زيارة نتنياهو لفرنسا.. كيف تستغل إسرائيل ملف أوكرانيا لمواجهة إيران؟

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة سويسرية الضوء على لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالعاصمة باريس في 2 فبراير/ شباط 2023.

وأعرب الجانبان على عزمها العمل سويا ضد أنشطة إيران "المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط، ومواجهة دعم طهران لروسيا في هجومها على أوكرانيا.

واستنكر ماكرون "اندفاع إيران المتهور" في برنامجها النووي، محذرا من أن "السعي في هذا المسار لن يستمر دون عواقب"، بحسب بيان صحفي صادر عن الرئاسة الفرنسية.

مناورات إستراتيجية

وقالت صحيفة "لوطون" السويسرية الناطقة بالفرنسية، إن "إسرائيل تستغل الدعم الإيراني لروسيا في أوكرانيا لتجييش أوروبا ضد طهران".

وذكرت أن "إيران بدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 بالمئة، وأنها تقترب أكثر من نسبة 90 بالمئة اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية".

وأكدت الصحيفة أن هذه النسبة أعلى بكثير من عتبة 3.67 بالمئة، التي حددها الاتفاق النووي، الموقع بين إيران والقوى الكبرى عام 2015 الذي يؤطر "البرنامج النووي". 

وفي سياق مواجهتها مع الغرب، تهدد طهران بالانسحاب من "معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية"، وطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من المواقع النووية على أراضيها.

وبعيدا عن البرنامج النووي الذي طالما ندد نتنياهو بأهدافه العسكرية، فإن طهران متهمة أيضا بزعزعة استقرار دول المنطقة، من لبنان إلى اليمن، من خلال الاعتماد على مليشيات محلية في هذه الدول.

ففي الأول من فبراير/ شباط 2023، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن مصادرة كمية كبيرة لأسلحة إيرانية متجهة إلى اليمن.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن القوات الخاصة الفرنسية شاركت في العملية، التي صودرت فيها 3000 بندقية هجومية، ونصف مليون طلقة، و20 صاروخا موجها مضادا للدبابات.

بدوره، قال المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي، مركز القيادة الإقليمية للبحرية في البحرين، تيم هوكينز، إن "الجيش الأميركي ساعد في مصادرة أسلحة يوم 15 يناير/ كانون الثاني 2023، في خليج عمان"، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل.

علاوة على ذلك، أعلن الجيش الأميركي أن القوات اليمنية صادرت 100 طائرة مسيرة كانت متجهة لمليشيا "الحوثي".

جدير بالذكر أنه في يوليو/ تموز 2022، وللمرة الأولى، أعلنت بريطانيا أن البحرية الملكية صادرت صواريخ أرض - جو ومحركات صواريخ "كروز" من قارب يبحر قبالة الساحل الجنوبي لإيران.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2022، صرحت البحرية الأميركية بأنها صادرت 1400 بندقية من طراز AK - 47 وأكثر من 226 ألف طلقة من سفينة صيد في شمال بحر العرب، موضحة أن "السفينة قدِمت من إيران".

وفي عملية منفصلة في الشهر نفسه، قالت البحرية الأميركية إنها صادرت أكثر من 1.1 مليون طلقة من سفينة صيد تعمل بين إيران واليمن.

عقوبات غربية

وبالعودة إلى زيارة نتنياهو إلى باريس، تعد هذه الزيارة الأولى له خارج الشرق الأوسط منذ عودته إلى السلطة في ديسمبر/ كانون الأول 2022.

وخلال الزيارة، شددت باريس على أن "الدعم الإيراني للعدوان الروسي ضد أوكرانيا عرّض طهران للعقوبات والعزلة المتزايدة".

واتهمت كييف وحلفاؤها الغربيون، روسيا، باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع لشن هجمات على أوكرانيا، مما ألحق أضرارا كبيرة بالبنية التحتية المدنية والطاقة.

وردا على ذلك، فرض الغرب عقوبات على العديد من الشركات والجنرالات الإيرانيين.

ففي يناير/ كانون الثاني 2023، قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت عقوبات على 6 من المديرين التنفيذيين وأعضاء مجلس إدارة شركة "القدس لصناعة الطيران" والمعروفة أيضا باسم شركة "صناعات تصميم وتصنيع الطائرات الخفيفة".

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، في بيان، إن "إيران سلمت المسيّرات لاستخدامها في الحرب الروسية غير المبررة في أوكرانيا".

وفي الأول من فبراير/ شباط 2023، أعلن نتنياهو عما يبدو أنه تحول مهم في إستراتيجية إسرائيل تجاه الحرب الروسية-الأوكرانية.

وفي مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأميركية، قال نتنياهو إنه يدرس إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، لكنه أبدى أيضا استعداده للعب "دور الوسيط" في النزاع. 

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين، أن حكومة نتنياهو بصدد مراجعة سياساتها بشأن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وإمكانية تزويد كييف بأنظمة وأسلحة دفاعية.

تعزيز الجبهة

وأكدت الصحيفة السويسرية أن "إسرائيل حرصت على البقاء على الحياد فيما يخص الحرب الأوكرانية، خصوصا بسبب وجود الجيش الروسي المنتشر في سوريا، المتاخمة للحدود الإسرائيلية".

بدوره، يرى المدير المشارك لمرصد شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ديفيد خلفا، أن "تورط طهران في حرب في أوروبا يتيح لنتنياهو أن يأمل في تعزيز جبهة مناهضة لإيران".

كما أوضح أن نتنياهو يهدف بشكل خاص إلى زيادة العقوبات ضد طهران والحرس الثوري، في مكونه المدني والعسكري، وهو خيار ترفضه كل من باريس وبرلين في الوقت الحالي.

في المقابل، تتهم إيران  "عدوها اللدود" بالوقوف وراء عدة هجمات على أراضيها ضد برنامجها النووي، وهو الأمر الذي لم تعترف به إسرائيل قط، وفق خلفا.

علاوة على الغارات الجوية التي تشنها طهران بانتظام ضد المصالح الإيرانية في سوريا.

وحيال العقوبات، تهدد طهران بالرد إذا قرر الاتحاد الأوروبي إدراج الحرس الثوري -الجيش الأيديولوجي للجمهورية الإسلامية- على القائمة السوداء، كما يخطط البرلمان الأوروبي.

وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف: "سيقدم المجلس التشريعي استجابة سريعة وحازمة ومتبادلة لأي عمل ضد الحرس الثوري الإيراني، وسيصنف جيوش الدول الأوروبية كجماعات إرهابية".

وخلال الزيارة، أعرب ماكرون عن تضامن فرنسا التام والكامل مع إسرائيل في حربها ضد ما وصفه بـ"الإرهاب"، بعد الهجوم الذي قتل فيه سبعة أشخاص في 27 يناير/ كانون الثاني 2023 قرب كنيس يهودي في القدس.

لكنه شدد في الوقت نفسه على "تجنب أي إجراء من شأنه تأجيج دوامة العنف"، معربا عن "معارضته الشديدة لاستمرار الاستعمار الذي يقوض احتمالات قيام دولة فلسطينية في المستقبل".

كما رحب ماكرون بـ"تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول في المنطقة"، لكنه "أشار إلى أن هذه الديناميكية ستبقى غير مكتملة مادامت غير مصحوبة باستئناف عملية سياسية نحو حل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ككل".