هكذا قارن ناشطون بين نتائج الانتخابات في تركيا والدول العربية

شدوى الصلاح | منذ ٥ أعوام

12

طباعة

مشاركة

تابع ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إعلان النتائج الأولية للانتخابات البلدية التركية التي لم تكتمل بعد، مؤكدين أن الشعب التركي مارس الديمقراطية وحقه في اختيار مرشحه عبر انتخابات انتصرت فيها لغة صناديق الاقتراع، ما جعل نتائجها مخالفة لنتائج الانتخابات الصورية التي تجريها الأنظمة العربية، ويتصدر نتائجها أحزاب النظام بأغلبية ساحقة.

وتشير النتائج الأولية بعد فرز 99 بالمئة من أصوات الصناديق، إلى تقدم تحالف حزب العدالة والتنمية في نحو 40 محافظة من أصل 81، إلا أنه تراجع في بعض البلديات الكبرى، حيث خسر العاصمة أنقرة، وربما إسطنبول أيضا، لصالح مرشح المعارضة.

وعلق الباحث في الدراسات السياسية والشرعية حسن سلمان، قائلا: إن "حزب العدالة والتنمية في تركيا يفوز بأغلب البلديات، ولكن ليست على طريقة الأنظمة العربية 99 بالمئة، بل بحضور معتبر للمعارضة ومع ذلك يُتهم أردوغان وحزبه ويطعن في تمثيلهم للشعب التركي من بعض النخب السياسية العلمانية والليبرالية. التحية للشعب التركي رائد النهضة والتحرر في المنطقة".

وهنأ الأكاديمي الإماراتي يوسف اليوسف، الشعب التر كي الواعي قائلا: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض. هذه هي إرادة الشعب تعبر عن نفسها في تركيا بنجاح حزب العدالة بنسبة ليست ساحقة وكان الشعب التركي يقول لهذا الحزب بأن السلطة ليست احتكار وعليك أن ترتقي بأدائكن وإلا فنحن الشعب سنأتي بغيرك. فهنيئا للشعب التركي على هذا الوعي".

وعن الموضوع ذاته، غرّد رئيس منظمة "عين على الوطن" أحمد العبد القادر: "نراقب كما يراقب العالم الانتخابات البلدية التركية. انتخابات ديمقراطية يحدد فيها الشعب ممثليه، بينما تتناقل بعض وسائل الإعلام العربية احتفالات المعارضة التركية ويعتبرون أردوغان ديكتاتوري يتجاهلون أن المعارض في دولنا العربية يُقتل ويُحرق والملك والرئيس يحكُمُنا حتى بعد موته".

ووصف عبد الله بن عازب الانتخابات التركية عبرة تغريدة على "تويتر" بأنها "تصيب العرب بالحسرة".

وأثنى المغرد يوسف دياب، على ديمقراطية تركيا وتمكن المعارض فيها من التعبير عن رأيه بكامل حريته، مشيرا إلى عدم تزوير الانتخابات والانقلاب على الشرعية ويتقبل النتائج أيا كانت، في إشارة إلى الدول العربية التي وقعت بها انتقلابات عسكرية بعد فوز احزاب إسلامية في نتائج انتخاباتها.

وقال المغرد "مسافر بلا عنوان"، إن المعارضة فى مصر وقفت ضد الديمقراطية واستدعت العسكر فخسرت الديموقراطية واصبحت بلا صوت أو حراك أو وجود والمعارضة فى تركيا انحازت للديموقراطية ووقفت فى وجه العسكر واليوم تنعم بالديموقراطية وتكسب ثقة الشعب وتفوز فى بعض الولايات ولا عزاء لجبهة الانقاذ

من جهته، أشار محمد المختار الشنقيطي إلى أن "المواطن العربي أكثر اهتماما بنتائج الانتخابات المحلية التركية منه بنتائج القمة العربية"، موضحا أن "السبب في أن الانتخابات التركية تعبير عن حيوية الشعب التركي المستمتع بنعمة الحرية، بينما القمة العربية تعبير عن تعاسة الشعوب العربية المكبَّلة بقيود العبودية".

وأشار الكاتب السوري عبد  الباسط سيدا، إلى أن هناك انتقادات عديدة توجه إلى حزب العدالة الحاكم في تركيا من جانب خصومه ومنافسيه، ولكن لا أحد شكّك، أو يشكّك، لا سيما من جانب أحزاب المعارضة، في نزاهة وشفافية الانتخابات المحلية التي جرت يوم أمس، معتبرا هذا إنجاز لافت لابد أن يُحترم، ويتم الاقتداء به في شرقنا المتعطش للديمقراطية.

وقال الصحفي السعودي تركي الشلهوب، إن الإمارات دعمت السيسي رئيس النظام المصري الانقلابي، الذي دمّر مصر، ودعمت حفتر الذي أجرم بحق الشعب الليبي، وبالمقابل تآمرت لإسقاط أردوغان الذي نهض بتركيا، وحاولت إفشال مهاتير محمد صانع نهضة ماليزيا، مؤكدا أن "محمد بن زايد مريض نفسيا ولا يريد نماذج حُكم ناجحة في الدول الإسلامية".

وأكد المفكر بشير نافع، أن "الانتخابات التركية، التي أجراها بشفافية حزب يحكم البلاد منذ 2002، وانتهت إلى خسارة نسبية للحزب ذاته، تعد تعبيرا لا يمكن تجاهله عن ثقة الديمقراطية التركية بنفسها"، مستطردا: "المبتهجون بتراجع العدالة والتنمية عليهم الخجل من أنظمة الاستبداد التي تحكمهم".

واعتبر  الصحفي محمود علوش، أن الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هي تركيا التي لا تزال ديمقراطيتها صامدة رغم كل الهزات التي شهدها هذا البلد في منطقة تعج بالفوضى وانعدام الحياة السياسية، مشيرا إلى أن الحفاط على ديمقراطية تركيا هو أكبر مكسب للأتراك على الإطلاق.

ودعا صاحب حساب "متابع بصمت"، الشعوب العربية لتتعلم معنى الديمقراطية من الشعب التركي، قائلا: "بغض النظر عن من فاز باسطنبول أو من خسر .. فنتيجة الانتخابات تدل بشكل قاطع أن الديمقراطية التركية هي التي فازت حقا بهذه الانتخابات ولتتعلم الشعوب العربية معنى الديمقراطيه من شعب تركيا"، مواصلا: "لا يسعني في هذه اللحظة إلا أن أقف اجلالآ واحترامآ لشعب تركيا العظيم".

وأشار فيصل بن جاسم الثاني رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، إلى أن حزب العدالة والتنمية كان يواجه تحالف من قوى خارجية وليس فقط منافسة محلية مع أحزاب سياسية تركية، قائلا: "لذا فوز الحزب فوز مضاعف وبنكهة انتصار إقليمي على خصومه يعجبني بحزب العدالة والتنمية اقتحام التحديات والانتصار من خلال الإنجازات وليس بالتشكي من التآمر ضده".

وغرّد الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة قائلا: "خسر حزب العدالة والتنمية، وخسر أوردوغان في الانتخابات البلدية التركية بقدر ما كسبت الديموقراطية التي تعني ببساطة تداول السلطة، والمحاسبة، خسر بلديات أساسية وتراجعت أصواته مع أنه حافظ على المرتبة الأولى على مستوى تركيا، وهذا بسبب أخطاء وليس مؤامرة خارجية".

وأضاف: "يبقى أوردرغان زعيما قويا يحظى بأكثرية أصوات شعبه، وفي النظام الرئاسي لا توجد قوة تحد من تحركه لا مجلس النواب ولا الحكومة ولا البلديات، والمهم لنا في العالم العربي هو سياسته المناصرة لقضايانا سواء في فلسطين أم سوريا أم حصار قطر، وهو ماضٍ في طريقه عنيد لا يعرف التردد".

من جانبها، قالت الكاتبة إحسان الفقيه إن "كانت نتائج الانتخابات التركية المحلية رسالة لكل من يتهم أردوغان بالاستبداد، فقد صنعت سياساته مناخا سياسيا ديمقراطيا في تركيا، ومظهرا حضاريا تنافسيا فريدا، بنسب مشاركة تعّدت 84 بالمئة ودول ديمقراطية كُبرى، في ظل تحالف حزب حاكم قوي، ومواجهة شرسة من تحالف أحزاب المعارضة".

وبارك جاسم السلطان مؤسس مشروع النهضة بقطر، لتركيا قائلا: "مبروك لتركيا.. انتخابات+ نزاهة + شعب لا يعطي تفويض مطلق+ نخبة تتنافس لمصلحة المواطن = نهضة"، مشيرا إلى أن المعارضة التركية رغم المخاشنات الداخلية مع العدالة والتنمية اثبتت في لحظة الانقلاب وفي الالتزام بقواعد الديموقراطية أن تركيا هي البوصلة.