عمر هلال.. دبلوماسي مغربي يتغزل بالتطبيع ويقود "نزع السلاح" حول العالم

الرباط - الاستقلال | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

على مدار 30 عاما بين أروقة الأمم المتحدة، يواصل "عمر هلال" تمثيل المغرب بصفة السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة بنيويورك، حاملا معه خبرة دبلوماسية في سفارات دول عدة.

في 29 يونيو/حزيران 2021، قال هلال، عن اتفاقيات التطبيع التي وقعتها إسرائيل مع الدول العربية، بما في ذلك مع المغرب:  “أرى أن الشرق الأوسط يتغير وأنا متفائل للغاية".

وأضاف هلال، خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين، للولايات المتحدة، أن "ما حدث قبل أشهر عديدة ليس أقل من تاريخي.. لم يتوقع أحد أن تتوصل دولة إسرائيل إلى مثل هذه الاتفاقات”.

وفي 7 من الشهر نفسه، انتخب السفير هلال، بالتزكية، رئيسا للجنة الأولى للدورة الـ76 للجمعية العامة الأممية.

وعقب تزكيته، قال هلال إن "اختيار المغرب يأتي في سياق دولي صعب يتسم بتدهور الأمن الدولي وتنامي التهديد الإرهابي والتفاقم غير المسبوق للتحديات، قديمها وجديدها، التي تطال صرح السلم والأمن الدوليين".

وتعتبر المرة الأولى التي يتولى فيها المغرب رئاسة اللجنة المكلفة بنزع السلاح والأمن الدولي.

مناصب عليا

خبر "هلال" خبايا العمل في الأمم المتحدة، حيث راكم خبرة العمل فيه لأكثر من 30 عاما، وفي عام 2004، ترأس مؤتمر نزع السلاح في مدينة جنيف السويسرية، كما ترأس اللجنة الثالثة للجمعية العامة المعنية بالقضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية من 2015-2016.

ولد هلال ذو الأصول الأمازيغية في 1 يناير/كانون الثاني 1951 بمدينة أغادير جنوب المغرب، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.

ويشغل الدبلوماسي المغربي منصب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في نيويورك منذ أبريل/نيسان 2014، بعد أن تولى مهمة الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في جنيف.

حصل هلال على الإجازة في العلوم السياسية سنة 1974 من جامعة "محمد الخامس أكدال" في العاصمة الرباط، وشغل عدة مناصب دبلوماسية في الفترة من 1996 وحتى 2001، حيث كان سفيرا في إندونيسيا وسنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا. 

كما شغل عدة مناصب في وزارة الخارجية، بما في ذلك الوزير المفوض وعضو مكتب وزير الخارجية، من سنة 1993 إلى سنة 1996. 

ومن 1991 إلى 1993، ترأس السيد هلال قسم الوزارة المسؤول عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية. 

وكلف بمنصب سكرتير أول في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين عامي 1976 و1979، ونائب السفير في مونروفيا وليبيريا بين عامي 1979 و1980، وعين كذلك بمنصب الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في الفترة بين 2005 و2008.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2008، أصبح الدبلوماسي ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة في جنيف، وفي 8 أبريل/نيسان 2020، شغل منصب ميسر مشارك في عملية تعزيز هيئات معاهدات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

أعمدة الخارجية

يعتبر الدبلوماسي البالغ من العمر 70 سنة، أحد أهم أعمدة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، بعد أن التحق بها عام 1974. 

وتميزت حياته المهنية الدبلوماسية بخبرة 30 عاما مع الأمم المتحدة، شغل منصب سفير وممثل دائم لدى الأمم المتحدة في جنيف من 2001 إلى 2005 ومن 2008 إلى 2014. 

وبهذه الصفة، اضطلع بعدة مسؤوليات، بينها ميسر عملية الاستعراض الدوري الشامل ضمن الدورات الخمس، والمراجعة السنوية لمجلس حقوق الإنسان من 1982 وحتى 1991، كما شغل منصب مستشار وسكرتير أول في جنيف.

كان رئيس اللجنة الخاصة المعنية بميثاق الأمم المتحدة وبتعزيز دور المنظمة، كما شغل منصب نائب رئيس الدورة الـ72 للجمعية العامة.

تقلد منصب نائب رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، وكذلك رئيس الجزء الإنساني من المجلس الاقتصادي والاجتماعي لدورتين متتاليتين، عامي 2019 و2020.

كان هلال رئيس المجلس التنفيذي لليونيسيف عام 2019، وانتخب نائبا لرئيس المجلس نفسه مرتين عامي 2020 و2021، وهو حاليا رئيس تشكيل جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة بناء السلام.

كما يشغل حاليا منصب رئيس لجنة الإعلام التابعة للأمم المتحدة، وأسس وترأس "مجموعة أصدقاء مكافحة الإرهاب".

دبلوماسي محترف

وصفت وسائل إعلام، هلال بـ"الدبلوماسي المحترف"، ويعتبر سفير وممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، أحد الدبلوماسيين المغاربة قليلي الظهور والتصريح للصحافة.

يتقن هلال الفرنسية والإنجليزية كما العربية، ويظهر في كل الخرجات أمام عدسات كاميرات الصحافة، وأيضا في تدخلاته في اجتماعات الأمم المتحدة بملامح هادئة وفي بعض الأحيان بوجه باسم.

ملامحه الهادئة لا تمنعه من الردود الحادة والدبلوماسية في نفس الآن، التي تتداول الصحافة الوطنية عنها مقاطع فيديو بشكل واسع، خصوصا على ممثلي الدول الداعمين لطرح جبهة "البوليساريو" التي تطالب المغرب بانفصال إقليم الصحراء الغربية. 

وباعتبار أنها قضية المغرب الأولى، يضبط هلال كل تفاصيل الملف، وقد شغل منصب السكرتير الثاني في الهيئة الدبلوماسية في الجزائر العاصمة، من 1975 إلى 1976، في ذروة الخلاف السياسي بين الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الجزائري الهواري بومدين.

راكم هلال خبرة في الترافع أمام الهيئة الأممية، لإقناع ممثلي الدول داخلها أن الجزائر هي الداعم الأساسي لجبهة "البوليساريو".

تمحورت جل مداخلات هلال خلال تمثيله للمغرب في الأمم المتحدة بجنيف، حول الرد على الوفد الجزائري.

وكان مجلس حقوق الإنسان أيضا ساحة للصراع بين الوفد الدبلوماسي الذي يمثل الجزائر وذلك الذي يقوده هلال، إذ رفعت الدولتان في وجه بعضهما، وأمام المجتمع الدولي، ورقة حقوق الإنسان والقمع الذي يحدث على أراضي كل منهما، بغرض إضعاف موقف الأخرى.

مواقف هلال

من داخل مقر الهيئة الأممية، شدد هلال في 15 يونيو/حزيران 2021، على أن "الصحراء المغربية لا تنطبق عليها مطلقا المعايير المعتمدة من الأمم المتحدة في تقرير المصير".

وقال في مداخلة أمام اللجنة الـ24 للجمعية العامة للأمم المتحدة على أنه بعد التوقيع على اتفاق مدريد في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 1975، لم يعد مبدأ الحق في تقرير المصير كما ينص عليه الفصل 11 من ميثاق المنظمة الدولية ينطبق نهائيا على الصحراء المغربية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، قال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، متحدثا أمام العشرات من ممثلي الدول الأعضاء في اللجنة الرابعة، إن "قضية الصحراء المغربية ليست مسألة تصفية استعمار، بل هي في الواقع قضية تتعلق بالوحدة الترابية للمملكة".

وأوضح أنه "بالنسبة للمغرب، قضية الصحراء ليست مسألة تصفية استعمار، بل مسألة استكمال وحدته الترابية".

في مارس/آذار 2021، وبعد مرور 3 أشهر على توقيع اتفاق التطبيع الثلاثي مع الولايات المتحدة وإسرائيل، خرج هلال في حوار تلفزيوني مع قناة "الحرة" الأميركية، قائلا: "التعايش والتسامح في المنطقة مطلب الشعوب وليس الزعامات فقط"، وكشف أن "الاتصالات بين المغرب وإسرائيل لم تنقطع أبدا".

واعتبر الدبلوماسي أن "المنطقة عاشت عقدا من التعصب الديني وتنظيم الدولة والقاعدة واتفاق إبراهيم قد يشجع ثقافة قبول الآخر"، وأشار إلى أن الاتفاقيات السياسية وحدها لا تكفي لخلق التعايش وتحقيق ما وصفه بـ"السلام الساخن".

وفي ذات التصريحات الإعلامية، أضاف هلال، في معرض حديثه عن العلاقات مع إسرائيل، أن "اليهود جزء عريق من الهوية المغربية، ويهود المغرب في إسرائيل لهم اعتزاز بالمغرب".