الحكم بسجن الفنان اللبناني فضل شاكر 22 سنة.. عادل أم مسيس؟

بيروت- الاستقلال | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثارت الأحكام الغيابية الصادرة من المحكمة العسكرية الدائمة بلبنان، بسجن الفنان فضل شاكر 22 عاما، ردود فعل مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2020، أصدرت المحكمة حكم السجن بحق فضل شاكر وتجريده من حقوقه المدنية بدعوى اتهامه بأعمال إرهاب وتمويل مجموعة مسلحة.

وأعلن ناشطون تضامنهم مع الفنان اللبناني عبر مشاركتهم في وسمي #فضل_شاكر، #فضل_شاكر_بريء، ووصفوا الحكم بالظالم، والطائفي، والتعسفي المناهض للسنة.

وأكد هؤلاء أن "شاكر ليس إرهابيا، وإنما دفع ثمن مواقفه ضد نظام المجرم بشار الأسد وحليفه زعيم حزب الله حسن نصر الله".

وعدد ناشطون كم الجرائم التي ارتكبها النظام اللبناني والشخصيات المحسوبة عليه وحزب الله ورجاله، متسائلين عن موقف القضاء العسكري من هذه الجرائم وأسباب تواطئه معهم وعدم تقديمهم للعدالة.

وتعود أحداث هذه التهم إلى اعتزال شاكر الغناء في 2012 ومناصرته الشيخ اللبناني أحمد الأسير المحكوم عليه بالإعدام، وانضمامه إلى جماعته، إذ يعد من أبرز المشايخ الداعمين للمعارضة السورية، وأشد المعادين لحزب الله -حليف النظام السوري- والمطالبين بنزع سلاحه.

وفي 24 يونيو/ حزيران 2013 وقعت مواجهات مسلحة بين المجموعة التي يتزعمها الأسير والجيش اللبناني تسببت في مقتل 18 جنديا و11 من أنصار الأسير، وعرفت بـ"أحداث عبرا". 

واتهم "شاكر" حينها بالمشاركة في الاشتباكات، لكنه توارى عن الأنظار عقب ملاحقات قضائية في حقه، إلى أن ظهر في 2018 عبر الإعلام معلنا عودته للغناء.

ويبث الفنان اللبناني بين الحين والآخر أغان جديدة على حسابه باليوتيوب، فيما لا يزال متواريا عن الأنظار بسبب ملاحقته قضائيا.

وتتضمن الأحكام الصادرة على شاكر، عقوبتين الأولى تقضي بحبسه 15 عاما لمشاركته في أعمال إرهابية جنائية وتقديم خدمات لوجيستية في أعمال إرهابية.

والثانية تقضي بحبسه 7 أعوام مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية، وتغريمه 5 ملايين ليرة لبناني (3305 دولارات)، بتهمة تمويله مجموعة الشيخ الأسير المسلحة والإنفاق على أفرادها وتأمين ثمن أسلحة وذخائر حربية.

وسبق أن حكم على "شاكر" في فبراير/شباط 2016 بحكم غيابي أيضا يقضي بحبسه 5 أعوام وغرامة 500 ألف ليرة بتهمة التهجم على دولة شقيقة خلال مقابلة أجراها من مخيم عين الحلوة عام 2014، كما حكم عليه في سبتمبر/أيلول 2017 ضمن أحداث عبرا بالحبس 15 عاما مع الأشغال الشاقة. 

فضل "بريء"

الناشطون نددوا بملاحقة شاكر والأحكام الصادرة بحقه، مؤكدين ضرورة الالتفات إلى الفاسدين ومحاكمتهم بدلا من ملاحقة "التائبين".

وقالت ريم: إن فضل شاكر بريء وحكومة لبنان فاسدة، متسائلة عن أسباب عدم محاكمة حزب الله الذي دمر لبنان، والفاسدين من الحكومة اللبنانية الذين نهبو أموال الشعب؟. 

وتهكم المنشد الكويتي محمد السدحان، على الأحكام الصادر بحق شاكر قائلا: "طبيعي جدا، فضل شاكر مسلم سني متهم زورا بالإرهاب، ويحاكم وتوقع عليه أقسى الأحكام، بينما المجرم سليم عياش ومن يقف وراءه من جماعة حزب الله وإيران، هؤلاء يجولون ويمرحون، ولا أحد يتحرك ضدهم !".

وندد الناشط السوري عمر مدنية، بالحكم  الصادر بحق شاكر، فيما يتم اعتبار حسن نصر الله قاتل آلاف السوريين ومشردهم بطلا رغم كل المصائب التي جلبها على لبنان، وفق تعبيره.

وبدوره، قال مغرد آخر: إن "شاكر مش إرهابي، وأن الإرهابيين هم من يحكمون لبنان، وينهبون ثرواتها وباعوها"، داعيا القضاء اللبناني لمحاسبة الفاسدين من قيادات لبنان.

قضاء مسيس

وهاجم ناشطون القضاء اللبناني واتهموه بأنه مسيس، مؤكدين سيطرة حزب الله عليه.

وتساءل الصحفي والكاتب العراقي إياد الدليمي: "تُرى لو كان فضل من جماعة حزب الله هل كانت المحكمة تتجرأ على إصدار مثل هذا الحكم؟".

وسخرت دعاء قائلة: "القضاء اللبناني حكم على شاكر بالسجن 22 سنة مع الأشغال الشاقة بحجة دعمه للإرهاب! أما حسن نصر الله الشيعي القذر وعصاباته الإرهابية الذين ذبحوا السوريين وطال إجرامهم في كل مكان بيعملوهم أبطالا ووطنيين ولا يجرؤ القضاء المساس بهم!!".

ولفت المغرد غداف إلى أن القضاء اللبناني ترك كل مصايب حكومته الفاسدة التي خربت البلاد و"حاطين حيلهم في هذا الضعيف!".

ورأى كريم مجبور أن الحكم على شاكر دليل قطعي أن حزب الله يسيطر على كل مرافق الدولة، من القضاء إلى قرار الحرب والسلم.

وأعرب الكاتب عماد العالم عن حزنه من الحكم المسيس على شاكر من قبل القضاء العسكري، متسائلا عن دور القضاء في محاكمة المتسببين بكارثة مرفأ بيروت، وملف الكهرباء، وزراعة حزب الله وتصديره للمخدرات، والفاسدين المتعاقبين على الحكم.