والإنقاذ، جاء وزير الخارجية الإماراتي "عبد الله بن زايد" أيضا إلى كهرمان مرعش لدعم وزير الداخلية "سليمان صويلو" والتقى به.
![]()
ووفقا للكاتبة التركية فقد تبرع مكتب الصرافة الأنصاري للصرافة في الإمارات بمبلغ مليون دولار.
وأردفت الكاتبة أن وكالة الأنباء السعودية ذكرت أنه جرى إرسال ثلاث طائرات سعودية تحمل مساعدات وإمدادات طبية وأكثر من 200 طن، بالإضافة إلى سيارات إسعاف ومتطوعين وفرق بحث وإنقاذ إلى مناطق الزلزال بقيمة 36 مليون ريال سعودي (1 دولار = 3,75 ريالات سعودية).
وحتى يوم 15 شباط/فبراير، شارك مليون و619 ألفا و385 شخصا في حملة المساعدات المادية التي نظمتها منصة "ساهم - مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" من أجل تركيا وسوريا.
وحجم التبرعات التي جرى جمعها في نطاق هذه الحملة، التي لا تزال مستمرة، تجاوز 362 مليون ريال سعودي.
جهود كويتية كبيرة
واستدركت: "بدأت الكويت، التي سارعت في مساعدة تركيا، بدعم منظمات الإغاثة في تركيا منذ اليوم الأول للزلزال".
ونفذت "جمعية نماء الخيرية" حملات إغاثية منذ اليوم الأول من خلال عياداتها المتنقلة في أنطاكيا، وواصلت تقديم المساعدات العينية من غذاء ودواء وخيام وأسرة وبطانيات في الأيام التالية.
وأضافت: "أعلنت الكويت أنها ستقدّم 15 مليون دولار، كمساعدات مالية لكلا البلدين المتضررين من الزلزال".
وأرسلت فريق بحث وإنقاذ مكونا من فريق إطفاء وفريق طبي بالإضافة إلى أكثر من 100 طن من المواد الإغاثية وأكثر من 42 طنا من الإمدادات الطبية إلى تركيا عبر الممر الجوي الذي جرى إنشاؤه، وأطلقت حملة "الكويت بجانبكم" داخل البلاد مع مؤسسات الدولة.
وتابعت الكاتبة: "جرى جمع 20.7 مليون دينار كويتي (1 دولار = 0,31 دينار كويتي) من خلال بث مباشر على التلفزيون الحكومي، وأعلن عن أنَّه سيجري التبرع بهذه الأموال للمتضررين من الزلزال في تركيا وشمال سوريا".
وأعلنت جمعية "السلام للإغاثة والشؤون الخيرية" أنها تبرعت بمبلغ 350 ألف دينار لتركيا وسوريا، وأن إجمالي مساعداتها، بما في ذلك المواد الإغاثية، يتجاوز 1.3 مليون دينار.
بالإضافة إلى أنَّ جمعية خيرية أخرى وهي "العون المباشر" قد جمعت 700 ألف دينار.
فكانت الدولة الكويتية، التي نظمت نفسها بسرعة كبيرة ودعت شعبها والمنظمات الدولية الأخرى إلى تقديم المساعدة لتركيا وسوريا، من أوائل الدول التي اتخذت إجراءات مع منظماتها غير الحكومية القوية وشعبها.
وأكملت الكاتبة: "يجب ذكر أمير الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح وعائلته، الذين نظموا الحملة التي جمعت ملايين الدنانير التي تدعم المنظمات في تركيا".
ويجدر ذكر احترام الكويت لضحايا الزلزال من خلال إعلانهم قبل المباراة النهائية لبطولة كأس ولي العهد الكويتي، والتي لُعِبَت في يوم وقوع الزلزال، عن أنَّه لن يكون هناك احتفال صاخب بعد المباراة وذلك احتراما لمن لَقَوا حتفهم في هذه الفاجعة.
الدول المكافحة
واستدركت الكاتبة أن دولا عربية أخرى سارعت إلى المساعدة ضمن إطار إمكانياتها. إذ أرسل لبنان فريق بحث وإنقاذ وفرقة إطفاء، وأعلنت الجزائر عن مساعدات بقيمة 45 مليون دولار للبلدين بالإضافة إلى إرسالها مواد إغاثية في ثلاث طائرات.
كما أرسلت البحرين فريق المملكة للبحث والإنقاذ بثلاث طائرات وخياما ومواد إغاثية بطائرتين عسكريتين، وأرسل الأردن فريق إغاثة مكونا من 104 أشخاص وأنشأ مستشفى ميدانيا عسكريا في كهرمان مرعش.
وأما موريتانيا فقد أرسلت طائرة تحمل إمدادات إغاثة، وعملت السودان على إرسال الإمدادات الغذائية مع فريق من 40 شخصا بينهم 7 كوادر طبية، وبدورها أرسلت مصر الإمدادات الطبية مع 5 طائرات.

وتابعت: ليبيا أرسلت طائرتين للمساعدات مع فريق بحث وإنقاذ مكون من 55 شخصا و4 كلاب، وأرسلت تونس ثلاث طائرات مساعدات مع فريق بحث وإنقاذ مكون من 41 شخصا 4 كلاب.
وأرسلت سلطنة عمان فريق بحث وإنقاذ ومواد إغاثة، وتبرعت فلسطين بالدم، وأرسل العراق مواد الإغاثة ومعدات البناء بالشاحنات والطائرات.
وختمت الكاتبة مقالها قائلة: "في هذه البلدان التي تعاني أيضا من العديد من المشاكل، يجرى أداء الصلوات من ناحية وتنفيذ حملات التبرعات العينية والنقدية من ناحية أخرى".
وأردفت بالقول "نحن ممتنون لجميع أولئك الذين يتحدون معنا في الألم ويهرعون للمساعدة، دون هدف ودون تمييز".














