انقطعت اتصالاتها.. ناشطون يخشون أن تلقى الهذلول مصير خاشقجي

الرياض - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

أثار ما كشفه وليد الهذلول، شقيق الناشطة النسوية السعودية المعتقلة لجين الهذلول، قبل يومين عن عدم تواصل شقيقته معهم منذ أسبوعين، غضب رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تجاه النظام، ودفعهم للتساؤل عن أسباب اختفاء لجين وعدم تواصلها مع ذويها.

وأعرب ناشطون عبر مشاركتهم في وسم يحمل اسم #لجين_الهذلول، وآخر يستفسر عن مكانها بعنوان #أين_لجين، عن تخوفاتهم من أن تلقى نفس مصير الصحفي جمال خاشقجي الذي اغتالته السلطات داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

انقطاع التواصل مع لجين يتزامن مع مرور عامين على اعتقالها في مايو/أيار 2018، هي و10 ناشطات حقوقيات أخريات ضمن حملة عرفت بـ"اعتقالات رمضان"، بدعوى اختراقها للحظر المفروض في المملكة على قيادة المرأة للسيارة، بالرغم من صدور قرار ملكي في 24 يونيو/حزيران 2018، يسمح للمرأة بالقيادة.

إفادات العائلة

ونقلت علياء الهذلول شقيقة لجين، عن عائلتها تأكيدهم أن المعتقلة، لم تتصل للأسبوع الثاني على التوالي بعائلتها ولا معلومات عن مصيرها داخل السجن. 

وأوضحت علياء أنهم يحاولون التواصل مع عدة جهات حكومية لكن دون رد، قائلة: "لا نعلم بأي حال هي لجين، ولم تصلني أي معلومات عنها.. لكنني واثقة بأن لجين أمامها مستقبل رائع بإذن الله. فأملنا بالله قوي".

وصب ناشطون غضبهم على النظام والأمن السعودي، جازمين بأنه لا يعترف بقوانين ولا أعراف ولا حقوق إنسان، ووصفوه بأنه نظام قمعي فاشي ينتهك الحقوق.

وكانت تقارير حقوقية أفادت بأن معتقلي الرأي السعوديين يتعرضون لاستهداف وإهمال متعمد وإيذاء نفسي وجسدي وصل حد الانتهاكات الجنسية من قبل النظام.

وكان وليد الهذلول كشف لصحيفة الإندبندنت البريطانية، عن تعرض شقيقته للتعذيب والتحرش الجنسي في سجون المملكة، وعبر عن مخاوفه من أن معاملتها بوحشية من السلطات السعودية تزداد سوءا. وقالت لينا الهذلول شقيقة لجين: إن شقيقتها وقعت بين أيدي مجرمين.

وأشار الناشط المعارض عمر بن عبد العزيز، إلى أن النظام السعودي لا يعرف أبسط حقوق السجين.  

وقال كريم الأمين: "النظام التعوسي الظلامي الخارج عن الحضارة لا يعترف لا بقوانين السجناء ولا يحترم أي أعراف ولا مواثيق.. نظام خارج التاريخ".

وفاة لجين؟

تغريدات الناشطين وأشقاء لجين جاءت بعدما كشف صاحب حساب "بوغانم" الذي يتابعه قرابة الـ45 ألف مغرد، في تغريدة له أمس، عن وصول معلومات له تفيد بوفاة لجين داخل السجن منذ فترة بسيطة، وفق قوله.

وتداولت هذه التغريدة بقوة مما دفع ناشطين لمطالبة النظام السعودي بإظهار "لجين" والسماح لها بالتواصل مع أهلها، إذ تساءلت الناشطة الحقوقية هالة الدوسري: "أين #لجين_الهذلول؟ وماذا يضر الدولة لو سمحت لأهلها بالتواصل الإلكتروني أو الهاتفي للاطمئنان عليها؟ لماذا هذا التغييب؟".

وأكدت إيزيس أن البطش الذي يطول السجين والعذاب النفسي الذي يُمارس عليه وعلى أهله فاق الحدود، مضيفة: "كفى جورا واستبداد، أطلقوا سراح سجناء الرأي ".

وانتقدت هيومن رايتس ووتش في تقريرها السنوي لعام 2020 الانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن السلطات نفذت حملة واسعة من القمع ضد المعارضين والناشطين المستقلين.

وقالت: إن الزعماء السعوديين بمن فيهم ولي العهد محمد بن سلمان، لم يواجهوا أي عدالة ذات معنى خلال عام 2019 بسبب انتهاكات ارتكبتها عناصر أمن الدولة على مدار الأعوام القليلة الماضية، لافتة إلى اغتيال الصحفي جمال خاشقجي والتعذيب الممنهج للمدافعين عن حقوق المرأة.

وربط ناشطون بين غياب لجين وبين ما حدث للصحفي جمال خاشقجي من اغتيال سبقه حديث عن اختفائه وتبديل للروايات حتى تكشفت الحقائق التي أعلنها الجانب التركي باغتيال "خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بعد استدراجه.

وكانت علياء الهذلول قد كشف في حوار لها مع فرانس 24 أن سعود القحطاني -مستشار سابق في الديوان الملكي ومقرب من ابن سلمان أقيل على خلفية أنباء عن تورطه في اغتيال خاشقجي، هدد أختها لجين بالقتل والتقطيع بعد أن يغتصبها.

وكشفت أسرة لجين في أغسطس/آب 2019، أن ابنتهم المعتقلة رفضت عرضا بالإفراج عنها مقابل بيان مصور بالفيديو تنفي فيه تقارير عن تعرضها للتعذيب والتهديد بالتحرش أثناء احتجازها.

وقال عبد الرحمن الأنصاري: "يا قاتل #خاشقجي #أين_لجين".