أول محجبة بالكنيست لـ"الاستقلال": هذا دورنا في برلمان إسرائيل (حوار)

أحمد علي حسن | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

حجزت القائمة العربية المشتركة 15 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) من أصل 120، بزيادة مقعدين اثنين عن تلك التي حصدتها في انتخابات سبتمبر/أيلول 2019.

نتائج الانتخابات الثالثة التي جرت في مارس/آذار ٢٠٢٠، شهدت حضورا نسويا بأربعة مقاعد؛ أبرزها وأكثرها تسليطا للضوء المقعد الذي حصلت عليه النائبة إيمان خطيب ياسين.

الضوء المُسلّط عليها جاء انطلاقا من كونها أول نائبة محجبة داخل برلمان لكيان يحتل بلادها منذ 1948، يضم نوابا عربا فلسطينيين تنكر إسرائيل حقوقهم ويعملون على نيلها.

وفي واحد من أولى حواراتها مع صحيفة عربية بعد فوزها بمقعد الكنيست، تحدثت ياسين لـ "الاستقلال" عن تجربتها البرلمانية المزمعة، وحجابها الذي تلبسه داخل مجتمع ينظر إليه بعنصرية، والدور الملقى على عاتقها.

وإيمان ياسين (55 عاما) فلسطينية تنحدر من بلدة عرابة في الجليل الأسفل بالداخل المحتل، أصبحت أول امرأة محجبة، وأول ممثل عن الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي)، في الكنيست الإسرائيلي.

خاضت خطيب الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان، وسبتمبر/ أيلول من العام ٢٠١٩، لكن لم يحالفها الحظ بالوصول إلى الكنيست إلا بعد انتخابات مارس/آذار الأخيرة.

تحتل اليوم المقعد الخامس عشر من بين المقاعد التي حصلت عليها القائمة العربية، وتنتمي إلى الحركة الإسلامية في الداخل المحتل بجناحها الجنوبي.

حديثنا مع النائبة الفلسطينية تركز في 3 محاور؛ قضية الحجاب، والقائمة العربية المشتركة، إضافة إلى نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وتبعاتها على فلسطينيي الداخل المحتل.

قضية الحجاب

  • ماذا يعني وجود نائبة فلسطينية محجبة داخل الكنيست الإسرائيلي؟

بداية، وجودي كامرأة محجبة هو تمثيل لشريحة كبيرة جدا من نسائنا العربيات في الداخل الفلسطيني، ثم إنه وجود لما يرمز له الحجاب من رغبة في إظهار الوجه الحقيقي للإسلام في محاولة للتصدي لـ "الإسلاموفوبيا" بمفهوم الحجاب الحقيقي.

وجودي أيضا يشير إلى مقولة رمزية إسلامية وإلزامية ومجتمعية لما تمثله النساء الملتزمات، كما أنها توضح قدراتنا التي نحملها معنا كنساء في هذه البلاد.

  • ما الذي تستطيعون فعله كنائبة لإعطاء الصورة الحقيقية عن الإسلام؟

يمكن أن أفعل ذلك من خلال وجودي في هذا الحيز (الكنيست)، بالاستعانة بإمكانياتي وبأخلاق ديني وبالأجندة التي جئت بها، والتي تتلخص في جملة من نحن كإسلام، وأي قيم توجهنا وأية رسالة نحملها للإنسانية جمعاء.

أنا اليوم في مكان تتجه إليه كثير من الأعين داخل المجتمع الإسرائيلي والعالم، فالبرلمان الإسرائيلي يصور جلساته لكل مكان، وهو ما يمثل قيمة مضافة لعملنا ورغبتنا وهدفنا في خدمة مجتمعنا الفلسطيني وأهلنا.

  • هل من الممكن أن تتعرضوا لمضايقات من نواب إسرائيليين بسبب الحجاب؟

بكل صدق، لا أستطيع التحدث عن شيء قبل حدوثه. لقد كنت في البرلمان كزائرة عدة مرات، وكان التعامل معي -بالذات في هذا المحل- حسب المعايير الرسمية (التي يخضع لها الكنيست).

لكن لا شك بالنسبة للجو العام داخل إسرائيل، خاصة عندما نكون في مناطق عامة تعتبر أكثر يهودية فهناك نواجه نوعا من التفتيش الذي يكون مهينا في أغلب الأحيان.

لمجرد ارتدائي لباسا ملتزما فهذا يضعني في قائمة المشبوهين، يعني أنه من الممكن أن يمر أشخاص من أمامي دون تفتيش ولكن الأمر يختلف عندما يأتي دوري، فيتم بطريقة غير عادية.

  • لو فرضنا مثلا أنه تم تقييد حجابكم بمضايقات، كيف سيكون ردكم؟

أنا لا أعتقد أنه يمكننا الوصول إلى هذه المرحلة، فداخل البرلمان الإسرائيلي هناك نساء يهوديات ملتزمات ويرتدين الغطاء على رؤوسهن ليميزهن، وبالتالي فلا أعتقد أننا سنصل إلى هذه النقطة، ولكن في حال حصل ذلك فإن حجابنا هو الأهم والأولى.

القائمة العربية المشتركة

  • كنائبة ضمن هذه القائمة، ماذا ستقدمون للمرأة العربية في الداخل المحتل؟

نحن كقائمة مشتركة حققنا إنجازا تاريخيا غير مسبوق بقوة عددية ونوعية نسائية، فهذه المرة يوجد أربع نساء داخل القائمة من أصل 15،  ونحن العضوات الأربع لدينا أجندات اجتماعية نسائية في سلم أولوياتنا تتمثل بخدمة نسائنا العربيات في الداخل الفلسطيني.

  • ماذا بشأن التضييقات التي تتعرض لها المرأة الفلسطينية هناك؟ ما هو دوركم؟

نحن كنساء ننتمي بالأساس إلى أقلية في هذه البلاد، نعاني مثل كل النساء في مجتمعنا، لأنهم ينظرون إلينا ويتعاملون معنا كأننا الحلقة الأضعف، وبالتالي تكون معاناتنا مضاعفة أكثر.

ولكن لا شك أننا نعاني من كل أنواع التمييز داخل المجتمع الإسرائيلي، فنحن نواجه تمييزا في الموارد وفي المعاملة وفي علاج مشاكلنا الاجتماعية وقضايانا الكبيرة مثل العنف والأرض، ونحن ذاهبون إلى البرلمان حاملين هذا الهم معنا.

  • هناك من يدعي أن وجودكم في الكنيست ترسيخ لفكرة الاحتلال، كيف تردون على ذلك؟

على هذا الادعاء تحديدا، أنا أرد بإجابة واحدة فقط تتمثل بأن وجودنا في الداخل الفلسطيني هو الشاهد الأقوى والوحيد على أصالة وهوية هذه الأرض.

  • ما الذي تحققه القائمة العربية المشتركة بوجودها داخل الكنيست؟

أول شيء تحققه القائمة هو أنها تُسمع صوت هذه الأقلية (الفلسطينية)، كما أنها تحقق تدويلا لقضايا مجتمعنا عالميا، ومن ناحية ثانية فإنها تقف بوجه العنصرية والقوانين المجحفة ضد أبناء شعبنا، وتعمل جاهدة على انتزاع حقوقهم.

  • بعد تصريحاته المتعلقة بـ"صفقة القرن"، هل ستتحالفون مع رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، لعدم تمكين زعيم الليكود بنيامين نتنياهو من تشكيل الحكومة؟

أعتذر عن إجابة هذا السؤال، لأنه لا يوجد شيء واضح حتى الآن.

الانتخابات الإسرائيلية

  • كنتم قد تحدثتم عن انتصار حققته القائمة العربية بحصد هذا العدد من المقاعد، ما دلالة ذلك وتبعاته؟

هذا يشكل انتصارا لوحدتنا كأقلية عربية أصلية في هذه البلاد وهذا هو الإنجاز الأكبر الذي نفتخر ونعتز به، ومن الواجب علينا المحافظة عليه، أما بالنسبة لتبعاته فهي بقوتنا بأن نكون بقائمة موحدة بهذا الحجم، وبالتالي لا يمكن لأحد تجاهلنا.

كما نشاهد على الساحة الإسرائيلية كيف تتعامل مع الأحزاب العربية قبل (الانتخابات الأخيرة)، وكيف تتعامل معها اليوم، فنجد -دون شك- أننا حاضرون على الساحة بوزن نوعي.

  • كيف تقرؤون انعكاسات نتائج الانتخابات على فلسطينيي الداخل؟

المجتمع والأقلية العربية في إسرائيل تشعر حاليا بأنها موحدة إزاء هذا الانتصار.

  • كيف ستكون شكل المرحلة المقبلة، هل ينجح تشكيل الحكومة؟ أم أن الأمور ذاهبة لانتخابات رابعة؟

لا نستطيع أن نشير لواحد من السيناريوهات، لأن الحالة تبدو ضبابية حتى الآن ولا يمكن التحليل أو التوقع.