صحيفة تركية تربط بين الانقلاب الفاشل واستلام منظومة "أس-400"

نشرت صحيفة "صباح" التركية مقالا للكاتب صالح تونا، تحدث فيه عن كواليس الانقلاب الفاشل في تركيا ليلة 15 يوليو/ تموز 2016، و"شجاعة" الرئيس رجب طيب أردوغان فيها، وصولا إلى استلام منظومة "أس- 400" وإصرار الرئيس التركي على اتمامها رغم "صراخ المحبطين".
وشرح الكاتب مطولا قصة استلام الصواريخ الروسية "أس- 400" والجدل الكبير الذي صاحب عملية عقد الصفقة، والحديث بشأن إبطال وشيك لها جراء التهديد الداخلي والخارجي، ليس بداية من محاولة الانقلاب وليس نهاية بالتهديدات الأمريكية والأوروبية.
وقال صالح تونا في مقاله: "لقد حاول الجميع إحباط الرئيس، كانت عبارة عن جوقة من الصراخ، أنه لن يفعل شيئا مما فعل، بدءًا من التصدي لانقلاب يوليو/ تموز وليس نهاية بإتمام الصواريخ الروسية (أس- 400) ومن ثم استلامها، ثم ينقل الكاتب، تهديدات مبطنة، وأخرى علانية، وثالثة محبطة، من عملية إتمام صفقة الصواريخ.
قاعدة "إكنجي"
وذكر أنه بالفعل جاءت الدفعة الأولى من الصواريخ الروسية إلى أنقرة عبر مطار مرتد العسكري، وهذه الخطوة غير أنها عسكرية تحمي أنظمة الدفاع الجوي في تركيا، لها معنى رمزي مهم للغاية، حيث إن الصواريخ أودعت في ذات المكان الذي بدأ منه الانقلاب العسكري في عام 2016 وهي قاعدة "إكنجي" الجوية.
وأكد الكاتب، أن "تفعيل نظام الصواريخ سيكون خلال شهرين على الأكثر، وقد ذكرت صحف أن التفعيل سيكون في 11 من سبتمبر/أيلول المقبل؛ وهذا يعني أنه وخلال العمل على تفعيل هذا النظام، ستكون تركيا محرومة من الدفاع الجوي لفترة من الوقت؛ وهذا يعني تربص الأعداء والأخبث منهم على وجه الخصوص في التربص لتركيا بعد توقف أنظمة الدفاع الجوي لبرهة من الوقت".
وأوضح أن "من الأعداء الداخليين، ما يعرف، بالقوميين، كأمثال الصحفي أوميت أوزداغ وأشباهه، ومنهم الكثير، والذي كانوا دائما يصرحون أنهم سيتم التخلي عن صواريخ (أس- 400). ووفقا للوضع، أيضا تم هزيمة الجنرال المتقاعد، توركار أيرتورك، والذي هو الآخر توقع أن يتم التخلي عن الصواريخ الروسية، وأن الصفقة سيتم إبطالها عاجلا آو آجلا. وآخرون، والحبل على الجرار".
وتابع الكاتب: ليقف الآن من قال، إن صواريخ (أس-400) لن تصل، الكثير، تحدث عن ذلك، من اليسار، إلى اليمين، جاءوا ليثبتوا، براعة موقفهم وبعد نظرهم، وشعارهم "الصواريخ الروسية (أس-400) لن تأتي، والصفقة سيتم إبطالها".
وأردف: "ليس هذا فحسب، بل حتى الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، فعلوا ما بوسعهم من أجل إيقاف الصفقة، تزامنا مع سيل من التهديدات الذي لم يتوقف، لقد حاولوا الإطاحة بالرغبة في الاستيلاء على (أس-400) بمناورات سياسية مختلفة".
ومنها مثلا، بحسب الكاتب: تحفيز، ودعم سياسات، حزب الشعب الجمهوري المعارض، بغية التخلي عن الصفقة، والقول إن من يريد الصواريخ "حزب العدالة والتنمية" وحدها وإنه لو فاز الشعب الجمهوري، سيتم التخلي عن الصفقة، أيضا انقلاب يوليو/تموز الفاشل، يدخل ضمن حسابات الغاء الصفقة. ولأي سبب، ولأي حجة، سيحاولون الانتقام من هذه الجرأة وبأي ثمن.
"شخصيات خبيثة"
واستطرد الكاتب: أولا وقبل كل شيء، سيريدون تحطيم حزب "العدالة والتنمية" وإرادة أردوغان السياسية، من خلال بعض "الشخصيات الخبيثة" من داخل الحزب نفسه، إلا أنه وبفضل الرئيس أردوغان، لم تنحني رقبة تركيا ولا رقبة الأتراك؛ بل وضعت تركيا مسارها على السكة وانطلقت.
ورأى أن "أردوغان إذن لا يعمل مع شخصيات معدومة الشجاعة والقوة والرأي، تخاف من الإقدام، واتخاذ خطوات فارقة في مسار الأمة، و أن جسارة (شجاعة) تركيا، هي فائدة لاستقلال تركيا، واستقامة البلاد وصلابتها، وعزتها كذلك".
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، صباح السبت، استمرار وصول معدات منظومة "أس-400" الروسية، إلى البلاد، لليوم الثاني على التوالي. وقالت في البيان: "يستمر شحن معدات المنظومة. وفي هذا الإطار هبطت طائرة رابعة إلى قاعدة مرتد بأنقرة".
والجمعة، أعلنت وزارة الدفاع التركية وصول أول مجموعة من أجزاء منظومة "أس-400" إلى مطار عسكري في أنقرة. من جانبها، قالت مصادر دبلوماسية روسية، إن عملية تسليم منظومة الصواريخ إلى تركيا، ستتم على ثلاث دفعات الأولى والثانية جوا والثالثة بحرا.
وتعد منظومة "أس-400" واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورا بالعالم حاليا، وهي من إنتاج شركة "ألماز-أنتي"، المملوكة للحكومة الروسية.
ودخلت المنظومة الخدمة في الجيش الروسي عام 2007، وتعتبر ترقية لمنظومة الدفاع الجوي "أس-300" التي تم تطويرها في تسعينيات القرن الماضي.
وقد أغضبت عملية الشراء الولايات المتحدة، حليفة تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وكانت الولايات المتحدة حذّرت تركيا من أنها قد تواجه عقوبات بسبب عملية الشراء، بما في ذلك حرمانها من الحصول على مقاتلات "أف-35" الأمريكية.
من جهته، أعرب "الناتو" عن قلقه بشأن العواقب المحتملة لقرار تركيا الحصول على منظومة "أس- 400"؛ وقال مسؤول في الحلف إن الأمر متروك للدول الأعضاء لامتلاك وشراء المعدات العسكرية التي يحتاجونها، لكنه من الضروري أن تكون القوات المسلحة لـ"الناتو" قادرة على العمل معا.