"مصدر دخل".. استنكار لدعم السعودية إعادة الاستعمار البريطاني إلى اليمن

المهرة - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثار إعلان قناة "المهرة" اليمنية، تعزيز بريطانيا لوجودها العسكري في محافظة المهرة، ووصول قوات بريطانية جديدة إليها على متن طائرة عسكرية سعودية، غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واستنكروا مساعي المملكة لإعادة الاستعمار البريطاني لليمن.

وتوعد ناشطون على تويتر عبر مشاركتهم في وسم #دور_بريطاني_خبيث_بالمهرة، بالتصدي لأي محاولات سعودية أو بريطانية أو غيرها للسيطرة على المهرة، مشيرين إلى أن بريطانيا نصبت آل سعود لحكم المملكة، وتستخدمهم اليوم لاستعمار المهرة والسيطرة على نفطها.

ونددوا بخذلان التحالف العربي لليمن وتنفيذه لأجندة بريطانيا، ومساهمته في فرض الاستعمار البريطاني وإعادته لليمن عبر بوابة المهرة، مستنكرين تخصيص السعودية لطائراتها العسكرية وفتحها لمطار الغيضة الدولي الخاضع لسيطرتها لإسناد الوجود البريطاني. 

وعدد ناشطون أكثر من سبب يدفع بريطانيا للوجود العسكري في المهرة، منها تعمد إطالة حرب اليمن لأنها مصدر دخل مهم لها إذ تبيع السلاح للتحالف، وتحقيق أطماعها في اليمن وإعادة استعمار المهرة، والبحث عن حليف جديد بعدما غدرت بها الإدارة الأميركية الجديدة.

وربط ناشطون بين انزواء السعودية ناحية بريطانيا، وبين مواقف إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الأخيرة من الملف اليمني، وإنهائها دعم حرب اليمن ووقف تصدير السلاح للسعودية والإمارات.

خشية بايدن

وأكد ناشطون أن إعلان الإدارة الأميركية وقف إمداد التحالف العربي بالسلاح، وإنهاء الدعم لحرب اليمن، والتراجع عن تصنيف "الحوثي" جماعة إرهابية، دفع السعودية للقفز إلى مربع بريطانيا.

وقال رئيس مركز "هنا عدن" للدراسات، أنيس منصور: إن "السعودية شعرت بالخطر من مصير مجهول بعد تحذيرات وإشارات السياسة الأميركية الجديدة والمتغيرات الدولية وتشعر أنها ستخرج بذل من المهرة فذهبت إلى استجداء وحضور قوات عسكرية واستخباراتية بريطانية بالمهرة وتسليمها مواقع سيادية هامة".

 ورأت المغردة نورهان قدسي، أن "السعودية تحاول القفز من حجر أميركا إلى حجر بريطانيا بعد ترامب، والإمارات قفزت إلى حجر روسيا، والحوثي عاد لحجر أميركا، والانتقالي وطارق بين أقدام الإمارات يسيرون حيث سارت، وحكومة (عبد الملك) معين في حجر السفير (السعودي محمد) آل جابر"، قائلة: "أما (الرئيس عبدربه منصور) هادي مسيبهم كلهم ونايم تحت السرير". وقال أحد المغردين بحساب "الطير الجمهوري": إن "السعودية تحاول إقناع بريطانيا لتقديم الدعم لعملياتها العسكرية في اليمن ويكون هذا الدعم على شكل وجود عسكري في المهرة، أما الهدف الحقيقي هو الاستقواء بهم على حليفها الأميركي القديم بعدما شعرت أن أميركا شرعت في عملية التمهيد لإزاحتها".

نبذ السعودية

وهاجم ناشطون السعودية واتهموها بتنفيذ مخططات بريطانيا وإعادتها للاحتلال للمهرة.

وكانت وثائق أرشيفية بريطانية رفع عنها السرية، قد كشفت الدور البريطاني في نشأة السعودية مطلع القرن العشرين، وتحدثت تقارير عن معاهدات اعترفت بموجبها بريطانيا بسيادة آل سعود على بعض المناطق بالجزيرة العربية على أن يلتزموا بحماية مصالح بريطانيا.

ورأت المغردة نبيلة محمد، أن السعودية تعبث باليمن عامة والمهرة خاصة، وما دورها إلا تنفيذ لسياسة استعماريه ممتدة منذ عشرينيات القرن الماضي عندما أنشاتها بريطانيا لتكون يدها في المنطقة.

وقال الشاعر والناشط اليمني نايف الشعوري: إن "السعودية لا تهتم بالشرعية ولا القضاء على مليشيا الحوثي الإرهابية، هي تريد مد الأنبوب النفطي والسيطرة على المهرة بالقوة وتتخذ التدخل في اليمن وسيلة لبسط نفوذها وتنفيذ مشاريعها وبعد العجز أمام هادي ورفضه لكل الضغوط أتت ببريطانيا لتمرير المخطط ولكن لن تفلح". واعتبر مغرد يدعى "قيفة العز"، أن "السعودية تسعى من خلال جلب القوات البريطانية إلى المهرة، لإثبات وجودها هناك تحت ذريعة حماية الممرات المائية، هذه سياسة مفضوحة وعمل جبان من آل سعود، ظنا منهم أن المهرة لقمة سائغة".

تهديدات بالردع

وهدد ناشطون بريطانيا والسعودية بالتصدي لهم بكل الطرق ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم الاستعمارية باليمن.

وقال الناشط السياسي سليمان الدغيش: إن "على بريطانيا ومن خلفها أن تعلم أن رجال المهرة لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما تخطط له السعودية ضدهم وضد محافظتهم وأن الرجال لهم بالمرصاد وعلى بريطانيا وقواتها أن تتعظ من ما حصل لها من قبل قبل أن يفوت الأوان ويقع الفأس بالرأس وما تموت الكرامة وصاحبها يماني".

وحذر المغرد عرفان الفاروق، بريطانيا، قائلا: "عليها أن تعلم أن رجال المهرة لن يقفوا مكتوفي الأيدي لما تخطط له السعودية ضدهم وضد محافظتهم وأن الرجال لهم بالمرصاد وعلى بريطانيا وقواتها أن ترحل وتأخذ السعودية معها فورا".

وقالت المغردة عائشة بنت عدن، إن "آخر مسمار في نعش التحالف العربي أن تستقدم الإمارات الاحتلال الإسرائيلي إلى سقطرى، وتستقدم السعودية الاحتلال البريطاني إلى المهرة كل ذلك من أجل بقائهم في اليمن".  يشار إلى أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، المعنية بالدفاع عن الحقوق، تتهم السعودية بارتكاب انتهاكات خطيرة ضد اليمنيين منذ يونيو/حزيران 2019 في المهرة، شملت اعتقالات تعسفية وتعذيب واختفاء قسري ونقل المحتجزين بشكل غير القانوني إلى السعودية.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017، دفعت السعودية بقوات تابعة لها وآليات عسكرية وأمنية في المهرة بهدف تعزيز الأمن وضبط ومكافحة عمليات التهريب، بحسب تصريحات سابقة للتحالف العربي الذي تقوده المملكة باليمن.

إلا أن أبناء المهرة نفذوا احتجاجات شعبية منذ مايو/آيار 2018 رفضا للوجود العسكري السعودي على أرضها، واعتبروه احتلالا غير شرعيا لأرضهم بهدف تأسيس خط أنبوب جديد بعيدا عن مضيق هرمز تستخدم حال احتدام صراعها مع إيران.