مركز عبري: سياسات أميركا القادمة ستكون بصوت بايدن وأيدي أوباما

12

طباعة

مشاركة

يرى مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية أن الرئيس الأميركي السابق "باراك أوباما" لم يقل كلمته الأخيرة بعد في السياسة الأميركية، وبالتالي قد يرى في فوز جو بايدن الوقت المناسب لإعادة أجندته التقدمية إلى قلب المسرح  سواء داخليا أو خارجيا. 

وأشار المركز العبري إلى أن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، استقبل بأمل ارتياح وأمل بين سياسيي يسار الوسط في إسرائيل ومشاعر خيبة أمل وقلق على اليمين. 

أما في المرحلة الحالية هناك ميل على الأقل في العلن  لتقديم بايدن كصديق حقيقي لإسرائيل وليس أقل من ذلك لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وكشخص سيبقى ملتزما بمبدأ العلاقات الخاصة مع إسرائيل. 

ويقول المركز في تقرير له: "غالبا ما يذكر المعلقون اللقاءات الدافئة لرجال الدولة الإسرائيليين مع بايدن والتي أكد فيها التزامه بأمن إسرائيل وضرورة الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي ومن ثم فإن الاضطرابات الواضحة في واشنطن ستعكس إلى حد كبير تغييرا في الأسلوب ولكن ليس في الجوهر".

ونوه المركز الى أن موقف بايدن المعتدل تجاه إسرائيل كنائب للرئيس، كان يوازن إلى حد ما الموقف البارد والعاطفي للرئيس أوباما، ولا سيما عدم وجود انسجام بينه وبين نتنياهو، على أقل تقدير ومع ذلك، لم نتحدث عن الفروق الدقيقة ولكن عن السياسات وصنعها". 

وتساءل العقيد (احتياط) الدكتور "رافائيل بوخنيك- حين" هل سيكون بايدن عام 2021 هو نفس الصديق القديم لإسرائيل أم ستعطي شخصية تقدم سنها إشارات في حالته المعرفية؟ 

ويشير إلى أنه تم نسج القرائن في هذا الصدد في الحملات الصارخة التي كانت معادية له حتى من جانب أولئك الذين يقاتلون ضده في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

شركاء قدامى

وأشار الدكتور بوخنيك إلى أنه قد يكون لهذا البعد أهمية كبيرة بافتراض أن بايدن يدخل البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2021، فإن الأمر متروك لإسرائيل لتقييم السيناريو الذي سيكون فيه الرئيس الجديد "واجهة" بدرجة أو بأخرى.

ولكن من وراء الكواليس ترسم خيوط أخرى غير حملة بايدن الكاملة للرئيس السابق أوباما وبإصرار يصنف على أنه "فقط ليس دونالد ترامب". 

ووصف أوباما نائبه السابق بأنه "رجل استثنائي" و"رئيس استثنائي" وروّج لعلامة "يوم أفضل الأصدقاء" على وسائل التواصل الاجتماعي. من جانبه وصف بايدن نفسه بأنه شريك أوباما.

ورأى بوخنيك: "قد يكون لهذا تداعيات مهمة على الأجندة السياسية للشرق الأوسط مثل عودة الولايات المتحدة المحتملة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وتغيير جذري على المستوى الإسرائيلي الفلسطيني، والتشكيك في الزخم المستمر في العلاقات الإسرائيلية الخليجية".

حساب مفتوح

ويشير الكاتب إلى أن أوباما أثبت أكثر من مرة أنه يحمل ضغينة ضد الانتقام، مضيفا: "على افتراض أن ندوب الصدام مع نتنياهو التي لم تلتئم بعد ستكون حافزا للبيت الأبيض لصالح معالجة الشرق الأوسط للقضايا الدولية الأخرى، فإن حساب أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يزال مفتوحا".

كما أن نتنياهو مسؤول عن إحباط العلمين الرئيسيين لسياسات الشرق الأوسط: الاتفاق النووي مع إيران وحل الدولتين.

ولفت إلى أن أولئك الذين يؤمنون بخلود العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد يواجهون واقعا مختلفا، وإن كان عمليا، ينذر بسحب قاتمة في الأفق. 

ويقول: إن "التوافق الأيديولوجي بين الحكومة التقدمية والمجتمع اليهودي الليبرالي الذي يشكل الأغلبية الواضحة بين اليهود الأميركيين قد ينتج عنه إشارات على التدخل الخارجي في التأثير على صنع السياسة الإسرائيلية بطريقة لم يعرفها من قبل، في وقت يتأثر فيه الحزب الديمقراطي بشكل كبير باليسار الراديكالي في كل قضايا الشرق الأوسط".

اتجاه مختلف

وفي سياق متصل يرى الكاتب الصحفي في موقع "نيوز ون" إيتمار لفيان " أن بايدن يخطط لموجة من المراسيم الرئاسية.

إذ يخطط الرئيس المنتخب جو بايدن للتوقيع بسرعة على سلسلة من التوجيهات الرئاسية فور تنصيبه في يناير/كانون الثاني، لإلغاء بعض الخطوات الرئيسية للرئيس دونالد ترامب والإشارة إلى اتجاه مختلف تماما لإدارته، وفق ما قالت صحيفة واشنطن بوست.

ونقل لفيان عن مصادر قريبة من الحملة أن بايدن سيعلن إعادة انضمام الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، والتي تركز على خفض حاد على مدى سنوات في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وسيوقف قرار الانسحاب من منظمة الصحة العالمية الذي قام بتنفيذه ترامب في يناير/كانون الثاني 2017. 

وتشير التقديرات إلى أن الانتقال بين ترامب وبايدن سيكون من أشد الانتقالات في التاريخ الأميركي.

ولفت لفيان إلى أن كبار مستشاري بايدن يعملون بهدوء على طرق أفضل لتنفيذ سياساته، ويخطط المئات من موظفيه لبدء العمل على الانتقال في الهيئات الفيدرالية.

وقال: "لقد أعدوا كتابا بالالتزامات التي قطعها بايدن خلال الحملة لإرشادهم في عملهم، وكان بايدن قد أعلن بالفعل أنه سيشكل فريق عمل لمحاربة كورونا، من أجل صياغة خطوات عملية يمكنه اتخاذها فور تنصيبه".