"إبعاده خلق انسجاما".. صحيفة إيرانية تحتفي بهزائم الصدر في العراق

قسم الترجمة | منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

ادعت صحيفة إيرانية أن إبعاد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر عن المشهد، خلق انسجاما بين القوى السياسية، ما ساهم في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة يقودها مرشح الإطار التنسيقي التابع لطهران محمد شياع السوداني.

وأوضحت صحيفة "اعتماد"، أن هذا لا يعني أن الوضع بات مستتبا، مؤكدة أنه إذا فشلت حكومة السوداني في تلبية المطالب الشعبية، فسيحاول التيار الصدري تجاوز الهزائم التي تعرض لها بإشعال الشارع من جديد.

نهاية الانسداد

وذكرت الصحيفة الإيرانية أنه بعد 13 شهرًا من انعقاد الانتخابات في العراق، استطاعت القوى السياسية أن تصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة في النهاية. 

واجتمع البرلمان العراقي في 27 أكتوبر بحضور 253 نائبًا من أصل 329، ومنحوا الثقة لبرنامج رئيس الوزراء الجديد؛ محمد شياع السوداني.

وقوبل انتخاب حكومة جديدة بعد 13 شهرًا من الاضطرابات السياسية في العراق بترحيب من الساسة المحليين والقوى الإقليمية والدولية. 

لكن غياب مقتدى الصدر من الساحة السياسية واضح وضوح الشمس. فلا يوجد للتيار الصدري أي نائب في حكومة السوداني، وكذلك لم يظهر مقتدى الصدر أي رد فعل على تشكيل الحكومة. 

ورحبت جميع القوات السياسية المؤثرة في العراق بانتخاب الحكومة الجديدة ما عدا مقتدى الصدر، كما أرادت السرعة في تنفيذ خطط هذه الحكومة وخاصةً محاربة الفساد وإعادة بناء الدولة. 

ورحب أعضاء الإطار التنسيقي للأحزاب الشيعية ببداية عمل الحكومة الجديدة، وأعربوا عن أملهم في أن تنجح في تنفيذ خططها. 

كما رحبت من الخارج إيران، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة بتشكيل الحكومة الجديدة.

وفي الحكومة العراقية الجديدة، بقي فؤاد حسين من الحزب الديمقراطي الكردستاني في منصب وزير الخارجية.

ويبدو أن الإبقاء على فؤاد حسين باعث على إرضاء الحزب الحاكم في إقليم كردستان العراق. 

وأكد رئيس إقليم كردستان العراق؛ نيجيرفان بارزاني خلال رسالة تهنئته لرئيس وزراء العراق على أن أربيل مستعدة للحل والفصل في كافة الأمور العالقة مع بغداد عن طريق المباحثات في إطار الدستور العراقي.

ونقلت الصحيفة الإيرانية عن الخبير في الشؤون العراقية محمد صالح صدقيان قوله: "اتخذت جميع الأطياف السياسية في العراق خطوة إيجابية عبر انتخاب رئيس للجمهورية، ورئيس للوزراء".

وأضاف: "أعتقد أن أهم شيء شاهدناه في هذه المرحلة هو ابتعاد التيار الصدري عن البرلمان والحكومة". ويمكن النظر إلى هذا الأمر بنظرة إيجابية وأخرى سلبية.

وتتمثل النظرة السلبية في أنه لا تتواجد جميع الطبقات، والأحزاب، والتيارات السياسية في هذه الحكومة. لكن النظرة الإيجابية هي أن لدى هذه الحكومة انسجام نسبي.

فذاك الاضطراب الذي أحدثه التيار الصدري بعد الانتخابات انتهى في الوقت الراهن، ووصلت الحكومة إلى حالة من الثبات والاستقرار.

ولا يعترض السنة والأكراد على هذه الحكومة. وهناك آمال كبيرة لنجاح هذه الحكومة في مواجهة المشاكل الاقتصادية، والسياسية، والأمنية.

غياب الصدر

وتتشكل الحكومة الجديدة في العراق بالتزامن مع غياب مقتدى الصدر وتياره عن  الساحة السياسية في العراق.

وكان مقتدى الصدر قد حصل في الانتخابات الأخيرة على 73 مقعدا في البرلمان، وكان بصدد تشكيل حكومة أغلبية، لكن حل فصل الصيف ولم يُوفق في هذا الطريق.

وبعد أن فشل في تشكيل الحكومة أمر نوابه بالاستقالة من البرلمان. وكان استبعاد نواب الصدر بهدف تهيئة الطريق لانعقاد انتخابات مبكرة، لكن النواب الآخرين للتيارات السياسية لم يؤيدوه في هذا الطريق.

وبعد فترات من الصعود والهبوط ومحاولات مريدي الصدر لإعاقة العملية السياسية العراقية، تشكلت الحكومة الجديدة في النهاية بواسطة الإطار التنسيقي للأحزاب الشيعية وبدون مشاركة الصدر.

ويعتقد النائب المستقل في البرلمان العراقي راعد المالكي أن مقتدى الصدر سينتظر الرأي العام قبل أي رد فعل على أداء الحكومة الجديدة.

وقال هذا النائب لصحيفة واشنطن بوست: "أتوقع في حال عدم نجاح الحكومة في تنفيذ وعودها سنشهد بداية احتجاجات في الشوارع. هذا المجلس يجب أن يحارب الفساد، ويواجه التغيرات المائية، والمناخية، والبطالة، ويتقدم في عمله الصعب". 

من جانبه يعتقد محمد صالح صدقيان أن التيار الصدري واجه العديد من الهزائم، ولن يمتلك القدرة على أن يصلب ظهره قريبا، وسيظل الصدر في الوقت الراهن غائبًا عن الساحة السياسية في العراق.

وقال صدقيان: "لدى مقتدى الصدر عدة مشاكل. لم يستطع أن يحقق الأهداف التي كان يسعى إليها، ومن ثم تلقى ضربات سياسية كبيرة".

وأضاف: تلقى التيار الصدري خمس ضربات رئيسة على مدار الشهور الأخيرة. الأولى عدم قدرة هذا التيار على تشكيل حكومة.

والثانية عندما كانت أغلب مقاعد البرلمان تحت تصرفه، وكان بإمكانه أداء دور يحدد مصير السياسة العراقية، فاستقال جميع النواب بناءً على أمره، ولم يظل أي مقعد لهم في البرلمان.

وكانت الثالثة ضربة موجهة إلى سمعة التيار الصدري باحتلال البرلمان. والرابعة كانت هزيمته عندما حاول الحيلولة دون العملية السياسية بالهجوم على المنطقة الخضراء، ثم هُزم.

والهزيمة الخامسة أيضا فتوى آية الله سيد كاظم الحائري بصفته مرجعا دينيا للتيار الصدري بعد وفاة والد مقتدى الصدر؛ محمد صادق الصدر. 

كما أكد: "كانت الخمس هزائم هذه فضيحة بالنسبة لمقتدى الصدر طوال الأشهر الأخيرة. وفي الوقت الراهن أستبعد أن يعود إلى السياسة بسرعة مرة أخرى".

وكان قراره بالابتعاد عن السياسة العراقية حكيما للغاية. فهزائمه ثقيلة بالقدر الذي تجعل من المستبعد أن يستطيع تعويضها حتى خمس سنوات.

ومن غير المتوقع أن يخرج الصدر برد فعل من جديد طوال عام مقبل على الأقل.