"وصلنا إلى طريق مسدود".. هذه توصيات خاتمي لإنهاء الأزمة الحادة في إيران

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة إيرانية، نص رسالة الرئيس الأسبق محمد خاتمي، إلى النظام، أورد فيها جملة من المطالب التي يمكن أن تكون خريطة لإصلاح النظام السياسي والخروج من الأزمة الراهنة.

وقالت صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية، إن "خاتمي استعرض في رسالته إلى النظام، أسباب ما وصفه بحالة الاستياء العام".

وأعرب خاتمي في رسالته عن أسفه لأن "نظام الحكم لم يُبدِ أي إشارة حيال الإصلاح وتفادي الأخطاء".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، أعلن الرئيس الإصلاحي الأسبق، والذي تولى رئاسة إيران بين عامي 1997 و2005، مساندته للاحتجاجات التي انطلقت شرارتها منذ 14 أيلول/سبتمبر 2022، مشددا على ضرورة "عدم وضع الحرية والأمن في مواجهة بعضهما البعض".

استياء عام

وافتتح خاتمي رسالته بالتذكير بالدور المميز لجيل الشباب في انتصار ما يسمى "الثورة الإسلامية" (1978-1979)، والمحافظة على منجزاتها، وحماية وحدة أراضي الوطن واستقلاله خلال الحرب مع العراق، واستقرار الأمة في مواجهة المعاناة الناتجة عن "التآمر والعقوبات" و"الحرب والإرهاب".

وتحدث عن أسباب "الاستياء العام الذي يظهر في جيل الشباب في الوقت الحالي من خلال المقارنة بين شباب الثورة والشباب المحتج الآن".

وقال خاتمي، إن "شباب الأمس كان مليئا بالحماس والإيمان والأمل والتعلق بالثورة والأمل بالوعود التي قُطِعت والمُثُل التي لم تتحقق كما كان ينبغي".

وتابع: "أما شباب اليوم فهم متمردون ومحتجون ومعترضون، ليس فقط أولئك الذين كانوا في الميدان وقوبل احتجاجهم بالقمع والمعاملة غير اللائقة، وإنما أيضا أولئك الذين أيدوا الاحتجاج بقلوبهم من الشباب والكبار الذين لم يشاركوا في المظاهرات".

وخرج خاتمي من هذه المقارنة بنتيجة مفادها أن "الاستياء اليوم موجود على نطاق واسع، وأن الخطأ الكبير الذي وقع فيه نظام الحكم في البلاد هو أنه سعى لإرضاء جزء صغير من المجتمع، يعده مواليا له، على حساب زيادة استياء غالبية المجتمع التي فقدت الأمل في مستقبل أفضل".

ونفى الرئيس الأسبق أن "تكون العداوات والضغوط الخارجية من جانب القوى العظمى وأولئك الذين يعتمدون عليها هي السبب الوحيد في خلق الوضع المؤسف داخل إيرن، لأن جذر المشكلة يكمن في الداخل".

وفي تقييمه لأداء الجمهورية، قال خاتمي إن "الأمة الإيرانية كانت تريد التحرر من الاستبداد والاستعمار والتبعية والظلم والتخلف، وسَعَت للحرية والاستقلال والتقدم والعدالة، ولهذا فإن الثورة أقامت الجمهورية من أجل الوفاء بهذا المطلب التاريخي".

وانتقل خاتمي إلى نقطة أخرى، وهي أن هناك ثنائية تلقي بظلالها "المشؤومة" على البلاد.

ورأى أن "هناك تيارا يعتقد أن كل شيء جيد وعظيم، وإذا كان هناك خلل فالسبب هو الغرباء وتآمر العدو الغادر، وأن الموجود في إيران هو جوهر النظام والإسلام، والحفاظ عليه واجب، وانتقاده والاحتجاج عليه خروج على الوطنية، ويستحق التصدي له بكل الطرق، وهو ما يسبب الاستياء والتباعد بين الحكومة والمجتمع".

وعلى الجانب الآخر، ينظر الطرف الثاني إلى كل شيء على أنه مظلم ورهيب، وأن المشكلة الرئيسة هي النظام نفسه، والحل هو الإطاحة به.

وأوصى خاتمي بـ"البحث عن طريق آخر، وهو (التصحيح الذاتي) من حيث الهيكل والنهج والسلوك، وهذا الطريق هو الأقل تكلفة والأكثر فائدة للخروج من الأزمة، ويضمن الدفاع عن نفس المُثل والمطالب التي نادت بها الأمة خلال الثورة"، وفق قوله.

خريطة الإصلاح

وقدم خاتمي جملة من التوصيات التي رأى أنها يمكن أن تفتح الطريق لاحتواء الأزمة وتجاوز الاختناقات، نافيا عن نفسه أن تكون توصياته هذه بهدف الرجوع إلى السلطة مرة أخرى، وهذه 14 توصية على النحو التالي:

1- ضرورة الاهتمام بالتماسك الوطني ومراعاة جميع الميول والاتجاهات. 

2- إنهاء التوترات والصراعات في المجتمع، وتهدئة الرأي العام.

3- الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإعلان العفو العام عن كل الناس وجميع الحركات. 

4- إصلاح الإجراءات القضائية في البلاد، ولا سيما في عملية التحقيق والاستجواب. 

5- حرية المعلومات ودعم وسائل الإعلام الحرة والمستقلة، ودعم حضور الأحزاب ونشاطاتها الحرة والمسؤولة.

6- محاربة الفساد بجميع أشكاله، واتخاذ خطوة في الإصلاح الهيكلي.

7- إصلاح آلية تشكيل مجلس خبراء القيادة، الذي يختص بتعيين المرشد الأعلى وعزله.

8- إصلاح مجلس صيانة الدستور الذي يراقب القوانين والتشريعات ويشرف على انتخابات المجالس المختلفة، من خلال إصلاح آلية تشكيله، وتمكين الفقهاء "المستنيرين" من الوجود بين أعضائه.

9- إعادة البرلمان إلى وضعه الحقيقي. 

10- إصلاح آلية تشكيل مجلس صيانة الدستور، وتشكيل المجلس لتحديد مدى ملاءمة النظام 

11- إعادة القوات العسكرية إلى موقعها الرئيس ومسؤوليتها الأصلية.

12- إصلاح نهج السياسة الداخلية من خلال إعطاء الأولوية للتنمية الشاملة. 

13- تغيير السياسة الخارجية من الدبلوماسية الانعزالية والخائفة إلى المواجهة الدبلوماسية.

14 – تحكيم الجدارة والاستحقاق وتعطيل الحكم الأمني ​​والعسكري الخفي والعلني.

وأنهى خاتمي رسالته للنظام بكلمة أخيرة، قال فيها إن "الإصلاح بالطرق والأساليب المجربة قد وصل إلى طريق مسدود، ومن حق الشعب أن تخيب آماله".

وشدد الرئيس الأسبق على أنه "لا ينبغي في هذه المرحلة أن يكون الإيرانييون أسرى لتقسيمات وتصنيفات طبيعية أو مختلقة، لأن الإصلاحيين جزء من المجتمع المتنوع، وهناك كثيرون غير راضين عن الوضع رغم انتمائهم إلى جبهة المحافظين".

وأكد خاتمي على أنه "إذا كان الإصلاح قد وصل إلى طريق مسدود، فإن الأمل معقود على اقتراب الجميع من الشعب، والتعرف على آلامهم ومخاوفهم بشأن البلد وإصلاحها، وأن يصل صوتهم إلى المجتمع والسلطة بلغة واضحة وشفافية وأساليب مدنية تتجنب العنف".