هجوم ممنهج.. هذه الرسالة التي حملها لقاء "بندر بوش" على قناة العربية
.jpg)
تحدثت صحيفة تركية عن اللقاء المطول الذي أجرته قناة العربية السعودية، مع الأمير بندر بن سلطان، أحد أبرز أفراد العائلة المالكة في المملكة، حيث حظيت تصريحاته باهتمام عربي واسع.
وخلال لقاء على القناة التي تبث من دبي، قال الأمير بندر بن سلطان الذي شغل مناصب هامة وحساسة من ضمنها سفير المملكة بواشنطن ورئيس الاستخبارات: إن "الفلسطينيين ينحازون دائما إلى الطرف الخاسر كما انحازوا سابقا إلى النازية".
وشن الأمير السعودي هجوما ممنهجا على القيادات الفلسطينية من حركتي فتح وحماس، متهما إياها بتلقي الرشى وعدم السعي الجاد لتحقيق السلام، والتسبب بمعاناة الشعب الفلسطيني، وقال: إن تعليقها على اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل (تطبيع العلاقات)، كان "مؤلما ومتدنيا".
وبدوره، قال الكاتب في صحيفة "يني شفق" التركية، طه كيلينج: "لنتحدث عن شخصية الأمير بندر ومنصبه؛ لأن هوية المتحدث وتوقيت كلماته مثيرة للاهتمام، تماما مثل محتوى اللقاء".
خلفية الأمير
يذكر كيلينج أن الأمير بندر، حفيد عبد العزيز الملك المؤسس للبلاد، ولد عام 1949. وقد التحق بندر ـ الذي درس الطيران في المملكة المتحدة والولايات المتحدة ـ بمجال الدبلوماسية في أواخر السبعينيات وأصبح أحد أقرب مستشاري الملك فهد.
ويضيف: تم تعيينه في سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن عام 1983، وبقي في هذا المنصب لمدة 22 عاما، حتى استقالته في عام 2005. وخلال الفترة الطويلة التي قضاها في الولايات المتحدة، اقترب من عائلة بوش لدرجة أنه أصبح يعرف باسم "بندر بوش".
وخلال مهمته كسفير، شهد بندر النزاعات الداخلية في الشرق الأوسط، والانتفاضتين الأولى والثانية (في فلسطين)، والحرب الإيرانية العراقية، والغزو السوفيتي لأفغانستان وما تلاه من تفكك الاتحاد السوفيتي، ومحادثات أوسلو بين إسرائيل وفلسطين، وبداية ظهور أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وهجمات 11 سبتمبر/أيلول، واحتلال كابول وبغداد.
كان دوره حينها، بحسب الكاتب، يتركز في إقامة اتصالات عميقة وحاسمة بين بلاده والإدارات الأميركية بشأن كل هذه العمليات.
ويضيف: "ترأس مجلس الأمن القومي السعودي من 2005 إلى 2015، وكان رئيس المخابرات في بلاده من 2012 إلى 2014".
وعلى الرغم من أنه كان بعيدا عن الأنظار في السنوات الأخيرة، إلا أنه لم يفقد قوته في الواقع، حيث تترأس ابنته ريما (سفيرة واشنطن) وابنه خالد (سفير لندن) الآن أهم البعثات الخارجية للمملكة العربية السعودية.
ويرتبط الأمير بندر ارتباطا وثيقا أيضا بالعائلة المالكة من طرف زوجته هيفاء، ابنة الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية الذي تم اغتياله.
تمهيد للتطبيع
ووفقا لكيلينج، يمكن تلخيص ما جاء في اللقاء بالتالي: "لقد دعمت السعودية القضية الفلسطينية والفلسطينيين منذ البداية، ومع ذلك، لم يقدر القادة الفلسطينيون هذا الدعم وضيعوا فرصا عديدة. لقد طلبوا المساعدة المادية والمشورة؛ وقد حصلوا عليهما لكنهم لم يستمعوا للنصيحة".
ويستطرد الكاتب التركي قائلا: بالنظر إلى التطورات الأخيرة والتوازنات الحالية في منطقة الشرق الأوسط، ليس من الصعب التكهن بأن الأمير بندر قال هذه الكلمات نيابة عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبأمر منه، معبرا عن "وجهة النظر الرسمية للدولة".
ويختتم مقاله منوها بأن الهدف من هذا الحديث هو إيصال الرسالة التالية: "لقد فعلنا كل ما في وسعنا من أجل فلسطين، لكن النتيجة واضحة. فإذا بدأنا ذات يوم بالتطبيع مع إسرائيل، فعلى الفلسطينيين أن يلوموا أنفسهم فقط. هذه رسالة للجمهور السعودي أولا وللعالم العربي ثانيا".
ويرى أن لقاء الأمير بندر، والتي تم الإشادة به والثناء عليه في الصحافة الإسرائيلية بالقول: "حتى الناطقون باسم حكومتنا لم يتمكنوا من التحدث بهذه الطريقة الجيدة"، هي في الواقع جهد غير ضروري بالنسبة للإدارة السعودية.
فلا يوجد شعب يجب إقناعه باتخاذ الخطوة التي يرغبون بها، أو جمع علماء ينبههم ويحذرهم، أو عالم إسلامي مترابط يخافون منه، وفق الكاتب.