بيمان جبلي.. رئيس لتلفزيون إيران وخبير في فبركة الأخبار يهتم بمشاهدي الخارج

يوسف العلي | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

ضمن سلسلة التعيينات التي يجريها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في مؤسسات الدولة، والمجيء بشخصيات قريبة منه تنتمي إلى التيار المحافظ "المتشدد" أصدر قرارا في 29 سبتمبر/أيلول 2021، بتعيين "يمان جبلي"، رئيسا لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية. 

وأفادت وكالة "مهر" للأنباء بأن خامنئي أكد في قرار التعيين، أهمية المؤسسة خلال الفترة الجديدة في "النهوض بمستوى الوعي العام والمعرفة والتوجيه الثقافي وتعزيز الروح والشعور بالهوية الوطنية والثورية، وتعزيز نمط الحياة الإسلامية الإيرانية".

"مؤهلات ثورية"

المنصب الحساس الذي يشغله بيمان جبلي، يتطلب معايير محددة لتسيير الهيئة- وفقا لتوجيهات خامنئي- التي تستمر ولايتها لمدة خمس سنوات وقد تمدد، فيما أكد المرشد الإيراني أن "جبلي يتمتع بالمؤهلات الدينية والثورية والمهنية اللازمة".

وبعد تعيينه الرئيس الثامن لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، قال جبلي خلال مقابلة مع وكالة "إيران برس" في 30 سبتمبر/أيلول 2021 أن "شعار الإذاعة والتلفزيون في العصر الجديد هو اتخاذ خطوة نحو تحقيق الحضارة الإسلامية الحديثة".

وأضاف الرئيس الجديد للمؤسسة الحكومية أن "الحضارة الإسلامية الحديثة تعني أننا ننتج المحتوى والبرامج للجمهور الإيراني، إضافة إلى الجماهير ما وراء الحدود الإيرانية".

وتحدث عن الخطوات المقبلة للمؤسسة، بالقول إن "أحد الموضوعات الرئيسة لعمل هيئة الإذاعة والتلفزيون في الفترة الجديدة سيكون تعزيز قنوات الإعلام الخارجي".

كما أشار جبلي إلى أن القنوات الموجهة إلى الخارج في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية هي "في طليعة الحرب الناعمة"، قائلا إن "القنوات الموجهة إلى الخارج في إيران في تنافس مستمر مع القنوات الأجنبية".

وقال جبلي الذي كان يشغل منصب "مدير القنوات الموجهة إلى الخارج" في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن وكالة أنباء "إيران برس" الدولية خير دليل على فشل احتكار وسائل الإعلام الغربية.

وفي 5 سبتمبر/أيلول 2021، أعلن جبلي، خلال زيارة لمركز "الإذاعة والتلفزيون" في محافظة خراسان شمال شرقي البلاد، أن "الأحداث الأخيرة في أفغانستان تتطلب منا إطلاق شبكة تلفزيونية خاصة للشعب الأفغاني".

وأضاف أن "مهمتنا في القنوات التابعة لدائرة الإعلام الخارجي في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني هي التعريف بأساليب الحياة الإسلامية، إلى جانب نقل رسالة الثورة والتغطية الكاملة للأحداث وفق قيم الثورة الإسلامية".

وأشار إلى أن "تغطية أحداث الدول الجارة أولوية بالنسبة لنا"، قائلا: "بسبب المستجدات الأخيرة في دول الجوار أصبحت هذه الأولوية أكثر أهمية بالنسبة لنا".

وأردف جبلي قائلا: "منذ الماضي وحتى الآن كان لدينا وسائل إعلام باللغات المختلفة، مثل راديو الدري وراديو الباشتون وقناة آي فيلم 2 لتغطية الأحداث في أفغانستان بشكل خاص وعام"، مضيفا "بعد التطورات السياسية الأخيرة في أفغانستان اتخذت خطوات لازمة لإطلاق شبكة تلفزيونية خاصة للشعب الأفغاني".

وشدد جبلي على أن "إيران ستبذل قصارى جهدها للتواصل بشكل فعال مع الشعب الأفغاني، كما فعلنا في الدول الأخرى، وسنبذل كل جهودنا لنقل قيم الثورة الإسلامية إلى دول الجوار".

سفير سابق

بيمان جبلي مواليد 1966، حي شميران بالعاصمة طهران، حاصل على الماجستير من قسم المعارف الإسلامية والتبليغ من جامعة "الإمام الصادق" عام 1993، وحاصل على الدكتوراه في مجال الثقافة والعلاقات من الجامعة ذاتها عام 2004.

حل جبلي بديلا لعبد العلي عسكري، الذي تولى منصب مدير الإذاعة والتلفزيون قبل 5 سنوات بعد استقالة محمد سرافراز، إذ إنه بتعيين جبلي يمكن اعتبار "عسكري" الرئيس الوحيد للإذاعة والتلفزيون الذي احتل هذا المنصب لفترة واحدة.

وعمل جبلي البالغ من العمر 55 عاما الذي يجيد ثلاث لغات غير الفارسية (العربية، الإنجليزية، الفرنسية) سفيرا للنظام الإيراني في تونس عام 2014 لمدة أربعة أعوام، كما كان رئيس الدائرة الإعلامية بمجلس الأمن القومي.

وشغل في السابق منصب مساعد رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون في القسم الخارجي، ومديرا لشبكة "برس تي في"، ومساعد مدير الأخبار للإذاعة والتلفزيون، والمساعد الإعلامي لسكرتير مجلس الأمن القومي، في عهد سعيد جليلي.

وكذلك عمل جبلي مديرا عاما للأخبار الداخلية في وحدة الأخبار المركزية، ومديرا لشبكة "العالم" في بيروت، ويمكن اعتبار جبلي أحد أكثر رؤساء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إثارة للأجواء، حيث أثارت تعليقاته وتصريحاته الكثير من الجدل.

وكان جبلي قد أكد سابقا خلال مراسيم أقيمت بمناسبة ذكرى مقتل قاسم سليماني في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون: "لم نسمع صوت سليماني الدافئ واللطيف منذ عام، إذا كان في يوم من الأيام معروفا لدى أعدائه أكثر من أصدقائه، فإن اليوم جميع العالم يتحدث عن سليماني.. سليماني اليوم علم ومدرسة".

كما قال جبلي في المراسيم نفسها، إن مهمة الإذاعة والتلفزيون تكمن في "تعريف البعد الإعلامي لمدرسة سليماني"،  كما شدد جبلي، في 24 سبتمبر/أيلول 2021 على أن القضية الرئيسة في الإذاعة والتلفزيون هي "نقل خطاب الثورة إلى الهواء".

وكان الرئيس الجديد لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني قد أكد عام 2015، خلال تصريح أدلى به إلى وكالة "مهر" للأنباء، أن "الدعم الأساسي لحزب الله وحماس من أجل المقاومة توفره دولتان مهمتان، هما إيران وسوريا".

ومن بين أعمال جبلي يمكن الإشارة إلى تأسيس قناة "العالم سورية" التي تأسست منذ أكثر من عامين، إذ قال في مقابلة مع وكالة "مهر" في أبريل/ نيسان 2021، إن "من العوامل التي ضاعفت دافعنا لإنشاء هذه القناة كانت تأكيدات قاسم سليماني الحفاظ على إنجازات جبهة المقاومة".

"مصدر مطلع"

ومن بين أبرز الحالات التي أثار جبلي الأجواء فيها هي محادثات فيينا، ونقله أخبارا عن "المصدر المطلع" الذي نفت حكومة الرئيس السابق حسن روحاني أخباره بهذا الخصوص.

وعندما كان الدبلوماسي عباس عراقجي يجري محادثات للعودة إلى الاتفاق النووي في فيينا، نقلت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية قبيل نهاية حكومة روحاني، مرات عدة أخبارا عن "مصدر مطلع" في قناة "برس تي في"، وهي الأخبار التي جرى نفيها فورا.

وكان عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني السابق ورئيس فريق التفاوض الإيراني في فيينا، قد كتب ذات مرة على "تويتر" أنه لا يعرف من هو هذا "المصدر المطلع" لـ"برس تي في" في فيينا، و"لكن من يكون، فإنه ليس مصدرا مطلعا".

وبعد طرح اسم جبلي كرئيس محتمل لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، قال الإعلامي الأصولي، محمد مهاجري، إن المصدر المطلع لقناة "برس تي في" الذي غطى محادثات فيينا هو "بيمان جبلي".

ويتحدث صحفيون إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن قرب جبلي من ابن المرشد الأعلى، مجتبى خامنئي، والذي يشاع أنه يستعد لخلافة والده، كما برزت أيضا قضية رئيسه السابق محمد سرافراز الذي فصل في 2014 تحت ضغط الحرس الثوري ومجتبى، بينما احتفظ جبلي بمنصبه وتقدم في حياته المهنية.

ويعتبر جبلي الأكثر ملاءمة للمنصب الجديد، وهو من داخل الهيئة؛ فقد عمل لسنوات محرر أخبار، ومدير أخبار في قنوات مختلفة، وهو من أبرز المدافعين عن نظرية خامنئي للهجوم الثقافي الغربي على إيران، وأفكاره عن "الحرب الإعلامية التي تستهدف طهران وقيمها".