"العين بالعين".. المقاومة الفلسطينية تلقن نتنياهو وبن غفير درسا لن يُنسى

12

طباعة

مشاركة

على نطاق واسع، احتفى ناشطون على تويتر، بعملية إطلاق النار التي نفذها المقاوم الفلسطيني خيري علقم (21 عاما)، مساء 27 يناير/ كانون الثاني 2023، في مستوطنة النبي يعقوب شمالي القدس المحتلة، وأسفرت عن مقتل 7 مستوطنين إسرائيليين، وإصابة 10 آخرين، وارتقى على أثرها شهيدا.  

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #عملية_القدس، #عملية_بيت_حنينا، #القدس_تنتقم، #القدس_تثأر_لجنين، عن سعادتهم بالعملية، ورأوها بمثابة إعادة توجيه بوصلة القضية الفلسطينية وقلب لموازين الاحتلال الإسرائيلي. 

وعدّوا عملية القدس بمثابة "صفعة" على وجه كل من الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي ووزير الأمن القومي لدى الكيان إيتمار بن غفير، والحكومة اليمينية المتطرفة بأكملها برئاسة بنيامين نتنياهو، مستنكرين إدانة بعض الأنظمة الحاكمة للعملية.

وصنف ناشطون عملية القدس بأنها ثأر وقصاص لشهداء مخيم جنين العشرة الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، قبل يوم واحد فقط، في مجزرة تعد وفق مراقبين، الأكبر من نوعها منذ انتفاضة الأقصى عام 2000. 

بدورها، باركت الفصائل الفلسطينية، العملية البطولية، وعدتها ردّا طبيعيا على مجزرة جنين، وعلى تدنيس المسجد الأقصى المبارك، والجرائم والاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني. 

وبعد العملية المسائية بساعات، أصيب إسرائيليان بجروح خطيرة، صباح 28 يناير، إثر عملية إطلاق نار أخرى جرت في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، من قبل مقاوم فلسطيني عمره 13 عاما.

قلب للموازين

وتفاعلا مع الأحداث، أكد الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، أن عملية المقاومة في القدس تقلب الموازين وتعيد ضبط قواعد الاشتباك مع الاحتلال لأنها لا تمثل انتقاما لدماء شهداء جنين فحسب، بل تكرس معادلة الردع مع الاحتلال وتوضح لجمهوره الثمن الذي سيدفعه جراء محاولة نتنياهو صرف الأنظار عن فساده عبر التصعيد ضد الفلسطينيين.

وأضاف أن هذه العملية تمثل صفعة مدوية لوزير الأمن الوطني الصهيوني السفيه بن غفير الذي قدم نفسه كمن هو قادر على الجمع بين قمع الفلسطينيين والحفاظ على الأمن الصهيوني؛ حيث إنه لا ينفك عن نشر التغريدات الصبيانية ممتدحا جهوده في هذا السياق ويستعين بزوجته لتروج له.

ورصد الباحث في شؤون القدس علي حسن إبراهيم، عدة رسائل من العملية البطولية في القدس المحتلة، هي صفعة للمتطرف بن غفير، الذي توعد وأرغد وأزبد، ودفعة أولى من الرد على ما جرى في جنين، ضربة للحكومة اليمينية، متوقعا أن الضربات القادمة لن تكون أقل منها، وأن الرد جاء من القدس فهي قلب المواجهة وعنوانها الدائم.

وعدّ الناشط مؤمن أبو زعيتر، عملية القدس البطولية صفعة جديدة للمنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية وتأكيد على أن المقاومين الأبطال يمتلكون القدرة والإرادة على تنفيذ العمليات النوعية وضرب كيان العدو بقوة في كل وقت وكل مكان.

وسلط ناشطون الضوء على حالة الذعر والخوف التي انتابت قادة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين عقب تنفيذ عملية القدس، متنبئين بقرب نهاية الكيان الصهيوني.

وأوضح الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن الخوف عند الاحتلال في الوقت الحالي هو تقليد العملية ليس فقط في القدس، ولكن أيضا في الضفة الغربية، لذلك يجري هستيريا تعزيز منطقة الضفة والقدس بقوات إضافية، خصوصا أنه من السهل تخطيط أي شاب لمثل هذه العمليات البسيطة ذات الأثر الكبير.

ولفت الصحفي أحمد منصور، إلى أن إسرائيل تصاب بالصدمة بعد مقتل 7 مستوطنين إسرائيليين وجرح آخرين في مستوطنة النبي يعقوب في القدس على يد الشاب الفلسطيني خيري علقم، مشيرا إلى قول قائد شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إن هذه واحدة من أسوأ الهجمات التي واجهناها في السنوات الأخيرة.

ورأى عبد الكريم الدباغي، أن العد التنازلي لانهيار نظام الاحتلال في الأراضي الفلسطينية بدأ بتآكل البنية الأمنية والحكمية وصعود تيار المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وسقوط مشروع التسوية.

وأعرب عن سعادته بأنه "كلما يسقط شهيد برصاص الاحتلال يبعث روحاً جديدة في جسم المقاومة الذي يشتد عوده ويتسع نطاقه وحاضنتُه تتمدد".

قصاص سريع 

وأكد ناشطون أن عملية القدس جاءت ردا على مجزرة جنين التي شكلت شرارة لغضب فلسطيني، مصنفين العملية بأنها "ثأر" لأولئك الشهداء، إذ جاءت بعد أقل من 24 ساعة من العدوان الإسرائيلي على مخيم تلك المدينة في شمال الضفة الغربية.

قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت مجزرة بشعة بحق تسعة فلسطينيين خلال عملية اقتحام موسعة لمخيم جنين، في 26 يناير 2023، امتدت على مدى 4 ساعات، وقتلت فلسطينيا عاشرا خلال مواجهات في رام الله.

وعدّ عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين محمد الصغير، ما جرى في القدس بأنها "عملية قصاص سريع" لشهداء مجزرة جنين قام بها شاب داخل مغتصبة فلسطينية.

وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية مصطفى بخوش، إن عملية القدس تشكل اليوم ردا وازنا ويوما كبيرا في مسار النضال الفلسطيني لأنها كشفت عن قدرة الفلسطينيين على الرد رغم قلة ذات اليد وعدم تكافؤ الموازين وأدخلتنا في مرحلة جديدة تقوم على منطق واحدة بواحدة يكون فيها رد المقاومة موجعا ورادعا.

ووصف الإعلامي خير الدين الجابري، عملية القدس، بأنها "رد مزلزل" على مجزرة جنين.

وكتب الكاتب الكويتي عبد العزيز الفضلي: "عملية بطولية في القدس نفذها أحد رجال المقاومة، لم ينتظروا رد الجامعة العربية ولا منظمة المؤتمر الإسلامي، ولا السَّلَطة الفلسطينية على مجزرة جنين، وإنما أخذوا حقهم بأيديهم".

وأشاد يحيى أبو قاسم حجر، بأن الرد كان سريعا وحاسما ضد مجزرة جنين.

إشادة بالعلقم

وبرز حديث الناشطين عن منفذ العملية وصلابته وجسارة فعلته وبأسه ونصيبه من اسمه إذ أذاق الاحتلال مرارة العلقم وزلزل كيان إسرائيل.

وتداولوا صورا وتدوينات سابقة له أعلن فيها مواقفه من الاحتلال وأفكاره في مقاومة المحتل وأخرى للسلاح الذي نفذ به العملية.

وأعاد الناشط محمد المدهون، نشر منشور كتبه منفذ عملية القدس، قبل عامين يقول فيه إن "قناص مناسب في مكان مناسب، أفضل من ألف جندي في ساحة المعركة".

وأوضح أن الشاهد أن المنظومة الأمنية مصابة بحالة ذهول كبير بأن منفذ العملية كان وحده وبسلاح مسدس واستطاع أن يقتل هذا العدد.

وأوضح الإعلامي يحيى بشير، أن خيري علقم لم يثأر لشهداء جنين ومجزرة جنين فحسب! بل ثأر لجده خيري، الذي ارتقى شهيدا بعد أن تعرض للطعن على يد الصهاينة في نهاية التسعينيات من القرن الماضي. 

ونشر الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، صورة تجمع الجد علقم بالحفيد خيري، قائلا: "بتاريخ 13 أيار 1998؛ استُشهد الجدّ خيري علقم إثر طعنه من قبل أحد المستوطنين، وبالأمس لم يكن خيري الحفيد يأخذ ثأر جدّه وحسب، بل ثأر شهداء جنين وثأر فلسطين."

وأشار إلى أن آخر كلمات خيري بصوته كانت: "يا نفس إن لم تقتلي تموتي، ونحن لا نرفع أيدينا إلا لله، ولا نسجد إلا لله، ولا نسمع إلا من رسول الله".

وعرض الإعلامي والباحث في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني، صورة السلاح الذي نفذ بها العلقم عمليته، قائلا: "هذا المسدس قتل من العدو قبل قليل في القدس أكثر من الجيوش العربية مجتمعة منذ خمسين سنة حتى اليوم".

إدانة المطبعين

وأعرب ناشطون عن غضبهم من إدانة بعض الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي لعملية القدس، معلنين تبرؤهم منهم ومحذرين من تبعات ذلك.

ووصف الكاتب ماجدة الزبدة، إدانات عملية القدس بـ"الوقحة من أنظمة الخنوع العربي"، مؤكدا أنها لن تجلب الأمن للصهاينة ولن تُضعف إرادة الفلسطينيين بالتحرر ودحر الاحتلال إنما هي فقط تكشف سوأة المطبعين وخُبث سريرتهم.

وقال الناشط أدهم أبو سلمية، إن إدانات بعض الدول العربية والإسلامية لعملية القدس تُثير الاشمئزاز وتعكس كمية الانبطاح الذي تعيشه هذه الأنظمة.

وأضاف أن العملية وقعت في مستوطنة مقامة على أراض محتلة في القدس الشرقية، ووفق القانون الدولي والأمم المتحدة فهذه أرض محتلة، ومقاومة المحتل مشروعة كما يحدث في أوكرانيا مثلًا.

وعرض الإعلامي هيثم أبو صالح، مقارنة بين بيانين صادرين عن وزارة الخارجية في الإمارات حول ما جرى في جنين والقدس.

وقال: يعني مفهوم أن الإمارات طبعت مع "إسرائيل" وميتة على رضاها لكن عملية القدس ليست "هجوما إرهابيا" وليست "أعمال إجرامية" كما ورد في البيان بل هي مقاومة مشروعة ضد احتلال يغتصب أرض فلسطين.

وحذر عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وصفي عاشور أبو زيد، من أن الصمت عما حدث في مخيم جنين من عربدة للمحتل، ثم إدانة لعملية القدس، لا يسمى إلا قلبا للموازين وتبديلا في الولاء، وتفريطا في مقدسات المسلمين، أيا كان الذي أدان.

وخاطب المحامي المتدرب معتز عواد، الفلسطينيين، قائلا: "هذول طبقة حكم معزولة عنا، كل همهم يحفظوا شرعية وجودهم ومصالحهم ومراكزهم.. أهل الأردن كلهم مع العمل المقاوم، مع الجهاد، مع العمليات، حتى تحرير فلسطين."

وأضاف أن كل مكان فيه صهيوني بفلسطين فهو مستباح مستباح مستباح، شرعا وعرفا وعلى نظام الخاوة كمان، وفق وصفه.

حق مشروع

وأكد ناشطون أن الهجمات التي ينفذها المقاومون ضد الكيان الإسرائيلي والمستوطنين "مشروعة" طالما هناك احتلال لأراضي فلسطين، مشيرين إلى أن الاحتلال وحده سببا كافيا لأي عمل مقاوم لأن مقاومة المحتل حق مشروع لصاحب الأرض.

وأشارت الإعلامية سمر جراح، إلى أن الهجوم في القدس يُذكر باللغة الإنجليزية على أنه حدث في كنيس يهودي، مضيفة: "هذه تفصيلة مهمة جدا مقصودة لجذب التعاطف مع الصهاينة"، داعية للتدقيق على أن إطلاق النار حدث في شارع مستوطنة "مستعمرة" غير قانونية بالقرب من القدس، نيفي يعقوب.

وأشارت الناشطة الحقوقية هالة عاهد، إلى أن العملية حدثت في القدس (الشرقية)، في أرض محتلة وفق القانون الدولي؛ فهي بالتالي عمل مقاومة مشروع لا عملية إرهابية، مؤكدة أن المسؤول عن قتل ( مدنيين) حسب بكائيات دول غربية وجماعتنا معهم، هو الاحتلال الذي وطنهم في أرض ليست لهم.

وقال الباحث والناشر شوقي المعتصم بالله، إن فلسطين أرض محتلة ومن يقبع فيها من المحتلين هو هدف مشروع على طريق التحرير، مؤكدا أن جرائم الاحتلال البشعة في الضفة وإقتحام جنين وقتل المدنين والتصعيد النازي والفاشي لن يمر دون رد.

وشدد على أن عدة عمليات نوعية من هذه ستعجل من إسقاط حكومة نتنياهو المتطرفة.

وأعرب ناشطون عن شماتتهم في وزير الأمن القومي للاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير، متداولين مقاطع فيديو لهجوم مستوطنين عليه أثناء تفقده لمكان العملية في مستوطنة النبي يعقوب، وسؤالهم له عن الأمن والأمان الذي وعدهم به.

ونشر الداعية والخطيب محمود الحسنات صورة تجمع بن غفير ونتنياهو، قائلا: "يا بن غفير ضحكت بالأمس واليوم تبكي كما النساء 12 قتيلا بين الصهاينة حتى الآن".

وأشار الإعلامي حسن ساري، إلى أن وزير الأمن الصهيوني في حكومة الاحتلال المجرمة المتطرفة "بن غفير" يتبادل النواح مع شرذمة من مستوطنية المكلومين، بعد أن رفع هو وهم معه بالأمس أنخاب الاحتفال بمجزرة مخيم جنين وقتل 9 فلسطينيين هناك.

خرس السلطة

وصب ناشطون غضبهم على السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، مستنكرين عدم إشادتها بعملية القدس والتزامها الصمت أمام تصعيد العمل المقاوم رغم إعلانها وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال على خلفية التصعيد في جنين.

ووصف أستاذ المالية علي سعيد، محمود عباس بأنه "أكبر خائن للعرب وللقضية الفلسطينية".

وأكد محمد رحماني، أن هذا النوع من العمليات يؤكد على أن الشعب إن أراد الحياة لا بد أن يستجيب له القدر، مشيرا إلى أن فلسطين محتلة من السلطة الفلسطينية مع إسرائيل.

وقال الصحفي أحمد أبو نصر، إن تفاعل ناشطي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح واحتفالهم بعملية القدس برفقة باقي أبناء الفصائل يؤكد عدم قبولهم بخيار قيادتهم خيار التسوية والتنسيق، ويؤكد أن المقاومة هي الخيار الذي يجمع عليه الكل الفلسطيني وهو الخيار الأوحد لشعبنا.

وقالت الأكاديمية الأردنية فاطمة الوحش، إن سلطة التنسيق الأمني المقدس في حالة خرس تام فهي كمن بلع السكين بعد التنسيقية المقدسة في جنين.