تعرض للانتقاد.. هل يطيح الكنيست بنتنياهو بعد التطبيع مع الإمارات؟

12

طباعة

مشاركة

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية المقربة من اليمين الإسرائيلي عن رفض عضو البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بتسلائيل سموتريش من حزب "يمينا" للاتفاق الموقع بين إسرائيل ودولة الإمارات، مهاجما رئيس الوزراء وزعيم كتلة اليمين بنيامين نتنياهو.

وخاطب عضو الكنيست، بتسلائيل سموتريش، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالقول: "لست صحيحا، وغير جدير بالثقة"، مشيرا إلى أنه يتوجب على اليمين الإسرائيلي إيجاد قيادة بديلة لنتنياهو، وأن البديل عن الأخير هو حكومة من اليسار الإسرائيلي المنافس والمعارض.

بديل يميني

ولفتت الصحيفة إلى أن "اليمين سيبقى رهينة في يد بنيامين نتنياهو، حيث أن إيجاد بديل (يميني) سيحل معضلة اعتماد اليمين على نتنياهو، وستتيح له فتح أعينه جيدا والتوقف لحظة قبل الهاوية".

ونقلت "يسرائيل هيوم" ما كتبه سموتريش في منشور له عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، والتي حذر خلاله من مخاطر قيام دولة فلسطينية في أعقاب توقيع اتفاق سلام مع الإمارات.

ورأى عضو الكنيست اليميني بتسلائيل سموتريش، أن نتنياهو يغمض أعين مؤيديه من اليمين منذ سنوات طويلة بنجاعة، فهو يعد الماركة اليمينية الأقوى بالرغم من أنه في الواقع بعيد سنوات ضوئية عن تنفيذ سياسة كتلة اليمين في جميع المجالات تقريبا.

وتابع قائلا: "لقد أغمض نتنياهو عينيه عندما وعد ببسط السيادة على المستوطنات على مدار أشهر طويلة، ثم عندما اعتقدنا بأنه سينفذ وعده، قام بجلب (السيادة) كجزء من صفقة رزمة في غاية الخطورة والتي تشمل اعترافا إسرائيليا بدولة فلسطينية".

وفي السياق ذاته، أوردت الصحيفة سلسلة تغريدات له على "تويتر"، هاجم فيها سموتريش، نتنياهو، قائلا: إن التنازل عن السيادة، هو إحياء جديد لخطاب اليسار الداعي إلى حل الدولتين، بعد أعوام من قيام اليمين بإزاحته عن الطاولة، وكل ذلك بغية التوقيع على (اتفاق سلام) مع دولة لم تكن في حرب معنا مطلقا، في إشارة إلى الإمارات.

وأضاف سموتريش: "بيبي (نتنياهو) كلاسيكي، لست صحيحا. غير جدير بالثقة" لافتا إلى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب نجح في جلب إسرائيل إلى حل الدولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولأول مرة في التاريخ مع خارطة تنازلات إسرائيلية، في تغريدة رسمية للبيت الأبيض في واشنطن".

وواصل عضو الكنيست حديثه بالقول: "إخواني في اليمين، افتحوا أعينكم،  استيقظوا"، مشيرا إلى أنه "في الآونة الأخيرة، بدأ يعتقد بأن هناك تعاونا مشتركا يظهر لي بين نتنياهو والفوضويين من كتلة اليسار، من جهة فإنه ينفذ سياساتهم، ومن جهة أخرى فإنهم يطاردونه ويتظاهرون ضده، بهدف حشد قاعدة المؤيدين حوله، وتمكينه من الترشح مرارا وتكرارا".

إعلان التطبيع

وفي 13 أغسطس/ آب 2020 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل لاتفاق واصفا إياه بـ"تقدم هائل"، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إعلان ترامب عن اتفاقية سلام بين تل أبيب وأبوظبي بـ"يوم تاريخي".

وجاء في تصريح مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، نشره ترامب أن بعثة الدولتين ستلتقيان خلال الأسابيع المقبلة لأجل توقيع اتفاقيات حول الطيران المباشر، وقضايا أمنية وأخرى متعلقة بالاتصالات والطاقة والسياحة والرعاية الصحية، فضلا عن تعاونهما لأجل مواجهة جائحة كورونا، وهو تعاون بدأ منذ أشهر.

وأشار التصريح إلى أن "فتح علاقات بين اثنتين من أكبر الدول ذات المجتمع المتحرك والاقتصاد المتقدم في الشرق الأوسط سيغير المنطقة، وسيقوي الابتكار التكنولوجي وسيصقل علاقات الشعبين"، حسب التصريح الذي وقعه ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودونالد ترامب.

وقال مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، في 13 أغسطس/آب 2020: إن الاتفاق سيستغرق وقتا لتنفيذه لدى رده على سؤال عن الفترة التي وافقت إسرائيل على تعليق خطط ضم الأراضي في الضفة الغربية المحتلة في إطار اتفاق للتطبيع مع الإمارات. وأشار إلى أن الإمارات اتخذت الخطوة لأنها لا تريد أن تتخذ إسرائيل خطوة استفزازية بالمضي قدما في خطة الضم.

وتعد الإمارات أول بلد خليجي يعلن عن تطبيع كامل مع إسرائيل، وثالث بلد عربي بعد مصر والأردن. وقال مسؤولون بارزون بالبيت الأبيض لـ"رويترز": إنه بموجب الاتفاق، وافقت إسرائيل على تعليق بسط سيادتها على مناطق من الضفة الغربية كانت تدرس ضمها.

وقالت السفارة الإماراتية في واشنطن: إن إعلان تطبيع كامل للعلاقات بين البلدين هو "انتصار للديبلوماسية وللمنطقة، وسيتيح خفض درجة التوتر ويخلق طاقة جديدة لتغيير إيجابي"، مضيفة أن الإمارات ستظل داعما قويا للشعب الفلسطيني، ولكرامته وحقوقه ودولته السيادية.

بدوره أعلن محمد بن زايد في تغريدة على "تويتر" أنه تم في اتصال مع ترامب ونتنياهو "الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا الى علاقات ثنائية".

وقوبل الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بتنديد فلسطيني واسع من فصائل بارزة، أبرزها "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي"، التي أجمعت، في بيانات منفصلة، على اعتباره "طعنة" بخاصرة الشعب الفلسطيني ونضاله وتضحياته و"إضعافا" لموقفه.

كما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية". وهنأت مصر والبحرين، في بيانين منفصلين، أبوظبي باعتبار تلك الخطوة "لتعزز فرص التوصل إلى السلام بالشرق الأوسط"