"تحت السيطرة".. حدثان إيجابيان خيّما على لقاء أردوغان وبوتين

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "ملييت" التركية، مقالا للكاتب سامي كوهين، سلّط فيه الضوء على اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلادمير بوتين، في العاصمة موسكو، مؤكدًا أن محور اللقاء كان سوريا وتحديدًا التصعيد في إدلب.

وقال الكاتب في مقاله: "إن الحديث بين الجانبين تطرق إلى منع تردي الأوضاع في إدلب لدرجة الوصول إلى اشتباك ساخن بين تركيا وسوريا بدعم روسي؛ مشيرا إلى أن اللقاء وإن كان عاجلًا سبقته تطورات حسّنت من أجواء اللقاء الذي ستكشف الأيام المقبلة جدية ما توصل له من قرارات".

تحت السيطرة

وأوضح في بداية المقال، أن "أزمة إدلب (الآن) تحت السيطرة"، معتبرًا أن هذه النتيجة هي خلاصة اللقاء الذي جمع الرئيس أردوغان مع نظيره الروسي بوتين في موسكو خلال زيارة الأول لروسيا 27 أغسطس/آب 2019".

وأضاف الكاتب: " يكفي أن نتذكر التوتر الأخير في إدلب حتى نفهم أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الزعيمين لا ينبغي الاستهانة به"، ولاسيما وأنه يأتي بعد هجوم شنته الطائرات السورية المدعومة روسيًا على قافلة عسكرية تركية كانت متجهة لنقطة المراقبة التاسعة في إدلب وما تلاه من ردة فعل شديدة اللهجة من قبل أنقرة، وكاد الطرفين يدخلان في اشتباك مسلح كان سيكون ساخنًا لو حدث.

ولفت إلى أنه "لحسن الحظ، حالت الجهود الدبلوماسية لروسيا ونشر وحدة أمنية تابعة لها إلى تلك النقطة دون حدوث صراع تركي سوري محتمل؛ ثم توج ذلك بيوم الثلاثاء الماضي، حيث عقد اجتماع أردوغان بوتين".

تطوران إيجابيان

ورأى الكاتب، أن :" هذا اللقاء ليس مصادفة، حيث تداعت له السلطات الروسية بعد مهاجمة نقطة المراقبة، الأمر الذي حسّن من العلاقات بين الطرفين، وانتهى بلقاء الثنائي التركي الروسي" مشددًا أن :"هذا اللقاء جاء مع تطورين إيجابيين في العلاقات التركية الروسية".

الأول بحسب الكاتب، هو وصول الدفعة الثانية من الصواريخ الروسية "أس 400" إلى أنقرة. والثاني، انضمام أردوغان إلى معرض الطيران الروسي، ما عزز من فرص التعاون الدفاع الجوي على وجه الخصوص بين البلدين.

وعاود الكاتب ليؤكد: " أن هذين الحدثين الإيجابيين كانا يخيمان على المباحثات المتعلقة بأزمة إدلب شمال سوريا، ومراجعة ومناقشة ومن ثم الاتفاق على بعض المبادئ والعودة للتذكير بها فيما يتعلق بمناطق خفض التصعيد والنقاط المتعلقة بها".

وزاد: " في الحقيقة، تم الاتفاق في سبتمبر/أيلول الماضي في سوتشي على إنشاء منطقة خالية من النزاع في إدلب وإنشاء 12 نقطة مراقبة من القوات الجوية التركية؛ سميت بمناطق خفض التصعيد ومقابل ذلك تعهدت تركيا بتنظيف هذه المنطقة من الإرهابيين".

وتابع الكاتب: "ومع ذلك، نظرًا لأنه لا يمكن القضاء على أعشاش الإرهاب، شنت قوات النظام المدعومة من روسيا هجمات جوية وبرية تستهدف المدنيين في إدلب باسم محاربة الإرهاب وأدى ذلك إلى كوارث إنسانية وموجة هجرة جديدة صوب الحدود التركية ويقدر عدد اللاجئين الحاليين بنحو 120 ألف قد يصلوا إلى 4 مليون خلال أي معركة حامية الوطيس".

ورأى، أن العقدة تكمن بمن تصنفهم روسيا بالإرهابيين، حيث أن الأساس المنطقي للهجوم على القافلة العسكرية التركية من قوات النظام هو أن "الجماعات الإرهابية" الموجدة في المنطقة تشن هجمات استفزازية ضد المواقع السورية والمنشآت العسكرية الروسية، ومن الواضح أن السوريين والروس في مثل هذه الحالات يرون أن الجيش السوري الحر (معارضة) القريب من تركيا، هو بنظرهم جهة إرهابية وهو المسؤول عن هذه الهجمات الموجهة للقوات السورية والروسية.

الهدف من اللقاء

واعتبر الكاتب، أن "اللقاء الأخير بين أردوغان وبوتين يهدف تحديدًا للتخلص من هذه المسألة، وضمان عدم وقوع أي هجمات من أي طرف كان، سواءً الأطراف السورية المدعومة روسيًا أو تلك المعارضة السورية المقربة من تركيا، وسيعمل الرئيسان على تحقيق هذه الغاية بناءً على اللقاء الأخير بينهما، وهذا يعني في الممارسة العملية أن الجميع سيتوقف عن شن هجمات".

وشدد على أن التطورات منذ اتفاق سوتشي العام الماضي، تؤكد أن مثل هذه الخطوة (منع الهجمات) ليس هدفًا يسهل تحقيقه على أرض الواقع، ولكن هل بعد التطورات الأخيرة، يكون هذا الهدف ممكنًا "لننتظر ونرى".

وختم الكاتب، بالقول: " إن قمة أخرى ستنعقد بتركيا في 16 سبتمبر/أيلول المقبل، وسيشارك فيها إضافةً الى الرئيس التركي كل من الرئيس الروسي والرئيس الإيراني حسن روحاني؛ وحتى ذلك الوقت من الضروري أن تحافظ إدلب على هدوئها، وعدم وقوع أحداث مشابهة؛ غير أن المسألة ليست فقط تتعلق بمناطق خفض التصعيد فمن أجل أن يكون هذا دائمًا، من الضروري الاتفاق على القضايا السياسية الأساسية أيضًا، وينبغي الإشارة إلى أن بحث الوضع السياسي لإدلب، هو أمر صعب للغاية ويستغرق وقتًا طويلًا".