موقع أميركي: هيئة تحرير الشام و"جيش المعارضة" يمهدان لمرحلة جديدة بسوريا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع المونيتور الأميركي الضوء على اجتماعات تجرى بين الجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من تركيا وقيادات بهيئة تحرير الشام التي يصنفها المجتمع الدولي "جماعة إرهابية".

وقال الموقع إن اللقاءات بين الطرفين صاحبي النفوذ في شمال غربي سوريا قد تفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما وقد تمهد الطريق للاندماج لهيئة تحرير الشام في المستقبل بالجيش الوطني السوري المعارض.

وتمتلك “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) نفوذا عسكريا في عدة مناطق شمال غربي سوريا، بينها محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية وسهل الغاب شمال غربي حماة.

وتشكل الجيش الوطني السوري في نهاية 2017، من اندماج عدد كبير من فصائل الجيش السوري الحر، ليتحول إلى جيش نظامي في خطوة كانت الأولى من نوعها منذ الثورة السورية في 2011، وهو يتمركز في مناطق واسعة شمالي سوريا ساهم في تحريرها إلى جانب الجيش التركي.

تقارب لافت

وقال الموقع الأميركي إن هيئة تحرير الشام تحاول بجدية التنسيق مع الجيش الوطني السوري المعارض في القضايا الأمنية والعسكرية تمهيدا لخطوات أكبر قد تصل إلى اندماج كامل.

 وأضاف، سيشكل هذا التطور حجر الأساس لإدارة مدنية وعسكرية واحدة تحكم المناطق الخارجة عن سيطرة حكومة النظام السوري في شمال وغرب سوريا.

ولفت إلى أن دوائر المعارضة ومعارضين لهيئة تحرير الشام نشروا أخيرا تسريبات حول اجتماعات منتظمة بين قادة هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري المعارض.

وتُعقد الاجتماعات بشكل خاص مع عدد من قادة حركة التحرير التابعة للجيش الوطني السوري، التي تضم الفصائل الرئيسة المدعومة من تركيا في ريف حلب.

وأثارت هذه اللقاءات ومحاولات التقارب حفيظة المعارضين لهيئة تحرير الشام والعديد من أنصار الجيش الوطني السوري الذين يلومون هيئة تحرير الشام على إضعاف الجيش السوري الحر خلال السنوات الماضية.

وقال القيادي في الجيش الوطني السوري في ريف حلب، أبو أحمد منغ، على تطبيق تلغرام في 7 مارس/ آذار 2022، إن "حركة ثائرون للتحرير استضافت وفدا من هيئة تحرير الشام في حور كيليس بريف حلب الشمالي، بعد أيام من زيارة زعيم التنظيم فهيم عيسى إلى المنطقة".

والتقى عيسى خلال زيارته بزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني.

وتساءل منغ: "ما الفائدة التي قد تكون لحركة ثائرون للتحرير في التعامل مع مجموعة قتلت السوريين وفككت فصائل الجيش السوري الحر وتسببت في تشريد الثوار ومهدت الطريق لروسيا وعصابات بشار الأسد للاستيلاء على أراضي الثورة؟".

وردا على هذه التقارير، قال محمد نور ، مدير المكتب الإعلامي لـحركة " ثائرون للتحرير"، لـ "المونيتور": "الحديث عن لقاءات بين قيادات حركة التحرير التابعة للجيش الوطني السوري الحر وهيئة تحرير الشام غير صحيح".

وأضاف: لا توجد مثل هذه اللقاءات على عكس ما يدعي الجهاديون. لم نستقبل أي من قادة هيئة تحرير الشام وعلاقاتنا معهم ليست جيدة. أتساءل من أين تأتي هذه الشائعات".

وتأسست حركة ثائرون للتحرير في 23 يناير/ كانون الثاني 2022، عندما أعلنت حركة ثائرون، التي تضم تسعة فصائل من الجيش السوري الحر، عن اندماجها مع جبهة تحرير سوريا التي تتكون بدورها من فصيلين.

وجاء الاندماج في إطار تشكيل كيان جديد يسمى حركة ثائرون للتحرير بقيادة عيسى المقرب من تركيا، وهو سوري تركماني.

وبعد الإعلان بات الجيش الوطني السوري المعارض مقسما إلى أربع كتل عسكرية رئيسة هي: الفيلق الأول والفيلق الثالث وحركة ثائرون للتحرير والجبهة الوطنية للتحرير.

نقاط الاتفاق

ولفت الموقع إلى تداول معارضين لهيئة تحرير الشام في إدلب تسريبات بشأن عدة نقاط تم الاتفاق عليها بين هيئة تحرير الشام وحركة ثائرون للتحرير.

وبحسب صالح حموي المنشق سابقا عن هيئة تحرير الشام، تم الاتفاق على أن "تدخل قوات تحرير الشام المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري في ريف حلب تحت اسم قوات حماية القواعد التركية، وأن تدعم هيئة تحرير الشام حركة ثائرون للتحرير إذا تعرضوا للهجوم من قبل الفيلق الثالث".

كما تم الاتفاق على أن تقدم هيئة تحرير الشام دعما اقتصاديا لحركة ثائرون للتحرير وأن يتم التوصل إلى صفقة أمنية سرية بين الطرفين. كما ستتم إعادة هيكلة حركة ثائرون للتحرير".

من جانبها كتبت صحيفة "السراء" المحلية في 10 مارس على قناتها على "تلغرام" أن "الجولاني طلب قاعدة عسكرية لهيئة تحرير الشام في مارع بريف حلب، لكن عيسى رفض الطلب".

وقال مناهضون آخرون لهيئة تحرير الشام إن مسؤولي الأمن الأتراك الذين يديرون الدعم للجيش الوطني السوري هم من يشجعون التقارب بين هيئة تحرير الشام وفصائل ثائرون.

ويعتقد هؤلاء أن الأحداث تنذر بمصالحة بين الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام.

وقال مزمر الشام، وهو معارض انشق عن هيئة تحرير الشام، على تلغرام في 13 مارس، إن بعض قادة الجيش الوطني السوري يخدعون المعارضة عندما يقولون إن من مصلحة الثورة إنهاء الخلافات مع هيئة تحرير الشام والسعي إلى التقارب.

وأضاف: "لا داعي لتكرار أن الجولاني يتلاعب بهؤلاء القادة الحمقى لينجح في مشروعه الهادف إلى السيطرة على الشمال إلى جانب إدلب، والحكم الفردي. حتى كبار السن والأطفال في هذه المناطق يعرفون ذلك ".

معلومات دقيقة

وقال قيادي في الجيش الوطني السوري لـ"المونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "المعلومات المتعلقة بالاجتماعات بين فصائل هيئة تحرير الشام والجيش السوري الحر دقيقة، في إطار التنسيق الأمني ​​والعسكري والاقتصادي بين عدة فصائل وهيئة تحرير الشام".

وأضاف أنهم في الآونة الأخيرة كانوا يعقدون اجتماعات منتظمة، لكنهم لا يريدون التحدث عنها، ويفضلون إبقاء الأمور سرية، لحساسية الموضوع ولأن هيئة تحرير الشام تصنف على أنها جماعة إرهابية".

وخلص الموقع إلى أن التسريبات حول اللقاءات بين هيئة تحرير الشام وبعض فصائل الجيش الوطني السوري تبدو صحيحة.

وتعتقد بعض فصائل الجيش الوطني السوري أنه من المهم التعامل مع هيئة تحرير الشام المصنفة على أنها منظمة إرهابية لإقناعها بتفكيك نفسها وتشكيل تشكيلات عسكرية جديدة للتخلص من تصنيف الإرهاب.

وقد تمهد هذه الخطوات الطريق لدمج حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام في إدلب والحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة في ريف حلب، بحيث تخضع جميع مناطق المعارضة لسلطة مدنية وعسكرية موحدة.

ومع ذلك، تتطلب هذه التطلعات تنازلا من هيئة تحرير الشام، وهناك أسئلة حول استعداد المجموعة وقائدها لتقديم تنازلات والتضحية بالمكاسب التي حققتها مؤخرًا.

وتواصل "المونيتور" مع المكتب الإعلامي لهيئة تحرير الشام، لكنه لم يؤكد أو ينفي اللقاءات بين قيادات هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري، لا سيما حركة ثائرون للتحرير.