واجهوا الطبيعة وتطلعوا للزعامة.. هكذا استعان المغاربة بالنجوم

12

طباعة

مشاركة

"يكون السحرة عموما أجانب غرباء، فلدى الإغريق كانوا ينحدرون كلهم من منطقة ثيساليا (اليونان) وإتروريا (إيطاليا)، ولدى المسلمين في المشرق، إن لم يكن الساحر لا يهوديا ولا نصرانيا فهو من بلاد المغرب... لكن من الطبيعي أن يكون السحرة في بلدان المغرب كلهم مشارقة".

ما سبق هو حقيقية تاريخية، وثقها فريد الزاهي (كاتب ومترجم وناقد فني مغربي)، عن عالم الإثنوغرافيا (وصف الأعراق البشرية) الفرنسي إدموند دوتي، في كتابه الذي أصدره عام 1908 "السحر والدين في شمال إفريقيا".

متى دخل السحر إلى بلاد المغرب العربي؟ كيف انتشرت ظاهرة السحر والشعوذة عبر تاريخ المغرب؟ ما هي الأوقات التي تنشط فيها الظاهرة ومتى تنطفئ؟ وكيف كانت العلاقة بين أهل السحر والحكام والملوك عبر التاريخ؟

أصل السحر

يعتبر المؤلفون المغاربة لكتب السحر أنفسهم تلامذة للمشارقة، فقد كتب ابن الحجاج (كاتب وشاعر عربي شيعي عاش في العصر العباسي) قائلا: "اعلم أيها الواقف على كتابي أن هذه الدعوة المباركة المستجابة كنت أطلبها نحو عشر سنين وأنا أسأل عنها وأرغب فيها غاية، فبحثت عنها فوجدتها عند رجل من أهل العراق ببغداد، وكان بها خوارق العادات"، وهو ما يدل عليه المثل السائر: "لا أحد نبي في بني قومه".

حسب ابن الحجاج فإن "الحقيقة التي يسهو عنها الدارسون لو تدوولت، فإنها ستخفف من الرأي المسبق الذي يجعل من المغاربة سحرة، وهم فقط وارثون لهذا الضرب من المعرفة، من مصادر مشرقية، تبنوها كما تبنوا الإسلام الآتي لهم من المشرق، والمالكية واللغة العربية فأبدعوا في كل ذلك على طريقتهم".

ذهبت أبحاث أنثروبولوجية إلى الربط بين التفاوت الطبقي بالمغرب خلال عصر المرابطين، وبين لجوء العامة إلى الفكر الغيبي للتعبير عن طموحاتها وأمانيها، وتأسيس عالم خيالي تختزن فيه كل توجهاتها وتطلعاتها. فيما أرجع آخرون ذلك للفقر والقهر الاقتصادي والاجتماعي والواقع السياسي المتصف باستبداد السلطة الحاكمة خلال عصر الموحدين. 

ورصدت وثائق تاريخية كيف نشطت ظاهرة السحر والشعوذة عبر تاريخ المغرب، بصفة خاصة في الفترات المضطربة، كالأزمات السياسية والأوبئة والمجاعات، أي في الفترات التي تتعرض فيها المجتمعات لهزات عنيفة وتشوّش في الأفكار والمعتقدات، واستبداد هلوسة الخوف من الموت.

لكن مجموعة من الكتابات التاريخية بينت استناد السلطة السياسية العليا عليها، إذ يذكر مؤرخو الفتوحات الإسلامية الأولى في بلاد المغرب أن أراضيه، الممتدة ما بين إفريقيا والسوس الأقصى، خضعت لسلطة روحية وسياسية مارستها "الكاهنة ديهيا"، وهي ملكة أمازيغية حكمت شمال إفريقيا وكانت تشمل مملكتها الشاسعة الجزائر وتونس وليبيا.

قادت ديهيا عدة معارك كسبتها كلها في وجه الرومان والأعراب والبيزنطيين في سبيل استعادة الأراضي الأمازيغية. ومن المحتمل، حسب أحد الدارسين، أن الأمر لا يعدو أن يكون اشتغال الكاهنة ديهيا بالحكمة وعلوم الأوائل من فلك وتنجيم وقيافة (فراسة).

مواجهة الطبيعة

وتحدث دوتي عن "حاميم" الذي وصفه ابن خلدون في مقدمته بـ"المتنبي في بلاد غمارة (إحدى قبائل الأمازيغ بشمال المغرب"، والذي كان يلقب بالمفتري، وأخته "دبّو" كانت ساحرة كاهنة، وكانوا يستغيثون بها في الحروب والقحوط.

ورغم مقتل هذا المتنبي المزعوم في خضم حروب قبائل مصمودة بأحواز طنجة سنة 315 هجريا، استمر السحر في قومه بمنطقة غمارة إلى عهد ابن خلدون، حيث يروي بصفته معاصرا لهذه الظاهرة ما نصه: "وما زالوا يفعلون السحر لهذا العهد، أخبرني المشيخة من أهل المغرب أن أكثر منتحلي السحر منهم النساء العواتق". قال: "ولهم علم باستجلاب روحانية ما يشاؤونه من الكواكب، فإذا استولوا عليه وتكنّفوا بتلك الروحانية تصرفوا منها في الأكوان بما شاؤوا، والله أعلم".

وروت وثائق تاريخية عن صالح بن طريف البرغواطي، مؤسس إمارة برغواطة ببلاد تامسنا (منطقة الشاوية حاليا في المغرب)، الذي "طلب علم النجوم والكهانة والجان ونظر في الكلام والجدال، وأخذ ذلك من غيلان (العفاريت)، حتى أخذ بألباب قبائلها وبهرهم بما كان يظهره من المغيبات، وما يسفر عنه من التنبؤات. وكان "يخبرهم بأشياء قبل كونها مما تدل عليه النجوم عندهم، فتكون على ما يقول أو قريبا منه، فعظم عندهم".

الاستعانة بالنجوم

ويعيش القرويون بالمغرب رفقة أربعة تقاويم في نفس الوقت، هي: تقويم الأبراج، والتقويم الجولياني، التقويم الإسلامي والتقويم الغريغوري. ويجب على المرء أن يتساءل حول سبب الحفاظ على هذه الغزارة في الإحالة إلى الزمن.

فحسب بعض الشروط المضبوطة التي أنشئت على نحو غامض ينبغي لكل واحد منا، تجنب القيام بسفر صباح يوم الإثنين، ورفض معالجة قضية مهمة ما عصر يوم الثلاثاء، كما أن شروع المرء في شيء ما يوم الأربعاء هو من قبيل المخاطرة.

هذا التقويم السري لكل فرد يُخضع الحياة الشخصية لإيقاع معين ويفسر بعض التأخرات، وبعض أنواع الرفض، وبعض التهّيجات. ولا شك أن الحياة العصرية تمحو شيئا فشيئا احتياطات التقويم هذه.

أقوياء الإيمان

دوتي، وصف المغاربة بـ"المسلمين الأقوياء الإيمان"، مؤكدا أن إعلان المرء لاعتناقه الإسلام "يبدأ بإثباته لوحدانية الإله وانعدام أية ألوهية أخرى"، راصدا "كيف يبدأ كل شيء باسم الله، وكيف لا يمكن توجيه الثناء والعبادة لغير الله".

في كتابه "السحر والدين في شمال إفريقيا"، اعتبر دوتي الذي عاش جزءا كبيرا من حياته في بلاد المغرب العربي وخصص عددا من أبحاثه عنه، أن "الإله، بالشكل الذي طرحه الإسلام، مغرق في التجريد بالنسبة للورع الشعبي، وبسطاء الناس في حاجة إلى وسائط أقرب، إلى شفعاء يتكلمون بلغة أقل باطنية".

ولم يمنع غياب إكليروس (النظام الكهنوتي الخاص بالكنائس المسيحية) في المعتقد المغربي، من "تطوّر ممارسات منحرفة تقف على حافة النزوع إلى الهرطقة - التجسيم، وتقديس الأشخاص، والارتباط بالزوايا (الأضرحة) والإفراطات الزهدية والاندفاعات الطائفية"، حسب الكاتب.

وإذا كان الله واحدا، يقول عالم الإثنوغرافيا: "فإن الطريقة التي يُعبد بها متعددة، وإن مجمل التاريخ الديني للمغرب هو تاريخ إخضاع لغرائز نزعة وثنية لا تكف عن الانبعاث".

فبين السحر والسلام الشعبي والإسلام السنّي والإسلام الصوفي، لم تعقد الغلبة قط لأحدها على الباقي، وإنما هناك في غالب الأحيان تعايش، إن لم يكن تحالف وإبدال، وفق دوتي.

مضيفا "فالأولياء المتصوفون، هم الذين عقدوا لواء النصر للإسلام المحارب الصارم في الفضاءات الوثنية والسحرية، وهم الذين ابتُذلوا واستُرجعوا شيئا فشيئا، لاحقا، وسط كثير من اللغط تجمع البدع إلى الدين القيوم".

تسخير المردة

تحدث إدموند دوتي في كتابه عن زينب النفزاوية زوجة يوسف بن تاشفين (حكم قرابة 40 عاما أنقذ خلالها الأندلس 4 مرات)، التي جمعت إلى جمالها وذكائها وبعد رؤيتها في تدبير أمور الدولة، تسخيرها للمَرَدَة وتعاطيها للسحر والكهانة.

ولعل مرد هذا الانطباع الذي نسجه حولها الرواة، يعود إلى قدرتها في ظرف وجيز على التمكين ليوسف بن تاشفين على حساب زوجها السابق أبي بكر بن عمر اللمتوني، فنسب إليها التعاطي للسحر وتسخير الأرواح، كما ذكر أنها كانت تختزن كميات هائلة من الذخائر النفيسة، وأنها اشترطت أن تتزوج ملكا يبسط سلطانه على المغرب كله، مقابل تلك الكنوز المخبأة وفق طقوس سحرية.

وهو تصور قد يكون مبعثه طموح همّة المغاربة في ذلك العهد إلى تحقيق الوحدة السياسية، بعد أن طحنتهم الحروب الطائفية، ومزّقتهم النعرات القبلية، وتحيّفت بلادهم قوى خارجية، فرأوا في شخصية زينب النفزاوية منقذة ومخلصة لهذه الأمة بوضع شرط جزائي لمن يظفر بصفقة زواجها.

ويصير هذا الارتباط الآن نفسه تجسيدا لشرط وضعه كل المغاربة أمام الغزاة المرابطين الجدد، يكمن في أن هذه البلاد لا تهب كنوزها وذخائرها وطاقاتها الزاخرة، إلا لمن يجمع كلمة أهلها، ويحمي حوزتها ويصون العرض والمال، وهي شروط قد توفرت في يوسف بن تاشفين.

وفي نص طريف للجغرافي الأندلسي أبي عبيد البكري، ما يكشف عن وجود ظاهرة قريبة الشبه بالسحر لدى قبائل كانت تستوطن منطقة "وادي لاو" إلى الجنوب الشرقي من تطاوين على ساحل البحر المتوسط، حيث عرف قوم بـ "الرقادة"، كانوا يحدّثون الناس بما يأتي من خصب أو جدب ومن أمن أو فتنة، بشكل أقرب إلى العرافة والكهانة.

وقال البكري في هذا الصدد: "ومن أعاجيب بلد غمارة أن عندهم قوما يعرفون بالرقّادة، وهم في وادي لاو عند بني سعيد، وعند بني فطيطن وعند بني يروتن، يغشى على الرجل منهم يومين وثلاثة فلا يتحرك ولا يستيقظ ولو بلغ به أقصى مبلغ من الأذى، ولو قطع قطعا. فإذا كان بعد ثلاثة من غشيته استيقظ كالسكران ويكون يومه ذلك كالوَالِه لا يتجه لشيء؛ فإذا أصبح في اليوم الثاني أتى بعجائب مما يكون في ذلك العام من خصب أو جدب أو حرب أو غير ذلك. وهذا أمر مستفيض لا يخفى".

الزعامة السياسية

وخلال عصر الموحدين، نسبت إلى بعض الثوار القائمين على سلطة الدولة المركزية تهمة التعاطي للسحر والشعوذة، حيث كانت هذه الوصمة قدحا في مصداقية الدعاة والطامحين إلى جمع الأنصار حول دعواهم، خاصة أن المجتمع المغربي ذا الثقافة الدينية المشبعة بمذهب أهل السنة والجماعة، لم يكن يتقبل انتحال السحر من قبل الزعماء الدنيويين، وليس مصادفة أن يكون حظ هؤلاء عاثرا في إيجاد أرضية صلبة يقيمون عليها نفوذهم السياسي والروحي.

ومع ذلك فإن بعض السحرة المتطلعين إلى الزعامة السياسية على مستوى محلي، تمكّنوا من حشد تأييد جموع غفيرة من العامة، مثل الجزيري وابن الفرس وأبي الطواجين الكتامي، خلال عصر الموحدين. وكثيرا ما اقترن ذكر الكيميائيين بدورهم حسب ابن خلدون بالتدجيل والتمويه على العامة وضعاف البصائر بالإفك والباطل، حيث خصص لهم في "المقدمة" فصلا كاملا.

ويصف الوزان (لحسن بن محمد الوزان الزياتي الفاسي والمشهور ب "ليون الأفريقي"، رحالة مغربي متخصص في علم الجغرافيا) التقاليد التي جرت عليها حرفة العارفين والسحرة بفاس خلال عصر الوطاسيين، كما يفضح أكاذيبهم وتمويههم للعامة والصبيان، بل إن الفساد الأخلاقي وصل بمنتحلي هذه الحرفة إلى حد الإيقاع بالنساء في براثن الفساد والفسق، بدعوى أن الجنيّ استقر في جوف المرأة المغرر بها، ولا بد من طقوس خاصة تمارسها بمعية الساحرات الماجنات حتى تشفى من علّتها.

لفت المؤرخ المغربي، عبدالوهاب الدبيش في حديث مع الاستقلال، إلى أن "السلاطين اعتمدوا على بناء بعض المدن على الكهنة، إذ كانوا يستقدمون بعض الفلكيين لينظروا في حسن طالعها، هذا النوع من المعارف كان دائما موجودا والدولة تبنته".

أبعاد اجتماعية

التطور الذي شهدته ظاهرة التعاطي للسحر أفرز أبعادا اجتماعية مرتبطة بها، مثل الاعتقاد في بعض الحيوانات والأصناف النباتية أنها تذكي القوة الخفية للسحر أو تبطل مفعوله. ولذلك قلما خلت أسواق المغرب في بواديه وحواضره من باعة متجولين وقارين يعرضون بضائع لا يعلم وصفات استعمالها ودواعيه غير الملمين بصنعة السحر، إلى جانب بعض المعادن والبخور.

يعتبر كتاب دوتي الذي ترجمه مؤخرا فريد الزاهي، أول دراسة شاملة من وجهة نظر إثنوغرافية وسوسيولوجية للسحر ببلدان شمال إفريقيا، فقد نشر الكتاب سنة 1908، في وقت كانت الدراسات السوسيولوجية والأنثروبولوجية عن البلدان العربية والإفريقية لا تزال خاضعة للإثنوغرافيا العرقية الخاضعة للنظرة الاستعمارية ومقاصدها.

ويتناول الكتاب هذه الظاهرة بالتقصي والبحث بالرجوع إلى المصادر العربية والإسلامية وإلى البحث الميداني، ويعيد النظر في رأي شائع آنذاك، مفاده أن السحر ظاهرة ليست مخصوصة بغرب العالم العربي، ليؤكد أن السحر ظاهرة تشمل مجمل العالم العربي، وأن مرجعياته المكتوبة مشرقية ومغربية في الآن نفسه.

كما فند الكاتب الأحكام الجاهزة التي كانت سائدة حينها عن العرب والإسلام، بالنظر إلى معرفته العميقة بالنصوص المرجعية الإسلامية وتاريخ العرب، وإحاطته بالإسلام الشعبي أيضا.

الدبيش، في حديث مع "الاستقلال"، نفى "وجود أي علم في قراءة المستقبل، إلا في حالة المتخصصين في علم الإستراتيجية، والذين يتنبؤون بما يمكن أن يقع بناء على معطيات مضبوطة، أما التنبؤ بالمستقبل وقراءة الطالع فيدخل في نطاق الكهانة التي لجأ إليها المغاربة كعلم نفس إكلينيكي".

قبل الإسلام

لم تنتظر قوى الطبيعة وقوى المجتمع البشري، الديانات المنزَّلة لكي تخلف آثارها في تمثلات عامة تُتَّخذ قانونا للسلوك وتغذي تكوين الأفكار الأخلاقية والسلوكات الفعّالة، بحسب الكتاب.

وحين كان الإنسان في منتهى الضعف، أمام الطبيعة وأمام نظرائه من الناس، ولم يكن قد عثر بعد على منفذ نحو إيديولوجية للخلاص، كان عليه أن يُدخل القوى الطبيعية نفسها ضمن خيمياء أساطيره.

وفي أول الأمر، كان إنسان هذا الكوكب يفك علامات الأرض وتنهداتها عن طريق أشكالها الجوفية، وإن عبادة المغارات ومنابع المياه ظاهرة مهيمنة في المغرب.

وقد سارع أحد الآراء العقلانية، وأفرط في الإسراع، فبرر أهمية الأساطير الكهفية عن طريق التذكير بأن الأمازيغ كانوا يقطنون الكهوف، وعبادة الينابيع بالأهمية الواضحة للماء في بلد قاحل. 

ولا شك أن هذه الحجج مما لا ينبغي إقصاؤه، ولكنها لا تفسر قط –بل العكس- المخاوف التطُّيرية التي ترتبط بهذه الأماكن. فهل يجعل منها ورثة سكان الكهوف، أي ورثة أولئك الذين تعودوا على المغارات، موقعا لكل هذا العدد من المعجزات والآثار الغامضة؟

وأوجد دوتي تفسيرا منطقيا للأمر عندما قال: إن المغارات تتكلم، وهذا معروف، والهواء الذي يسري في جنباتها يوصل إلى آذاننا تنهيدات وصرخات وأصوات صفير، كما أن الينابيع المتقطعة تفور وتجأر.

لكن الزوار يأتونها لسماع أجوبة عن أمور غيبية تتعلق بالاضطراب الذي يعاني منه كل واحد منهم، مثلما هو الحال في منطقة دمنات (مدينة مغربية تقع في إقليم أزيلال يعيش معظم سكانها على الفلاحة).

وفي الأطلس الصغير، قرب إيغرم، تقوم النساء برجم مغارة مغلقة على خاطب نكث عهده، ثم ينصتن إلى صرخاته ويؤوِّلن نبوءاته عن الغيب.

وهو ما يفسره أستاذ التاريخ، عبدالوهاب الدبيش، بقوله: "التكهن بالغيب موجود لدى المغاربة قبل الإسلام، وعندما دخل الإسلام حاولوا أسلمة مهنة العراف وأدخلوا عليه مجموعة من التعديلات ليصبح له غطاء ديني، ولو أنها معروفة منذ القدم وعرف مزاولوها بـ"الكهان والشواف".

وأرجع الدبيش انتشار الظاهرة آنذلك إلى "الجهل والأمية التي كانت منتشرة في المجتمع".