بلا خسائر.. هل كان قصف إيران لقواعد أمريكية بالعراق طبخة سياسية؟

بغداد - الاستقلال | منذ ٤ أعوام

12

طباعة

مشاركة

منذ اغتيال الولايات المتحدة الأمريكية، قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس وحدات الحشد ‏الشعبي العراقي، فجر الجمعة ‏3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بطائرة مسيرة عقب وصوله مطار بغداد، توعدت إيران برفع إيران سقف الرد.

وأكدت عبر وسائل إعلامها، أن رأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تكفي مقابل سليماني، وتوعدت باستهداف الجنود الأمريكيين في كل مكان ونادت بخروجهم من المنطقة برمتها، وهددت بضرب حيفا ودبي، واستهداف البيت الأبيض ونشرت صورا له وهو محترق.

وفجر اليوم الأربعاء، بعد أيام قليلة من الاغتيال، وفي ذات يوم مراسيم الدفن والتأبين، أطلقت إيران عشرات الصواريخ الباليستية في ضربة استهدفت قواعد عسكرية تضم قوات أمريكية في العراق.

واختلقت الروايات الصادرة من الجانبين الأمريكي والإيراني بشأن الضحايا، إذ تعلن إيران مقتل ما لا يقل عن 80 جنديا أمريكيا، بينما يفيد البنتاغون بأن الإصابات تقتصر على العراقيين فقط.

وعلى أثر الوضع المحتدم في العلن بين الطرفين الأمريكي والإيراني، تباينت ردود فعل الناشطين عبر حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في عدة وسوم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أبرزها #عين_الأسد، #انتقام_سخت، #الصواريخ_الإيرانية، #الحرس_الثوري_الإيراني.

ورأى فريق أن ما يحدث مجرد مسرحية تم إخراج فصولها والتنسيق لعرضها بين الجانبين لحفظ ماء الوجه لإيران خاصة بعد أن صرح وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بانتهاء الثأر.

مسرحية سياسية

وبحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فإن الرد الإيراني على اغتيال سليماني بالهجمات الصاروخية تم بتنسيق إيراني أمريكي عبر وسيط خليجي. تلك الرواية تبناها ناشطون في تغريداتهم عبر "تويتر"، مشيرين إلى أن الضحية الوحيدة هي سيادة العراق المنتهكة.

وأكدوا أن نظام طهران والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعدوا "طبخة سياسية عسكرية" لامتصاص الغضب الشعبي داخل إيران، إذ وصفت الإعلامية الجزائرية آنيا الأفندي ما يحدث بأنه "فيلم أمريكي إيراني......يعرض في صالات السينما العراقية".   

وكذلك الناشط أحمد العبيدي، وصف الرد الإيراني بأنها "مسرحية" انكشفت بمنتهى الغباء والسذاجة.. عبدالمهدي يغرد أن له معرفة مسبقة بالهجوم... ترامب يؤكد أن لا خسائر أمريكية بمكان المفروض يعج بالقوات الأمريكية. حتى الآن الضحية الوحيدة هي سيادة جمهورية العراق.

نذير حرب

فيما اعتبرها آخرون بأنها نذير لاندلاع حرب، إذ قال الناشط خالد الزعتر: إن "ما حدث من إيران باستهداف قاعدة #عين_الأسد هي بلا شك إعلان حرب وهي تضع ترامب أمام اختبار لمدى جديته في الدفاع عن الخطوط الحمراء التي قام بوضعها أمام إيران".

وقال الناشط عبدالمحسن بن رثوان: "هناك حرب تجول في الأفق بين إيران و أمريكا .ونار الشرار بينهم ولا نعلم عن خفاياها وتواليها".

فشل الصواريخ

وبالرغم من أن دولا أوربية تتهم طهران بتطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وتدين دعمها الأنشطة الصاروخية التي من شأنها تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم العالمي برمته، إلا أن محللين يعتبرون ذلك تضخيما للقدرات العسكرية لإيران ومحاولات لإيجاد انتصارات وهمية.

لذلك تحدث ناشطون عن فشل الصواريخ الباليستية في تحقيق أهدافها، إذ نشر الإعلامي المصري أحمد منصور صورة، قال: "إنها لأحد الصواريخ الباليستية الإيرانية التي أطلقها  ليلة أمس باتجاه قاعدة عين الأسد الجوية فى العراق ضل طريقه وسقط بعيدا عن القاعدة بنحو 30 كيلو مترا".

كما أكد الصحفي العراقي عثمان المختار، أن "عددا من الصواريخ الإيرانية سقطت خارج القاعدة ولم تنفجر ما يعني أن "كوم الخردة الإيرانية لم يحرج سوى سيادة حكومة المليشيات ببغداد"، مشيرا إلى أن "القاعدة مصممة منذ الثمانينيات للصمود أمام الضربات الجوية وتحوي ملاجئ طائرات وأخرى للأشخاص".

وكتب عماد السامرائي، قائلا: "ما جرى ليلة أمس، يثبت أن قوة إيران العسكرية قوة ورقية وبالونا فارغا تنفخ فيه أمريكا لاستمرار المشروع العالمي لتسليم المنطقة للتشيع الإيراني".

وتساءل ناشطون عن الأسباب التي دفعت إيران لاستخدام صواريخ غير مؤثرة، إذ قال عمر الجنابي: "لماذا أطلقت إيران صواريخا غير مؤثرة ولا تصيب هدفا ؟ العبوات الناسفة في العراق تسبب أضرارا أكبر من تلك التي أحدثتها صواريخ طهران، إذا كانت ولاية الفقيه تخشى التسبب بضرر للقوات الأمريكية، لماذا أتباعها في العراق انفعلوا كل هذا الانفعال وصاروا ملكيين أكثر من الملك؟".

فشل سياسي وعسكري

وبغض النظر عن ما خلفته من أثار سواء قوية أو معدومة، فإن تمكن طهران من استهداف القواعد العسكرية بالعراق، يسلط الضوء على عجز الحكومة العراقية عن الدفاع عن سيادتها بالدرجة الأولى، وفشلها في مراقبة نطاقها الجوي والدفاع عنه، فضلا عن فشل أمريكا أيضا في تأمين قواتها العسكرية الموجودة في قواعدها بمنطقة الشرق الأوسط، في حال كان الاستهداف الإيراني تم بدون تنسيق مع واشنطن.

وغرد الدكتور عايد المانع، بعدما وصف ما حدث بأنه "مسرحية تنفيس هزلية" قائلا: "هل يعقل أن تستهدف الصواريخ الباليستية الإيرانية قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في عين الأسد العراقية و لا تتصدى لها صواريخ الباتريوت الأمريكية التي تستعين بها عدة دول ونجحت في حرب تحرير الكويت و التصدي للهجمات الحوثية ضد أهداف سعودية؟".

وتساءل مجد قحطان: "هل فعلا فشلت قوات الدفاع الأمريكية ولم تلتقط الصواريخ  الإيرانية أم أن هناك الكثير من الأسرار، تمتلك أمريكا أحدث منظومة دفاع جوي رادارات. وبطاريات باتريوت وطيران مسير وأقمار صناعية وغيرها من أنظمة الدفاع الحديثة كل هذه التكنلوجيا الأمريكية تسقط أمام صواريخ تعتبر قديمة جدا".

وكتب الناشط عبدالله، قائلا: "اذا لم يتم الرد الأمريكي فالموضوع اتفاق الرد بالرد وامتصاص غضب الجماهير  هل يعقل في ظل التوقعات بالرد لا يوجد ولا باتريوت ولا مضادات الصواريخ في أكبر الأماكن حساسية مثل القاعدة الأمريكية رغم التوترات بعد مقتل سليماني والتوترات داخل العراق".

العرب ضحية

وذكر ناشطون أن الضحايا دوما من العرب، وهم من يدفعون ثمن الخلافات في المنطقة، متناقلين تهديد الحرس الثوري الإيراني بموجة ثالثة من الصواريخ تدمر دبي وحيفا، إذا ردت واشنطن على الهجوم الذي شنته إيران ثأرا لمقتل سليماني.

وأشار المستشار القانوني المصري الدكتور محمود رفعت إلى أن "ترامب لا يقيم أي وزن للسعودية والإمارات وهو ما يرجح أنه سيمضي ويرد".

ورأى الإعلامي القطري جابر الحرمي أن "أمريكا صفّت إيرانيا على أرض العراق .. إيران استهدفت قواعد أمريكية بالعراق..الأرض العربية مسرح لحروبهم. والعرب لا ناقة لهم ولا جمل. إذا غابوا لا يُفقدون. وإذا حضروا لا يُستشارون . مجرد متفرجين. والبعض منهم يفرح أنه محترف تشجيع."

 وخرجت تحذيرات من تصاعد الأحداث على مستقبل الخليج تحديدا، إذ كتب الباحث المستقل مهنا الحبيل تحت هاشتاج #حرب_الخليج_الجديد، قائلا: إن "الكشف عن محدودية حصيلة الهجوم وخفض لغة الرد السياسي أمريكيا والإشارة إلى وجود وساطات فاعلة قد يعطي مؤشرا لنوع من التهدئة، لكن الحسم بذلك مبكر جدا، وإن بقيت المصالح الكبرى للطرفين حاضرة وحصيلة هذه المواجهة ستنعكس على مستقبل الخليج العربي أيا كانت حربا أم تسوية".