صحيفة إيطالية تفضح علاقة الحوثيين بتنظيمي الدولة والقاعدة في الصومال

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "نيغريسيا" الإيطالية، أن أسلحلة إيران التي يتم تهريبها إلى مليشيا الحوثي، تتسبب في مضاعفة الآلام، ليس في اليمن وحسب، بل في الصومال أيضا ومنها تنتقل لمناطق إفريقية أخرى.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن تقرير صادر عن منظمة "المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود" (مقرها جنيف)، أن عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية باتت عابرة للقارات، من اليمن إلى الصومال، ما يسفر عن تداعيات خطيرة.

تهريب ثنائي

وأشارت الصحيفة إلى وجود معلومات مؤكدة عن استقبال الصومال الأسلحة المهربة من إيران للمتمردين الحوثيين باليمن الذين يقاتلون تحالفا عسكريا تقوده السعودية والإمارات منذ سنوات.

وهذه الأسلحة التي يتم تهريبها إلى الصومال تنتهي بأيدي الجماعات المسلحة، لا سيما حركة الشباب التي تمتد أذرعها إلى خارج القارة الإفريقية.

ودق تقرير المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة، الذي تم إجراؤه بالتعاون مع 500 خبير في هذا المجال، ناقوس الخطر بشأن اتساع نطاق النشاط الإجرامي لحركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وحذر التقرير من أن انتشار الأسلحة غير المشروعة التي تم تهريبها من اليمن إلى الصومال له تداعيات خطيرة محتملة على أمن الدولة الإفريقية، وكذلك على دول الجوار مثل إثيوبيا وكينيا.

وأظهر أن مقاتلي حركة الشباب وتنظيم الدولة في الصومال، النشط خاصة في ولاية بونتلاند شبه المستقلة، حصلوا على الأسلحة الخفيفة والذخيرة بشكل روتيني من اليمن.

كما وثقت التحقيقات الميدانية في المبادرة العالمية ما مجموعه 417 قطعة سلاح خفيفة تم  تهريبها على متن مراكب شراعية في مسح شمل 13 موقعا مختلفا في الصومال.

وعثر في ثمانية من هذه المواقع  على قرابة 38 بندقية هجومية من طراز "تايب 56-1" وهي النسخة الصينية من بنادق كلاشينكوف الهجومية "أيه كيه-47" و "أيه كيه أم" السوفييتيتين.

وكشفت التحقيقات أن الوثائق المصاحبة لشحنات الأسلحة هذه تشير إلى أنها مهربة عبر مصدر آمن من الترسانات الحكومية لإيران.

ولفت التقرير إلى أنه لا يزال من الصعب تحديد متى وكيف وصلت البنادق إلى الصومال.

غموض كبير

كما لا يزال هناك غموض بشكل خاص حول ما إذا كانت هذه الأسلحة قد تم نقلها من الشحنات التي تنقلها السفن الإيرانية في طريقها إلى اليمن، أو ما إذا تم تهريبها إلى الصومال بعد وصولها إلى التراب اليمني.

وبغض النظر عن هذا الغموض، رجحت الصحيفة الإيطالية أن جزءا من 1400 بندقية هجومية و200  ألف طلقة، كانت محمولة على متن مراكب شراعية صغيرة، اعترضتها لاحقا القوات البحرية الأميركية في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2021 قبالة ساحل شمال بحر العرب، انتهى بها المطاف في الصومال.

من جانبها، ذكرت البحرية الأميركية بأنه من المرجح بشدة أن تكون الأسلحة جاءت من إيران عبر الطريق البحري الذي يستخدمه المتمردون الحوثيون عادة في عمليات التهريب في اليمن، في انتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن حظر الأسلحة.

وتأتي معلومات أيضا من بيانات جهاز نظام تحديد المواقع  (GPS)من مختلف المراكب الشراعية التي يستخدمها تجار الأسلحة والتي جرى حجزها. وبحسب ما كشفت عنه هذه البيانات، مرت السفن في الأيام التي سبقت اعتراضها عبر إيران.

على سبيل المثال، أشارت إحداثيات جهاز GPS تم العثور عليه على متن مركب شراعي اعترضته القوات الأميركية في فبراير/شباط 2021 إلى أن نفس القارب كان راسيا  في نهاية يناير/كانون الثاني 2021 في ميناء جاسك الصغير، على الجزء الغربي من الساحل الإيراني.

ويقع ذلك الميناء بالقرب من مضيق هرمز وهو مهم إستراتيجيا، كما أنه يستضيف قاعدة بحرية إيرانية منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2008.

وأوردت الصحيفة الإيطالية بأن الأدلة التي جمعتها المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود تشير أيضا إلى أن شبكات التهريب استخدمت مرارا وتكرارا نفس المراكب الشراعية لنقل شحنات متعددة من الأسلحة.

على سبيل المثال، تم التعرف على أحد المراكب الشراعية الذي تم اعتراضه في فبراير 2021  ويحمل اسم "أم المدائن" من قبل أحد مصادر المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة، على دراية بعصابات تهريب الأسلحة البحرية في كل من اليمن والصومال.

واقع متشعب

كما حققت المنظمة في تدفق الأسلحة إلى منطقة كابو ديلجادو الواقعة في شمال موزمبيق التي تشهد منذ أكتوبر / تشرين الأول 2017 تكثف هجمات تنفذها تنظيمات مسلحة.

من هذه التنظيمات، ذكرت الصحيفة الإيطالية تنظيم أهل "السنة والجماعة" المعروف بين السكان المحليين باسم الشباب، لكنه غير مرتبط بالحركة التي تحمل نفس الاسم في الصومال.

ويقول العديد من المحللين إن الجماعة المسلحة حصلت أيضا على أسلحة من خارج موزمبيق ما سمح لها بتنفيذ هجمات مميتة ونوعية بشكل متزايد.

في هذا الصدد، ذكرت الصحيفة الإيطالية فرضية استخدام الشبكات الإجرامية في المنطقة لتهريب الأسلحة عبر طرق تهريب المخدرات والأحجار الكريمة على طول سواحل المحيط الهندي.

كما يفترض كذلك بأن الأسلحة المهربة دخلت المنطقة من خلال شحنات على متن القوارب الشراعية  الصغيرة عبر جنوب تنزانيا باتجاه الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة على طول ساحل شمال موزمبيق.

وذكرت الصحيفة أن بعض الأسلحة التي تستخدمها الجماعات المسلحة في كابو ديلجادو تعود إلى الحرب الأهلية بين المليشيات الموالية لرينامو، المعروفة بحركة المقاومة الوطنية الموزمبيقية، وتلك التابعة للحزب الحاكم فريليمو، جبهة تحرير موزمبيق والتي دمرت البلد بين عامي 1976 و 1992.

بينما تم تهريب بنادق "أيه كيه-47" إلى شمال موزمبيق من منطقة البحيرات العظمى وتحديدا من بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تضيف الصحيفة.

وترجح أن تكون هذه الأسلحة قد أفادت حركة الشباب في الأشهر الأولى من التمرد، خصوصا وأن تقرير المبادرة الدولية خلص إلى أن معظم أسلحة المتمردين جرى نهبها من قوات الأمن الحكومية.