بعد عقوبات وابتزاز.. اتهامات للإمارات بالتدخل لإسقاط حكومة عمران خان

12

طباعة

مشاركة

طوال الأعوام الأربعة الماضية التي تولى فيها السياسي الباكستاني ولاعب الكريكت الدولي السابق عمران خان رئاسة الحكومة في إسلام آباد، مارست الإمارات ضغوطا عدة عليه، بسبب مواقفه المخالفة لسياسات الدولة الخليجية في قضايا عدة، أبرزها التطبيع.

خلاف المواقف تجلى بقوة في أعقاب رفض إسلام آباد وساطة الإمارات للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي الذي نفذته أبوظبي في أغسطس/آب 2020 بوساطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وعلى الفور بدأت إجراءات عقابية ضد حكومة باكستان.

حينها طلبت الإمارات من باكستان التي كانت عالقة في أزمة ديون دولية في أعقاب جائحة كورونا، إعادة مليار دولار كانت أبوظبي قد أودعتها في البنك المركزي الباكستاني، وذلك فور وصول موعد استحقاقه، ما دفعها لطلب مهلة زمنية رفضتها الدولة الخليجية، وفق ما بينت تقارير صحفية عديدة.

كما علقت أبوظبي منح التأشيرات لمواطني عدد من الدول بينها باكستان التي يبلغ عدد عمالتها في الإمارات نحو 1.5 مليون باكستاني، وذلك بعد شهرين من تطبيعها العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.

عبث خارجي

واليوم يواجه رئيس الوزراء الباكستاني محاولة للإطاحة به من منصبه، تقول مصادر إعلامية وإعلاميون وناشطون بارزون على تويتر، إن الإمارات تشارك فيها وتدعمها ماديا.

وكان من المقرر أن يجري تصويت على حجب الثقة عن حكومة خان داخل البرلمان، في 3 أبريل/نيسان 2022، بسبب التضخم والاقتصاد المتعثر.

لكن أعلن قاسم خان سوري نائب رئيس مجلس النواب إلغاء التصويت، في خطوة مفاجئة استندت إلى المادة الخامسة من الدستور.

واعتبر سوري أن مشروع طرح الثقة كان نتيجة تآمر من شأنه الإضرار بالمصلحة الوطنية العليا. وعبر نائب رئيس المجلس الموالي لخان عن رفضه لمشروع القانون هذا نظرا إلى "ارتباطه الواضح" بدولة أجنبية تهدف إلى تغيير الحكومة في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية.

ناشطون على تويتر، اتهموا الإمارات بالعبث والتدخل في شؤون باكستان ومحاولة إسقاط حكومة عمران خان لمواقفه المناهضة للتطبيع ورفضه الاستجابة للتدخلات الإماراتية في شؤون بلاده.

واستنكروا عبر مشاركتهم في وسمي #عمران_خان، #الإمارات_تعبث_بباكستان مناهضة الأنظمة الخليجية وعلى رأسها أبوظبي لخان بدلا من الوقوف معه ومساندته تعزيزا للموقف الإسلامي والعربي والضغط على الطرف الذي يقاوم العرب والمسلمين من وراء ستار الديمقراطية.

كما ذكر ناشطون بمواقف الإمارات الداعمة للانقلابات العسكرية في الدول العربية ومساعيها لإسقاط الحكومات المناهضة لسياستها ودعمها للحكومات والأنظمة الديكتاتورية.

وأثنوا على عمران خان ومواقفه، واحتفوا بفشل محاولات إسقاطه،  مشيرين إلى حالة الرفض والمناهضة الباكستانية والرفض الشعبي لتلك التدخلات. 

وفي 4 أبريل، نظم مؤيدو خان، مظاهرة مناهضة للمعارضة في العاصمة إسلام أباد؛ كما تجمع المئات من أنصار حزب "حركة الإنصاف"، الذي يتزعمه، عند مدخل المنطقة الحمراء، حيث يقع مبنى البرلمان والوزارات والممثليات الدبلوماسية.

وهتفوا احتفالا برفض التصويت على مقترح حجب الثقة عن خان، بشعارات مناهضة للمعارضة.

ونشر الناشط سليمان العوضي صورة من مظاهرة مناهضة رفع فيها المتظاهرون صورة رافضة، قائلا "لأن الشعب الباكستاني وقف ضد شيطنتهم بدؤوا التضييق عليه".

إشادة بمواقفه

الإعلامي أحمد منصور، أشار إلى أن عمران خان بعد نجاحه في قلب الطاولة على المعارضة وإفشال خطتها في البرلمان يبدأ هجوما مضادا لمدة أسبوع من خلال مظاهرات ليلية ضد "مؤامرة إسقاط حكومته".

ولفت سالم زين الدين، إلى أن عمران خان منذ أن أصبح رئيسا للوزراء، أثار مرارا قضية الإسلاموفوبيا، وكشمير، وفلسطين، على كل منصة دولية، ثم جاءت الإمارات لتطلب منه التطبيع مع الكيان الصهيوني، وبعد رفضه سحبت ودائعها من البنك المركزي الباكستاني.

وأثنى المغرد محمد، على عمران خان، قائلا إنه "تجرأ وقال لأميركا ولذيولها: (لسنا عبيدا عندكم) ولم يسمح بإقامة قواعد عسكرية أميركية في بلاده ويرفض الاعتراف بإسرائيل ويعارض العدوان السعودي على اليمن ويتجه لزيادة التنسيق مع روسيا والصين وإيران".

وأضاف: "إلى من يدعون الحرية والسيادة والحياد والوسطية وإلى كل رؤساء الحكومات السابقين والحاليين وإلى من سوف يأتي بعدهم تعلموا كيف تكون الحريات والسيادة وكيف تصان كرامة الأوطان وبأن الحياد هو للضعفاء والجبناء تعلموا الكرامة الوطنية كيف تصان".

وأكدت جواهر آل عطية، أن باكستان على خطى تركيا في التحرر من التأثير والسيطرة الغربية وهذا لن يأتي بدون تقديم ثمن ومواجهة صعبة مع المخترقين في الداخل من قبل المتغطرسين. 

إسقاط خان

وأوضح ناشطون حقيقة أهداف الإمارات من التدخل في باكستان ومحاولة إسقاط حكومة خان، معددين جرائمها وتدخلاتها في الدول الأخرى.

الإعلامي أنيس منصور، أكد أن باكستان هدف جديد للإمارات لأهداف سياسية واقتصادية.

ورأى رشيد الوايلي، أنه لا غرابة في إعلان اكتشاف خلايا إماراتية استخباراتية في باكستان، وضخ مالي للمعارضة، لأن الإمارات دعمت نظام الأسد في سوريا وحفتر في ليبيا والسيسي في مصر وكل الثورات المضادة وتساهم أيضا في زعزعة استقرار الدول والسعي في خرابها.

ولفت أحد المغردين، إلى أن باكستان هي القوة النووية الأولى والوحيدة في العالم الإسلامي، مؤكدا أن لذلك هناك محاولات مستميتة لإضعافها وجرها إلى مربع الخيانة والتطبيع.

ولفت معتز آل رشيد، إلى أن العلاقات بين باكستان والإمارات تدهورت كثيرا في الآونة الأخيرة بعد أن بدأت أبو ظبي في تنفيذ إجراءات عقابية ضد الباكستانيين المقيمين على أراضيها في رسالة ضغط واضحة على حكومة عمران خان.

ضغط للتطبيع

وبرز حديث الناشطين عن أن الموقف الإماراتي المناهض لحكومة باكستان يأتي ردا على رفض الأخيرة الانضمام لقطار التطبيع مع الكيان الصهيوني، مذكرين بالضغوط التي مارستها أبو ظبي على إسلام أباد لدفعها للتطبيع.

وأكد سمير الكابتن، أن #الامارات_تعبث_بباكستان وكل الدول الإسلامية والعربية التي لا تتماشى مع أجنداتها وأجندات الغرب والصهاينة، بل وتمول عدة منظمات في الدول الغربية والأسيوية للتحريض على الإسلام والمسلمين".

الإعلامي جمال ريان، نشر الدليل على سحب الإمارات ودائعها من البنك المركزي الباكستاني، بعد رفض عمران خان الضغوط التي مارستها أبوظبي عليه للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وأوضح قحطان الرشيد، أن الضغوطات بدأت على باكستان، من تقييد شحنات النفط وتهديدات مبطنة للعمالة الباكستانية في الإمارات، لابتزاز إسلام أباد إحدى أكبر الدول الإسلامية وأكثرها ثقلا لقبول تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأشار مغرد آخر، إلى أن الإمارات تحاول إدخال باكستان في المنظومة التي تشهد هرولة نحو العلاقة مع إسرائيل، لكن إسلام آباد تعلي صوتها برفض هذه الخطوة.