على غرار ترامب.. لهذه الأسباب لن يكون بايدن "معاديا كثيرا" لروسيا

قسم الترجمة | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

سلطت مجلة إيطالية الضوء على لقاءات "مجلس القطب الشمالي" الذي عقد اجتماعه السنوي في أيسلندا أواخر مايو/أيار 2021؛ بهدف المزيد من التنسيق والتعاون بين أعضائه الثمانية، كندا والدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج وروسيا والسويد والولايات المتحدة، دون الخوض في المسائل العسكرية والأمنية "وفق ما تقتضيه القواعد التنظيمية".

وذكرت مجلة "ستارت" أنه على هامش القمة، التقى وزير الخارجية الأميركي توني بلينكين مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على انفراد، وتباحثا في ملفات متعددة من الوضع في الشرق الأوسط، إلى القطب الشمالي وأوروبا، مرورا بملف حقوق الإنسان ومصير عدد من السجناء الأميركيين المدانين في روسيا. 

ويرى المحلل السياسي لمجلة "ليمس"، داريو فابري، في تحليل للعلاقات الأميركية الروسية نقلته "ستارت" أن أهم جملة قالها بلينكن خلال اللقاء هي أن "واشنطن تتطلع إلى الاستقرار في علاقاتها مع روسيا" معتبرا أن هذا التصريح مهم للغاية وينبغي تحليله.

لقاء بايدن وبوتين

وأكدت "ستارت" أن الولايات المتحدة "تعاني من مشاكل داخلية كبيرة طفت على السطح" مع الهجوم على مبنى الكابيتول في يناير/كانون الثاني 2021.

وللتغلب عليها، يرى المحلل الإيطالي أن الحل كان "توجيه الانتباه بعيدا عن هذه التوترات الداخلية ونقله ليتركز نحو الخارج، وتحديدا نحو الخلافات مع العدو التاريخي روسيا". 

وحاليا، يشرح فابري أن التوصل إلى تهدئة في التوترات بين الطرفين، بعد أن خفت حدة الأزمة المتعلقة بأوكرانيا أيضا وما تلا ذلك من توجه نحو انفراج في العلاقات الأميركية الروسية، يعود إلى عدة أسباب. 

وفي هذا الصدد، أكد أن "الاقتصاد الأميركي عاد لتسجيل نمو من جديد، بينما تسير حملة التطعيم ضد كورونا بشكل ممتاز، بالإضافة إلى تجاوز الخلافات والانقسامات على مستوى الجبهة الداخلية إلى حد ما، كلها عناصر أسهمت في خفض التوترات التي كان ينبغي نقلها تجاه الخارج، وفي تهدئة العلاقات أيضا مع  العدو المعتاد".

وذكرت المجلة الإيطالية أنه على هامش الاجتماع بين وزيري الخارجية تم التطرق إلى إمكانية عقد قمة محتملة بين جو بايدن وفلاديمير بوتين، وهو ما يدعم تحليل فابري "بأن الأزمة الداخلية في الولايات المتحدة أصبحت أقل حدة اليوم مما كانت عليه قبل بضعة أشهر، وهو ما يسمح لواشنطن بأن تكون أقل عدوانية تجاه موسكو". 

وأضاف المحلل أن السبب الثاني وراء اتخاذ هذا الموقف يتعلق بـ"الإدراك الأميركي بأنه لا يمكن تجاوز مستوى معين من التوتر خصوصا وأن الوضع الدولي ملائم للولايات المتحدة ويدعمها في التفوق على خصومها روسيا والصين". 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تملك جبهة مفتوحة أخرى ضد برلين "لذا لا ترغب في وقوع نفس التوتر مع روسيا كما هو الحال مع ألمانيا". 

ولفت إلى أن بايدن "ألغى العقوبات الأميركية المفروضة على شركة (مقربة من بوتين) تبني خط أنابيب غاز (نورد ستريم 2) بين روسيا وألمانيا، رغم أن التهديد بفرض عقوبات لازال قائما".

صعود تركي 

وأكد فابري أن انطلاق المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الملف النووي "لا يعني فتح صفحة جديدة ودية بين الطرفين، وإنما يحافظ الموقف التكتيكي للولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط على استمراريته، وهو تجنب سيطرة قوة داخلية أو خارجية على المنطقة". 

وشرح أن إيران تواجه اليوم صعوبات كبيرة بينما تعرف تركيا صعودا في المنطقة، "لذا فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى توقيع هدنة مع طهران تحت غطاء اتفاق نووي يضم في مفاوضاته الروس أيضا". 

ويتابع بالقول" إن "تركيا كما يتضح في الأزمة بين إسرائيل وفلسطين، تزيد من نفوذها، وظلت تدافع عن القضية الفلسطينية حيث دعا رجب طيب أردوغان في مكالمة هاتفية مع البابا فرانسيس المجتمع الدولي للتدخل لوقف إسرائيل".

وقال فابري: إن "أجهزة الدولة العميقة الأميركية لم تقم بسحب تحفظاتها على ما يجب فعله مع روسيا، بل على العكس من ذلك، استمرت في الحفاظ على هذا النهج لخشيتها من فقدان السيطرة المطلقة على القارة الأوروبية إذا ما فسح المجال لروسيا للتحرك هناك بكل حرية". 

في المقابل، أشار المحلل الإيطالي إلى أن "سياسة الولايات المتحدة قررت منذ فترة طويلة الانفتاح على روسيا، وهو ما قرره الرئيس السابق جورج بوش الابن، وأكده كل من خلفيه باراك أوباما ودونالد ترامب".

ويتوقع أنه بمجرد انتهاء فترة التوتر عاجلا أم آجلا، سيحاول بايدن التقرب من روسيا من خلال تقديم مقترحات أيضا من منظور مناهض للصين وهو الملف الذي سيكون على طاولة مباحثات الطرفين في اللقاء القادم. 

وأضاف أن "الدولة العميقة لم تقرر بعد ما ستفعله، لذلك لن يسفر الاجتماع المرتقب عن نتائج كبيرة".

ويتوقع أن بايدن "سيعلن استعداده للانفتاح أكثر على موسكو وسيعامل بوتين كما لو كان أحد معارفه القدامى، لكن الدولة العميقة الأميركية تتحرك في الاتجاه المعاكس وهو ما يتجلى في إعلان واشنطن خلال الساعات القليلة الماضية عن افتتاح 4 قواعد جديدة في النرويج في تحرك معاد لروسيا في القطب الشمالي". 

وخلص فابري إلى القول: "بينما تنفتح الإدارة الأميركية أو تود أن تنفتح على موسكو، تزيد الدولة العميقة بالتوازي من الاحتواء المناهض لروسيا، لذلك علينا الانتباه إلى ما سيحدث خلال لقاء بايدن ببوتين، إن حدث، والذي من شأنه أن يرأب حالة الفصام الواضح في العلاقات الثنائية ".