7 مليارات دولار.. لهذا ترحب إيران باختراق كوريا الجنوبية مفاوضات فيينا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلط مركز دراسات إيراني الضوء على تدخل كوريا الجنوبية أخيرا على خط مفاوضات الملف النووي الجارية بين طهران والغرب في العاصمة النمساوية فيينا، مؤكدا أن من شأن ذلك إحداث اختراق إيجابي في هذا المسار.

واعتبر مركز "أبرار للدراسات الدولية المعاصرة"، في مقال للباحث عابد أكبري، أن تدخل كوريا الجنوبية الحالي بمثابة استثمار دبلوماسي من الممكن أن يعمل على تحسين العلاقات المتوترة بين الدولتين على خلفية أموال طهران المجمدة في سيول.

وتملك إيران أكثر من سبعة مليارات دولار مخصصة لصادرات النفط مجمدة في مصرفين كوريين بسبب العقوبات الأميركية.

وكانت إيران ثالث أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية في الشرق الأوسط قبل أن تنسحب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين طهران والقوى العالمية وتعيد فرض عقوبات تجارية تعرقل المبادلات.

تدخل إيجابي

وذكر المركز الإيراني أن نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية تشوي جونغ  جاء إلى فيينا مطلع يناير/ كانون الثاني 2022، والتقى بكل من أنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات النووية، وروبرت مالي الممثل الأميركي الخاص لإيران، وأعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة للاتفاق النووي ومن بينهم الصين.

وأضاف يمكن أن تعتبر هذه الزيارة استثمارا دبلوماسيا هاما بالنسبة لكوريا الجنوبية في هذا الوقت الحساس، وسيكون لها تبعات إيجابية للحصول على مكانة دولية مرموقة لسيول.

وأكد أن دور سيول الفعال في المفاوضات النووية، والخروج من الجمود الحالي، سيؤثر إلى حد بعيد في تقدم العلاقات بين إيران وكوريا الجنوبية.

ويبدو أن كوريا الجنوبية ستجرب تفعيل التعاون في مجال العلاقات الاقتصادية مع إيران، والانتشار بشكل أكبر في الأسواق الإيرانية، والتعاون في مجالات البحث والتطوير.

وحتى أوروبا ستقوم بالوساطة التطوعية، لإنجاح هذا الأمر، وفق المركز الإيراني.

وأشار إلى أن حجة وجود ممثل كوريا الجنوبية في فيينا كانت العلاقات المالية مع إيران، ومن هذا المنطلق هدف الحكومة الإيرانية القضاء النهائي وبشكل عملي على العقوبات الدولية ضد إيران.

 ويمكن اعتبار هذه الخطوة في إطار استجابة لخطة مقترحة لوزارة الخارجية الإيرانية في هذا الشأن.

وقبل ذلك أعلنت سيول أنها استخدمت بموافقة الولايات المتحدة 18 مليون دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في مصارف كورية لتسوية متأخرات طهران لميزانيات الأمم المتحدة، ما سيسمح لإيران باستعادة حقها في التصويت في المنظمة الدولية بسرعة.

والمسؤولون في إيران منتظرون توضيح مصير السبعة مليارات دولار.

قوة ونفوذ

كما لفت المركز إلى أن كوريا الجنوبية تتمتع بقوة ونفوذ جيد في علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية بالشكل الذي مكنها من إرضاء النظام القانوني لها، وجلب ضمان استثنائي فيما يخص العقوبات الإيرانية.

وهذه القدرة يمكنها أن تكون مهمة بالنسبة لكوريا الجنوبية في اتباع إستراتيجية طويلة الأمد في تطوير علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع إيران.

ووجود كوريا الجنوبية في المفاوضات النووية الإيرانية يجعلها تحرر القدرات التي لم تجربها على المستوى الدولي، كما سيكون له تبعات بناءة فعالة بالنسبة لإيران.

فعلى الرغم من أن زيادة أطراف التفاوض ليس بالأمر الإيجابي، إلا أنه في الأوضاع التي يتجنب فيها المسؤولون الرئيسون المواجهة المباشرة، يتم النظر إلى زيادة الأطراف باعتباره أمرا إيجابيا، لأنه يحدث نوعا من التوازن.

وذلك في ظل حالة الجمود التي أحدثتها أميركا بخروجها من الاتفاق، وحكومة جو بايدن التي تصر على استكمال العقوبات على إيران.

وفي ظل هذه الظروف ستؤدي كوريا الجنوبية دورا مهما في كسر الحملة القصوى ضد إيران، بالشكل الذي يمكنها من تنظيم إستراتيجياتها بشكل صحيح على عكس الاتجاه المتبع في المفاوضات، وتحييد التنافس الذي وضعه الكيان الصهيوني والسعودية مع إيران.

 إيران أيضا ستستفيد من ذلك بأخذ العلاقات الجيدة بين الصين وكوريا الجنوبية في عين الاعتبار، ليس فقط في المفاوضات النووية بل على مستوى العلاقات الثنائية، وهذه العلاقات متناسقة مع المصالح الإيرانية.

فبالنسبة لإيران هناك احتمال عدم حدوث أي اتفاق إيجابي في المفاوضات على المدى الطويل بدخول كوريا الجنوبية إلى اللعبة.

وبناء على ذلك، يمكن الإشارة إلى أداء كوريا باعتباره آمنا وسلميا،  في الوقت الذي تدعم فيه طهران أي خطوة دبلوماسية لرفع العقوبات وحل مشكلة الملف النووي.

كما أن إيران حافظت على ذكائها فيما يتعلق بزيادة نطاق وأطراف التفاوض، وفق المركز.

وهكذا حصلت كوريا الجنوبية على فرصة مهمة للغاية في المجال الدبلوماسي الذي كان خلال السنوات الماضية تحت تصرف الاتحاد الأوروبي، الذي لم يستطع المحافظة على "النجاح التاريخي" عام 2015 بسبب هياكله غير الفعالة.