رغم توريدها أسلحة لبلاده.. لماذا يواصل سفير أوكرانيا الضغط على ألمانيا؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية الضوء على مواصلة السفير الأوكراني في ألمانيا "أندريه ميلنيك" الضغط على الأخيرة للإفراج عن مزيد من الأسلحة لبلاده، لا سيما الثقيلة منها.

وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتبة "ميلانا غوليكوفا"، أن السفير ميلنيك يواصل التمادي في الضغط على ألمانيا لدرجة وصفه المستشار  أولاف شولتز بـ"التافه"، في ظل تلكؤ الأخير في المصادقة على إرسال الأسلحة لأوكرانيا، ما قد يزيد المشهد تعقيدا.

ومنذ بداية الحرب في 24 فبراير/ شباط 2022، كانت ألمانيا تنتهج سياسة عدم تزويد أوكرانيا بالأسلحة، في ظل تحذير روسيا من أن دعم الدول الغربية لكييف قد يؤدي إلى تصعيد الصراع مع "عواقب لا يمكن التنبؤ بها".

لكن مع مواجهة حكومة شولتز انتقادات متزايدة واعتراف عديد من السياسيين الألمان بأنهم أخطؤوا في استخدام التجارة والطاقة لبناء جسور مع موسكو خلال السنوات الأخيرة، أعلنت برلين عدة وعود لتسليح أوكرانيا.

وعود متأخرة

وذكرت الصحيفة الروسية أن ألمانيا تأخرت في تنفيذ الوعود التي قدمتها لأوكرانيا بشأن دعمها بأسلحة ثقيلة تغير معادلة الحرب ضد القوات الروسية. 

وأدى هذا التأخير إلى استياء السفير الأوكراني، لا سيما في ظل عدم تقديم أي تبريرات.

وكان السفير  ميلنيك قد صرح أن السلطات الألمانية تعتزم تزويد أوكرانيا في الصيف بسبعة مدافع "هاوتزر" ذاتية الحركة و 30 مدفع "فلاكبانزر جيباد" المضاد للطائرات. 

وصرح مؤخرا في مقابلة مع مجلة "نوفوي فريميا" الأوكرانية، أن ألمانيا ستزود بلاده بهذه الأسلحة الثقيلة في نهاية يونيو/ حزيران 2022.

 لكنه عاد ليكشف أنه سيتم تسليم 15 مدفع "فلاكبانزر جيباد" بحلول نهاية يوليو/ تموز، و 15 آخرين بنهاية أغسطس/ آب. 

ويعتقد ميلنيك أن ألمانيا لا تقدم لأوكرانيا دعما عسكريا أكثر من الدول الأخرى، على الرغم من تصريح المستشار الألماني في 8 يونيو 2022، أن برلين تدعم كييف بشكل أفضل من الدول الأخرى باستثناء الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن البوندستاغ الألماني قرر من ناحية، تزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة، لكنه أبدى تحفظا في نفس الوقت باشتراطه "ألا يخل ذلك بالتزامات ألمانيا في مجال حماية السيادة، وكذلك في إطار الالتزامات في حلف شمال الأطلسي".

وشدد على أنه: "لم يتم تسليم قطعة واحدة حتى اليوم من المعدات الثقيلة. فهناك مدفعيات ومدافع هاوتزر وعربات قتال مشاة ودبابات، ولم يتم تسليم واحدة منها إلى أوكرانيا". 

وهدد السفير ألمانيا بالقول: "إذا فعلت شيئا ما غير مقبول، ستتعرض لضغوط سياسية من أوكرانيا".

سقف عال

كما أعرب ميلنيك عن عدم رضاه عن تخصيص "شولتز" ملياري يورو لاحتياجات أوكرانيا.

وأوضح أن هذا أيضا "كان إعلانا فقط، وبالنسبة إلى كييف بدا غامضا إلى حد ما".

وأضاف: "يقال أنه سيتم استخدام حوالي مليار يورو، أو نصيب الأسد من تلك الأموال لزيادة القدرة الدفاعية لأوكرانيا، لكن لم ينفق بعد أي شيء من هذه الأموال لشراء أي شيء من الصناعة الألمانية".

وتابع: "كل ما تلقيناه من ألمانيا حتى الآن، سلاح "الماتادور" المضاد للدروع، الذي اشترته الدولة من الميزانية، في نهاية مارس/ آذار".

وكانت  شركة "راينميتال" الألمانية قدمت عرضا تجاريا لأوكرانيا، لكن حكومة "شولتز" لا زالت تدرسه منذ قرابة ستة أسابيع.

ويوضح السفير الأوكراني هذه الجزئية بالقول: "نحن نتحدث عن 100 وحدة من "ماردر" (مركبة جنود مدرعة ألمانية). كانت تلك الأسلحة قديمة جدا، حيث كان يمتلكها الجيش الألماني، ثم اشترتها هذه الشركة واستبدلتها بأحدث منها".

وأضاف: "فهي الآن 100 مركبة قتال مشاة موجودة في مستودع الشركة حيث بدأت بالتحضير للبيع والنقل وذلك حسب اتفاقنا الضمني ودون انتظار قرار الحكومة".

وزاد: "لم يتم اتخاذ قرار بشأن هذه القضية حتى الآن. وعلى حد قوله فإن برلين تقدم الأعذار. فهذه الأعذار لصالح حقيقة أن ألمانيا تتبع خطى سياسة دول الناتو، والتي وافقت على حظر توريد الأسلحة الثقيلة للقوات المسلحة لأوكرانيا".

معضلة السفير

وأوضحت الصحيفة الروسية أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها السفير الأوكراني في برلين السلطات الألمانية لرفضها مساعدة القوات المسلحة الأوكرانية بشكل مباشر في توريد الأسلحة.

فاتهمت وسائل إعلام غربية بأكثر من مناسبة في الشهور الأخيرة السفير الأوكراني في برلين بعدم الكفاءة. 

وفي مايو/ أيار 2022، قال ميلنيك لوكالة الأنباء الألمانية متحدثا عن شولتز: "إن لعب دور (نقانق الكبد المهينة) لا يبدو كرجل دولة"، في إشارة إلى أن المستشار الألماني شخص تافه.

وجاء هذا التعليق ردا على إعلان شولتز أنه لا ينوي الذهاب إلى كييف في المستقبل القريب بعد أن رفضت السلطات الأوكرانية زيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

ولم يعتذر السفير الأوكراني عن ذلك التصريح، وفي الوقت نفسه، بدأ ممثلو بعض الأحزاب الألمانية في الدفاع عن "شولتز". 

وأكدوا أن خطاب ميلنيك غير مسؤول وغير دبلوماسي ، وأن "شولتز" هو رئيس مجلس الوزراء في البلاد، وليس شخصا تافها.

وتجاهل "شولتز" نفسه عمليا تعليق ميلنيك، وقال إنه "لا ينبغي للمرء أن يعلق أهمية على كل كلمة، ومن المهم التركيز على الشيء الرئيس وهو أننا نريد مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها".

وأكد المستشار إن برلين والحلفاء يريدون من روسيا وقف إطلاق النار وسحب قواتها من أراضي أوكرانيا، ولهذا السبب تم فرض عقوبات واسعة النطاق.