لهذا يتهم يمنيون الحوثي باغتيال القائد العسكري عبدالرزاق البقماء في مأرب

عدن - الاستقلال | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

بعد أقل من شهر على تمديد الهدنة الإنسانية بين الحكومة اليمنية والحوثي، اغتال مجهولون، الداعية السلفي عبد الرزاق البقماء، في مديرية الوادي شرقي مأرب.

وبدأت الهدنة في الثاني من أبريل/نيسان 2022، لمدة شهرين، ومددت لمدة 60 يوما آخر لإعطاء فرصة لنجاح جهود الحل السياسي.

والبقماء المعروف بـ"أبو حذيفة" هو أحد أبرز قادة ألوية "اليمن السعيد"، القوة المشكلة مطلع 2022 بدعم من التحالف السعودي، في مأرب؛ وكشفت مصادر أمنية ومحلية أنه قتل مساء 24 يونيو/حزيران 2022، وعثر على جثته داخل سيارته.

اغتيال البقماء وعدم الكشف عن ملابسات قتله ومزيد من التفاصيل، أثارت موجة غضب واسعة بين الناشطين على تويتر، دفعهم لاتهام مليشيا الحوثي المسلحة المدعومة من إيران بتصفيته، مذكرين بمواقفه المعلنة منها ومناهضته لها ورفضه لأفكارها وسياستها.

وأشاروا عبر مشاركتهم على وسم يحمل اسمه #عبدالرزاق_البقماء، إلى أن الواقعة تحمل دلالات على عودة الاغتيالات إلى مأرب التي تشهد استقرارا بخلاف المحافظات الأخرى، مذكرين بمسلسل عمليات التصفية التي تشهدها محافظة عدن.

ورثا ناشطون البقماء، وتحدثوا عن مآثره ومواقفه الحازمة ضد الحوثي وكفاءته في إدارة العمليات العسكرية الميدانية، بالإضافة إلى عمله الإنساني والخيري في اليمن.

وتداولوا خطبه التي تحدث فيها عن جرائم مليشيا الحوثي وفجورهم وحقدهم ضد هوية اليمن وعقيدة أهله. ووصفوه بالقائد المحنك والشجاع وأن له تاريخا مكللا بالنضال.

وطالبوا الأجهزة الأمنية بتتبع العناصر الإجرامية التي تهدد المجتمع وتقديمهم للعدالة والقضاء، مؤكدين أن الحوثي عنده قائمة طويلة من الاغتيالات لخلط الأوراق وضرب وتفكيك كل تحالف ضده.

عمل جبان

وعد حزب التجمع اليمني للإصلاح (إسلامي) وناشطون قتل البقماء جريمة وعملا جبانا يستهدف إطفاء نور العلم والمعرفة، مذكرين بصموده ومناهضته للحوثي ومقاومته الشرسة لها ولفكرها، ومواقفه الوطنية ضد إرهابها.

وبدوره، أدان الحزب بمحافظة مأرب، اغتيال البقماء، قائلا: "إننا في الإصلاح نعبر عما انتابنا من الحزن العميق والألم الكبير جراء هذه الحادثة الموجعة لأبناء مأرب خاصة وللشعب اليمني كافة".

وأضاف أن الأيادي التي غدرت بالشعب والوطن، وتفننت في تمزيق النسيج والسلم الاجتماعي، هي ذات الأيادي التي امتدت للشهيد، تأكيدا منها على استمرار نهجها الأرعن في استبدال السلام بالسلاح، والتعايش بالتهجير، وقواعد السياسة بقاعدة العنف وأساليب القتل والإرهاب.

فيما قال عدنان العديني نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح، "شهدنا في الأيام الأخيرة عمليات إرهابية في أبين وشبوة، وآخرها اغتيال الشيخ الشهيد عبدالرزاق البقماء الذي كان له دور في مقارعة المليشيا الحوثية وإسهام كبير في المعركة الوطنية وفي تقوية نسيج مأرب التي تخوض معركة الكرامة بكل بسالة منذ سنوات".

وأكد أن هذه الحوادث المتتابعة تعمل على خلخلة الوضع الأمني في الجغرافيا المحررة، وتخدم المليشيا الحوثية، وتشير إليها كفاعل أساسي والمستفيد الأول منها.

وأشار عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل صالح البيضاني، إلى أن البقماء كان صاحب موقف واضح وخطاب غير مزدوج ولهذا كان هدفا للاغتيال من قبل "المنطقة الرمادية" التي تشعر بالخوف والقلق من هذا النوع من الرجال الصادقين. 

ورثى الإعلامي كامل الخوداني، البقماء، قائلا: "عرفته قائدا محنكا ومقاتلا شرسا للحوثي ومشروعه وشيخا فاضلا وصديقا عزيزا"، مطالبا بكشف ملابسات الحادث والتحقيق العاجل لأن ما يحدث بالمناطق المحررة لم يعد يحتمل.

اتهام الحوثي

ووجه ناشطون أصابع الاتهام مباشرة إلى مليشيا الحوثي، معددين الأسباب التي تدفعها لاغتياله بالإضافة إلى سيرتها المعروفة بتنفيذ عمليات اغتيال سابقة.

وأشار أستاذ القانون العام بجامعة صنعاء والوزير السابق صالح حسن سميع، إلى أن أداة ملالي طهران الحوثية خططت ومولت ونفذت جريمة انتزعت روح هذا القائد العسكري الهمام في وادي عبيدة بمحافظة مأرب.

وأكد رئيس مجلس إدارة صحيفة مأرب الإلكترونية عيسى الشفلوت، أن الإرهابي الحوثي الابن غير الشرعي الناتج عن اللقاء الحميم بين أميركا وبين إيران هو المستفيد من اغتيال خيرة رجال اليمن، وفق قوله. 

واتهم الخبير العسكري يحيى أبو حاتم، مليشيا الحوثي باغتيال البقماء عن طريق إحدى الخلايا التابعة لهم الموجودين في مأرب.

الناشط نايف الشعوري، حذر من أن الأيادي العابثة بدأت بزرع بذور الفتنة ابتداء من اغتيال الدكتور عبدالرزاق البقماء، وسيستمر مسلسل الاغتيالات والتصفية والهدف نشوب الصراع بين القبائل والأحزاب وإفشال التقارب والتصالح  بين الفرقاء السياسيين.

وأكد أن من يقف وراء اغتيال البقماء هي مليشيا الحوثي الإرهابية لا أحد سواها.

وتوقع الإعلامي والسياسي المستقل أحمد المسيبلي، أن تغتال المليشيا القيادات الوطنية الميدانية واحد تلو الآخر، ولن يوقف سفك دماء اليمنيين إلا حسم المعركة لتحرير صنعاء من الإرهاب الحوثي الإيراني.

المحاسبة والقصاص

وطالب ناشطون الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب ببذل جهد أكبر لكشف ملابسات الواقعة وملاحقة المنفذين وإنزال أشد العقوبات بهم وبمن يقف خلفهم، مشيرين إلى أن الحادث يعني وجود ثغرات تمكن منفذوا الاغتيال من اختراقها. 

وأدان عضو مجلس الشورى اليمني علوي الباشا بن زبع "هذه العملية الإرهابية الدنيئة"، داعيا السلطات المعنية المحلية والمركزية إلى التحرك الجاد والفعال لكشف الجريمة النكراء ومحاسبة مرتكبيها.

ودعا الصحفي محمد الضيباني الأجهزة الأمنية في مأرب إلى تتبع القتلة وخلايا الإرهاب وإلقاء القبض على المجرمين الذين اغتالوه.

وتمنى الخبير الإستراتيجي السياسي والعسكري محمد الجهمي، من المسؤول عن الملف الأمني في محافظة مأرب أن يخرج في تصريح صحفي ويوضح للمجتمع المأربي ملابسات الحادث وما توصلت إليه الأجهزة الأمنية إلى الآن حول اغتيال البقماء، "ومن هنا سنعرف قدرة وإمكانيات الأجهزة الأمنية داخل المحافظة بشتى مكوناتها".

وقال علي بن علي، إن اغتيال البقماء حدث مؤسف، "فهو عالم جليل ومقاتل صلب وعملية الاغتيال تدل على التوغل الأمني للمنفذ، وإن هناك ثغرات في الأمن الشخصي للشهيد".