عار عليكم الاستقواء بالخارج!

العربي زيتوت | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

وافق يوم 19 مارس/ آذار 2019، اليوم السادس والعشرين للانتفاضة الشعبية العارمة التي شهدتها الجزائر وهو يصادف الذكرى الـ57 لوقف إطلاق النار بعد حرب السنين السبع الذي خاضها الشعب الجزائري لاسترجاع وطنه الذي اختفى من الوجود لـ132 عاما.

كانت ثورة شعبية مسلحة هزمت في النهاية واحدة من أكبر الإمبراطوريات العسكرية التي كانت تتلقى دعما قويا من الحلف الأطلسي، الحلف العسكري الأكبر في العالم.

وفي الوقت الذي يتذكر فيه الشعب تلك الثورة المسلحة العظيمة بافتخار وشموخ، تسارع الجماعة الحاكمة للاستقواء بالخارج. فقد وصل ما يسمى بوزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى موسكو، بعد روما، في محاولة لجلب الدعم الإيطالي والروسي بعد أن حصلوا على الدعم الأمريكي والفرنسي العلني.

في الحقيقة، كانت فرنسا هي من أوحت بالمبادرة التي تقدمت بها الجماعة الحاكمة قبل عشرة أيام ونسبت "للرئيس" بوتفليقة في رسالة قرئت باسمه، فعبدالعزيز بوتفليقة لم يعد يخاطب شعبه منذ 8 ماي/ أيار 2012 في خطاب اشتهر بخطاب "طاب جنانو".

"المبادرة" المذكورة ناقشها الأخضر الإبراهيمي مع الفرنسيين والأمريكيين في باريس قبل وصوله للجزائر وظهوره كعراب لحل "الأزمة التي تمر بها البلاد" كما يحلو له أن يصف المظاهرات المليونية التي تتعاظم كل جمعة.

لخضر الإبراهيمي الذي ليس له أي منصب رسمي ماعدا أنه صديق الرئيس يتحضر الآن هو الآخر لزيارة الصين. وقبيل ذلك كان قد هدد أمس الجزائريين بأن "الجزائر قد تتحول لعراق جديد إذا أصر الشعب على رحيل النظام".

ما لم يقله لخضر الإبراهيمي، ويعرفه الناس جميعا، أن العراق تحول لما هو عليه بسبب غزو خارجي أمريكي مدعوم غربيا ومن إمارات الخليج وإيران. وأنه هو الذي أرسله الأمريكيون لكي "يؤنسن" ويشرعن ذلك الغزو البشع. كما أرسلوه في الثمانينات، بإسم الجامعة العربية، إلى لبنان لهندسة إتفاق مسخ يعرف بإتفاق الطائف وفي بداية الألفين إلى أفغانستان للمساهمة في صناعة كرزاي وحكومة عميلة للأمريكيين.

وبعد عقد من الزمن نالت سوريا حصتها من أفكاره التخريبية لتصل إلى ما هي عليه اليوم.

ما لا تدركه العصابة الحاكمة أن أغلال الخوف قد تكسرت، وأن شعبا يولد من جديد ويطالب بالحرية والكرامة وحقه في تقرير مصيره، بعد أن ترسخت لديه قناعة يقينية أن الثورة التحريرية كانت فعلا قد استرجعت الأرض ولكنها اختطفت قبل أن يتحرر الشعب حقا، فكان لزاما عليه أن يثور مرة أخرى، بسلمية وتحضر قلّ لهما نظير، لإفتكاك تلك الحرية التي دافع عنها ملايين الشهداء طيلة قرن وثلث.