اتهامات متجددة.. الإمارات تمنح الاحتلال الإسرائيلي موطئ قدم في سقطرى

عدن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

لا يكاد يمر يوم دون استحداثات عسكرية إماراتية جديدة في جزيرة سقطرى الواقعة تحت سيطرة مليشيا قوات الانتقالي الجنوبي المدعومة من أبو ظبي.

فالمعلومات الواردة حديثا من الجزيرة تؤكد إنشاء معسكر جديد للمليشيا في مدينة حديبو (عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى) بعد تجهيزه بمختلف المعدات والآليات العسكرية.

هذه الاستحداثات تزامنت مع دفع أبو ظبي بتعزيزات عسكرية كبيرة شملت خبراء من جنسيات مختلفة بينهم إسرائيليون إلى الجزيرة.

 ولم يعد إنشاء المعسكرات هناك أمرا جديدا، فالإمارات حولت الجزيرة إلى ثكنة عسكرية منذ سقوطها في يد المليشيا التابعة لها في يونيو/حزيران 2020.

كان هذا ملخص ما تداوله ناشطون على تويتر، من تغريدات ومقاطع فيديو لنشرات إخبارية، عبر مشاركتهم في وسمي #سقطرى_احتلال_اماراتي_اسرائيلي، #جزيرة_سقطرى، للتنديد باستحداث الإمارات معسكرات في جزيرتي سقطرى وعبدالكوري بشراكة إسرائيلية.

واستنكروا صمت الحكومة الشرعية المقيمة في الرياض على تجاوزات الإمارات في سقطرى، وأوضحوا أن الجزيرة تديرها أبوظبي بواسطة المجلس الانتقالي.

وأشاروا إلى أن الهدف الحقيقي من وجود الإمارات في اليمن هو احتلال موانئها وجزرها ونهب ثرواتها وليس مواجهة مليشيات الحوثي.

وتواجه الإمارات اتهامات بمحاولة الاستيلاء على سقطرى، نظرا لموقعها الإستراتيجي ووقوعها في نهاية خليج عدن وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الإفريقي وغرب المحيط الهندي وقربها من خطوط التجارة العالمية.

واستخدمت الإمارات سياسات مختلفة للوصول إلى أهدافها من إحداث فوضى في سقطرى، وتجنيد أبنائها، وتعزيز القوات الأمنية المحلية لفرض قبضتها الأمنية هناك.

كما أرسلت سابقا قوات عسكرية تابعة لها للسيطرة على المطار والميناء الواقعين في الجزيرة ضمن سيطرتها على المرافق الخدمية والإستراتيجية.

دور إسرائيلي

الناشطون أعربوا عن غضبهم من استحداث أبو ظبي معسكرا جديدا في مدينة حديبو، واتهموها بجلب الإسرائيليين إلى أراضيهم.

وبحسب مراقبين، يمتلك الكيان الإسرائيلي قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى منذ عام 2020، مكنتها منها أبو ظبي، في أعقاب التطبيع الرسمي مع الاحتلال في أغسطس/آب 2020، وذلك بدعوى التعاون العسكري والاستخباراتي.

الإعلامي أنيس منصور، قال إن الإمارات تفتتح معسكرات جديدة وترسل سفن أسلحة إلى سقطرى، موضحا أن الحملة تهدف إلى التضامن معها ومع جزيرة عبدالكوري التي يجري فيها عمل استحداثات عسكرية ومهبط طيران ولسان بحري بإشراف شركة أشغال من الجيش الإسرائيلي.

وأوضح رئيس مركز لحج الإعلامي عبدالله خليدي، أن الإمارات بالتزامن مع انشغال قادة الشرعية بشراء العقارات بالقاهرة وإسطنبول، تعد العدة بالاشتراك مع إسرائيل للانقضاض على ما تبقى من جزيرة سقطرى.

وبينت إيمان الذبحاني، أن الإمارات تستحدث معسكرا جديدا في مدينة حديبو وجهزت المعسكر بكافة المعدات والآليات العسكرية بعد استحداثها لمطار عسكري مشترك مع القوات البحرية الإسرائيلية ووجود خبراء عسكريين من جنسيات مختلفة بينهم إسرائيليون بالإضافة إلى جزيرة ميون بمحافظة تعز.

مكانة سقطرى

وتحدث ناشطون عن مكانة سقطرى وأهميتها ومميزاتها التي جعلتها مطمعا للإمارات وسط صمت من الحكومة الشرعية.

تعد سقطرى أحد أهم المواقع الإستراتيجية الحساسة في الشرق الأوسط بأسره كونها تقع في دائرة السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن وخطوط تدفق نفط دول الخليج العربي إلى خارج المنطقة، وخطوط الملاحة الدولية عموما.

المنصة المعرفية الشبابية ميدان، وصفت سقطرى بـ"لؤلؤة اليمن وجزيرة النعيم على المحيط الهندي".

وأشارت إلى أنها من أكثر الأماكن غرابة على وجه الأرض وأحد أهم أربع جزر في العالم من حيث التنوع النباتي والأحيائي، فهي موطن لحوالي 800 نوع من الحيوانات والنباتات النادرة، التي لا تنمو في أي مكان آخر في العالم.

وأوضح توفيق أحمد أن سقطرى التي تتميز بأهم الجزر اليمنية والتي تتمتع بأجمل مناخ والأشجار النادرة حاولت الإمارات تغذية مليشياتها بالمال والسلاح لإسقاطها والخروج ضد الشرعية وهي الآن تتلقى الصمت والتخاذل من قبل الشرعية.

واستنكر عصام محمود، استمرار الاستحداثات الإماراتية على قدم وساق في ظل صمت وغياب الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي الخاضع للإقامة الجبرية في فنادق الرياض.

أطماع الإمارات

وصب ناشطون غضبهم على الإمارات واتهموها بتدمير الجزيرة وعسكرتها واغتصابها، منددين بالصمت والإخراس المتعمد على تجاوزاتها منذ أن وطأت قدمها أرض اليمن. 

الناشط السياسي عبدالشافي النبهاني، قال: "سنوات ونحن نضحك على أنفسنا بأن الإمارات تدخلت في اليمن لإعادة ما يسمى الشرعية وبتر ذراع إيران وكلما انتقدنا ممارساتها العابثة والاحتلالية يقال إنه ليس الوقت المناسب لهذا الحديث ونتهم بأننا نخدم الحوثي ونطالب بالصمت، ولا ندري إلى متى يستمر صمتنا هذا؟".

وبينت الصحفية والناشطة الحقوقية بيداء العولقي، أن الإمارات لا تزال تعبث بالجزر اليمنية بشكل متواصل منذ سنوات، مما يتطلب الوقوف بكل شجاعة ووقف معسكراتها التي استحدثتها.

ولفت أبو عدي، إلى أن الإمارات تدخلت باليمن وقتلت وشردت بحجة الشرعية، ولكن الذي حصل أنها قسمت البلاد وجزيرة سقطرى مثال.

وتابع: "جلبت اليهود إليها، بل صنعت تحالفا معهم وعاملتهم كأنهم أسياد، في سياسية استفزازية لإيران تعطيها الذرائع لقصف الإمارات".

وأشار أحد المغردين، إلى أنه في ظل همجية عمياء وتبعية وعصبية بجهل لم يعد دور الإمارات يخفى على أحد، خاصة ما تفعله في جزيرة سقطرى.